محتويات
التضامن العربي
إن الأمة العربية أمة واحدة تشترك في النسب والدم واللغة والدين، قبلتها ومحجها لبيت الله الحرام، ولغتها العربية، وتعود في نسبها لجد واحد، والتضامن العربي يعني أن تتعاون وتتساند هذه الدول لما فيه مصلحتها المشتركة بموجب اتفاقيات تشمل شتى الميادين سواءً أكانت سياسيةً أو عسكريةً أو اقتصاديةً أو ثقافيةً لتحقيق الأهداف والرغبات والآمال المشتركة التي ستعود بالفائدة على كل هذه الدول، ولكن هذا التضامن قد يتعرض لما يعيقه، وسيتحدث هذا المقال عن معوقات التضامن العربي.
معوقات التضامن العربي
إن التضامن العربي رغم ما يذكر عنه من أهمية إلا أنه ما زال غير محقق؛ وذلك يعود لعدد من المعوقات منها[١]:
- السياسة الفردية أو النأي بالنفس والتي تعتمدها بعض الدول عند التصويت على قرار عربي مشترك أو عندما تمر بلد عربي بأزمة.
- تبعية القرار السياسي لبعض الدول لدول أخرى أقوى منها اقتصاديًا أو عسكريًا فتضغط هذه الدول الكبرى على أي قرار عربي يمكن أن يكون في صالح الوحدة والتضامن وتنتج التبعية غالبًا بسبب الاقتصاد فالدول التي تعتمد في ميزانيتها على مساعدات دول أخرى أو تدين لها بقروض وغالبًا ما تقع تحت الضغط لصالح هذه الدول.
- الاختلافات بين الشعوب العربية فيما يخص المفاهيم العامة أو العادات والتقاليد والتي ليس بالضرورة أن تكون متشابهةً في كل الدول العربية.
- المعيقات الاقتصادية والتي تجعل لكل مجتمع ظروف وطبيعة تختلف عن غيرها من المجتمعات وخاصةً إذا كان التباين في الوضع الاقتصادي كبيرًا بين الدول.
- الاستراتيجيات المتعبة في أنظمة الحكم لكل دولة والتي تختلف عن غيرها من الدول باختلاف نظرة الحكام أو خبرتهم أو ما يوافق توجهاتهم وأفكارهم.
- النزاعات والاضطرابات الداخلية التي تحدث في بعض الدول والتي تؤثر سلبًا على سياسة الدولة وقراراتها.
أهمية التضامن العربي
للتضامن العربي أهمية تكمن في عدة أمور منها[٢]:
- أنه من أهم الوسائل لتحقيق الأهداف والغايات فدولة واحدة لا تستطيع تحقيقها كلها فهي تحتاج لغيرها من الدول لتتكامل الأدوار.
- مواجهة الفقر والبطالة فالدول الغنية التي تحتاج للموارد البشرية تجدها في دولة عربية أخرى فيها طاقات بشرية لا تجد عملًا فتحقق بذلك رخاءً وتقدمًا لكلا البلدين.
- السرعة في إنجاز الأعمال والغايات.
- تبادل وسائل المعرفة والإنجازات العلمية مما يؤدي للتأثير الإيجابي على المجتمعات والأفراد وتحفيز المناقشة وتبادل الأفكار التي تسهم في رقي الامة وتقدمها.
- انتعاش الاقتصاد في المجتمعات العربية والتحلل من التبعية الاقتصادية للدول الأخرى، إذ تعمل المشاريع المشتركة على دعم اقتصادات هذه الدول.
- زيادة مشاعر الأخوة والتآلف بين الشعوب العربية ونبذ العنصرية والفرقة، فتتوحد مشاعر الشعوب ومواقفها ودعمها لبعضها.
- التركيز على القضية المحورية لكل العرب ألا وهي قضية فلسطين، إذ تتفرغ الدول للسعي في حلها نهائيًا دون أي ضغوطات من أي جهة كانت وبموقف قوي وحازم.
عوامل التضامن العربي
إن التضامن العربي يعتمد كذلك على عدد من العوامل منها[٣]:
- اللغة العربية: وهي لغة القرآن الكريم وهي من العوامل التي تسهل تواصل الشعوب مع بعضها وتوحد ثقافتهم دون أي عوائق، إذ يستطيع الجميع فهم لهجة الآخرين رغم اختلافها لأنها بالاصل تعود كلها للغة العربية.
- الدين الاسلامي، فإن الشعوب العربية ديانتها الإسلام مع وجود الأقليات التي تدين بغير هذه الديانة لكنهم في الأصل عرب أيضًا.
- الجغرافيا: إذ يمتد الوطني العربي في أجزاء من قارة آسيا وأفريقيا وهي متصلة مع بعضها وجغرافيا كل دولة امتداد لجغرافيا الدولة المجاورة ولا توجد حدود طبيعية تفصل بينها، بل إن الحدود الحالية حدود سياسية رسمها الاستعمار الغربي بعد أن رحل من الوطن العربي بغية أن يفرق الشعوب عن بعضها وللاستفادة من ثروات الوطن العربي، كما أن جغرافيا الوطن العربي متنوعة غنية فهو يحتل موقعًا وسط قارات العالم كما أنه يشرف على مسطحات ومضائق مائية وأيضًا يتميز بتنوع الموارد الطبيعية فيه مما يمكنه من تحقيق اكتفاء ذاتي وتكامل اقتصادي.
- التاريخ: فتاريخ المنطقة العربية متشابه من قبل نزول الإسلام حتى التاريخ الحديث من انتصارات وأمجاد وامتداد حضاري ثم ما تعرضت له من غزو واستعمار ومقاومة وتحرر.
- المصير: فإن أي خطر يهدد أي دولة عربية يهدد بقية الدول؛ لأن العدو ليس لدولة عربية واحدة بل للأمة العربية ولذلك فمصيرها واحد.
المراجع
- ↑ "الحفاظ على التضامن العربي"، الصدى، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هي أهمية التضامن ؟"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "تقرير عن عوامل التضامن العربي"، كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.