الحمل مع التكيسات

الحمل مع التكيسات

تكيّس المبايض والحمل

متلازمة تكيّس المبايض هي حالة هرمونية شائعة لدى النساء تتميز بإفراز الكثير من الأندروجينات، وهي الهرمونات الذكرية، وتُسبب هذه المتلازمة زيادةً في نمو شعر الجسم، وظهور حب الشباب، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وتُصيب متلازمة تكيّس المبايض ما بين 6-15% من النساء في سن الإنجاب، وقد تجعل هذه المتلازمة الحمل أكثر صعوبةً، وإذا حدث الحمل فقد تزيد هذه المتلازمة من احتمالية حدوث المضاعفات أثناء فترة الحمل وعند الولادة، ولكن على الرغم من ذلك يُمكن من خلال التحكم في الأعراض حدوث الحمل وإنجاب طفل سليم[١][٢].


هل يمكن أن يؤثر تكيس المبايض على الحمل؟

قد تُؤثّر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض في احتمالية حدوث الحمل نتيجةً للاختلالات الهرمونية، والسيدات المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض هُنّ الأكثر عُرضةً لخطر الإصابة ببعض المشاكل والمضاعفات أثناء الحمل، إذ تتضمّن هذه المضاعفات ما يلي[٣]:

  • سكري الحمل: قد يؤدي سكري الحمل إلى إنجاب طفل أكبر حجمًا مما يُسبب مشاكل أثناء الولادة، ولكن هذا النوع من السكري يُمكن التحكم به وعلاجه، وفي معظم الحالات لا يُسبب مشاكلًا كبيرةً للأم أو للجنين ويختفي بعد الولادة.
  • مقدمات الارتعاج: أو ما قبل تسمّم الحمل، وهي حالة يحصل معها ارتفاع ضغط الدم عادةً في النصف الثاني من الحمل، وفي حال لم يُعالج فقد يتحوّل إلى تسمّم الحمل، إذ يُعدّ تسمم الحمل ارتفاعًا مفاجئًا في ضغط الدم بعد الأُسبوع العشرين من الحمل، ويُمكن أن يؤثر تسمّم الحمل على الكلى والكبد والدماغ عند الأُم في حال لم يُعالج وقد يصل إلى حد الموت، وفي هذه الحالة قد يتطلب الأمر إجراء عملية ولادة مُبكّرة للحفاظ على صحة كل من الطفل والأم.
  • زيادة احتمالية الولادة القيصرية: السيدات المصابات بتكيّس المبايض هُنّ الأكثر عُرضةً لإجراء ولادة قيصرية نتيجةً لمضاعفات الحمل المُرتبطة بتكيّس المبايض.
  • الإجهاض: تكون احتمالية الإجهاض عند المصابات بتكيّس المبايض أكثر بثلاث مرات في الأشُهر الأولى من الحمل مقارنةً بالنساء غير المُصابات بهذه المتلازمة، وتُعدّ أيضًا النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض الأكثر اعتمادًا على تكنولوجيا الإنجاب لحدوث حمل.

على الرغم من ذلك لا داعي للقلق سيدتي، إذ يمكن لطبيبكِ مساعدتكِ في وضع خطة للحمل مع بعض الاستراتيجيات مثل إنقاص الوزن، والأكل الصحي، والأدوية في بعض الحالات، ممّا يزيد من فرصة الحمل الصحّي بدون مشاكل، وولادة طفل سليم[٢].


هل يمكن أن يؤثر تكيس المبايض على جنينكِ؟

لسوء الحظ، قد تصل تأثيرات الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض أثناء فترة الحمل إلى جنينكِ، فتزيد لديه احتمالية حدوث العديد من المضاعفات، منها الولادة المُبكّرة، كما يكون الأطفال المولودون لأمهات لديهُنّ تكيس في المبايض أكثر عُرضةً للوفاة في وقت قريب من الولادة أو الدخول إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، كما أنّ احتمالية الولادة بعملية قيصرية تكون أكبر لأنّ حجم الأطفال يكون كبيرًا في العادة، وقد تظهر أيضًا مضاعفات أخرى أثناء المخاض والولادة، لذا إذا كنتِ تعانينَ من تكيّس المبايض، من المهم أن تتحدثي مع طبيبكِ للحدّ من هذه المخاطر عن طريق مراقبة الأعراض، ومراقبة جنينكِ، واتخاذ المزيد من الاحتياطات أثناء فترة الحمل لمنع حدوث المضاعفات قدر الإمكان[٢][١].


ما هي أسباب إصابتكِ بتكيس المبايض؟

إلى الآن يُعدّ السبب الدقيق للإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض غير معروفًا، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتكيّس، من أهمها ما يلي[٤][٥]:

  • زيادة مستوى الأنسولين: الأنسولين هو الهرمون الذي يُنتَج في البنكرياس، والذي يسمح للخلايا باستخدام السكر للحصول على الطاقة، فإذا أصبحت خلايا الجسم مقاومةً لعمل الأنسولين، يُمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات السكر في الدم، وبالتالي سيُنتج الجسم المزيد من الأنسولين، وهذا سيُسبّب زيادة إنتاج الأندروجين (الهرمونات الذكرية)، ممّا يُسبب صعوبةً في التبويض (عملية إطلاق البويضة الناضجة من المبايض شهريًّا[٦]).
  • الالتهابات: إذ إنّ النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض لديهنّ نوع من الالتهابات منخفضة الدرجة التي تُحفّز تكيّس المبايض على إنتاج الأندروجين، ممّا قد يُؤدّي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
  • الوراثة: تُشير الأبحاث إلى أنّ الجينات لها دور بالإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض، إذ إنّ ما يُقارب 20-40% من النساء المصابات بتكيّس المبايض لديهنّ أم أو أخت مصابة.
  • السُمنة: غالبًا ما تظهر متلازمة تكيّس المبايض عند النساء المصابات بالسُمنة، ولكن ليس واضحًا إلى الآن إن كانت السُمنة تُسبب تكيّس المبايض أم أنّ هذه الزيادة في الوزن ناتجة عن الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض، ولكن مع ذلك هناك العديد من النساء ذوات الوزن الطبيعي مُصابات أيضًا بمتلازمة تكيّس المبايض، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإنّ عوامل نمط الحياة التي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين قد تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض، وتشمل هذه العوامل؛ قلة الحركة، والنظام الغذائي غير الصحي، وتجدر الإشارة إلى أنّ فقدان الوزن غالبًا ما يُحسّن أعراض مقاومة الأنسولين.


من حياتكِ لكِ

من الجيد أن تعلمي سيدتي أنهُ يمكن علاج متلازمة تكّيس المبايض والتخفيف من مضاعفاتها، إذ يعتمد العلاج على الأعراض الظاهرة لديكِ، وعمركِ، وإن كنتِ ترغبين في الحمل، فإذا كنتِ تعانينّ من زيادة الوزن، فإنّ فقدان حتى 5% أو 10% من وزنكِ سيجعلكِ تشعرين بالتحسُّن، وقد يصف لكِ الطبيب دواء الميتفورمين (Metformin) لخفض مقاومة الأنسولين، وتنظيم التبويض، والمساعدة في إنقاص الوزن، وإذا كنتِ لا تُخطّطين للحمل فقد يصف لكِ طبيبُكِ وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل، إذ يُمكن أن تُساعد هذه الأدوية في تقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، وتنظيم الدورة الشهرية، وإزالة حب الشباب، وتقليل نموّ شعر الجسم الزائد، أما إذا كنتِ ترغبين أو تُخطّطين للحمل، عندئذٍ تُعدّ أدوية الخصوبة التي يصفها طبيبكِ خيارًا جيدًا، إذ تُساعد المبايض على إطلاق البويضات، لذا يجب عليكِ اتباع إرشادات الطبيب والالتزام بالعلاجات التي يصفها حتى تتحسّن الأعراض، ويقلّ تأثيرها[٧].


المراجع

  1. ^ أ ب "PCOS and pregnancy", pregnancybirthbaby, Retrieved 2020-09-25. Edited.
  2. ^ أ ب ت Chaunie Brusie (2016-10-31), "What You Should Know About Polycystic Ovarian Syndrome (PCOS) and Pregnancy", healthline, Retrieved 2020-09-25. Edited.
  3. "Does PCOS affect pregnancy?", nichd, Retrieved 2020-09-25. Edited.
  4. "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic, Retrieved 2020-09-25. Edited.
  5. Nicole Galan (2020-03-27), "Causes and Risk Factors of Polycystic Ovary Syndrome", verywellhealth, Retrieved 2020-09-25. Edited.
  6. "Your Fertility right time for sex", yourfertility, Retrieved 2020-10-12. Edited.
  7. "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)", webmd, Retrieved 2020-09-26. Edited.

فيديو ذو صلة :