أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة

الاكتئاب هو شعور لا تتوقعه أي أم بعد الولادة، لكن ولادة الطفل تحمل معها العديد من المشاعر المتمثّلة بالفرح والخوف والقلق والاكتئاب، فتواجه الأمهات الجدد أعراضًا عديدة بعد الولادة من تقلّبات مزاجية، ونوبات من البكاء، وقلق وصعوبة في النوم، إذ إن هذه العلامات تبدأ بالظهور بعد الولادة من يومين إلى ثلاثة أيام ومن الممكن أن تستمرّ لأسبوعين، ومن الجدير بالذّكر أن العلاج الفوري للأعراض ولهذه الحالة يساهم في إعادة الارتباط بالطفل^[١]، فالتغييرات التي تسبب انخفاضًا سريعًا في الهرمونات بعد الولادة من الممكن أن تسبب هذا النوع من الاكتئاب ولكن العلاقة ليست واضحة تمامًا، فمن المعروف أن مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، تزداد عشرة أضعاف خلال الحمل، ثم تنخفض مباشرة بعد الولادة^[٢]، وسنتحدث في هذا المقال عن أسباب اكتئاب ما بعد الولادة.

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

توجد العديد من الأسباب وراء اكتئاب ما بعد الولادة بالرغم عدم معرفة كل الأسباب، ولكنها تتضمن ما يأتي^[٣]:

• التغير الجسدي للحامل.
• صعوبات مادية.
• القلق المفرط بشأن الطفل حديث الولادة.
• الشعور بالوحدة وعدم وجود العائلة والأصدقاء بالقرب من الأم.
• القلق حول بعض العلاقات.
• الولادة المعقدة والصعبة.
• التغييرات الهرمونية المفاجئة بسبب انخفاض مستوى الهرمونات الأنثوية بعد الولادة.
• تغييرات وصعوبات في النوم.
• الآثار الصحية للولادة مثل سلس البول، وفقر الدم، وانخفاض ضغط الدم.
• الصعوبات التي تواجه الأم في الرضاعة.
• تاريخ عائلي يحتوي على حالات من الاكتئاب.
• التشخيص السابق للإصابة باضطراب ثنائية القطب.

علامات وأعراض اكتئاب ما بعد الولادة

تستمر العلامات والأعراض التي تشعر بها الأم المكتئبة لفترة الأسابيع الأولى من الولادة، وتتداخل مع رعاية الطفل والتعامل معه، وتتضمن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة^[١]:

• البكاء الشديد.
• وجود صعوبة في التعامل مع الطفل.
• المزاجية الشديدة والملحوظة.
• الانسحاب من أماكن تواجد العائلة والأصدقاء.
• الأرق أو كثرة النوم.
• الغضب الشديد والتهيج.
• الشعور بالإرهاق والتعب.
• فقدان الشهية أو زيادة الشهية.
• شعور الأم بأنها ليست أمًّا مثالية وجيّدة.
• القلق الشديد ونوبات الهلع.
• عدم الاهتمام بالأنشطة التي كانت بالعادة ممتعة بالنسبة للأم.
• عدم القدرة على التركيز، واتخاذ القرارات، أو التفكير بوضوح.
• اليأس.
• أفكار الانتحار والموت.
• أفكار لإيذاء الطفل أو إيذاء النفس.

عوامل الخطر التي تصيب الأم باكتئاب ما بعد الولادة

من الممكن أن تصاب أي أم باكتئاب ما بعد الولادة وهذا الشعور ليس مقتصرًا فقط على ولادة الطفل الأول ولكنه يتطور بولادة أي طفل، ومن عوامل الخطر التي تزيد من فرصة إصابة الإمهات باكتئاب ما بعد الولادة^[١]:

• اضطراب ثنائي القطب.
• تاريخ عائلي يعاني من الاكتئاب.
• المعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة في حمل سابق.
• معاناة الطفل حديث الولادة من مشاكلات صحية أو احتياجات أخرى.
• ولادة التوائم، أو وجود توائم في حمل سابق.
• صعوبة في الرضاعة الطبيعية.
• وجود مشكلات بين الزوجين أو أي شخص آخر.
• المعاناة من أحداث مرهقة ومزعجة في وقت سابق مثل ترك الوظيفة، والمرض، ومضاعفات الحمل.
• مشكلات وصعوبات مادية.
• الحمل غير المخططًا له أو غير مرغوب فيه.

علاجات طبيعية لاكتئاب ما بعد الولادة

العلاجات الطبيعية هي علاجات فعّالة في حالات اكتئاب ما بعد الولادة بشرط إخبار الطبيب للمساعدة في علاج أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، ومن أمثلة العلاجات الطبيعية^[٤]:

• المكمّلات العشبية، إن المكملات العشبية لا تندرج تحت منظمة الغذاء والدواء، ومن المهم والضروري قراءة الملحق والتأكد من صحة استخدام المنتج أثناء الرضاعة الطبيعية، ويجب إخبار الطبيب بالمكملات العشبية لتقييم المخاطر والفوائد.
• الاهتمام بصحة الجسم، من خلال تناول الأطعمة الصحية واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة أو المشي مع عربة الطفل، وتجنّب المخدرات والكحول، والنوم عند العثور على الوقت الكافي للنوم أو أخذ قيلولة.
• وضع الأهداف، فلا يوجد إنسان مثالي، لذا يجب وضع أهداف واقعية.
• تخصيص وقت للنفس، فيجب التعوّد على اقتطاع جزء من الوقت للنفس، فبالغالب تنسى الأم أنها تحتاج لوقت للعناية بنفسها.
• عدم كبت المشاعر، إذ إنه من اللازم مشاركة كل ما تشعر به المرأة مع شريك حياتها وعدم عزل النفس والمشاعر بعيدًا، فمن اللازم التحدث مع الزوج أو الصديق أو الأهل.
• الفيتامينات، فأحماض أوميغا 3 الدهنية تساعد على حل مشكلة اكتئاب ما بعد الولادة، ومن الممكن تناول المكمّلات على هيئة كبسولات أو الحصول عليها من الأغذية مثل:
  • بذور الكتان.
  • بذور الشيا.
  • سمك السلمون.
  • السردين.
  • الأسماك الزيتية الأخرى.

كما أن تناول فيتامين ب 2 له دور في تقليل اكتئاب ما بعد الولادة، إذ إن فيتامين ب 2 له تأثير إيجابي على اضطراب المزاج.

طرق التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة

توجد بعض الخطوات والنصائح التي يجب على الأم التي تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة معرفتها^[٥]:

• بناء رابطة آمنة مع الطفل، فالترابط العاطفي يعدّ من أهم الروابط بين الأمهات والآباء والأطفال، فالرابطة الآمنة تشعر الطفل بالأمان كما أنها تحسن نموه، إذ إن الترابط الناجح يكون نتيجة لمعرفة احتياجات الطفل وتلبيتها، أو معرفة الإشارت العاطفية والاستجابة لها، كما أنه من الآثار المترتبة على اكتئاب ما بعد الولادة قلة الترابط بين الأم والطفل مما يعيق القدرة على رعاية الطفل وفهم احتياجاته، وتجدر الإشارة إلى أن الشعور بالتعلّق بالطفل يتراوح بين الأمهات، إذ إن بعض الأمهات يندفعن في الحب ويتعلقن بالطفل منذ النظر إليه، بينما البعض الآخر يأخذ وقتًا أكبر في التعلق، ولا يعدّ هذا الشيء ذنبًا ولا داعي للشعور بالقلق حيال هذا الأمر، كما يساعد الترابط العاطفي بين الأهل والطفل على إفراز هرمون الأوكسيتوسين أو ما يعرف بهرمون الحب الذي له الدور في جعل الشخص سعيدًا، وحسّاسًا تجاه مشاعر الآخرين، مما يمكن الأم من التعرّف على إشارات الطفل غير اللفظية وفهمها، ومن الطرق في تزيد الروابط بين الأهل والطفل:
  • ملامسة الجلد بالجلد.
  • تدليك الطفل.
  • الابتسامة وبشاشة الوجه.
  • الغناء وهو فعّال أكثر من الاستماع لموسيقى مسجّلة.
• اعتناء الأم بنفسها، عن طريق:
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • تناول أوميغا 3.
  • عدم الاستهانة بالقيلولة والنوم عند نوم الطفل.
  • التعرّض لأشعة الشمس وتنفّس الهواء النقي.
  • اقتطاع بعض الوقت للنفس وعمل الأمور التي تسعد الأم.
• ممارسة الرياضة، فالنشاط البدني يساعد في التقليل من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ويعدّ وسيلة للرفاهية، بالإضافة إلى أن التمارين تشد عضلات البطن وتقويها، وتخفف من التوتّر، وتزيد الطاقة، وتساعد في الحصول على نوم أفضل.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} "Postpartum depression", www.mayoclinic.org, Retrieved 3-11-2019. Edited.
2. ↑ "Postpartum Depression", www.webmd.com, Retrieved 3-11-2019. Edited.
3. ↑ "What to know about postpartum depression", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-11-2019.
4. ↑ "Are There Natural Remedies for Postpartum Depression?", www.healthline.com, Retrieved 3-11-2019. Edited.
5. ↑ "Life hacks: Dealing with postpartum depression", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-11-2019. Edited.