الفرق المناسب بين الطفل الأول والثاني

الفرق المناسب بين الطفل الأول والثاني

تنظيم الأسرة

يُعدّ تنظيم الأسرة أمرًا لا بدّ منه للمرأة لتتمكن من المباعدة بين أحمالها، ولتحدد الوقت المناسب للحمل، وذلك من خلال مجموعة من الطرق والأساليب الحديثة والتقليدية مع المحافظة في ذات الوقت على استمرارية حياتها الجنسية طبيعيًا دون أي مشاكل. استُخدم تنظيم الأسرة في جميع أنحاء العالم على نطاق واسع، كونه يُوفّر فترةً مناسبةً لاهتمام الأم بنفسها قبل حدوث الحمل، ملبيًا بذلك حاجة المرأة لمعرفة إن كان جسمها مناسبًا لاستقبال حمل جديد أم لا، فهذا حق أساسي من حقوقها حتى تستطيع الاستمتاع بحملها إن كانت راغبةً به، وأن تكون قادرةً على تجنب حملٍ غير مرغوب به لأسباب خاصة بها، مثل رغبتها بترتيب وتنظيم أمورها الحياتية، أو إكمال تعليمها، وبذلك تكون قادرةً على التخطيط التام للإنجاب في المواعيد المناسبة لها.


رغم وجود أفكار دينية تؤثر على هذا الموضوع إلا أنه يُعد جزءًا أساسيًا من مكونات الصحة الإنجابية، وعاملًا أساسيًا لتحسين الحياة الأسرية، ليس للمرأة فقطبل للأب أيضًا، ففي حال كان عدد الأطفال أقل سيكون قادرًا على تكريس وقته وجهده وماله لتربيتهم، عكس الحال عند وجود عدد كبير من الأطفال، فذلك سيؤثر سلبًا على الأب والأم، ومما لا شكّ فيه أن الطفل سيتأثر أيضًا من خلال انتقاص حقه بالصحة والتعليم، أو التقصير في حقه في التحفيز واللعب[١].


الفرق المناسب بين الطفل الأول والثاني

عند التفكير بإنجاب الأطفال يجب مراعاة وجود فرق مناسب بين كل طفل والآخر، مع الأخذ بعين الاعتبار سن المرأة، ففترة الخصوبة تبدأ بالانخفاض بعد سن 35، ومن الأفضل أن يكون الفارق العمري بين كل طفل والآخر 6 أشهر على الأقل، مع أفضلية أن يكون الفارق سنةً فأكثر، وذلك حتى تستعيد المرأة طاقة جسمها والفيتامينات التي فقدها الجسم خلال فترة الحمل السابق، ومن الجدير بالذكر أن المباعدة بين الأحمال لها جانب إيجابي وسلبي، فعند المباعدة سيجد الأهل أنفسهم مستمتعين بطفلهم، وسيأخذ الطفل كامل الاهتمام من والديه، كما سيكون بمقدور الأبوين تجهيز أنفسهم ماديًا لاستقبال الطفل الآخر، ومن الممكن الاستفادة في بعض الأحيان من الأدوات التي استُخدِمت لرعاية الطفل الأول، إلا أنه في المقابل إن طالت فترة المباعدة ستتولد لدى الطفل الأكبر الأنانية وعدم التقبل للأخ الآخر، ومما لا شك فيه علميًا وصحيًا أن الفترة الأفضل والأنسب للمباعدة هي عامان حتى يتمكن الطفل من أخذ حقه كاملًا ليكون الوالدان متفرغين لرعايته دون التشتت بين أكثر من طفل[٢].


العدد المثالي لإنجاب الأطفال

تبيَّن أن العدد المثالي لإنجاب الأطفال في العديد من الدراسات هو ثلاثة أطفال، وذلك مؤشر نسبي ولا يُعد قاعدةً أساسيةً، فمستوى قدرات العائلات غير ثابت، ويتفاوت من عائلة لأخرى، ووجهة نظر بعض العائلات أنه في حال إنجاب أكثر من طفلين لن يكون بمقدورهم السيطرة عليهم، والوقوف دومًا إلى جانبهم لتعدد الاحتياجات، والتشتت بتوزيع المهام، مما سيجعلهم عاجزين عن مراقبة الأطفال والتأكد من حصولهم على كافة احتياجاتهم، وعلى الرغم من أن الزيادة الجديدة على العائلة هي طفل واحد، إلا أن ذلك الطفل يحتاج لرعاية واهتمام وانتباه كليّ؛ مما يجعل الأبوين بحاجة لتركيز وتفكير بنسبة أكبر كونها مرحلةً انتقاليةً من عائلة صغيرة إلى عائلة أكبر، فكل طفل بحاجة لوقتٍ كافٍ من الوالدين لتلبية رغباته واحتياجاته، وبغض النظر عن عدد الأطفال سواء أكان اثنين أو ثلاثة أو أكثر، يجب على الأسرة أن تبحث عن السعادة، ليس من خلال المثالية بالتربية، بل بالتعامل واقعيًا مع الأسرة صغيرةً كانت أم كبيرةً، من خلال وضع قواعد أسرية أساسية يسير عليها جميع أفراد العائلة صغيرًا وكبيرًا[٣].


الطرق الحديثة للمباعدة بين الأحمال

توجد مجموعة من الطرق الحديثة للمباعدة بين الأحمال، ومنها[٤]:

  • حبوب منع الحمل، وهي حبوب تحتوي على الهرمونين الأساسيين لدى المرأة وهما الإستروجين والبروجسترون؛ إذ يعملان على عدم إخراج بويضة من المبيض، فعالية هذه الوسيلة تصل لنسبة 99% إن استُخدِمت بالطريقة الصحيحة والوقت المناسب.
  • الكبسولات المزروعة، وهي كبسولات تُزرع في ذراع المرأة تحت الجلد، تؤدي لتغليظ عنق الرحم منعًا لالتقاء الحيوان المنوي بالبويضة كونها تحتوي على هرمون البروجسترون الذي يمنع الإباضة.
  • الحقن الشهرية، تحقن في عضل المرأة شهريًا، وتؤدي لعدم إنتاج البويضات لاحتوائها على هرموني الإستروجين والبروجسترون، ونسبة فعاليتها تصل إلى 99%.
  • اللولب، وهو نوعان إما بلاستيكي يحتوي على سلك نحاسي يُتلف الحيوان المنوي ويمنع التقاءه بالبويضة، والنوع الثاني لولب بلاستيكي على شكل حرف T يمنع نمو بطانة الرحم من خلال إفراز هرمون الليفونورجيستريل يوميًا وبذلك استحالة حدوث الحمل.
  • العوازل الذكرية والأنثوية، وهي تشكل حاجزًا يمنع اتصال الحيوان المنوي بالمهبل.
  • الرضاعة الطبيعية، وهي أسلوب قديم حديث وفاعل في حال كانت الأم معتمدةً عليها 100% في غذاء الطفل، إلا أنها وسيلة مؤقتة لأن الطفل عند بلوغه عمر ستة أشهر يبدأ باستقبال أطعمة مساعدة مما يقلل اعتماده على حليب الأم وبالتالي انخفاض نسبة فعالية الوسيلة.


حاجة المرأة لزوجها أثناء فترة الحمل

يُعد الحمل مرحلةً صعبةً للمرأة، وتحيطها فيه مجموعة من المشاعر المختلطة والأوجاع والإحباط خلال فترة ليست بقصيرة، لذا يجب على الزوج أن يكون محتاطًا وعلى دراية تامة بحيثيات هذه المرحلة حتى يستطيع تقديم المساعدة والدعم لزوجته وذلك من خلال الطرق التالية[٥]:

  • الاستماع لها، فهي بحاجة ماسة لتشعر بأن الزوج إلى جانبها، يُصغي لها ويُجنبها الشعور بالخوف.
  • المساعدة، يجب عدم التواني بتقديم المساعدة للمرأة خصوصًا في أعمال المنزل فلا بأس إن أعد الزوج الطعام عنها أو حتى تعاقد مع شركة خدمات لتنظيف المنزل خلال فترة ما قبل الحمل وحتى ما بعده، فبالتأكيد ستتغير نفسيتها للأفضل إن وجدت منزلها نظيفًا بعد رحلة متعبة من الحمل والولادة فهي في مرحلة صعبة ومُتعبة، وبحاجة للمساعدة الدائمة.
  • تلبية طلباتها، حتى وإن كان طلبًا صعبًا خاصًا بوحامها يجب على الزوج أن يحاول تلبيته لها، ولن تنسى له ذلك على مر السنين، وستصبح ذكرى جميلةً لهما بعد مرور الزمن.
  • اصطحابها للخارج، ففترة الحمل لا تعني التوقف عن ممارسة الحياة الطبيعية، فمرافقة الزوجة في نزهة أو للتسوق أو حتى زيارة السينما دافع قوي لرفع معنوياتها.
  • إظهار الاهتمام، التحدث معها باستمرار عن الحماس والتشوق لاستقبال المولود، فلا بأس من قراءة كتاب عن الحمل والولادة، أو تصفح المواقع الإلكترونية بحثًا عن تفاصيل الحمل.
  • الرومانسية، المرأة دومًا بحاجة للرومانسية من زوجها وتزداد حاجتها للحب من زوجها أثناء الحمل لتلين لحظاتها وأوقاتها القاسية الصعبة.
  • مرافقة الزوجة إلى السوق، تشعر المرأة منذ بداية حملها بالتغيرات الجسدية، وتبدأ تشعر بأن جسمها لم يعد جميلًا كسابق عهده، لذا سيُسعدها إن ساعدها الزوج في اختيار ملابسها، وتشجيعها، ومدحها، وإشعارها بجمال روحها، وجمال جسدها.

المراجع

  1. "Family Planning", sciencedirect, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  2. julia youll, "What age gap is best between babies?"، babycentre, Retrieved 2019-11-18. Edited.
  3. By Kelly, "The Actual Reason Why Three Kids Is the Most Stressful Number"، Happy You, Happy Family, Retrieved 2019-11-18. Edited.
  4. "Family planning/Contraception", World Health Organization,2018-02-8، Retrieved 2019-11-12. Edited.
  5. Jennifer bly (2011-2-3), "WHAT HUSBANDS CAN DO FOR THEIR PREGNANT WIVES"، THE DELIBERATE MOM, Retrieved 2019-11-18. Edited.

فيديو ذو صلة :