هل علاج هرمون الحليب يطول

ما هو هرمون الحليب؟

هرمون الحليب أو البرولاكتين هو هرمون بروتيني يفرز من الغدة النخامية الأمامية والذي سمي هرمون الحليب لقدرته على تحفيز الرضاعة الطبيعية وتكوين الحليب في الثدي عند مص الرضيع للثدي، ومن الناحية الكيميائية يظهر البرولاكتين في العديد من الأشكال، ولا يصنع فقط في الغدة النخامية، بل يفرز أيضًا داخل الجهاز العصبي المركزي، والجهاز المناعي، والرحم والأنسجة المرتبطة بالحمل، وحتى من الغدد اللبنية في الثدي نفسه، وعلاوة على ذلك لا يقتصر تأثيره البيولوجي على تحفيز الرضاعة فقط، فقد ثبت أنه يتحكم بمجموعة متنوعة من السلوكيات ويلعب دورًا في التوازن، ولا تقتصر محفزات إفرازه على منعكس المص عند الرضاعة الطبيعية فحسب، بل تشمل الضوء، والسمع، والشم، والضغط.

يلعب هرمون الدوبامين الذي يفرز من تحت المهاد في الدماغ دورًا مثبطًا للتحكم في إفراز هرمون البرولاكتين إضافة لعوامل أخرى داخل الدماغ والغدة النخامية والأعضاء المحيطية التي تمنع إفرازه أو تحفزه، ومن الجدير بالذكر أن لهذا الهرمون ما يفوق 300 وظيفة حيوية داخل الجسم، وقد يؤدي ارتفاعه عن الحد الطبيعي إلى ظهور أعراض غير مستحبة وخلل هرموني في الدم يحتاج العلاج، وهذا ما سنلقي عليه الضوء في هذا المقال^[١].

ما هي أسباب ارتفاع هرمون الحليب؟

في بعض الأحيان، لا يمكن العثور على سبب مباشر لارتفاع هرمون الحليب في الدم، لكن أحد الأسباب الشائعة لارتفاعه هو فرط نمو الغدة النخامية أو ظهور ورم فيها يسمى الورم البرولاكتيني، إذ يفرز هذا الورم مستويات عالية من البرولاكتين، ويمكن أن يكون الورم كبيرًا أو صغيرًا وفي الغالب يكون ورمًا حميدًا، وقد لا يشعر المريض بالورم الصغير بينما يمكن أن تسبب الأورام الكبيرة الصداع أو مشكلات في الرؤية، وتكون هذه الأورام أكثر شيوعًا عند النساء مقارنةً بالرجال ونادرًا ما تحدث عند الأطفال، كما يمكن أن تزيد بعض الأدوية من مستويات البرولاكتين في الدم، وتشمل هذه الأدوية ما يأتي^[٢]:

• أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل حاصرات قنوات الكالسيوم.
• أدوية الاكتئاب مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
• أدوية الحموضة والارتجاع المعدي المريئي.
• أدوية الاستفراغ والغثيان.
• مسكنات الألم مثل المواد الأفيونية والأدوية المشتقة من الأفيون.
• حبوب منع الحمل.
• أدوية اضطرابات الصحة العقلية الخطيرة مثل مضادات الذهان.
• أدوية تخفيف أعراض سن اليأس مثل هرمون الإستروجين الصناعي.

وتشمل الأسباب الأخرى لارتفاع هرمون الحليب^[٢]:

• قصور الغدة الدرقية أو خمول الغدة الدرقية حين لا تنتج ما يكفي من هرموناتها.
• الحمل والرضاعة.
• إصابات جدار الصدر أو غيرها من الحالات التي تؤثر على جدار الصدر مثل القوباء المناطقية.
• الأورام والأمراض الأخرى التي تصيب الغدة النخامية، أو العلاج الإشعاعي للأورام الموجودة في الغدة النخامية أو بالقرب منها.
• أمراض الكبد والكلى المزمنة.

ما هو علاج ارتفاع هرمون الحليب وما مدته؟

عادة يعالج فرط البرولاكتين في الدم بأدوية تسمى ناهضات الدوبامين، وهي أقراص دوائية فموية ثبت أنها تقلل مستويات البرولاكتين وحجم الورم إن كان السبب هو الورم، وقد ثبتت جدواها لدى معظم المرضى المصابين بفرط البرولاكتين، لكن قد يحتاج المرضى الذين يعانون من أورام في الغدة النخامية إلى إجراء جراحة لاستئصال جزء من الورم إذا لم يستجيبوا للعلاج أو لم يتحملوا ناهضات الدوبامين، أو إذا أصيبوا بتغيرات مفاجئة في الرؤية بسبب حجم الورم، وإذا كان فرط البرولاكتين في الدم ناتجًا عن استخدام أحد الأدوية فعادة ما يبدّل بعقار آخر.

لا يُنصح عادةً بالعلاج باستخدام ناهضات الدوبامين للمرضى الذين يعانون من فرط البرولاكتين الناجم عن تناول مضادات الذهان؛ وذلك بسبب التفاقم المحتمل للمرض النفسي الأساسي الذي يعانون منه في حال تحفيز الدوبامين، لكن تبديل هرمون الإستروجين عند النساء وهرمون التستوستيرون عند الرجال مفيد لأعراض قصور الغدد التناسلية وتحسين قوة العظام عندما لا يمكن إيقاف الدواء الذي يسبب فرط برولاكتين الدم، وحين يكون فرط البرولاكتين ناتجًا عن خمول الغدة الدرقية يكون قابلًا للعلاج بتناول هرمون الغدة الدرقية الصناعي.

يمكن علاج فرط برولاكتين الدم مجهول السبب بمحفزات الدوبامين إذا كان لدى المرضى أعراض كبيرة لفرط البرولاكتين، أما فيما يتعلق بالأورام فيعد حجم الورم عاملًا مهمًّا في خطة العلاج، فإذا كان الورم صغيرًا يمكن وضع المريض تحت الملاحظة دون أي تدخل علاجي، أما عند وجود أعراض في الثدي أو معاناة المريض من العقم عادة توصف ناهضات الدوبامين لتقليل نسبة البرولاكتين، ويمكن معالجة النساء المصابات بانقطاع الطمث إما بمنبهات الدوبامين وإما ببديل الإستروجين، وبالنسبة للأورام الكبيرة تكون الجراحة مهمة لتقليل حجم الورم^[٣].

ما هي أعراض ارتفاع هرمون الحليب؟

يصيب فرط البرولاكتين كلًّا من الرجال والنساء على حدٍّ سواء، وقد يعاني كل من الرجال والنساء من العقم وانخفاض الدافع الجنسي وفقدان كثافة العظام نتيجةً لارتفاع هذا الهرمون، وبالإضافة إلى ذلك قد يكون لدى النساء جفاف في المهبل مما يؤدي إلى الشعور بالألم أثناء الجماع، وظهور مشكلات في الدورة الشهرية مثل غيابها أو عدم انتظامها، وتلاحظ المرأة خروج حليب من الثدي دون أن تكون حاملًا أو مرضعًا، وقد تعاني أيضًا من نوبات صداع غير مبررة، ومشكلات في البصر، ونمو غير طبيعي لشعر الجسم والوجه، وظهور حب الشباب بشكل غير طبيعي، بينما يعاني الرجال عند ارتفاع البرولاكتين لديهم من ضعف في الانتصاب، وصعوبة في الانتصاب أو الحفاظ عليه، وتضخم في الثديين أو ما يعرف بالتثدي، وانخفاض الكتلة العضلية وقلة شعر الجسم^[٢][٤].

من حياتكِ لكِ

في بعض الحالات يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات البرولاكتين إلى الإصابة بالعقم، إذ يمكن أن تضغط الأورام على الغدة النخامية وتوقف إنتاج الهرمونات، وتُعرف هذه الحالة باسم قصور الغدة النخامية، وعند الرجال يؤدي هذا الخلل إلى انخفاض الدافع الجنسي وفقدان شعر الجسم، أما عند النساء يمكن أن يؤدي إلى العقم، كما يمكن أن يؤدي فرط برولاكتين الدم إلى صعوبة الحمل عند المرأة، وإنّ مستويات البرولاكتين المرتفعة تؤدي إلى إعاقة الإنتاج الطبيعي لهرموني الإستروجين والبروجسترون، مما يتسبب في إطلاق غير منتظم للبويضات أو توقف التبويض تمامًا^[٤].

المراجع

1. ↑ Marc E. Freeman, Béla Kanyicska, Anna Lerant, and György Nagy* (2000-1-10), "Prolactin: Structure, Function, and Regulation of Secretion"، physiology, Retrieved 2020-8-9. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} hormone staff (N.D), "Hyperprolactinemia"، hormone, Retrieved 2020-8-9. Edited.
3. ↑ Adriana Ioachimescu, MD, PhD, (N.D), "High Prolactin: Why It Happens and When to Treat"، empoweryourhealth, Retrieved 2020-8-9. Edited.
4. ^ ^{أ ب} Joanna Goldberg and Tim Jewell (2018-9-17), "Prolactin Level Test"، healthline, Retrieved 2020-8-9. Edited.