الزواج
الزواج العلاقة المقدسة في مختلف الأديان السماوية، وفي الديانة الإسلامية فقد حثت الأدلة الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على الزواج؛ وقد جاء في قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ سورة الروم، آية: 21، ومن المتعارف عليه أن للزواج في الدين الإسلامي قواعدَ وإجراءاتٍ وأحكامًا شرعية يجب أن يخضع لها ليكون صحيحًا، ويعد الزواج بأنه عقد بين شخصين يدخل حيز التنفيذ في حال توفر الشروط الأساسية به كالإيجاب القبول والعقلانية للطرفين، بالإضافة إلى أنه إذا كان أحد الطرفين مسلمًا يستوجب أن يكون الآخر مسلمًا أو كتابيًّا وغيرها الكثير من الأحكام، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت مفاهيم ومصطلحات حديثة ومنها الزواج العرفي والزواج المدني وغيرها، وفي هذا المقال سنتحدث عن معنى الزواج المدني وتوضيح الفرق بينه وبين الزواج الشرعي.[١]
الزواج المدني
يشير معنى الزواج المدني إلى ذلك العقد الذي يتم بحضورِ كاتب عدل أو محكمة ما، وتتفاوت الآراء حول مشروعيته في مختلف الديانات، وبالرغم من الاختلاف الكبير في عقد الزواج المدني؛ إلا أنه قد بدأ بالانتشار مؤخرًا بعد ازديادِ أعداد أتباع الديانات السماوية وغيرها، كما ساهم اتساع رقعة حرية الاعتقاد الديني في نشره أكثر، ويأتي هذا النوع من الزواج ليشكل حلقة وصلٍ اجتماعية بين مختلف أتباع الديانات في الدول حول العالم، وقد حرصت الدول على ضمانِ توثيق الزواج والاعتراف به بغض النظر عن الديانات والاختلاف فيما بينها من الطقوس والعبادات.[٢]
تُطلق تسمية الزواج العلماني على الزواج المدني في كثيرٍ من الأحيان، وهو ذلك العقد المبرم بين شخصين لغايات بناء أسرة متكاملة، ويُسجّل رسميًّا في المحاكم المطبقة للقانون والدستور في تلك الدولة، ويُشار إلى أنه قد جيء به لغايات تبديد الفروقات الدينية والمذهبية والعرقية بين الأطراف، فيتيح هذا الزواج اقتران طرف تابع للديانة المسيحية بآخر تابع للديانة الإسلامية أو اليهودية والعكس صحيح، ويكون عادةً بقبول الطرفين وبحضور كاتب العقد والشهود وجميع متطلبات عقد الزواج، ولا يُنقص عقد الزواج المدني من حقوق الأزواج سواء كانت الاجتماعية أو المدنية أو الخدمية وغيرها.[٣]
انتشار الزواج المدني
يعود تاريخ ظهور الزواج المدني لأول مرة إلى العصور القديمة في قارةِ أوروبا؛ وتزامن ذلك مع انفصال الكنيسة عن الدولة استعدادًا لنشر العلمانية؛ أي فصل الدين عن السياسة تمامًا، وقد لاقى هذا الزواج رفضًا من الكثير من الجهات، إلا أنه بدأ بالانتشار تدريجيًّا في دول أوروبا حتى أصبح شائعًا، وفي الوقت الحالي قد تحوّل الأمر ليصبح هذا النوع من الزواج معترفًا به في مختلف أنحاء العالم، لكن بعض الدول تضع بعض الشروط المرافقة لتطبيقه كالديانة اليهودية مثلًا.[٣]
أما الزواج المدني في الوطن العربي فيحظى بموجةِ جدلٍ عارمة، إذ تثار الشكوك حول مشروعيته على الصعيد الإسلامي والمسيحي، ويشار إلى أن الشعوب العربية متدينة وملتزمة بتعاليم دينها وأحكامها؛ مما جعلها ترفض الزواج المدني لمخالفته أحكام الشريعة الإسلامية، لذلك يعد مرفوضًا وممنوعًا في اليهودية والإسلامية والمسيحية، ويخضع للأحكام الخاصة وفقًا للقوانين التي تراها مناسبة.[٣]
الفرق بين الزواج المدني والشرعي
قد تتساءل الغالبية العظمى من الأفراد حول الفرق بين معنى زواج مدني وآخر شرعي، وفي الحقيقة يكمن الفرق بما يأتي[٣]:
- الزواج المدني لا يتطلب سوى الإيجاب والقبول دون ضرورةِ وجود عقد، فاللفظ وحده يعد وافيًا، أما الزواج الشرعي فيتطلب إبرام عقد تدون فيه كافة تفاصيل الزواج ويشترط أيضًا القبول من الطرفين ووجود ولي شرعي للمخطوبة.
- يمنع الزواج المدني منعًا باتًّا تزويج شخص سبق له الزواج، أما الشريعة الإسلامية فتبيح للمتزوج تعدد الزوجات حتى أربع زوجات، ويشار إلى أن القاضي قد يلجأ لمنح المتزوج إذنًا في حال الزواج المدني مرة أخرى في حال وجود سبب قانوني ومقنع توافق المحكمة عليه.
- الزواج المدني زواج يجعل كفة الذكر والأنثى متساوية من حيث الإنفاق، أما في الشرع الإسلامي فالنفقة تقع على عاتق الرجل وتُعفى المرأة من ذلك بالكامل، وتكون مسؤولة من الرجل الذي تتزوجه بمختلف المجالات.
- في الزواج الشرعي في الإسلام يكون حق الطلاق بيد الرجل، إلا أنه يحق للمرأة المطالبة بالشرع والقانون بالحصول على الطلاق، أما في الزواج المدني فيكون الطلاق بيد الزوجين إذ يطلّق أيٍ منهما الآخر في أي وقتٍ استدعى وقوع الطلاق.
المراجع
- ↑ "تعرّف على مكانة و مفهوم الزواج في الدين الإسلامي"، رمان، 23-12-2018، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2019. بتصرّف.
- ↑ غفران حبيب (5-2-2017)، "الزواج المدني: كيف يختلف الزواج مدنيًا عن الزواج الشرعي؟"، تسعة، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث منة الرفاعي (4-12-2018)، "قراءة في الزواج المدني في العالم العربي"، نون بوست، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.