الطلاق
الطلاق أبغض الحلال، ولكنه في النهاية أمر محلل ومشروع، شرعه الله عز وجل ليكون بمثابة إنهاء لصراع وخلاف كبير قد يكون مدمرًا للأسرة كلها في حال استمر الزواج، فالله عز وجل أعلم وأدرى بنفوس عباده، فهو يعلم أن الزوج ربما لا يجد ما يبحث عنه في زوجته أو الزوجة كذلك لا تجد ما تريده في زوجها، ويستحيل بالنسبة للطرفين الاستمرار بالعلاقة، وهذا فيه تدمير نفسي لهما، فشرع لهم الله عز وجل الطلاق وجعله آخر الحلول بعد محاولة الإصلاح وحل المشاكل بالتفاهم والتراضي، لكن الطلاق بين الزوجين يجب أن يخطط له بطريقة عقلانية ومدروسة من كل الأبعاد حتى لا يكون تدميرًا للزوجين ولا للأولاد، وحتى لا يعود بالضرر الكبير على المجتمع[١].
آثار الطلاق على المجتمع
شُرع الطلاق فقط للضرورة القصوى، وعندما تنعدم كل السبل لحل المشاكل، لما فيه من آثار سلبية على المجتمع، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي[٢]:
- التراجع الأخلاقي في المجتمع: فالأم والأب هما المسؤولان عن تربية الأبناء، وفي حال انهدم بنيان الأسرة فإن الطفل سيعيش في شتات ما بين الأم والأب بما يعني التقصير بالتربية من كلا الطرفين وتدني الأخلاق لدى الأولاد.
- انتشار الجريمة: فالطلاق يجعل الطفل أكثر عرضةً للانحراف لأن الرقابة عليه تقل فيعتمد كل من الأبوين على الآخر، ويُلقي المسؤولية على كاهله، كما أن زواج أحد الطرفين أو كليهما قد يُبعده كليًا عن تربية ابنه ليصبح فريسة الجريمة والانحراف.
- ارتفاع نسبة العنوسة أو التأخر في الزواج لسن كبير: فغالبًا ما تُسبِّب حالات الطلاق الفزع لدى غير المتزوجين وتدفعهم إلى تأجيل فكرة الزواج أو ربما إلى إلغائها من مخططات حياتهم.
- التأثير النفسي السلبي على المرأة والأولاد بشكل كبير: فالمطلقة للأسف في نظر المجتمع منتقصة الحقوق، والأولاد أيضًا يعانون بعد طلاق والديهم من القهر والحرمان من الجو الأسري والحنان وتلبية الحاجات النفسية من حب ومشاركة وسماع لمشاكلهم.
- العبء المادي على أهل السيدة المطلقة: في حال عادت إلى أهلها مع أولادها خاصةً في حال لم تكن عاملةً.
- انتشار الحقد والبغضاء والانفصال الاجتماعي بين العائلات: فمهما حاول الزوجان الانفصال بود وحب سيُحدث انفصالهم شرخًا في العلاقة بين العائلتين، والأصعب أن يكون كلا الزوجين من نفس العائلة، فهذا سيُحدث تفككًا واضحًا فيها.
إصلاح ذات البين
يُقصَد بإصلاح ذات البين السعي لحل الخلاف أو النزاع بين الزوجين قبل الوصول إلى الطلاق، والأفضل أن يجلس كلا الزوجين ويتناقشا في الأمور العالقة، فالحوار قد يحل الكثير من المشاكل ويسلط الضوء على الكثير من الأمور الغائبة، وربما حل المشكلة كان بسيطًا لكنهم غفِلوا عنه لغياب الحوار، ويُفضل ألا يتدخل أي شخص في هذه المرحلة، وفي حال لم يصل الزوجان إلى نتيجة من الحوار يمكن عندها الاستعانة بصديق مشترك بين الزوج والزوجة ليحاول الإصلاح، وفي النهاية في حال عجز الصديق يمكنهم اللجوء إلى الأهل ليلعبوا دور المصلحين بشرط تجنب التحيز لطرف دون آخر، أما في حال نفدت كل الطرق فإن الحل سيكون الطلاق، والأفضل أن يكون الطلاق حضاريًا وعقلانيًا يضمن لكلا الطرفين وللأطفال الراحة فيما بعد[٣].
المراجع
- ↑ "أثر الطلاق على المجتمع "، النجاح ، اطّلع عليه بتاريخ 11-04-2019.
- ↑ "الأثار النفسية والاجتماعية للطلاق على المرأة "، صحتك ، اطّلع عليه بتاريخ 11-04-2019.
- ↑ "أثر الطلاق على المجتمع"، الولاية الإخبارية ، اطّلع عليه بتاريخ 111-04-2019.