هل تجوز الصلاة بالحذاء

هل تجوز الصلاة بالحذاء

الصلاة بالحذاء

الصلاة بالنعال من الأمور الجائزة، والتي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بها مخالفةً لليهود، إذ قال -عليه الصلاة والسلام-: (خالِفوا اليَهودَ فإنَّهم لا يصلُّونَ في نعالِهِم ولا خفافِهِم) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح] فكان هو وأصحابه يصلون بالنعال، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن ينظروا فيها مخافة أن يكون فيها شيء قذر فقال: (إذا جاء أحدُكم إلى المسجدِ فَلْيَنْظُرْ فإن رأى في نَعْلَيْهِ قَذَرًا أو أذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فيهِما)[المجموع| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح] ، وقد خلع النبي -عليه السلام- نعله غير مرة في الصلاة إذ أخبره جبريل بوجود أذًى فيهما في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- (بينما رسول اللهِ يصلى بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فخلع الناس نعالهم فلما قضى رسول اللهِ صلاته قال: ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟ قالوا رأيناك ألقيت نعلك فألقينا نعالنا قال: إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا) [إرواء الغليل| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن المعلوم أن مساجدهم كانت مفروشةً بالحصباء والرمل إذ لا تتأثر بدخولها بالأحذية ومن ذلك يستنتج أن الصلاة في النعال مباحة بعد التأكد من نظافتها ولا بأس من الصلاة حافيًا[١].


هل تجوز الصلاة بالحذاء؟

قد يتعذر أو يصعب على بعض الأشخاص نزع أحذيتهم لا سيما إن كانت كبيرةً كأحذية العساكر مثلًا لأداء الصلوات، ويستشكل عليهم جواز الصلاة مع لبسها، وحكم الصلاة مع لبس الحذاء جائزٌ ولا فرق في ذلك بين الحذاء الصغير أو الكبير مع اليقين التام بعدم وجود أي نجاسة عليه، لحديث أنس بن مالك: (أكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في نَعْلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وإن وجدت النجاسة في نعل المصلي يترتب عليه تدليكهما قبل الصلاة لقول الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاء أحدُكم إلى المسجدِ فَلْيَنْظُرْ فإن رأى في نَعْلَيْهِ قَذَرًا أو أذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فيهِما) [المجموع| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، وهذا الحكم مرتبط بعدم وجود سجاد في المسجد، فإن وجد به السجاد، فيفضل الصلاة بلا نعل منعًا لتلويث المسجد وإفساد الفرش الخاص به[٢].


أمور يجب الانتباه لها عند الصلاة بالحذاء

يسن التَّيامن عند التَّنعُّل بالبدء بلبس الحذاء في القدم اليمنى أولًا كما يسن عند نزعهما البدء باليسرى، ولا يجوز المشي بنعل واحدة فإما أن يلبس النعلين معًا أو يخلعهما معًا، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا انتعَلَ أَحَدُكم، فلْيَبْدَأْ باليَمينِ، وإذا خلَعَ اليُسْرى، وإذا انقطَعَ شِسْعُ أَحَدِكم فلا يَـمْشِ في نَعْلٍ واحِدٍ، لِيُحْفِهما جَـميعًا، أو لِيُنْعِلْهما جَـميعًا) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين]، فارتداء نعل واحد يخالف الوقار، ويعسر المشي فيكون ذلك سببًا للتعثر، وقد ورد في حديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الشَّيطانَ يمشي في النَّعلِ الواحدةِ) [السلسلة الصحيحة| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، وهذه آداب عامة مشروعة عند التنعل.


كما يسَّن كذلك الصلاة بالنعال كما ذكر سابقًا، إلا أنه يجب التنبيه على أن تطبيق السنة قد يؤدِّي لمفسدة في بعض الأحيان ما يعطي الأولوية لدرء هذه المفسدة على تطبيق السنة، إذ يطبق بعض الحريصين على الخير الصلاة بالنعل داخل المسجد ما يحدث نزاعًا واستنكارًا من البعض لا سيما إن كانوا يجهلون هذه السُّنَّة فيتسببون بالاختلاف الذي ينافي مقاصد الجماعة، عدا عن تلويث المسجد كون مساجدنا مفروشةً بالسجاد في هذه الأيام ما يؤدي لاتساخها فيتأكَّد بذلك عدم الصلاة بالنعل؛ إذ تحث السُّنَّة النبوية في كثير من النصوص على تنظيف المساجد وصيانتها وإماطة الأذى منها بل إن البزاق فيها خطيئة فكيف بسائر الأذى والأوساخ، على ألا يُفهم بذلك التزهيد في تطبيق هذه السُنَّة والتهاون في أمرها، إذ يمكن تطبيقها في البيت أو عند الخروج في نزهة أو حال السَّفَر أو في مساجد اعتاد أهلها على أداء هذه السُّنَّة، ونحو ذلك من المواطن الممكنة[٣].


من حياتكِ لكِ

يتساءل العديدون عن جواز المسح على أحذيتهم، فإن كان النعل ساترًا للقدم والكعبين جاز المسح عليه قياسًا على حكم الخف، وأما إذا لم يستر محل الفرض فلا يجوز المسح عليه، علمًا أن للمسح على الجوربين والخفين أحكامًا، وهي[٤][٥]:

  • أن يسترا محل الفرض والشامل لمنطقة القدم والكعبين.
  • إذا مسحتِ على النعل ثم خلعتِه وأنتِ على طهارة، لا ينتقض وضوؤك على أرجح الأقوال، لكن تنتهي رخصة المسح لديكِ بعد هذا الخلع، فإن لبستِه مرة أخرى وأردتِ الوضوء توجب عليكِ خلع الحذاء والجورب وغسل قدميكِ.
  • إذا لبستِ الجوربين مع حذاء قصير لا يغطي الكعبين فعليكِ أن تمسحي على جوربيكِ مع خلع نعليكِ فقط، كما بإمكانكِ المسح على الحذاء والجوارب معًا، ثم إذا نزعتِ حذاءكِ وكذلك جواربكِ لاحقًا لم ينتقض وضوؤكِ وجازت لكِ الصلاة مع عدم تمكنكِ من المسح عليهما بعد ذلك.
  • الأحكام المتعلقة بالخف تنطبق على الجورب والحذاء الساتر كذلك؛ فحكمها واحدٌ عند العلماء.
  • يكون المسح على الخف والجوارب بتبليل يديكِ بالماء وتمريرها بدءًا من أطراف أصابع القدم إلى الساق مرةً واحدةً فقط، فامسحي القدم اليمنى باليد اليمنى والقدم اليسرى باليد اليسرى من أعلى الخف أو الجورب لا من أسفلهما؛ فذلك بخلاف السنَّة، فعن عليٍّ -رضيَ اللهُ عنه- قال: (لو كان الدِّينُ بالرَّأي لكان مسحُ أسفلِ الخُفِّ أولَى من أعلاهُ) [ فتح الباري لابن حجر| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن]


المراجع

  1. "الصلاة بالنعال في المسجد المفروش بالسجاد"، islamqa، 16-3-2005، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
  2. " "حكم الصلاة في الحذاء"، islamweb، 22-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.
  3. الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح (1-2-2016)، "من آداب لبس الحذاء وتنبيه حول الصلاة بالأحذية "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
  4. "أحكام المسح على الحذاء"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
  5. "المسح على الخفين والجوربين"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :