التسونامي
تُعرَّف ظاهرة التسونامي بأنَّها عبارة عن سلسلة متتالية من أمواج بحريَّة عاتيَّة تتميَّز بارتفاعها الشاهق وقوتها الكبيرة التي تُدمَّر كل ما يأتي أمامها، ومن الجدير بالذكر أنَّها تبدأ بحجم صغير ويزداد حجمها تدريجيًا حتى تُصبح عملاقة، وتضرب أمواج التسونامي الشواطئ ساحبةً معها كل ما يواجهها في طريقها، فتقتحم المدن على شكل فيضان مائيّ يُسبِّب دمار شامل للمباني والبيوت ويزهق أرواح الكثيرين، وأمَّا عن السبب الذي يؤدّي إلى حدوث التسونامي فهو الإزاحة التي تتعرَّض لها مياه المحيطات، إذ تتحرك كمية كبيرة جدًا من الماء باتجاه واحد، والذي يؤدّي بدوره إلى زيادة حجمها كثيرًا حتى وصولها إلى الشواطئ، وقد بيَّنت الدراسات الجغرافيَّة أنَّ هناك مجموعة من العوامل الأساسيَّة التي تساهم كثيرًا في نشوء أمواج التسوناميّ، وأهمها الكوارث الطبيعيَّة من زلازل وبراكين بالإضافة إلى زحزحة القارات والآثار الناتجة عن الاحتباس الحراريّ من ذوبان للجبال الجليديَّة التي تزيد من نسبة المياه الموجودة في المحيط، وتؤدّي إلى إزاحتها مُسبِّبة أمواج التسوناميّ العاتية، وممّا لا شك فيه أنَّ ظاهرة التسونامي تنتشر كثيرًا في الدول الواقعة على سواحل المحيطات وتحديدًا الدول التي ينشط فيها الزلازل والبراكين، وفي هذا المقال حديث عن التسونامي في اليابان[١].
التسونامي في اليابان
تعرضت اليابان لأمواج التسونامي في الحادي عشر من شهر آذار في عام 2011م، إذ ضرب زلزال عنيف بلغت شدته 8.9 على مقياس الزلازل، وتسبَّب بنشوء موجات تسونامي في المحيط الهادي والتي ضربت بدورها السواحل الشرقيَّة لليابان، ونتج عنها أضرار بالغة سواءً خسائر ماديَّة أو خسائر بشريَّة كبيرة، ومن الجدير بالذكر أنَّ أمواج التسوناميّ التي ضربت اليابان كان كبيرةً وقويةً، ولذلك كانت الخسائر الناتجة عن حدوثها ذات تأثير كبير، فقد ُقتل فيها أكثر من 1000 شخص، وفُقد فيها عدد كبير من الأشخاص، كما أنَّها دمرَّت منشآت ضخمة من منازل ومباني ودُمر بسببها مطار سنداي وتوقفت الحياة في المدينة وعُطلت جميع المحطات الخاصة بالطاقة النووية والأعمال النفطيَّة كما نتج بعدها الكثير من حالات التشتُّت والضياع بسبب التدمير الذي خلفته الأمواج في المدينة، وقد احتاجت الجهات المُختصة إلى وقت طويل لمحاولة إعادة إعمار المدينة بعد هذا الدمار[٢].
خسائر تسونامي اليابان
تسبَّبت أمواج التسونامي التي ضربت سواحل اليابان بالكثير من الخسائر الماديَّة والبشريَّة، فعلى الرغم من سهولة التنبؤ بوجود الأمواج العاديَّة إلّا أنَّه يصعُب كثيرًا التنبؤ بأمواج التسوناميّ، وذلك بسبب عدم تجاوز ارتفاعها لأكثر من متر واحد، وعدم القدرة على رصدها إلّا قبل وصولها إلى الشاطئ بمسافة قليلة، كما أنَّ الأمواج العاديَّة لا تتعدى بضعة أمتار قليلة على اليابسة بينما تصل أمواج التسونامي إلى الكثير من الكيلومترات داخل المدن، ولذلك خسرت دولة اليابان في التسونامي الكثير من الأرواح البشريَّة، كما تشرَّد بسببها آلاف الأشخاص وفقدوا منازلهم ووظائفهم وجميع ممتلكاتهم، بالإضافة إلى تدمير البنيَّة التحتيَّة والمنشآت المعماريَّة فقد توقفت الحياة في اليابان بسبب أمواج التسونامي للكثير من الوقت[٣].
المراجع
- ↑ "تسونامي.. أمواج عاتية لا تُبقي ولا تذر"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "تسونامي اليابان"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.
- ↑ " خسائر الزلزال وتسونامي اليابان بالأرقام"، الاقتصادية، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.