ثقافة الحوار بين الزوجين

ثقافة الحوار بين الزوجين

ثقافة الحوار بين الزوجين

يُعدّ الحوار أسلوبًا إنسانيًّا يتواصل به بنو البشر مع بعضهم البعض، وهو من أهمّ وسائل التفاعل بين الناس، إذ يسمح بالتقارب الفكري والعاطفي بينهم، وفي حال غاب الحوار غاب الإدراك والفهم الصحيح للتصرفات والمشاعر والمواقف والتفاعلات بين البشر، كما يُعدّ الحوار محادثةً راقيةً يسودها التفاهم والانفتاح لآراء الطرف الآخر، حتى في حال اختلافها الكلي عن آرائنا، ويسمح الحوار بمحو الحكم المسبق على الأشخاص وإعطائهم فرصةً للتعبير عن أنفسهم، ولسلامة أيّ علاقة مهما كانت يجب أن تكون ثقافة الحوار فيها دعامةً أساسيةً، ومثال على ذلك علاقة الزواج، التي هي أصلًا علاقة تشاركية بين طرفين، ولا يُمكن في أي حال من الأحوال أن تستمر كعلاقة سوية إذا غاب عنها الحوار العقلاني والمنطقي[١].


أهمية الحوار بين الزوجين

للحوار بين الزوجين أهمية بالغة، لأنّه ينعكس على حياتهما إيجابًا، ويمكن بيان أهميّة الحوار بين الزوجين من خلال ما يأتي[٢][٣]:

  • تقارب وجهات النظر: فالحوار يجعل الزوج يبوح لزوجته بكل ما يفكر به وهي كذلك، فيعرف كل منهما وجهة نظر الآخر في كافة الأمور المصيرية والمهمة، وقد يُقنع كل منهما الآخر بما يفكر فيه ليصلا في النهاية إلى آراء متقاربة، ومع استمرار الحوار وتبادل النقاش بينهما ستصبح طريقة تفكيرهما وتعاطيهما مع الأمور متشابهةً إلى حد ما، وبالتالي سيسود التفاهم والحب.
  • تجنب تراكم النزاعات، فالحوار يفتح الباب للطرفين للبوح بكل ما يدور في خاطرهما لبعضهما البعض، حتى في المشاكل التي قد تبدو في ظاهرها صغيرةً وعابرةً، فبالحوار يُمكن طرحها ومناقشتها وإنهاؤها لكي لا توجد عواقب أو تبعات لها، فترك المشاكل الصغيرة تتراكم يحوِّلها مع الوقت لمشكلة كبيرة لها آثار يصعب التعامل معها في المستقبل.
  • إعطاء الأمور حقها، فبالحوار يعرف الطرفان حجم المشكلة التي تواجه الآخر وكذلك حجم المشاكل التي تعصف بالأسرة وبتبادل أطراف الحديث عنها ودراستها من كل الجوانب يمكن الوصول لتصور كامل لها للتعامل معها بالطريقة السليمة.
  • زيادة الحب، فبالحوار يبقى الزوجان قريبين من بعضهما، فيتبادلان الكلام الجميل والعبارات الرومانسية المؤثرة، وبالحوار يُعبر كل منهما للآخر عن مشاعره بصدق ويبرر أي تصرف خاطئ بدر منه، ويستذكران معًا كل الذكريات الجميلة التي جمعتهما، وهذا كله من شأنه أن يزيد الحب بينهما.
  • رعاية الأسرة رعايةً صحيحةً، فالأب قد يكون غائبًا في معظم الوقت عن المنزل بسبب ظروف العمل، وكل المشاكل التي يتعرض لها الأولاد في المدرسة ومع أصدقائهم تكون الأم فقط على دراية بها، ومن أجل هذا فالحوار ضروري بين الزوج والزوجة لتضعه في صورة كل الظروف التي يمر بها الأولاد لتعطى المشاكل حقها وتناقش من قبل الطرفين بنقاش عقلاني مدروس.


أمور تمنع الحوار بين الزوجين

توجد العديد من الأمور التي تقف عائقًا بين الزوجين وتحدّ من الحوار بينهما، ولأجل حلّها لا بدّ على الزوجين بذل جهدهما لتحديد التحدّيات والعقبات التي تقف بينهما من أجل الحوار بطريقة جيّدة، وبعد تحديد هذه العقبات، لا بدّ من البحث عن حلول جذريّة لها، وفيما يأتي بعض من الأسباب التي تؤدّي لمشاكل في الحوار بين الزوجين[٤]:

  • عدم وجود ما يكفي من الوقت: إذ يمكن أن يكون الزوجان مشغولين في الأساس، ممّا يعني أنه لا يوجد وقت كافٍ من أجل التحدّث عن المشاكل، والاستماع لكلّ ما يعاني منه الطّرف الآخر.
  • التوقّع الخاطئ: إذ يتوقّع الزوج أو الزوجة مثلًا أنّ الطرف الآخر يعلم أساسًا ما يُفكّر فيه، لذا لا يخبره ما يريده مباشرةً.
  • تجاهل وجهات النظر: في هذه الحالة يكون أحد الطرفين، سواء الزوجة أو الزوج لا يرغب أساسًا بالتعرّف وتقبّل وجهة النظر الصادرة من الطرف الآخر.
  • تجنّب المحادثة أساسًا: وقد يرجع الأمر إلى أنّ أحد الطرفين يشعر بأنّ المحادثة أساسًا لن تنفع، وذلك لأنّها غالبًا ما تنتهي بالوصول إلى الحجج بدلًا من حلّ المشاكل المؤدّية إلى المشاكل.
  • فقدان السيطرة: إذ قد يفقد أحد الزوجين السيطرة على مشاعره وانفعالاته أثناء الحوار، ممّا يتسبّب بإبعاد الطّرف الآخر، وتجنّبه الحوار والمحادثة من الأساس[٥].
  • عدم الاستماع: فعندما يشعر أحد الزوجين أنّ الطرف الآخر لا يستمع له، أو لا يُعطي أيّ ردّة فعل لما يقوله، سيتجنّب الحوار معه، لأنّه يشعر أنّه بلا فائدة[٥].


خطوات لتوطيد العلاقة بين الزوجين

لا يحتاج الزوجين لبذل الكثير من الجهد في سبيل الحفاظ على الود والقرب بينهما، ونذكر فيما يأتي بعض النصائح البسيطة التي تساعد على توطيد العلاقة بين الزوجين[٦]:

  • عدم رفع سقف التوقعات من الشريك، لأنّ ذلك يسبب الشعور بالإحباط على المدى البعيد في حال عدم توافق توقعاتنا مع أفعال الطرف الآخر، وهو ما يؤدي أيضًا إلى التوقف عن بذل المجهود لتلبية حاجات الشريك، والأزواج السعداء يمتلكون توقعات أقرب إلى الواقعية عن علاقتهم أو حول العلاقات عمومًًا، وليس بالضرورة أن يكون الصراع أمرًا سيئًا، ففي الواقع إذا لم يكن لى الشخص صراع فهو لا يتحدث مع شريكه عن القضايا المهمة في علاقتهما.
  • إعطاء الشريك التقدير على أفعاله مهما كانت بسيطةً، فوفقًا للدراسات المتعلقة بالأزواج، يُعدّ سر سعادة الأزواج ما يتعلق بالتأكيد العاطفي، وهو معرفة الشريك بأنه شخص مميز، وأنّ الطرف الآخر لا يأخذ العلاقة بينهما كأمر مسلّم به، بل يُقدرها ويُحاول تحسينها من خلال الكلمات المعبرة والأفعال اللطيفة، وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإنّ الرجال أكثر حاجةً للتأكيد العاطفي من النساء، إذ يمكن أنّ تأخذ النساء التأكيد العاطفي من مجتمعها النسوي عكس الرجل.
  • التواصل الحقيقي بين الزوجين، ولا يعني ذلك الحديث عن مسؤوليات المنزل ومتطلبات الأسرة مثل شراء احتياجات المنزل ودفع الفواتير والوضع الدراسي للأطفال، بل يقصد التواصل المركّز بين الطرفين، والتعرّف للعالم الداخلي للشريك وعن أفكاره ومشاعره، دون مقاطعات مثل التلفاز أو الأطفال أو غيره، ويجب إدراك ضرورة هذا التواصل وتحسينه.
  • الخروج من وضع الروتين والملل، والذي تدخل فيه معظم العلاقات بعد فترة من الزمن، وذلك من خلال التغيير بإضافة شيء جديد بين الزوجين، مثل أنشطة أو رياضة معينة يقومان بها معًا، ولاستعادة المشاعر تكمن الفكرة الرئيسية بتقليد العلاقة بين الزوجين عندما تقابلا لأول مرة.


المراجع

  1. "What is dialogue?", clarku, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  2. "The Importance Of Communication In Marriage", marriage, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  3. "FOUR TYPES OF COMMUNICATION TO STRENGTHEN YOUR MARRIAGE", focusonthefamily, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  4. "Communication as a Top Reason for Marriage Failure", heritagemhc, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Relationships: Why communication so often fails between couples", vaildaily, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  6. "5 Steps to a Successful Marriage", psychcentral, Retrieved 11-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

608 مشاهدة