محتويات
فقر الدم عند الحامل
عادةً ما يكون كلّ حمل مختلفًا عن الآخر، لكن توجد أمور قليلة تتوقّعها معظم النساء خلال الحمل، منها زيادة الاحتمالية للإصابة بفقر الدم أو الأنيميا، فهذه الحالة تحدث عندما لا يمتلك الجسم خلايا دم حمراء كافيةً لحمل الأكسجين إلى الأنسجة في جسم الإنسان، والأنيميا الخفيفة قد تجعل الشخص يشعر بالتعب والإرهاق لكن قد تُصبح خطيرةً إذا ما تحولت لأنيميا شديدة أو إذا لم تًعالج، وفي الواقع فقر الدم خلال الحمل قد يؤدي إلى ولادة مبكرة ووزن قليل للطفل عند الولادة، وحتى إلى وفاة الأم خلال الولادة أحيانًا[١].
يُعدّ فقر الدم من أكثر المضاعفات المتعلقة بالحمل حدوثًا، إذ إنّ التغيرات الفسيولوجية الطبيعية في الحمل تؤثر على الهيموجلوبين مما يؤدي إلى نقص في تركيز الهيموجلوبين في الدم، وفقر الدم الحقيقي الأكثر شيوعًا خلال الحمل هو الناجم عن نقص الحديد الذي تكون نسبته تقريبًا 75%، وفقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك، وهذه الأنواع من فقر الدم تكون أكثر شيوعًا في النّساء اللواتي لديهنّ تغذية غير كافية، واللواتي لا يحصلن على مكملات الحديد وحمض الفوليك قبل الولادة[٢]، وعامّةً توجد عدة أنواع من فقر الدم التي يمكن أن تتطور خلال الحمل وتتضمن فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وفقر الدم بسبب نقص الفوليك، وفقر الدم الناتج عن نقص فيتامين ب12[٣].
أضرار فقر الدم للحامل
فقر الدم الناجم عن نقص الحديد خلال الحمل الشديد أو الذي لم يُعالج من الممكن أن يزيد خطورة حدوث ما يأتي[٣]:
- الولادة المبكرة أو إنجاب طفل بوزن قليل عند الولادة.
- نقل الدم وهذا في حال فقدت الأم كميةً كبيرةً من الدم خلال الولادة.
- اكتئاب ما بعد الولادة.
- إنجاب طفل مصاب بفقر الدم.
- إنجاب طفل عنده تأخر في النمو.
- زيادة خطر وفاة الجنين مباشرةً قبل أو بعد الولادة[٤].
أما فقر الدم الناتج عن نقص الفوليك الذي لم يُعالج فيزيد من خطورة حدوث ما يأتي[٣]:
- الولادة المبكرة أو وزن قليل للطفل عند الولادة.
- ولادة طفل بخلل خطير في الحبل الشوكي أو الدماغ، مثل عيب الأنبوب العصبي.
تجدُر الإشارة إلى أن فقر الدم الناتج عن نقص فيتامين ب12 يزيد الخطورة لإنجاب طفل مصاب بعيب الأنبوب العصبي، كما أنّ فقر الدم عامّةً يرفع من خطر إصابة الأم بالعدوى بعد الولادة[٥][٣].
أسباب الإصابة بفقر الدم
تشمل الأسباب الرئيسة لفقر الدم خلال فترة الحمل ما يلي[٦]:
- التغذية، إذ إنّ نقص حمض الفوليك، والحديد، وفيتامين ب 12، ويُعدّ السبب الأكثر شيوعًا.
- فقدان الدم الحاد أو المزمن، وقد ينتج عن نزيف الجهاز الهضمي، أو فترات حيضية شديدة.
- الالتهابات، وتشمل الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية.
- الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمر اض الكلى والأورام.
- الطفيليات.
- فقر الدم الانحلالي.
- اعتلال الهيموغلوبين.
عوامل خطر فقر الدم خلال الحمل
جميع النساء عرضة للإصابة بفقر الدم خلال الحمل، وهذا بسبب الحاجة للمزيد من الحديد وحمض الفوليك أكثر من المعتاد لكن الخطر أكبر إذا كانت الأم[٣]:
- حاملًا بتوائم، أي بأكثر من طفل واحد.
- الحمل بحملين متتاليين قريبين من بعض.
- التقيؤ كثيرًا بسبب غثيان الصباح، الذي يُسبّب التقيؤ والغثيان في ساعات الصباح عند الحامل.
- الحمل في سنّ المراهقة.
- عدم تناول الأطعمة الكافية الغنيّة بالحديد.
- كون الحامل مصابةً بفقر الدم قبل الحمل أساسًا.
- معاناة المرأة من طمث غزير لعدة مرات قبل الحمل[١].
أعراض فقر الدم عند الحامل
الحالات الخفيفة من الأنيميا قد لا تؤدّي إلى ظهور أيّ أعراض على الإطلاق، فإنّ الحالات المتوسطة إلى الشديدة قد تظهر عليها الأعراض الآتية[١]:
- الشعور بالتعب الشّديد أو الوهن.
- شحوب الجلد.
- المعاناة من ضيق في النفس، أو خفقان القلب أو ألم الصدر.
- الشعور بدوار في الرأس.
- برودة الأيدي والأقدام.
- الرغبة بتناول موادّ غير غذائية مثل؛ التراب، أو الطين، أو نشا الذرة.
قد تعاني الحامل المصابة بفقر الدم من جميع هذه الأعراض، أو قد لا تعاني من أي منها، ولحسن الحظ فإنّ اختبارات الدم للكشف عن فقر الدم هي روتين خلال الرعاية السابقة قبل الحمل فمن المتوقع اختبارها باكرًا في فترة الحمل، وعادةً مرةً أخرى قبل الاقتراب من موعد الولادة، لكن يجب إعلام الطبيب حالًا إذا شعرت الحامل بأي من الأعراض المذكورة.
علاج فقر الدم عند الحامل
إذا كانت الأم مصابةً بفقر الدم خلال حملها فقد تحتاج للبدء بأخذ مكملات الحديد مع أو مكملات الفوليك بالإضافة إلى الفيتامينات التي تأخذها قبل الولادة، وطبيبها ربما يقترح كذلك أن تضيف أطعمةً أكثر تكون غنيةً بالحديد وحمض الفوليك، ولعلاج نقص فيتامين ب12 قد يوصي الطبيب بأخذ مكملات فيتامين ب12، وقد يوصي أيضًا بتضمين أطعمة حيوانية أكثر في الوجبات، مثل[٣]:
- اللحم.
- البيض.
- منتجات الألبان.
أنواع فقر الدم خلال فترة الحمل
تتضمن أنواع فقر الدم التي قد تتطور خلال فترة الحمل ما يلي[٣]:
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، ويُعدّ نقص الحديد أكثر الأسباب شيوعًا لفقر الدم خلال فترة الحمل، ويحدث نتيجة عدم وجود ما يكفي من الحديد اللازم لإنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين من الرئتين إلى باقي أجزاء الجسم.
- فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك، وهو نوع من فيتامين ب، ويتوفر بطريقة طبيعية في بعض الأطعمة، مثل الخضروات الورقية الخضراء، ويحتاجه الجسم لإنتاج خلايا جديدة، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء السليمة، وتحتاجه النساء خلال فترة الحمل بكميات إضافية ولكن قد لا تستطيع الحصول على ما يكفي منه من خلال الطعام، لذلك تلجأ العديد من النساء لتناول مكملات حمض الفوليك، وقد يسبب نقص حمض الفوليك أنواعًا معينةً من العيوب الخلقية، مثل: تشوهات الأنبوب العصبي وانخفاض الوزن عند الولادة.
- نقص فيتامين ب 12، إذ يحتاج الجسم إلى فيتامين ب 12 لتكوين خلايا الدم الحمراء، لذلك يؤدي نقصه إلى انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويمكن الحصول عليه من خلال تناول اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والبيض، وقد يؤدي نقصه أيضًا إلى تشوهات الولادة والولادة المبكرة.
من حياتكِ لكِ
سيدتي إنّ معظم حالات فقر الدم يُمكن الوقاية منها خلال الحمل، وذلك باتباعك ثلاث طرق للتأكّد من الحصول على الفيتامينات والمعادن الضروريّة للحفاظ على خلايا الدم الحمراء في المدى الصحيح[١]:
- الفيتامينات قبل الولادة: فيتامينات ما قبل الولادة عادةً ما تحتوي على الحديد وحمض الفوليك، وأخذ هذه الفيتامينات مرةً في اليوم هي طريقة سهلة للحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية للإنتاج الكافي من خلايا الدم الحمراء.
- مكملات الحديد: إذا كان فحص الأم يؤكد إيجابًا أنّ مستويات الحديد قليلة في الدم، حينها قد يوصي الطبيب بمكمّل حديد منفصل بالإضافة لفيتامين ما قبل الولادة اليومي للحامل، فالأم الحامل تحتاج تقريبًا 27 ميلليغرامًا من الحديد يوميًا، لكن بالاعتماد على نوع الحديد أو الحديد المكمل المستهلك فالجرعة سوف تختلف، لذلك يجب أن تتحدّث الحامل مع الطبيب حول الكمية التي تحتاجها، ويجب أيضًا الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم عند تناول مكملات الحديد، والأطعمة والمشروبات كالقهوة والشاي، ومنتجات الألبان، وصفار البيض، لأنّ كلّ ما سبق يمكن أن يمنع الجسم من الامتصاص الكافي للحديد، ومضادات الحموضة أيضًا يمكن أن تتعارض مع امتصاص الحديد الكافي، لذا يجب التأكد من أخذ الحديد قبل تناول مضادات الحموضة بساعتين أو بعد تناولها بأربع ساعات.
- التغذية الكافية: معظم النّساء يستطعن الحصول على الكميات الكافية من الحديد وحمض الفوليك خلال الحمل بواسطة تناول الطعام الصّحيح، أما المصادر الجيّدة لهذه المعادن الأساسيّة فتتضمن:
- الدواجن.
- السمك.
- اللحوم الحمراء الصافية من الدهون.
- الفاصولياء.
- المكسّرات والبذور.
- الخضراوات ذات الأوراق الداكنة.
- الحبوب المدعمة.
- البيض.
- الفواكه مثل الموز والبطيخ.
تجدُر الإشارة إلى أنّ مصادر الحديد الحيوانيّة هي الأكثر سهولةً في الامتصاص، وإذا كان الحديد مأخوذًا من مصادر نباتيّة يجب تدعيمه بشيء غني بفيتامين سي، مثل عصير البندورة أو البرتقال فهذا سيساعد في عمليّة الامتصاص، وأحيانًا التّدعيم بمكملات الحديد يكون غير كافٍ لرفع مستويات الحديد، وفي تلك الحالة سيتحدث الطبيب مع المصابة حول علاجات أخرى، وفي أسوأ الحالات فإن التدعيم عبر حقن في الدم عبر الوريد أو نقل الدم قد يصبح ضروريًا.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Kimberly Dishman, MSN, WHNP-BC, RNC-OB (2016-5-26), "3 Ways to Prevent Anemia in Pregnancy"، healthline, Retrieved 2019-12-20. Edited.
- ↑ Sifakis S1, "Anemia in pregnancy"، ncbi, Retrieved 2019-12-19. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Traci C. Johnson, MD (2018-6-2), "Anemia in Pregnancy"، WebMD, Retrieved 2019-12-22. Edited.
- ↑ "Iron deficiency anemia during pregnancy: Prevention tips", mayoclinic, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ Lara A. Friel, (2019-2), "Anemia in Pregnancy"، MSD MANUAL, Retrieved 2019-12-22. Edited.
- ↑ Vikram Sinai Talaulikar MD, MRCOG, "Anemia in pregnancy"، The Global Library Of Women's Medicine, Retrieved 2019-2-20. Edited.