محتويات
أهمية الاستماع إلى الآخرين
كثيرة هي هموم الحياة، وكل الأشخاص من حولنا يمرون بمواقف يحتاجون فيها للبوح بما يزعجهم ليخففوا من وقع ما يشعرون به، ومن أجل هذا نجد أن كثيرًا من الناس يحبون الاستماع إلى الآخرين، ويرغبون كذلك في تطوير مهاراتهم في الاستماع، إضافة إلى ذلك فالاستماع الجيد هو البوابة التي توصل الإنسان إلى الفهم الدقيق، فالشخص الحكيم عادة هو من يستمع أكثر مما يتحدث، وفيما يلي إيجابيات الإصغاء إلى الآخرين[١]:
- كسب الإعجاب، إذ يميل الأفراد للإعجاب بأولئك الذين يستمعون إليهم، الأمر الذي يرفع مستوى العلاقات الشخصية والمهنية للمستمع ويحسنها.
- الوصول إلى حل المشكلات بطريقة أفضل.
- تعلم وجهات نظر مختلفة وتوسيع الأفق للمستمع في مواجهة الصعاب.
- كسب المعلومات المهمة والمفيدة في مجالات عدة والتي بدورها تسهل مرحلة اتخاذ القرارات للمستمع.
- تجنب الخلاف وسوء الفهم من خلال تنمية مهارة الإصغاء.
- تعزيز الثقة بالنفس للمستمع.
كيف تكون مستمعًا جيدًا
فيما يلي طرق لتنمية مهارات الاستماع[٢][١]:
- التواصل البصري، وعدم إشاحة النظر عن المتحدث، إذ إنّ العيون يمكن أن تختصر الكثير من الكلمات، كما أنها توضح كثيرًا من الأشياء المبهمة في الحديث، علاوة على ذلك فإن التواصل البصري إشارة إلى أن المستمع مهتم بما يسمع، ويريد من الشخص المقابل أن يستمر في حديثه.
- التعرف على سبب فتح الحديث، فمعرفة الشخص لسبب طرح الحديث، سواء أكان شخصيًّا أم جماعيًّا يجعل لديه خلفية مسبقة عن الموضوع تزيد من حماسه لمعرفة التفاصيل.
- التركيز الشديد مع المتحدث، والمشكلة تكمن عند البعض في الانشغال بالرد وتحضيره، بدلًا من التركيز مع المتحدث والإصغاء التام له، مما يجعل الشخص شارد الذهن وغير حاضر بكل حواسه مع المتحدث.
- التقليل من الأشياء التي قد تشتت انتباه المستمع وتقلل تركيزه، كأن يكون صوت التلفاز مرتفعًا أو أن يكون المكان مليئًا بالضجيج، وفي مثل هذه الحالة يفضّل أن يدور الحوار في مكان هادئ يسمح للشخص بأن يضع كل تركيزه مع المتحدث، ويمكن إغلاق الهاتف المحمول في حال كان الأمر ضروريًّا جدًّا.
- التفاعل الإيجابي مع المتحدث، فطرح الأسئلة أثناء الاستماع يدل على أن الشخص المستمع مهتم بالأمر، ويرغب في معرفة التفاصيل، مما يُشعِر المتحدث بالراحة أكثر.
- التفاعل الصوتي بتعليقات بسيطة، مثل "آها، نعم، يا إلهي، استمر، تابع" ليستشعر المتحدث أن الشخص المقابل حاضر معه بكل حواسه وتجنب العبارات المبتذلة التي تُشعر بالإحباط.
- التدخل بآراء جانبية أو قصص لها علاقة بالموضوع، فهذا دليل على الاهتمام.
- الإيماءات بالوجه والعينين، وبعض الحركات باليدين يمكن أن تدل على اهتمام الشخص وتركيزه مع المتحدث.
- الالتزام بالموضوع المطروح، وعدم الانتقال إلى مواضيع جانبية قد لا تعني الشخص المتحدث.
- التعاطف مع المتحدث فهو أمر مطلوب من الشخص المستمع، ولكن بشرط عدم المجاملة على حساب الحق، أو إعطاء الرأي الخاطئ فقط من أجل إرضاء المتحدث.
مستويات الاستماع
فيما يلي المستويات الخمسة للاستماع[٣]:
- السماع، إذ تحمل هذه الدرجة عدم الاكتراث بالحديث، وهي أدنى مستويات الاستماع، ويحصل السماع عند مقاطعة الشخص المتحدث عند الحوار في موضوع ما والتوجه للحوار في موضوع آخر.
- الاستماع اللامبالي أو التظاهر بالاستماع للشخص، ويحصل ذلك عند انشغال المتلقي عن ما يُلقى عليه من الكلام، ويظهر جليًّا عند سماع كلمات مثل "موافق أو حسنًا" أثناء مكالمة أحدهم هاتفيًّا.
- الاستماع المزيف أو مستوى الاستماع الانتقائي، وهو الاستماع باهتمام لما يقوله الشخص عند التحدث في أمر ما ثم تجاهله عند التطرق لموضوع آخر.
- الإنصات، إذ يُعدّ الاستماعَ الحقيقي للكلام، والاهتمام بكل كلمة من المتحدث والخوض في التفاصيل دون مجاملة.
- الإصغاء، إذ يُعدّ أعلى مستويات الاستماع بالجوارح والتعاطف مع الكلام المسموع والأخذ به، كما يتطلب التحلي بالصبر عند الإصغاء ومحاولة فهم أعماق الكلام، ويعد مهمًّا عند الرد على الاستفسارات المتكررة لاستيعاب مقاصد المتحدث.
أهمية الاستماع للقرآن الكريم
إلى جانب حقيقة أن القرآن غني بالمعرفة، فإنه يعود بالفائدة على المسلم في الدنيا، والأجر والثواب العظيم في الآخرة وهو شفاء لسقم المؤمن ورحمة مهداة لقلبه، وقد أمرنا الله عز وجل باتباع أحكامه المنزلة في محكم آياته، كما تجب تلاوة القرآن وتجويده، والإنصات والإصغاء عند سماعه فيقول الله تعالى: {وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ} [الأعراف: 204]، ويذكّر القرآن الكريم المؤمن بالغاية الحقيقية في خلافة الأرض وهي العبادة ويكون ذلك بالاستماع لآيات الله والتدبر في معانيها، إضافةً إلى أن المسلم يجب عليه الإنصات عند الصلاة خلف الإمام والانتباه لما يلقيه من القرآن، ومن الجدير بالذكر أن الاستماع للقرآن الكريم يعود بالأجر والثواب حتى في حالة عدم استيعاب معاني ما يذكر من آياته، ولكن يجب أن يكون المسلم حريصًا للغاية على فهمها، وتعلّم هذه المعاني من العلماء.[٤][٥].
مؤشرات سوء الاستماع
يُطلب من المستمع الجيد بعد كل حديث أن يقدم النصح للمتحدث في حال تطلب الأمر هذا، أو أن يخفف عنه في حال جاء يشكو همومه فقط، ويجب أيضًا على المستمع أن يدرك أن هذا الشخص اختاره من بين كثير من الأشخاص الذين يعرفهم ليسرد له ما يفكر فيه، وهذا إذا دل على شيء فإنما يدل على ثقته به وبرجاحة عقله وتفكيره، وبالمقابل يجب على المستمع ألّا يخيِّب ظنه، وتوجد بعض العلامات التي تدل على سوء الاستماع ومنها ما يلي[٦][٧]:
- التحدث بدل الإصغاء، فالمستمع الجيد يصغي بنسبة 80% ويتكلم بنسبة 20% فقط من زمن الحوار.
- كثرة المقاطعة أثناء الاستماع، وهذه عادة سيئة تدل على أن المستمع يريد فقط أن يستعرض معارفه وقدراته في الحديث والكلام، ويكون غير مهتم بالمتحدث.
- صرف النظر عن المتحدث، وقد ذكرنا في البداية أن التواصل البصري من أهم الأشياء التي تدل على أن هذا الشخص مستمع جيد، وإشاحة النظر عن المتحدث أو الانشغال بالهاتف أو التحديق بشيء آخر دليل على قلة التركيز وعدم الاهتمام.
- الرد بكلمة واحدة، مثل لعله خيرًا، حسنًا، أو أي من الكلمات التي تدل على عدم اكتراث الشخص بما يسمع، وتشير إلى شعوره بالملل.
المراجع
- ^ أ ب "Ways To Be A Good Listener", liveboldandbloom, Retrieved 1-11-2019. Edited.
- ↑ "Steps to Become a Good Listener", calebstorkey, Retrieved 1-11-2019. Edited.
- ↑ "The Five Levels of Listening", doncrawley, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ "Benefits and Rewards of Listening the Holy Quran", quranreading, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ "Will he be rewarded for listening to the Qur’aan without understanding it?", islamqa, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ "Signs You’re Actually a Bad Listener", ccl, Retrieved 1-11-2019. Edited.
- ↑ "Signs of a Good Listener", allprodad, Retrieved 1-11-2019. Edited.