أسباب الحموضة في الدم

أسباب الحموضة في الدم

حموضة الدم

يُعرَف ارتفاع حموضة الدم بأنه زيادة الأحماض الموجودة في سوائل الجسم المختلفة، ويحدث ارتفاع حموضة الدم عادةً عندما لا تتمكن الكلى والرئتان من الحفاظ على توازن درجة الحموضة في الجسم، إذ توجد العديد من العمليات الحيوية في الجسم التي تُنتج أحماضًا، وتقوم الرئتان والكلى بموازنة التغير الطفيف في الحموضة المصاحب لذلك، لذا عندما يحصل خلل في هذين العضوين، فمن المتوقع أن تتراكم الأحماض في سوائل الجسم المختلفة وبالتالي ترتفع حموضة الدم، ويمكن قياس حموضة الدم باستخدام الرقم الهيدروجيني، إذ تزداد حموضة الدم بنقصان الرقم الهيدروجيني بينما تزداد قاعدية الدم بزيادة الرقم الهيدروجيني، ووفقًا للجمعية الأمريكية للدراسات الكيميائية فإن الرقم الهيدروجيني الطبيعي للدم يجب أن يكون تقريبًا 7.4، ويمكن لأي تغير بسيط في هذا المستوى أن يُحدِث بعض المشاكل التي قد تكون خطيرةً وتُهدد الحياة في بعض الأحيان ، فعندما يقل الرقم الهيدروجيني ليصبح 7.35 فأقل يُعد ارتفاعًا في حموضة الدم، أما إذا ارتفع الرقم الهيدروجيني ليصبح 7.45 فأكثر فيُعد حينها زيادةً بقاعدية الدم[١][٢].


أسباب حموضة الدم

يُمكن تصنيف ارتفاع حموضة الدم لنوعين رئيسين اعتمادًا على المسبب الرئيس لارتفاع الحموضة؛ وهما الحماض الأيضي والحماض التنفسي، وفيما يأتي بيان لأسباب كلا النوعين[٣]:

  • الحماض الأيضي: توجد العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث حماض أيضي ونذكر من هذه الأسباب ما يأتي[٤]:
    • الإصابة بالحماض الكيتوني: يحدث الحماض الكيتوني عادةً عندما يُصاب الشخص بمرض السكري ولا تكون لديه كمية كافية منالإنسولين ويكون مصابًا بالجفاف، فيبدأ الجسم بحرق الدهون بدلًا من حرق الكبروهيدرات، مما يؤدي لتشكل ما يُعرف بالكيتونات التي لها تأثير حمضي على الدم، ولا يقتصر تكون الأجسام الكيتوينة على مرضى السكري فحسب، إذ إن الجسم من الممكن أن يُنتج بعض الأجسام الكيتونية في حالة عدم تناول الطعام على الإطلاق، أو في حال شرب كميات كثيرة من الكحول مع عدم الحصول على ما يكفي من الطعام لفترات طويلة.
    • الإصابة بالحماض اللاكتيكي: عند مارسة الرياضة ممارسةً كثيفةً قد يحدث نقص في الأكسجين الواصل للخلايا، فتبدأ الخلايا بصنع حمض اللاكتيك الذي قد يتراكم في الجسم، ويُسبِّب حموضة الدم، وقد يتراكم حمض اللاكتيك في الجسم أيضًا بسبب حدوث انخفاض كبير في ضغط الدم، أو الإصابة بالعدوى الشديدة أو الفشل القلبي أو السكتة القلبية.
    • الإصابة بالحماض النُّبَيبي الكلوي: كما ذكرنا سابقًا أن الكلية مسؤولة مباشرةً عن توازان حموضة سوائل الجسم المختلفة، إذ تتخلص الكلية من الأحماض الزائدة في الجسم عن طريق البول، لذا يمكن لأمراضالكلى وبعض الاضطرابات المناعية الأخرى والاضطرابات الوراثية إتلاف الكلى مما يؤدي لتراكم الأحماض في الجسم وبالتالي ارتفاع حموضة الدم.
    • الإصابة بالحماض المرتبط بفرط الكلوريد في الدم: يحدث هذا النوع من الحماض عندما يصاب الشخص بالإسهال الحاد أو مشاكل الكلى أو نتيجةً لاستخدام مفرط في الملينات، مما يؤدي لانخفاض مستوى البيكربونات في الجسم، ويُعد مستوى البيكربونات في الجسم من الأمور التي تساعد في معادلة حموضة الدم.
  • الحماض التنفسي: يحدث الحماض التنفسي عند حدوث مشكلة في تبادل الهواء عن طريق الرئتين، إذ توجد العديد من المشاكل الصحية التي من الممكن ان تسبب مشاكل في التنفس مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، وعادةً ما ترتفع حموضة الدم في الحماض التنفسي بسبب زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجسم، إذ إن تراكم ثاني أكسيد الكربون في الجسم يجعل الدم أكثر حمضيةً وذلك لأنه يمتزج مع الماء في الجسم ليشكل حمض الكربونيك، ومن الجدير بالذكر أن الحماض التنفسي قد يكون حادًا ناتج عن مشاكل حادة في التنفس مثل الإصابة بفشل التنفس الحاد، او قد يكون مزمنًا وذلك نتيجةً لبعض أمراض الرئة المزمنة[٥].


أعراض ارتفاع حموضة الدم

تتشابه أعراض الحماض الأيضي مع الحماض التنفسي كثيرًا وتختلف هذه الأعراض تبعًا لمسببها، وفيما ياتي ذكر لأعراض ارتفاع حموضة الدم[١]:

  • الأعراض المصاحبة للحماض الأيضي: قد يشعر المريض المُصاب بالحماض الأيضي بزيادة سرعة التنفس، بالإضافة إلى الإصابة بالصداع وبعض الارتباك والإعياء والنعاس وفقدان الشهية وزيادة معدل نبضات القلب، وفي بعض الاحيان قد يصاب باليرقان، وتغير برائحة النفس، إذ تُصبح رائحة النفس مثل رائحة الفواكه وعادةً ما يكون ذلك بسبب الحماض الكيتوني.
  • الأعراض المصاحبة للحماض التنفسي: يشعر المريض المصاب بالحماض التنفسي بالارتباك الإعياء كذلك، كما يشعر بضيق التنفس والدوخة وبصداع الرأس، والشعور بالنعاس بسهولة.


علاج ارتفاع حموضة الدم

يختلف علاج ارتفاع حموضة الدم باختلاف نوع الحماض، وفيما يأتي بيان لعلاج كل نوع من أنواع الحماض:

  • علاج الحماض التنفسي: كما ذكرنا سابقًا فإن الحماض التنفسي يقسم لحماض تنفسي حاد وحماض تنفسي مزمن، لذلك يعتمد علاج الحماض التنفسي المزمن على علاج المرض المسبب للحماض التنفسي الذي يُعيق عملية التنفس وتبادل الغازات، لذا يستخدم الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في علاج مشاكل الرئة وتؤدي لفتح الممرات الهوائية وتحسين عملية التنفس، ومن الأمثلة على هذه الأدوية استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى، واستخدام مدرات البول للتخفيف من تراكم السوائل الزائدة التي تؤثر على القلب والرئتين، كما يمكن استخدام موسعات الشعب الهوائية والستيرويدات القشرية التي تحد من الالتهابات، بالإضافة إلى التهوية الميكانيكية في الحالات الشديدة، أما الحماض التنفسي الحاد فيمكن علاجه باستخدام التهوية المكانيكية[٥][٦]:
  • علاج الحماض الأيضي: يعتمد العلاج الأيضي على نوع الحماض، فالحماض المرتبط بفرط الكلورايد في الجسم يُعالَج بإعطاء المريض بيكربونات الصوديوم العلاجي عن طريق الفم، كما يُمكن معالجة الحماض الكيتوني الحاصل عند مرضى السكري من خلال إعطاء المصاب السوائل عن طريق الوريد بالإضافة إلى الإنسولين، ويمكن علاج الحماض المصاحب للإصابة بفشل الكلى عن طريق استخدام سيترات الصوديوم، أما الحماض اللاكتيكي فيمكن علاجه عن طريق إعطاء المريض أقراص البيكربونات أو المضادات الحيوية أو السوائل عن طريق الوريد أو الأكسجين وذلك حسب المسبب للحماض اللاكتيكي[١].


المراجع

  1. ^ أ ب ت Suzanne Allen, Kristeen Cherney, Elizabeth Boske (6-6-2017), "Acidosis"، healthline, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  2. "Acidosis", medlineplus,2-10-2019، Retrieved 5-11-2019. Edited.
  3. James L. Lewis (5-2018), "Acidosis"، msdmanuals, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  4. Michael Dansinger (17-2-2019), "What Is Metabolic Acidosis?"، webmd, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Kenneth J. Bender (3-12-2018), "What to know about respiratory acidosis"، medicalnewstoday, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  6. Deborah Weatherspoon, (22-3-2017), "Respiratory Acidosis"، healthline, Retrieved 5-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :