أسباب الأجسام المضادة للحمل

أسباب الأجسام المضادة للحمل

الأجسام المضادة خلال الحمل

تجري كل امرأة خلال الحمل مجموعة من الفحوصات، ويعد اختبار فحص وجود الأجسام المضادة أحد هذه الفحوصات، والأجسام المضادة هي بروتينات يُصنّعها الجهاز المناعي للحامل في الدم، وفي الوضع الطبيعي يُصنّع الجهاز المناعي الأجسام المضادة عند استشعار وجود أي جسم غريب داخل الجسم، كما تتشكل الأجسام المضادة مثلًا عند نقل دم غير متطابق من شخص لآخر[١].


يوجد في جسم الإنسان عامل يُعرف بالعامل الريزيسي أو عامل Rh، وهو بروتين يوجد على سطح خلايا الدم الحمراء في الدم، لكنه ليس موجودًا عند جميع الأفراد، وفي حالة وجود هذا البروتين على سطح خلايا الدم الحمراء يكون دم الشخص Rh إيجابي، بينما في حالة عدم وجوده يكون دم الشخص Rh سلبي، ويعد Rh الإيجابي أكثر أنواع فصائل الدم انتشارًا، بينما يعد Rh السلبي أقل انتشارًا، ووجود هذا البروتين أو عدمه لا يسبب المشكلات لصاحبها ولا يؤثر على صحته، لكنه يسبب مشكلة للحوامل وقد تتشكل الأجسام المضادة لدى الحامل عند حمل الأم سالبة العامل الريزيسي بطفل موجب العامل الريزيسي نظرًا إلى أنّ جسمها يتعامل مع هذا البروتين على أنه جسم غريب، وذلك يؤثر على صحة الحامل والطفل، لذلك فهي تحتاج لرعاية ومراقبة خاصة خلال فترة الحمل.[٢]


أسباب أجسام الحمل المضادة

تتشكل الأجسام المضادة خلال الحمل عندما تكون فصيلة دم الأم Rh سالب، بينما تكون فصيلة دم الطفل Rh موجب، وفي العادة لا يختلط دم الطفل مع الحامل خلال الحمل، لكن عند اختلاط دم الطفل مع الحامل خلال الحمل، فإن جسم الأم لا يتعرف على هذا البروتين وبالتالي يُصنّع أجسامًا مضادةً لمقاومته، لأنه يعده جسمًا غريبًا، وفيما يأتي أهم الأمثلة على الحالات التي يختلط فيها دم الجنين مع أمه:[٢]

  • إزالة الحمل العنقودي، والذي يعد ورمًا حميدًا يتشكل في الرحم.
  • أخذ عينة من الماء المحيط بالجنين خلال الحمل من أجل فحصه.
  • فحص الزغابات المشيمية، والذي يعد فحصًا يُجرى خلال الحمل ويقتضي أخذ عينات من أجزاء معينة للمشيمة وفحصها.
  • الإجهاض.
  • الحمل خارج الرحم، وتحدث هذه الحالة نتيجة زرع البويضة المخصبة في مكان خارج الرحم، وعادةً ما يكون هذا المكان قناة فالوب.
  • سحب عينات من دم الطفل من حبله السري من أجل فحص دمه.
  • النزيف أثناء الحمل.
  • التعرض لإصابة في البطن خلال الحمل.
  • الولادة.
  • دوران الجنين قبل المخاض ليصبح رأسه للأعلى.


فحص العامل الريزيسي وعامل كومبس

يُجرى فحص العامل الريزيسي في الفترات الأولى من الحمل، وإذا كانت نتيجة الفحص سلبية، فلا بد من اختبار وجود الأجسام المضادة في دم الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ويُجرى هذا الفحص بواسطة أخذ عينة من الدم عبر الوريد أو الذراع، ثم يُجرى فحص يُعرف باختبار كومبس غير المباشر، والذي يتحقق من وجود الأجسام المضادة في الدم، ويمكن تقسيم نتيجة فحص كومبس لقسمين، وهما كالآتي:[١]

  • فحص كومبس سلبي: إذا كانت نتيجة الفحص سلبية وكان العامل الريزيسي للأم سلبيًّا أيضًا، قد يكون الطفل موجب العامل الريزيسي، لذلك تجب إعادة هذا الفحص بعد مرور 28 أسبوعًا من الحمل، فإن كان سلبيًّا مرةً أخرى، فحينها يعطي الطبيب الأم حقنة من دواء يسمى بالغلوبين المناعي Rho D والذي يعمل على منع تصنيع الجهاز المناعي للأم للأجسام المضادة، كوسيلة للوقاية فقط.
  • فحص كومبس إيجابي: ويكون إيجابيًّا إذا تشكلت الأجسام المضادة في دم الأم، فحينها لا يكون العلاج بالأدوية مفيدًا، ويراقب الطبيب الحالة فقط، وتعتمد طريقة العلاج على مدى خطورة حالة فقر الدم لدى الطفل، ويمكن تقسيم ذلك كالآتي:[٣]
    • إذا كان فقر الدم لدى الطفل خفيفًا، فسوف تُجرى فحوصات متكررة خلال الحمل، وقد لا يحتاج الطفل لأي علاج.
    • إذا كانت حالة فقر الدم تزداد سوءًا مع الوقت، عندها من المفضل ولادة الطفل، وقد يحتاج بعض الأطفال بعد الولادة لنقل الدم وعلاج مشكلة الصفار.
    • إذا كانت حالة فقر الدم خطيرة منذ البداية، يُنقل الدم للطفل قبل ولادته، إذ إن ذلك يساعد في ضمان الحفاظ على صحة الطفل وضمان نمو جيد له قبل الولادة، وقد يحتاج الطفل لنقل الدم مرةً أخرى بعد الولادة.


أعراض أجسام الحمل المضادة

يمكن أن تظهر أعراض لدى الطفل بعد الولادة نتيجة عدم توافق العامل الريزيسي للطفل خلال الحمل، ويعود السبب الرئيسي لظهور تلك الأعراض إلى مهاجمة الأجسام المضادة الخاصة بالأم لخلايا الدم الحمراء للطفل، فيترتب على ذلك تراكم لمكونات هذه الخلايا في الدم، ومن أهم هذه المكونات البيليروبين، ويترتب على ارتفاع البيليروبين في الدم العديد من الأعراض ومن أهم الأمثلة على هذه الأعراض ما يلي:[٤]

  • اصفرار الجلد وبياض العينين، أو ما يعرف بمرض اليرقان.
  • نقصان القوة العضلية للطفل.
  • النوم والخمول.


أضرار أجسام الحمل المضادة

عادةً لا تعد الأجسام المضادة مشكلة خلال الحمل الأول، لكنّ المشكلة تكمن في الحمل المقبل، إذ إنه إذا كانت فصيلة دم الطفل التالي Rh إيجابي كذلك، فإن الأجسام المضادة تكون قد تشكلت في دم الأم من الحمل السابق، ويمكن لهذه الأجسام أن تنتقل عبر المشيمة لتصل للجنين، ولكن هذا لا يعني أن الطفل الأول نفسه غير معرض للخطر أيضًا، ويترتب على تشكل الأجسام المضادة العديد من المشكلات الصحية والمخاطر على الطفل[٢]، ومن أهم الأمثلة عليها ما يلي[٤]:

  • التشنجات.
  • فشل القلب.
  • وفاة الطفل.
  • تلف خلايا دماغ الطفل.
  • تراكم السوائل في الطفل.
  • مشكلة في الوظيفة العقلية والحركة والسمع والنطق للطفل.
  • تلف خلايا الدم الحمراء للطفل، مما يسبب فقر الدم للطفل والذي يهدد حياته، وذلك لأن تدمير الأجسام المضادة لخلايا دم الطفل الحمراء يكون أسرع من قدرة الطفل على تعويض ذلك.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Prenatal Antibody Testing", webmd, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Rh factor blood test", mayoclinic, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  3. "Rh Sensitization During Pregnancy", uwhealth, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Rh Incompatibility", healthline, Retrieved 9-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

542 مشاهدة