مفهوم الصداقة الحقيقية

ما مفهوم الصداقة الحقيقية, وكيف تعرفينها؟

تعرف الصداقة الحقيقية على أنها روح متحدة في جسدين، شخصان قريبان للغاية من بعضهما البعض، وتتزامن أفكارهما وأفعالهما معًا في معظم الأوقات، وتمتاز الصداقة الحقيقة بامتلاكها لرابطٍ قوي لا يُكسر، فالصديق الحقيقي يكون دائمًا حاضرًا عند صديقه يسانده ويدعمه، ويفهم الصديقان الحقيقيان بعضهما البعض دون كلام، ويعرفان ما يفرح كل منهما عند الحزن، ويعرف كل منهما عيوب الآخر، ومع ذلك يكنّ كل الحب والتقدير للآخر، ويحسنان الظن ببعضهما البعض، ويساعدان بعضمها في المواقف الصعبة وأسوأ المشكلات^[١].

أمّا في كيفية معرفة هذه الصداقة فهنالك علاماتٍ وسماتٍ وصفات عدة منها ما يلي^[٢]:

• الصديق الحقيقي أمين ومُخلص؛ ويعين صديقه في كفاحه ومشكلاته في حياته، والصديق الحقيقي يمكن الاعتماد عليه، ويدافع عن صديقه إن تعرض لأي أذًا نفسي أو جسدي.
• الصديق الحقيقي يكون صادقًا مع صديقه، فلا يكذب عليه أبدًا ولا يُخفي أي شي عن نفسه وحياته، ويظهر نقاط ضعفه وانهزاماته أمام صديقه دون خوف منه بل بكل راحة وطمأنينة، وكونه صادق مع نفسه سيكون بالتأكيد صادق مع رفيقه.
• الصديق الحقيقي يتقبل كل ما في صديقه من مميزات وعيوب؛ دون أن يجعل صديقه يخفي أي جانب سلبي أو نقص فيه، ويستمع لكل تغيير يرغب فيه رفيقه ولأفكاره المتقلبة ويحاول أن يدعمه.
• الصديق الحقيقي أمين ويوثق به، فلن يدور أبدًا للحديث عن حياتك الشخصية لأي أحد، فيمكن الوثوق به على أعمق الأسرار، وعلى أي أمر حساس في الحياة الشخصية.
• الصديق الحقيقي يهتم ويرعى صديقه دومًا، فهذه النقطة عاملٌ أساسي لمعرفة الصداقة الحقيقية، فمن النادر أن ترى أي شخص ينتبه لأفكار وأفعال أي شخص، لكنه هو وحده يفعل يتصل حتى لو لم يتصل به صديقه، ويبذل وقته وجهده في الاستماع إلى مشاكل صديقه، ويقدم له كل النصائح التي يمكن أن تعينه.
• الصديق الحقيقي غير أناني؛ يؤاثر على نفسه دائمًا من أجل صديقه.
• الصديق الحقيقي متواضع، ومُعترف بعيوبه ونواقصه ويدرك أنه ليس دائمًا على حق، كما يستمع لأفكار صديقه وآرائه المختلفة، وهذه الصفة تدل على أن الإنسان يرغب في التطور والتحسن دائمًا، ويحاول ليكون صديقًا أفضل.
• الصديق الحقيقي إيجابي، ويُفائل صديقه ويُجد له الأمل حتى في المواقف التي يسيطر عليها اليأس، ويظهر كل ما هو جميل في صديقه ويساعده بأن يرى وأن ينظر لما هو إيجابي حتى في الظروف السيئة التي قد يمر بها.
• الصديق الحقيق إنسان مُسالم، ولا يزيد من توتر صديقه في الأوقات الصعبة ولا يجعل حياة صديقه مقلقة، بل هو من يجبل السلام لحياة صديقه.
• الصديق الحقيق يعد مشجعًا لصديقه بأمرّ الأوقات، وبلحظات اليأس ونفاذ الطاقة، ويزرع الثقة في نفس صديقه ويحفزه لتحقيق أحلامه.

تعرفي على أهمية وجود الصداقة الحقيقية في حياتك

هنالك العديد من النقاط الجوهرية والتي تبين أهمية الصداقة الحقيقية في حياتك نذكر أهمها كما يلي^[٣][٤]:

• تقلل الصداقة الحقيقية من التوتر، فوجود صديقة حقيقية بجانبك تستمع لكِ عندما تتحدثين عن أكبر مخاوفك وقلقك، وتدعمك عندما تحتاجين تفريغ مشاعرك السلبية والعصيبة، فلا شيء قادر على التقليل من التوتر كالتحدث والاستماع.
• تدعمك الصديقة الحقيقية بإخلاص، خاصة عندما تضعين كامل ثقته بها وتتبادلان نفس الإخلاص، والوفاء يمد بشعور الاستقرار ويساعد في احترامك لذاتك.
• ترتبط القوة العاطفية والعقلية بروابط عميقة مع صديقتك الحقيقية القوية، وتعكس أفكارك ومعتقداتك وأفعالك، وتشاركك بمشاعرك وتدعمها.
• يكون للصديقة الحقيقية حس بديهي في التعرف على ما يجول في داخلك من حزن أو فرح، كما تقرأ مشاعرك وتعرف حدسيًا ما يمكن أن تقومي به وتتصرفي على الفور، لذلك تجدينها بجانبك دائمًا.

ما واجبكِ اتجاه صديقتكِ الحقيقية؟

تكثر الواجبات والمسؤوليات اتجاه صديقتك الحقيقية ولكن سنذكر بعضًا منها فيما يلي^[٥][٦]:

• ادعميها في الأوقات الصعبة، وشجعيها على السعي وراء أهدافها، وساعديها في حل مشكلاتها، واحترمي قراراتها حتى لو كانت تختلف عن مبادئك، فالصديق الحقيقي لا يطلق أي أحكام بل يحاول تقديم النصيحة فقط، وهذه الأمور تخلق بيئة صداقة مريحة تشعر الطرفين بالتقدير والاهتمام.
• استمعي لها، على بساطة القيام بهذا الأمر إلّا أن الاستماع الجيد لصديقتك أثناء حديثها وشرحها يعد نوع من أنواع الاحترام، يُظهر لها باهتمامك في معرفة كل ما يتعلق بها، واطرحي عليها الأسئلة أثناء الاستماع وحافظي على التواصل البصري فيما بينكما.
• لا تسيطري على صديقتك، وتُلزميها بتبني أفكارك، وانصحيها ولكن لا تتحكمي بها.
• احفظي أسرارها ولا تشاركينها مع أي أحد كان حتى لو كان أقرب الناس لها.

نصائح لتعليم أطفالكِ الصداقة الحقيقية

إليكِ بعض النصائح التي تفيدك في تعليم الأطفال لمفهوم الصداقة الجيدة وتعليمهم تميزها عن غيرها^[٧]:

• اشرحي لأطفالك بوضوح الأفعال التي تصدر من الأصدقاء الجيدين؛ فهم يتذكرون كل ما هو مهم بشأنهم كأعياد الميلاد، ويستخدمون لغة مهذبة ولطيفة فيما بينهم، ويساعدون أصدقائهم في الحزن والمشكلات.
• اقرئي لهم كتبًا عن الصداقة؛ فهنالك العديد من القصص المثيرة والمدهشة المصورة في أدب الأطفال، توضح كيف يختلف الأصدقاء عن بعضها البعض تمامًا ولكنهم يتواصلون مع بعضهم البعض، وتؤكد أهمية أن يكون الصديق طيبًا متعاونًا مع أصدقائه.
• كوني قدوةً حسنة، وكوني صديقة جيدة، وهذه من أكثر الطرق فاعلية في تعليم الأطفال الصداقة الحقيقية، إذ حدثيهم دومًا عن أصدقائك بطريقة إيجابية، وخصصي بعض الأوقات لمساعدة أصدقائك وخذي معك الأطفال ليشاركوا في المساعدة.
• وسّعي دائرة معارفهم واجليعهم محاطين دومًا بالأشخاص والأصدقاء الجدد.
• مارسي كل ما يحبه طفلك من ممارسات ومهارات إيجابية يحتفظ بها عند تعامله مع أصدقائه أثناء لعبك وحديثك معه، كممارسة المشاركة والتعاون، وقول الكلمات اللطيفة، والدفاع عن الصديق.

المراجع

1. ↑ "True Friend", urbandictionary, Retrieved 27/4/2021. Edited.
2. ↑ "Definition of a True Friend – 17 Characteristics", antimaximalist, Retrieved 27/4/2021. Edited.
3. ↑ "5 Reasons Why Female Friendships Are SO Important", outlandishblog, Retrieved 27/4/2021. Edited.
4. ↑ Ekua Hagan (16/8/2018), "The Importance of Female Friendships Among Women", psychologytoday, Retrieved 27/4/2021. Edited.
5. ↑ "What Should A responsible Friend Do To Other Friends?", auhbd, Retrieved 27/4/2021. Edited.
6. ↑ Ayra Moore, "Responsibilities of a Friend", oureverydaylife, Retrieved 27/4/2021. Edited.
7. ↑ Kristina (19/5/2015), "TEACHING KIDS LIFE SKILLS: BEING A GOOD FRIEND", kidsactivitiesblog, Retrieved 27/4/2021. Edited.