الحمل الثاني بعد القيصرية

الحمل الثاني بعد القيصرية

هل يمكن للولادة القيصرية أن تؤثّر على حدوث الحمل؟

مع ارتفاع عدد الولادات القيصرية، قد تشعرين وأنتِ حامل بالقلق اتجاه تأثير إجراء عملية قيصرية سلبًا على خصوبتكِ في المستقبل، لكن وجدت إحدى الدراسات أن إجراء عملية قيصرية لا يسبب مشاكل في الخصوبة مستقبلًا، لكن عندما تعمقوا قليلًا، لاحظ الباحثون أن معدل الخصوبة المستقبلي بين النساء اللواتي خضعن لعمليات قيصرية يختلف باختلاف سبب إجراء العملية، فمثلًا، يكون لدى الأمهات اللواتي خضعن لعملية قيصرية اختيارية لأن أطفالهن مقعدين انخفاضًا أقل في الخصوبة لاحقًا، على النقيض من ذلك، فإن النساء اللواتي ولدن ولادة القيصرية بسبب مؤشر طبي كالمشيمة المنزاحة، أو في حالات طارئة -لأن معدل ضربات قلب الجنين أصبح منخفضًا بشكل خطير مثلًا- كان لديهن انخفاض أكبر في الخصوبة، وهذا يشير إلى أن الإجراء نفسه لا يؤدي إلى انخفاض واضح في الخصوبة، بل إن الظروف الطبية والاجتماعية هي التي تجعل العملية ضرورية وهي التي تفسر الانخفاض الواضح في الخصوبة لاحقًا[١][٢].


متى يمكنكِ الحمل بعد الولادة القيصرية؟

من الأفضل أن تنتظري مرور 6 أشهر على الأقل بعد الولادة القيصرية قبل الحمل الثاني ، وإذا انتظرتِ سنة سيكون أفضل، أي أنه كلما تركت ندبتكِ تلتئم لفترة أطول أصبحت أقوى، فحتى لو كانت ولادة طفلكِ بسيطة دون أي مضاعفات، فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى ستة أسابيع حتى تلتئم الندبة تمامًا بحيث يمكنكِ العودة إلى الأنشطة المعتادة كقيادة السيارة أو ممارسة الجنس أو ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة؛ لذا احرصي على منح جسمكِ فرصة كافية للتعافي قبل الحمل الثاني، وفي معظم الولادات القيصرية، يُفتح الجرح على طول الجزء العلوي من شعر العانة، ويشفى هذا الجرح عادةً بعد ثلاثة أشهر من ولادة طفلكِ، لكن الانتظار لمدة ستة أشهر على الأقل قد يكون مهمًا إذا كنتِ ترغبين بمحاولة الولادة الطبيعية في المرة القادمة على وجه الخصوص، وهذا ما يُسمّى بالولادة المهبلية بعد الولادة القيصرية[٣].

ويوجد خطر ضئيل للغاية لتمزّق ندبتكِ القيصرية عند الخضوع للولادة المهبلية بعد الولادة القيصرية، وهذا ما يُعرف بتمزق الرحم، ورغم أن الخطر ضئيل، إلا أنه قد يزداد إذا كانت الفترة قصيرة بين حالات الحمل، كما تؤدي الفترة القصيرة أيضًا إلى زيادة خطر إصابتكِ بانخفاض المشيمة أو انفصال المشيمة عن الرحم، وقد يبدو هذا مخيفًا، لكن احتمالية حدوث هذه المضاعفات منخفضة جدًا، والعامل الأكثر أهمية هو أن تشعري أنتِ وشريككِ بالاستعداد لطفل آخر[٣].


هل يمكن الولادة طبيعيًّا بعد الولادة القيصرية؟

ترغب العديد من السيدات اللواتي خضعن لعملية قيصرية في حملهنّ الأول بالولادة المهبلية للولادة الثانية أو لاحقًا، ولسنوات، شُجّعت السيدات اللواتي خضعن لعملية قيصرية على تجنب الولادات المهبلية تمامًا وجدولة عمليات قيصرية لجميع الولادات المستقبلية، لكن في هذه الأيام، تُعدّ الولادة المهبلية بعد ولادة قيصرية أو كما يُشار إليها اختصار بالرمز (VBAC) خيارًا آمنًا للعديد من السيدات وأطفالهن، ومع الولادة المهبلية، يمكنكِ العودة إلى المنزل في وقت أسرع والتعافي بسرعة، وسيحدد الطبيب سبب إجراء الولادة القيصرية الأولى، ونوع الشق الذي أجري على الرحم، وعوامل أخرى في تاريخكِ الطبي ليعرف إذا ما كان بإمكانكِ الخضوع لولادة مهبلية بعد الولادة القيصرية أم لا[٤]:

  • في حال فُتح شق مستعرض -المعروف أيضًا باسم الشق الأفقي في الجزء السفلي الرقيق من الرحم، والذي يُستخدم خلال معظم الولادات القيصرية؛ تزيد احتمالية الولادة المهبلية بعد الولادة القيصرية.
  • أما الشق العمودي يقطع عضلات الرحم التي تنقبض بشدة أثناء المخاض لأعلى ولأسفل، فهو أخطر بالنسبة للولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية؛ لأنه قد يتسبب بتمزق الرحم.

إذا تعرضتِ لأكثر من ولادة قيصرية، فقد لا تكون الولادة المهبلية خيارًا مناسبًا لكِ، وبالتأكيد لا تنجح جميع السيدات اللواتي ولدن طبيعيًا في الحمل الثاني بعد العملية القيصرية، إذ تقدر الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء أن حوالي 60-80٪ من السيدات لا يمكنهن ذلك، ورغم أن للولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية مخاطر، إلا أن العديد من النساء يمكنهن الولادة طبيعيًا بمرة واحدة دون أي مضاعفات على الإطلاق، وإذا كنتِ ترغبين بذلك؛ فتحدثي إلى طبيبك لتقييم المخاطر والفوائد[٤].


هل توجد مضاعفات للولادة القيصرية؟

قد يعرضكِ الخضوع للولادة القيصرية إلى مخاطر عديدة، وفيما يأتي بعض المخاطر الرئيسة التي قد تتعرضي لها[٥]:

  • عدوى الجرح: وهي من المضاعفات الشائعة، وتسبب احمرارًا وتورمًا، وزيادة في الألم، وخروج إفرازات من الجرح.
  • عدوى في بطانة الرحم: وهي حالة شائعة أيضًا، تشمل أعراضها الحمى، وآلام البطن، ونزيف مهبلي شديد، وإفرازات مهبلية غير طبيعية.
  • النزيف المفرط: هذا الأمر غير شائع، لكنه قد يتطلب نقل دم في الحالات الشديدة، أو ربما جراحة أخرى لوقف النزيف.
  • تجلط الأوردة العميقة: وهو من المضاعفات النادرة، ويشير إلى حدوث جلطة دموية في ساقكِ؛ والتي قد تسبب ألمًا وتورمًا، ويمكن أن تكون خطيرة جدًا إذا انتقلت إلى الرئتين.
  • تلف المثانة أو الأنابيب التي تربط الكلى والمثانة: وهي حالة نادرة قد تتطلب إجراء جراحة أخرى.


من حياتكِ لكِ

في العادة، لا تواجه السيدات اللواتي خضعن لعملية قيصرية مشاكل في الحمل الثاني، كما يمكن لمعظم السيدات اللواتي خضعن لعملية قيصرية الخضوع لولادة مهبلية بأمان في الحمل الثاني، لكن في بعض الأحيان، قد يكون من الضروري إجراء عملية قيصرية أخرى، وعلى الرغم من عدم شيوع مخاطر العملية القيصرية، إلا أنها يمكن أن تزيد من خطر حدوث مشاكل معينة في الولادات المستقبلية، بما في ذلك[٥]:

  • انفتاح الندبة في رحمكِ.
  • قد يؤدي التصاق المشيمة بطريقة غير طبيعية بجدار الرحم إلى صعوبات في توصيلها.
  • ولادة جنين ميت.

لذا يجب عليكِ استشارة طبيبكِ أو ممرضة التوليد إذا كانت لديكِ أية مخاوف.


المراجع

  1. "Cesarean Delivery Doesnt Reduce Future Fertility", www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  2. "A population-based cohort study of the effect of Caesarean section on subsequent fertility ", academic.oup.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  3. ^ أ ب "How soon after a caesarean can I get pregnant?", www.babycentre.co.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  4. ^ أ ب "Can I Have a Vaginal Birth If I Had a Previous C-Section?", kidshealth.org, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  5. ^ أ ب "Caesarean section", www.nhs.uk, 2020-08-12. Edited.

فيديو ذو صلة :