محتويات
سمك بطانة الرحم
بطانة الرحم من أجزاء الجسم التي يتغير حجمها كل شهر وعلى مدار سنوات الخصوبة للمرأة، ففي كل شهر يُحضِّر الجسم بطانة الرحم لاستضافة جنين وهذا جزء من الدورة الشهرية، مما يزيد سمك بطانة الرحم أو ينقصه، ويساعد على ذلك هرمونان، هما هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون، اللذان يحثان بطانة الرحم على النمو وإسقاط هذه البطانة خلال الحيض في حال عدم حدوث حمل.
إنّ سمك بطانة الرحم هي حالة تُحدِث تضخمًا غير طبيعي لبطانة الرحم، وعلى الرغم من أن هذا التضخم ليس سرطانًا، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى سرطان الرحم لدى بعض النساء، وعادة ما يحدث تضخم بطانة الرحم بسبب زيادة هرمون الإستروجين دون هرمون البروجسترون، وإذا لم يُفرَز هرمون البروجسترون، لن تسقط بطانة الرحم بسبب عدم حدوث التبويض، وهذا يعني أن بطانة الرحم قد تستمر في النمو استجابة لإنتاج هرمون الإستروجين، مما يؤدي لتكدس خلايا بطانة الرحم وتجمعها غير الطبيعي[١][٢].
أسباب سمك بطانة الرحم
تعتمد الدورة الشهرية على هرموني الإستروجين والبروجسترون، فهرمون الإستروجين يساعد في نمو الخلايا على بطانة الرحم، وعند عدم حدوث حمل ينخفض مستوى هرمون البروجسترون مما يؤدي لإسقاط بطانة الرحم وبدء الدورة الشهرية مرة أخرى، وعندما يكون هذان الهرمونان في حالة توازن فإن كل شيء يسير بسلاسة، ولكن زيادة مستويات هذين الهرمونين أو نقصانها يمكن أن تؤدي لحالات غير طبيعية تؤثر على الجسم[٣].
إنّ السبب الرئيسي لسمك بطانة الرحم هو ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين؛ إذ إنه السبب الأكثر شيوعًا لتضخم بطانة الرحم، فوجود الكثير من هرمون الإستروجين وقلة هرمون البروجسترون يؤدي لنمو الخلايا على بطانة الرحم، وتعتمد هذه الحالة على العديد من الأسباب التي قد تؤدي لخلل في الهرمونات والتي تشمل[٣]:
- بلوغ سن اليأس؛ وهذا يعني انقطاع عملية الإباضة وأن الجسم لا ينتج البروجسترون.
- فترة انقطاع الطمث؛ إذ إن الإباضة لا تحدث بانتظام بعد ذلك.
- العلاج بالهرمونات البديلة؛ نتيجة أخذ هرمون الإستروجين سابقًا أو أخذه حاليًّا.
- السمنة.
- الإصابة ببعض الحالات الصحية: مثل العقم، أو متلازمة تكيس المبايض، أو في حال كانت الدورة غير منتظمة.
عوامل خطر الإصابة بسمك بطانة الرحم
فيما يأتي ذكر للحلات التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسمك بطانة الرحم وتضخمها[٣]:
- النساء فوق سن 35 سنة.
- بدء الحيض في سن مبكرة.
- انقطاع الطمث في سن متأخرة.
- وجود حالات صحية مثل: السكري، أو مرض الغدة الدرقية، أو مرض المرارة.
- وجود تاريخ عائلي لبعض السرطانات مثل: سرطان الرحم أو سرطان المبيض أو سرطان القولون.
أنواع سمك بطانة الرحم
يوجد نوعان لسمك بطانة الرحم، ويُستدلّ عليهما من خلال مختص علم الأمراض عند رؤية عينة من بطانة الرحم تحت المجهر، فعند فحص العينة يُبحث في التغيرات التي طرأت على جزأين من بطانة الرحم وهما: الغدد الموجودة والنسيج الداعم، ويُشخّص سمك البطانة من خلال رؤية عدد كبير من الغدد المتصلة بالنسيج الداعم أكثر مما قد يوجد في بطانة الرحم الطبيعية، ويصنف نوعا سمك بطانة الرحم إلى[٤]:
- فرط تنسج بطانة الرحم النمطي.
- فرط تنسج بطانة الرحم غير النمطي.
ومن المهم تذكر أن سمك بطانة الرحم وتضخمها ليس سرطان بطانة الرحم، ولكنه يعد حالة سرطانية، فقد تكون بعض حالات فرط تنسج بطانة الرحم غير النمطي مرحلة مبكرة للغاية من سرطان بطانة الرحم.
أعراض سمك بطانة الرحم
الأعراض الأولية لتضخم بطانة الرحم هو نزيف الحيض غير الطبيعي، والعلامات الأكثر شيوعا لسمك بطانة الرحم المفرط تشمل ما يأتي[١]:
- حدوث نزيف بعد انقطاع الطمث.
- النزيف الشديد أو طويل الأمد أثناء الحيض.
- حدوث دورات حيض غير منتظمة والتي يمكن أن تدوم أقل من 3 أسابيع أو أكثر من 38 يومًا.
- نزول بقع دم بين فترات الدورة الشهرية.
تشخيص سمك بطانة الرحم
في حال حدوث نزيف غير طبيعي من الرحم تجب استشارة الطبيب، ومن المرجح أن يأخذ الطبيب عينة من بطانة الرحم للتشخيص بالإضافة لمعرفة الأعراض الأخرى التي حدثت، وقد تؤخذ هذه العينة في العيادة أو من خلال إجراء عملية جراحية بسيطة، وفيما يأتي بعض الطرق لتشخيص حالة سمك بطانة الرحم[٤]:
- خزعة بطانة الرحم: وهو إجراء شائع جدًّا، فالإعداد للخزعة هو نفسه بالنسبة لمسحة عنق الرحم الروتينية، ومن المحتمل أن تواجه النساء بعض الآلام التي يمكن أن تتراوح من تقلصات خفيفة إلى تقلصات شديدة مماثلة لآلام المخاض المبكرة، ويعد هذا الإجراء سريعًا للغاية وعادة ما يستمر أقل من دقيقة واحدة.
- تنظير الرحم: قد يجري الطبيب تنظيرًا للرحم ويأخذ عينات من بطانة الرحم بدلًا من خزعة بطانة الرحم، وهذا إجراء جراحي قد يُجرى في العيادة بدلًا من غرفة العمليات، وتكمن فائدته بأنه يسمح للطبيب بمراقبة بطانة الرحم مباشرةً للتأكد من أن جميع مناطق بطانة الرحم تؤخذ منها عينات مناسبة.
ولا يمكن تشخيص تضخم بطانة الرحم عن طريق فحص الدم أو الموجات فوق الصوتية، ولكن يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء اختبارات دم معينة لاستبعاد الأسباب الأخرى لنزيف الرحم غير الطبيعي، ومن الممكن أيضًا أن يطلب إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للحوض للمساعدة في تشخيص سبب نزيف الرحم غير الطبيعي.
علاج سمك بطانة الرحم
بعد ظهور أعراض وعلامات سمك بطانة الرحم واستشارة الطبيب المختص من المهم المتابعة وعلاج هذه الحالة، وغالبًا ما يُعالج بالبحث عن عوامل الخطر المؤثرة في سمك بطانة الرحم والقابلة للتعديل، أو من خلال معرفة نوع التضخم لاختيار العلاج المناسب، ومن أمثلة العلاجات ما يأتي[٤]:
- علاج عوامل الخطر: على سبيل المثال في حال كانت المرأة تعاني من السمنة فإن خسارة الوزن ستساعد على تقليل الإستروجين الزائد والناتج عن الخلايا الدهنية، مما سيسمح لبطانة الرحم بإعادة تشكيل نفسها، وأيضًا إذا كانت المرأة تتناول العلاج البديل بالهرمونات، فقد يعيد الطبيب ضبط الجرعة أو يوصي بالامتناع عن استخدام هذا العلاج.
- العلاج بالبروجسترون: قد يوصي الطبيب باستخدام علاجات البروجسترون لعلاج تأثير سماكة الإستروجين الزائد على بطانة الرحم في حال عدم نجاح تغيير نمط الحياة بحدوث نتيجة، أو إذا كانت المرأة تعاني من نزيف غير طبيعي، أو إذا كانت المريضة تريد نتيجة سريعة، ويوجد نوعان من هرمون البروجسترون لعلاج تضخم بطانة الرحم هما البروجستيرون الفموي أو اللولب المحتوي على البروجسترون.
- استئصال الرحم: لا يعد استئصال الرحم أحد خيارات العلاج الأولية لفرط تنسج بطانة الرحم النمطي، ومع ذلك توجد بعض الحالات التي قد يكون فيها استئصال الرحم هو الخيار الأنسب لعلاج النساء اللائي أنجبن أطفالًا، فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية استئصال الرحم في الحالات الآتية:
- إذا لم يتحسّن التضخم بعد 12 شهرًا من العلاج بهرمون البروجسترون.
- إذا كان نزيف الرحم غير طبيعي ومتكررًا وبنسب كبيرة.
- إذا تطور سمك بطانة الرحم مرة أخرى بعد أن عولج بنجاح.
- في حال عدم الرغبة بتكرار خزعات بطانة الرحم المطلوبة مع علاج هرمون البروجسترون.
المراجع
- ^ أ ب Danielle Dresden (2019-11-15), "What to know about endometrial thickness"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ↑ "Atypical Endometrial Hyperplasia", clevelandclinic,2017-6-25، Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ^ أ ب ت Ann Pietrangelo (2018-12-3), "What Is Endometrial Hyperplasia and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ^ أ ب ت Andrea Chisholm (2019-9-12), "Risk Factors for Endometrial Hyperplasia"، verywellhealth, Retrieved 2019-11-27. Edited.