محتويات
العلاقة بين سيلان الأنف والزكام
يندرج سيلان الأنف ضمن الأعراض الشائعة لمرض الزكام (نزلات البرد) عند الإنسان، بيد أنّ حدوثه لا يقتصر على هذا المرض وحده؛ إذ قد ترجع الإصابة بسيلان الأنف أيضًا إلى مجموعة من الحالات الطبية الأخرى، مثل الإنفلونزا، والتهابات الأنف، وغيرها من الأمراض[١].
علاج سيلان الأنف والزكام
لا يُعدّ علاج حالات الزكام وسيلان الأنف أمرًا عسيرًا، إذ ثمّة مجموعة متنوعة من الوسائل الطبية والمنزلية المُتبعة في حالات كهذه، وتجدُر الإشارة إلى أنّ الطبيب هو المسؤول الأول عن العلاج، وقد يوصي ببعض العلاجات غير المذكورة في المقال، لذا يجب اتباع تعليمات الطبيب واستشارته دائمًا، وفيما يأتي بيان لعلاج كل من سيلان الأنف والزكام بشيء من التفصيل:
علاج سيلان الأنف
تتضمّن أبرز العلاجات المُتبعة للتخلص من سيلان الأنف كلًا مما يلي[٢]:
- الشاي الساخن، يكون شرب المشروبات الساخنة، مثل الشاي بأنواعه المختلفة، أكثر فائدةً من المشروبات الباردة؛ فالحرارة والبخار المنبعثان منها يساهمان في فتح الممرات الهوائية وتخفيف احتقانها، كما أنّ لبعض أنواع الأعشاب خصائص مضادة للاحتقان، أو مضادة للالتهابات أو مضادّة للهيستامين، مثل البابونج أو النعناع أو الزنجبيل، وبطبيعة الحال، يمكن للشخص أن يُحضِّر كوب الشاي ويستنشق بخاره أولًا، خاصةً أنّ سيلان الأنف يترافق أحيانًا مع التهاب الحلق، فيُخفّف الشاي بذلك أعراض الحالتين معًا.
- استنشاق البخار، أشارت دراسة علمية أُجرِيت عام 2015، ونُشِرت نتائجها في مجلة (Journal of Dental and Medical Sciences)، إلى أنّ استنشاق البخار كان فعالًا في تخفيف أعراض سيلان الأنف عند مرضى الزكام، وبلغ عدد المشاركين في الدراسة 100 شخص وُزِّعوا على مجموعتين؛ كانت المجموعة الأولى هي مجموعة التحكّم، في حين أُعطيَ أفراد المجموعة الثانية كبسولات للاستنشاق مع أدوية أخرى، فبيّنت النتائج تحسّن الأعراض وسرعة تعافيها عند المجموعة التي استنشقت البخار مقارنةً بمجموعة التحكّم[٣]، ويمكن اتباع هذه الطريقة عبر الخطوات الآتية:
- تسخين الماء في وعاء نظيف حتى ينبعث منه البخار.
- وضع الوجه فوق الوعاء لمدة تتراوح بين 20-30 دقيقة، مع التنفس بأنفاس عميقة من الأنف فقط.
- رفع الوجه عاليًا بين الفينة والأخرى إذا كان الحرارة شديدة.
- مسح الأنف وتنظيفه من المخاط.
- الحمام الدافئ، يفيد الاستحمام بالمياه الدافئة في تخفيف سيلان الأنف وانسداده عند الشخص، ومردّ ذلك إلى تعريض الوجه إلى بخار الماء المنبعث من حوض الاستحمام الدافئ، إذ يكفي وضع الوجه فوق البخار لتحقيق النتائج المرجوة.
- تناول الأطعمة الحارة، يُفيد تناول الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة في تخفيف أعراض احتقان الأنف عند المريض، بيد أنّ الأمر يتطلب منه أن يُجرّبها بكمية صغيرة في بادئ الأمر تحسبًا لتسبّبها بتفاقم أعراض سيلان الأنف، وتشمل أبرز أصناف التوابل الحارة التي يمكن استخدامها كلًا من الفلفل الحرّيف، والفلفل الصيني، والزنجبيل، وفلفل الشبح (الذي يُعرف أيضًا بناغا جولكي)، فتناول هذه التوابل يبثّ في الجسم حرارة كبيرة، ويُوسّع الممرات مخففًا بذلك مشكلات الجيوب الأنفية.
- الكابسيسين، يُعرَف الكابسيسين بأنّه مادة كيميائية مساهمة في المذاق الحارّ للفلفل، وكانت تستخدم لعلاج آلام الأعصاب والصدفية، وقد تفيد في حالات سيلان الأنف الناجم عن الاحتقان، وفي هذا الصدد، أُجرِيت مراجعة علمية في مجلة (Cochrane Database of Systematic Reviews) عام 2015، وعكَف الباحثون خلالها على مراجعة 4 دراسات ضمّت 302 مريضًا بالتهاب الأنف غير التحسسي ممّن تتراوح أعمارهم بين 16-65 عامًا، وحظيت تلك الدراسات بمتابعة على مدار مدة تراوحت بين 4-38 أسبوعًا بعد العلاج، إذ أُعطِي قسم من المشاركين دواء وهميًا، في حين أعُطِي القسم الآخر مادة الكابسيسين، وبيّنت النتائج تحسّن الأعراض عند المجموعة التي أُعطِيت الكابسيسين، وتبيّن أيضًا أنّ فعاليته كان أعلى من دواء البيوديسونيد الستيرويدي المستخدم في علاح احتقان الأنف[٤].
- استخدام بعض أنواع الأدوية، في بعض الحالات يمكن للشخص بعد استشارة الطبيب استخدام بعض أنواع الأدوية للمساعدة في التخلص من سيلان الأنف بحسب الحالة التي أدّت إلى سيلان الأنف في الأساس، مثلًا في حالات سيلان الأنف المرتبط بالحساسية، يمكن للشخص أخذ أدوية مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف الستيرويدية أو مضادات الاحتقان[٥].
علاج الزكام
يمكن علاج الزكام عند الإنسان باستخدام الطرق الدوائية أو الطبيعية التي تتضمّن ما يأتي:
- الطرق الدوائية، تتضمّن أبرز العلاجات الدوائية المُتبعة للتخلص من الزكام كلًا مما يلي، مع الإشارة إلى ضرورة عدم استخدام أي منها دون استشارة الطبيب أولًا[٦]:
- الأدوية المسكنة للآلام: تفيد الأدوية المسكنة للآلام أو الخافضة للحمّى في تخفيف بعض الأعراض الناجمة عن الزكام، مثل الصداع والتهاب الحلق والألم، وهي تتضمّن أدوية الآيبوبروفين أو الأسيتامينوفين (الباراسيتامول).
- مزيلات الاحتقان، لتخفيف احتقان الأنف وانسداد الجيوب الأنفية، ولكنّ هذه الأدوية من الممكن أن تُسبّب آثارًا جانبيةً منها، الصداع، وتهيّج ممرّات الأنف الداخلية، وجفاف الفم، والشعور بالنعاس[٧].
- مضادات الهيستامين، تساعد في تخفيف أعراض الحكة وسيلان الأنف، ومع ذلك، ثمة بعض التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية؛ إذ يحتمل أن تسبب جفاف الفم أو الدوخة أو النعاس أو اضطرابات المعدة أو صعوبة في التبول[٨].
- مثبطات السعال: يظن أناس كثيرون أن هذه الأدوية المباعة دون وصفة طبية مفيدةٌ في حالات السعال الناجمة عن نزلات البرد، بيد أنّ فائدتها محدودة جدًا، وقد تنطوي على تأثيرات جانبية كثيرة، مثل النعاس والدوخة وضبابية الرؤية وجفاف الفم والإمساك واضطرابات المعدة، لذلك، ينبغي للأهل أن يمتنعوا عن إعطائها للأطفال دون سنة الرابعة، وأن يراجعوا الطبيب أولًا قبل إعطائها للأطفال الأكبر سنًا[٩].
- الطرق المنزلية، تستخدم الطرق المنزلية عادةً لتخفيف الأعراض الناجمة عن الزكام، وهي تشمل ما يلي[٦]:
- العسل: إذ نشرت دراسة علمية في مجلة (Archives of Pediatrics and Adolescent Medicine) عام 2007، وكان هدفها دراسة تأثير عسل الحنطة السوداء أو دواء الديكستروميتورفان المُنكّه بالعسل على حالات السعال الليلي وصعوبة النوم المرتبطة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، وشارك في هذه الدراسة 105 طفلًا تراوحت أعمارهم بين 2-18 سنة، إذ تناول بعضهم جرعة من العسل أو الدواء المُنكّه بالعسل قبل نصف ساعة من نومهم، في حين لم يتناول بعضهم العسل، وبيّنت النتائج وجود تحسن كبير وملحوظ في أعراض المرض والسعال بين المجموعة التي تناولت العسل، ونظيرتها التي لم تتناوله[١٠].
- القطرات والبخاخات الملحية: تُفِيد هذه القطرات أو البخاخات في تخفيف تراكم المخاط في الأنف والممرات الأنفية عند المريض، فيسهل عليه التخلص منه خارج الجسم، وتكون هذه الطريقة فعالة جدًا عند الأطفال الصغار والرّضع ممن يتضايقون من تنظيف أنوفهم بالطريقة الاعتيادية.
- شرب الماء: ينبغي للمريض أن يكثر من شرب الماء في حالات الزكام حتى لا يصبح المخاط كثيفًا في أنفه، ولا يصبح جهازه التنفسي جافًا جدًا.
- النوم: يجب على المريض أن ينام نومًا كافيًا عند إصابته بالزكام، فهذا الأمر يُسرّع عملية التعافي والشفاء من المرض، ويتيح لجهاز المناعة أداء وظيفته على أفضل وجه.
أسباب سيلان الأنف والزكام
ترجع الإصابة بسيلان الأنف أو الزكام إلى مجموعة من الأسباب التي تتوضح فيما يلي:
أسباب الزكام
تحدث الإصابة بالزكام عند الشخص نتيجة مجموعة من الفيروسات المسببة لالتهاب الأغشية المبطنة للأنف والحلق؛ إذ يوجد ما يزيد عن 200 فيروس مختلف مسبب للزكام، بيد أنّ معظم الحالات ترجع إلى الفيروسات الأنفية التي تُعرَف بالإنجليزية باسم (Rhinoviruses)، وتنتشر الإصابة بالزكام بسهولة كبيرة بين الناس؛ إذ ينتقل الفيروس بوساطة رذاذ المريض إلى الآخرين عند السعال أو العطس، وقد ينتقل أيضًا عند الاحتكاك المباشر بين شخص سليم وآخر مريض، أو عند ملامسة الأسطح والأشياء التي احتكّ بها المريض ولامسها، ويظنّ أناس كثيرون ظنًا خاطئًا بشأن دور الطقس البارد أو البرودة في حدوث الزكام، فهذا الأمر ليس دقيقًا إطلاقًا، وإنما تشيع الإصابة بنزلات البرد خلال فصل الشتاء نتيجة مجموعة من العوامل المختلفة، مثل[١١]:
- الذهاب إلى المدرسة، ممّا يزيد خطر تعرّض الأطفال إلى العدوى الفيروسية.
- البقاء مدة طويلًا في المنزل خلال أيام الشتاء، وزيادة الاحتكاك المباشر بين أفراد العائلة الواحدة.
- انخفاض الرطوبة في الجو، ممّا يسبّب جفاف الممرات الأنفية فتكون أكثر عرضةً للإصابة بالفيروسات المسببة للزكام.
أسباب سيلان الأنف
يصاب الإنسان بسيلان الأنف نتيجة تعرضه إلى شيء مسبب للتهيّج، أو بسبب التهاب أنسجة الأنف، وقد يحصل هذا الأمر نتيجة العدوى الفيروسية أو الحساسية أو المهيجات الأخرى للأنف، ومع ذلك يعاني بعض الناس من سيلان الأنف المزمن دون أيّ مبرر واضح، ويطلق على هذه الحالة مصطلح التهاب الأنف غير التحسسي، وعمومًا، تتضمّن أبرز الأسباب المؤدية لسيلان الأنف كلًا مما يلي[١]:
- الزكام .
- الأنفلونزا.
- التهاب الجيوب الأنفية الحاد.
- الحساسية.
- مرض كورونا (كوفيد 19).
- الاستخدام المتكرر لبخاخات الأنف المزيلة للاحتقان.
- التعرض للهواء الجاف.
- انحراف الحاجز الأنفي.
- المعاناة من الزوائد الأنفية.
- الحمل والتغيرات الهرمونية في جسم المرأة.
- التهاب الأنف غير التحسسي، أي الاحتقان المزمن أو العطس غير المرتبط بالحساسية.
- تناول بعض الأدوية، خاصة تلك المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم وضعف الانتصاب والاكتئاب والصرع.
- تدخين التبغ.
المراجع
- ^ أ ب "Runny nose", mayoclinic, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ↑ Alana Biggers (2019-05-13), "How to Stop a Runny Nose at Home", healthline, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ↑ Manpreet Singh Nanda (2015-01-31), "Efficacy of Steam Inhalation with Inhalant Capsules in Patients with Common Cold in a Rural Set Up", Journal of Dental and Medical Sciences , Issue 14, Folder 1, Page 37-41. Edited.
- ↑ Gevorgyan A, Segboer C, Gorissen R, and others (2015-07-13), "Capsaicin for non-allergic rhinitis", Cochrane Database of Systematic Reviews, Issue 7, Page 1-44. Edited.
- ↑ "What to do about a runny nose", medicalnewstoday, Retrieved 13/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Kristina Duda (2020-09-23), "An Overview of the Common Cold", verywellhealth, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ↑ "Decongestants", nhs, Retrieved 13/12/2020. Edited.
- ↑ "Antihistamines", nhs, Retrieved 13/12/2020. Edited.
- ↑ "Cough Suppressant Syrup", webmd, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ↑ Ian M Paul,Amyee McMonagle,Jessica Beiler, and others (2007-11-30), "Effect of honey, dextromethorphan, and no treatment on nocturnal cough and sleep quality for coughing children and their parents", Archives of Pediatrics and Adolescent Medicine, Issue 161, Folder 12, Page 1140-1146. Edited.
- ↑ "Common Cold", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-11-25. Edited.