الإنسانية
خلق الله المخلوقات جميعها وزرع فيها غريزة حب الحياة، فالجميع يرغبون بالبقاء والاستمرار في هذه الحياة، ولا يوجد كائن أيًا كان حجمه ونوعه جاء إلى هذه الحياة وهو يطمح إلى الموت.
والإنسان كباقي المخلوقات يريد الحياة والتمتع بها ويريد أن يحصل على كل الأشياء التي يرغب بها ويتمناها في حياته دون أن يُنغص عليه أي منغص مادي أو معنوي، ولهذا فإن الإنسان السوي دائمًا ما يكون محبًا للسلم والسلام، فحب الحياة لا يمكن أن يجتمع مع النزاع والحرب [١].
السلم
السلم هو استقرار الأحوال والظروف المحيطة بالإنسان، بالإضافة إلى المشاعر التي يعيشها، فبوجود السلم الخارجي هناك أيضًا سلم داخلي يشعر من خلاله الإنسان بالتصالح التام مع الذات والرضا عن كل ما أعطاه الله عز وجل من دون أي تذمر أو سخط.
ومصطلح السلم دائمًا ما يستخدم في المحافل السياسية، وكأنه محور أي جلسة أو أي مؤتمر، فالسعي للسلم والسلام هو الهدف الأول الذي تسعى الدول لتحقيقه لأبنائها، ومن أجل هذا تُعقد الاتفاقيات وتُبرم المعاهدات وتُأسس الجيوش وتُوضع السياسات الداخلية والخارجية حتى يبقى الأمن والسلام مستتبًا في البلاد [٢].
السِّلم في الإسلام
الإسلام والديانات السماوية الأخرى نادت كلها بالسلام والسِّلم، وكان الإسلام دائم التطرق للحديث عن السلم والسلام في آيات القرآن الكريم، فقد ذُكر السِّلم في 133 موضع في القرآن الكريم، بالإضافة إلى أن السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم والتي يمكن للعبد أن يتقرب لله عز وجل بالدعاء بها.
والسِّلم هو أساس العلاقات بين الناس، ففي كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة عن الرسول دعوة صريحة وواضحة إلى السلام والتآخي مع الآخر ونبذ العنف بكل أشكاله [٣].
مقومات السلم في الإسلام
والإسلام أرسى كل المقومات اللازمة للسلام في كل أنحاء الأرض ووضع قوانين جاءت فيما بعد المنظمات العالمية والإنسانية لتسنها مجددًا على أنها قوانين أرضية، ومن أبرز ما جاءت به الشريعة ما يلي:
- احترام حياة الإنسان واعتبارها أمرًا مقدسًا من مبدأ أن الإنسان مستخلف في الأرض وأن أجله بيد الله عز وجل وحده لا يتحكم به أحد، ولا يحق لأي شخص أن يعتدي على آخر بإزهاق روحه مهما كان.
- نبذ الخلافات، فالمعروف أن المشاكل الخلافات في الغالب ما تقود إلى العنف والنزاع المستمر فالخلافات السياسية والاقتصادية والتناحر بين الدول هو أساس الحروب وغياب السلام، لذلك فالإسلام أقر بالاختلاف بين الناس في الرأي والشكل والفكر والعرق، لكنه أيضًا أقر أن هذا الاختلاف يجب أن يبقى ضمن الحدود المسؤولة وضمن معايير الإنسانية وتقبل الآخر.
- الدعوة إلى الإخاء والتآلف بين المسلمين وبين المسلمين وأهل الكتاب، والدعوة إلى السلام مع الكفار والمشركين ما لم يكونوا أعداء في الدين.
- الطاعات والتقرب إلى الله عز وجل، وهي أساس السلم الداخلي، فكما ذكرنا في البداية أن السلم لا يقتصر فقط على السلام الخارجي والدولي، بل هو أعمق من هذا ليصل إلى مكنونات النفس البشرية وليصف أيضًا تصالح الإنسان مع ذاته ورضاه بما هو عليه وحبه لكل ما حوله من مخلوقات أو ظروف.
المراجع
- ↑ "مفهوم السلم الاجتماعي "، ايلاف ، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرف.
- ↑ "السلم الاجتماعي "، تسعة ، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرف.
- ↑ "فلسفة السلام في الإسلام "، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرف.