إدارة الصراع
يمكن توضيح مفهوم إدارة الصراع بأنها أحد أنواع الإدارة التي تعتمد على انتهاج أفضل الاستراتيجيات في التعامل مع الصراعات الدائرة، ويكمن الهدف في استخدامِ هذه الاستراتيجيات بالسعي إلى التقليل من التأثيرات السلبية الناجمة والمترتبة عنه، بالإضافةِ إلى تحفيز الأثر الإيجابي وتعزيزه على حساب السلبي منه، أما فيما يتعلق بمفهوم الصراع ذاته؛ فإنه ذلك الاختلاف الواضح بين الأساليب والموارد المتوفرة والسلوكيات معًا، ولذلك فإن حل الصراعات يتطلب البحث عن طرق تسهم في تلاشي الخلاف والصراع والقضاء عليه تمامًا تحت تأثير الاستراتيجيات المحققة للنتائج الإيجابية والمزيلة للسلبية من ناحية أخرى.
يشيع استخدام مصطلح إدارة الصراع بنسبة كبيرة في مختلف المجالات العملية وتحديدًا التسويق وإدارة الأعمال والأمور ذات العلاقة بالتواصل في العلاقات الشخصية والمنظمات وغيرها، ومن الجديرِ بالذكرِ أن إدارة الصراعات تتوافق جدًّا مع الحوارات الثقافية؛ إذ يمكن أن يعد الاختلاف الثقافي بمثابةِ صراع أيضًا.[١]، كما يمكن أيضًا توضيح مفهوم إدارة الصراع بأنه ذلك الأسلوب العملي المتبع في تسيير الصراعات وتوجيهها نحو المسار الصحيح بالاعتماد على الأدوات الخاصة المستخدمة، وليصار بالتالي إلى تحقيق الإيجابية والمكسب قدر الإمكان، لا بد من إعفاء الصراع من الصورة النمطية التي اتخذها وهي السلبية، ففي بعض الحالات عندما يصبح الصراع المندلع معتمدًا على مبدأ المنافسة؛ فإن الأمر يصبح حلبة لتحفيز الأفراد على الإبداع والإنتاج بأفضل ما يكون، وتتفاوت الطرق التي تتبعها المجتمعات مع الصراعات، فالدول النامية تعتبرها حالة سلبية، بينما تتعامل معها الدول المتقدمة على أنها حالة منافسة وتحدٍّ لتحقيق إنجازات عظيمة تعود بالنفع على البلاد.[٢]
كيفية إدارة الصراع
تعد إدارة الصراع كغيرها من مختلفِ أنواع الإدارة، إذ تتطلب ضرورةً ملحة اتباع التدابير والإجراءات اللازمة للقيام بذلك، ولذلك لا بد من اتباع ما يلي لممارسة إدارة الصراع في أكمل وجه[٣]:
- تحقيق التعايش السلمي بين الجماعات، وهي خطوة ضرورية للحدِ من وتيرة الخلافات القائمة بين الأفراد وتهدئتها، كما يتطلب الأمر التأكيد وترسيخ المواضيع التي يتفق عليها الأفراد في جماعاتٍ ما لتحقيق السلام، ولا بد في هذه الحالة من وفرة البيانات والمعلومات اللازمة وتبادلها فيما بينهم للحصول على المعلومات الدقيقة، وبالرغمِ من الفاعلية العظيمة التي يحققها هذا الأسلوب؛ إلا أنه من المؤسف ألا يناسب كافة الحالات والأوضاع التي تعاني من الصراعات.
- التسوية، تأتي التسوية كحلٍ مثالي باستخدام المساومات والتفاوض لفض الخلافات وحلها، دون أن ينتهي الخلاف لصالحِ أيٍ من الأطراف المتنازعة، ويذكر بأن هذا الأسلوب بالرغم من مثاليته إلا أنه يعد فكرة تشاؤمية من الأساس لعدم حصول أي من الطرفين على الرضا التام، وبناءً عليه فإن هذا الأسلوب يتسم بعدم وجود إجابة صحيحة أو مثالية بالنسبة للأطراف المتنازعة.
- حل المشكلات، جميع من يواجهون المشكلات يسعون تلقائيًّا إلى إيجادِ حل جذري لها، ويعد حل المشكلة الأسلوب الأمثل بين أساليب إدارة الصراع؛ إذ يعد الأفضل من التسوية، وفي هذه الحالة تتوفر إجابة صحيحة وحلول مستحدثة، لذلك يلجأ المسؤول عن حل المشكلة إلى تحديدها ثم تحديد الأهداف الواجب تحقيقها من حلها، ثم ينتقل إلى خطوةِ استشارة الجماعة للحصول على حلول بديلة لهذه المشكلة، وأخيرًا الإجماع والاتفاق على حل مثالي من بين مجموعة الحلول المقترحة.
- حل الخلافات بين الأفراد، يعد النزاع أو الصراع القائم بين الأفراد أكثر حدة وصعوبة منه بين الجماعات، ولذلك فإن الأمر يتطلب دقة وحرصًا عند التدخل في حله للتخفيف من حدة وتيرة المشكلة، ويقول كل من لويس بارنيس وجيمس بأن اتباع الطرق البناءة في حل النزاعات يعد تحديًا كبيرًا وعظيمًا لتحقيق النجاح الإداري، وقد أفاد كل منهما بأنه كلما ازدادت الخلافات وتعالت أصواتها بين الأفراد؛ فإن ذلك يؤثر سلبًا على المؤسسة بأكملها نظرًا لتأثر المشكلات الرئيسية بها وتضاعفها أيضًا.
أهمية إدارة الصراع
تتمثل أهمية إدارة الصراع بما يلي[٤]:
- تخليص الأفراد والجماعات من المشكلات التي تنغص العيش عليهم.
- التحكم بالصراعات وإدارتها بأسلوبٍ بنّاء وهادف لعدم تفاقم المشكلة.
- مد يد العون للأفراد والجماعات ليصبحوا متسامحين ومنتجين.
- جعل الأفراد قادرين على التحمل أكثر وضبط الأعصاب قدر الإمكان.
- الحد من النزاعات المدمرة والتدخل الهادف والمحفز والفعال.
- ممارسة النشاطات السلوكية والمعرفية لغاياتِ إيجادِ حل جذري للسلوكيات التي أدت للصراع وتحفيز الجوانب الإيجابية لدى الأفراد.
- المساهمة في اتخاذ القرار باختيار البديل الأمثل بين مجموعة البدائل المتوفرة ليصار إلى التعامل معها وفقًا للموقف.
- الوصول إلى حلول ترضي الأطراف المتنازعة بوضع الأهداف المشتركة بينهم موضع الاهتمام.
- إحداث تغييرات هيكلية.
- ضرورة انتهاج طرق علمية في حل الخلافات وتحليل المشكلة.
المراجع
- ↑ سلمى طارق شكري، "إدارة الصراعات"، Center for Intercultural Dialogue، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2019. بتصرّف.
- ↑ لقمان الفيلي، "مفردات ادارة الصراع وبناء الأمم"، لقمان الفيلي، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2019. بتصرّف.
- ↑ د.محمد بن علي شيبان العامري، "إدارة الصراع"، مهارات النجاح، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2019. بتصرّف.
- ↑ فادي محمد الدحدوح (2-8-2017)، "استراتيجيات إدارة الصراع نمط حياة"، نون بوست، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2019. بتصرّف.