محتويات
متى تظهر الأجسام المضادة لفيروس سي؟
تُعرَف الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies) بأنّها بروتينات على شكل حرف Y، يُنتجها جهاز المناعة في الجسم، وتكون جزءًا من استجابته المناعية للفيروسات والبكتيريا ومسبّبات الأمراض الأخرى التي تُعرَف باسم المستضدات (بالإنجليزية: Antigen)؛ إذ تلتصق هذه الأجسام المضادّة بالمستضدّات أو بخلايا الجسم المصابة، وتميّزها بحيث تعثر الخلايا المناعية عليها وتضعفها، وتُعمّر الأجسام المضادّة في الجسم لمدّة طويلة بعد اختفاء المستضدّ الذي أثار وظيفتها (يعرف هذا الأمر بالذاكرة المناعية)، فإذا دخل ذلك المستضدّ مجدّدًا إلى الجسم، فإنّ الجهاز المناعي يتذكّره فورًا ويرسل الأجسام المضادّة المناسبة لتدميره.
وعمومًا يُظهِر فحص الأجسام المضادة الإيجابي أنّ الشخص مصاب بالتهاب الكبد سي، في حين أنّ الفحص السلبي يشير إلى عدم إصابته بهذا المرض، وبطبيعة الحال يستغرق الأمر مدةً تتراوح بين 2-9 شهور حتى يقدر جسم الإنسان على إنتاج الأجسام المضادة لفيروس سي، بيد أنّ هذه العمليّة لا تحدث دائمًا عند الأفراد المصابين بضعف المناعة؛ وذلك لأنّ أجسامهم لا تستطيع دائمًا إنتاج الأجسام المضادة، ويسري هذا الأمر تحديدًا على الأشخاص المصابين باضطرابات المناعة الذاتية، ومرضى فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) ممّن يقل عدد خلايا الـCD4 في أجسامهم عن 200 خلية/مليمتر مكعب، والأفراد الذين يستخدمون الأدوية المثبّطة للمناعة[١].
متى يجب فحص الأجسام المضادة لفيروس سي؟
ينبغي لكل شخص تجاوز سنه الثامنة عشرة أن يجري فحص الأجسام المضادّة مرة واحدة بالحد الأدنى ليتأكد من سلامته من فيروس سي، وقد يكون إجراء هذا الفحص ضروريًا إذا اشتبه الطبيب بإصابة الشخص بالتهاب الكبد سي، خاصةً أنّ أعراضه قد لا تظهر عليه في بادئ الأمر، وعمومًا يوصي المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بضرورة إجراء الفحص في الحالات التالية[٢][٣]:
- تعاطي المخدرات والمواد غير القانونية باستخدام الحقن.
- إجراء عملية نقل دم أو زرع أعضاء قبل عام 1992.
- إصابة الأم الحامل بالتهاب فيروس الكبد سي.
- إصابة الشخص بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- إصابة الزوج/الزوجة بفيروس التهاب الكبد سي.
- العمل في مجال الرعاية الصحية.
- عمل وشم الجسم أو ثقبه (لوضع أقراط الأذن مثلًا) في أماكن لا تراعي شروط النظافة والتعقيم.
وبطبيعة الحال، ينطوي هذا الفحص على غرار الفحوصات الأخرى المعتمدة على سحب عيّنة من الدم بواسطة إبرة على بعض المخاطر المحتملة؛ فقد يعاني الشخص من النزيف أو العدوى أو الكدمات أو الدّوار، وربما يشعر بألم خفيف أو لسعة في مكان الإبرة، ويستمرّ هذا الألم أحيانًا لمدّة معيّنة.
فحوصات أخرى لكشف الإصابة بفيروس سي
عندما تظهر نتيجة فحص الأجسام المضادّة إيجابيةً، فإنّ الطبيب يوصي بإجراء فحص الحمض النووي الريبي (RNA) لتأكيد نشاط العدوى الفيروسية من عدمه، ثم يوصي بعد التبيّن من ذلك بضرورة إجراء فحص النمط الجيني لتحديد نوع التهاب الكبد عند المريض[٢]، وهي كما يأتي:
- فحص الحمض النووي الريبي، يهدف هذا الفحص في المقام الأول للتأكّد من نشاط العدوى الفيروسية عند المريض، إذ تكمن آليّة هذا الفحص في البحث عن الحمض النووي الريبي الفيروسي داخل الخلايا الفيروسية في مجرى الدم، ففي حال ظهور نتيجة إيجابية بوجود هذا الحمض النووي، فإنّ هذا يُعدّ مؤشرًا على الإصابة بالعدوى الفيروسية، والتي تكون نشطة عند المريض، ويستخدم هذا الفحص أيضًا بهدف قياس كميّة الحمض النووي الريبي الفيروسي في الدم قبل العلاج وخلاله؛ فهذا الأمر يبيّن للطبيب مدى نجاح العلاج في التخلص من فيروس سي[٢].
- فحص تحديد النمط الجيني، ثمة 6 أنواع مختلفة من فيروس سي؛ إذ يُشير كل نوع منها (نمط جيني) إلى مجموعة معيّنة من الجينات داخل خلايا الفيروس، ولذلك يجري الطبيب هذا الفحص بهدف تحديد النمط الجيني للعدوى الفيروسية عند المريض بحيث يختار العلاج المناسب لحالته، وعمومًا يشير المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى إحصائيات الأنماط الجينية لفيروس سي[٢]:
- النمط الجيني 1: هو الأكثر شيوعًا عند مرضى التهاب الكبد سي؛ إذ يشكل ما نسبته 70%-75% من إجمالي عدد الإصابات.
- النمط الجيني 2: يشيع عند نسبة قدرها 13%-15% من مرضى التهاب الكبد سي.
- النمط الجيني 3: يشيع عند نسبة قدرها 10% من مرضى التهاب الكبد سي.
- الأنماط الجينية 4 و5 و6: تتسم هذه الأنماط بندرة حدوثها بين المرضى.
وعمومًا يشير كل واحد من الأنماط الجينية السابقة إلى مجموعة جينية متباينة في الفيروس؛ فكل واحد منها يستجيب استجابة مختلفة للعلاج، لذلك، يضع الأطباء علاجات محددة لكل واحد منها؛ فهذا الأمر يفيد في توقع نتيجة العلاج ومدته المحتملة.
أعراض الإصابة بفيروس سي
ينتشر مرض التهاب الكبد الوبائي سي بين الناس عند انتقال الدم الملوّث بهذا الفيروس إلى مجرى الدم عند الأفراد السليمين، ويحدث هذا الأمر كما ذكر سابقًا عادةً عند تعاطي المخدرات أو استخدام الحقن أو إجراء عمليات الوشم، ربما ينتقل الفيروس أيضًا من الأم الحامل إلى جنينها، فإذا أصيب الشخص بهذا الفيروس لمدّة طويلة، فإنه يتحوّل إلى مرض مزمن تكون أولى مراحله خاليةً من الأعراض وتمتدّ لسنوات عديدة، ثم تظهر الأعراض تِباعًا بعد تضرر الكبد عند المريض، وهي تشمل عمومًا كلًا ممّا يلي[٤]:
- المعاناة من حدوث النزيف وظهور الكدمات بسهولة كبيرة.
- الإحساس بالتعب والإعياء.
- ضعف الشهية.
- اصفرار لون الجلد وبياض العين (اليرقان).
- الإحساس بحكة في الجلد.
- احتباس السوائل في البطن.
- تورّم القدمين والساقين.
- فقدان الوزن.
- التبول بولًا غامق اللون.
- المعاناة من الارتباك أو النعاس أو تداخل الكلام (يطلق على هذه الحالة مصطلح الاعتلال الدماغي الكبدي).
- بروز الأوعية الدّموية على الجلد بشكل عنكبوتي.
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل يظهر فيروس سي في تحليل الدم العادي؟
لا يندرج فحص فيروس الكبد سي ضمن فحوصات الدم العادية التي يجريها الشخص روتينيًا، وإنّما يستدعي الأمر إجراء فحوصات محدّدة بعينها[٥].
هل يشفى مريض التهاب الكبد C؟
يمكن الشفاء من مرض التهاب الكبد الوبائي سي إذا تناول المريض الأدوية الفموية وفقًا لتوصيات الطبيب على مدار 6 أشهر تقريبًا[٤].
المراجع
- ↑ "Hepatitis C Virus (HCV) Diagnostics Fact Sheet", treatmentactiongroup, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Leslie Vandever (7/1/2019), "Testing for Hepatitis C Antibody: Learn How It Works", healthline, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ Chad Haldeman-Englert,Maryann Foley,Raymond Turley Jr, "Hepatitis C Antibody", urmc.rochester, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Hepatitis C", mayoclinic, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ "No, you’re not being tested for hepatitis as part of a routine blood test", hepatitisaustralia, 17/6/2020, Retrieved 22/12/2020. Edited.