زيادة إفراز الغدة النخامية

زيادة إفراز الغدة النخامية

هل زيادة إفراز الغدة النخامية أمرٌ خطير؟

فرط نشاط الغدة النخامية (بالإنجليزية: Hyperpituitarism) هو حالة طبية تُفرِز فيها الغدة النخامية كميات أكبر من المطلوبة من هرموناتها، وهي حالة نادرة جدًا عادةً تحدث بسبب وجود ورمٍ حميدٍ في الغدة النخامية، ويمتاز هذا الاضطراب بتنوّع الأعراض التي قد تظهر معه؛ نظرًا لأنّ الغدة النخامية مسؤولة عن إفراز الكثير من الهرمونات المُنظّمة للنمو وضغط الدم والحرق في الجسم، إضافةً للوظائف الجنسية.

تعتمد خطورة هذه الحالة على الهرمونات التي تأثّرت بهذه الزيادة، كما قد يكون هذا المرض خطيرًا إذا كان ناتجًا عن ورمٍ، وكان هذا الورم كبير الحجم ويسبب ضغطًا على العصب البصري أو مراكز أخرى في الدماغ[١][٢].


أسباب زيادة إفراز الغدة النخامية

تتضمن أبرز أسباب فرط نشاط الغدة النخامية ما يلي[٣][٤]:

  1. وجود ورم حميد في الغدة النخامية، وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بفرط نشاط هذه الغدة، ويُعدّ العامل الوراثي السبب الأبرز لنمو هذا الورم بسبب الإصابة بما يُعرَف بالورم الصماوي المتعدِّد من النوع 1، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى نمو أورام في مناطق متعدّدة من الجسم منها الغدة النخامية.
  2. وجود خلل وظيفي في منطقة تحت المهاد التي تُنظّم عمل الغدة النخامية في الدماغ.
  3. وجود ورم غير حميد في غدة تحت المهاد، وهي حالة نادرة جدًا.


أعراض زيادة إفراز الغدة النخامية

عند ازدياد إفرازات الغدة النخامية؛ تتأثر مجموعة واسعة من الوظائف الحيوية في الجسم، وقد تشمل ما يلي[٣]:

متلازمة كوشينغ

أو ما يُسمّى بفرط إفراز الكورتيزول، فإذا تصادف أنّ الهرمون الذي تأثر بفرط نشاط النخامية هو الهرمون المحفز للغدة الكظرية؛ ينتج عن ذلك فرط إنتاج هرمون الكورتيزول المسؤول عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي للبروتينات والدهون والكربوهيدرات، كما أنه يشارك في استجابات الجسم الالتهابية والمناعية، وتشمل أعراض فرط إفراز هذا الهرمون ما يلي:

  1. تراكم الدهون في الجزء العلوي من الجسم.
  2. كثرة شعر الوجه عند النساء.
  3. علامات تمدُّد وردية أو أرجوانية على البطن.
  4. الإصابة بالكدمات بسهولة.
  5. هشاشة العظام وانكسارها بسهولة أكبر.

ضخامة الأطراف

يحدث هذا الاضطراب بسبب إفراز كميات زائدة من هرمون النمو عند البالغين، ومن أبرز أعراض زيادة إفراز هرمون النمو لدى الكبار ما يلي:

  1. ازدياد حجم اليدين والقدمين.
  2. تغير شكل الوجه، إذ يبرز الفك والحاجب ويصبح حجم الأنف واللسان والشفتين أكبر.
  3. ازدياد سماكة الجلد، كما أنه يصبح خشنًا ودهنيًا.
  4. عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، وضعف الانتصاب عند الرجال.
  5. زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري والنوبات القلبية وأنواع معينة من السرطان.
  6. العملقة إذا أصاب فرط هرمون النمو الأطفال أو المراهقين، وقد يكون لدى الأطفال المصابين بهذه الحالة أذرع وأرجل طويلة بطريقة غير طبيعية.

فرط البرولاكتين

قد يصيب الورم في الغدة النخامية مكان إفراز هرمون البرولاكتين، ويُسمّى حينها الورم البرولاكتيني؛ ويؤدي ذلك إلى ازدياد مستويات هرمون الحليب أو البرولاكتين؛ ممّا يلحق الضرر بالوظائف التناسلية لدى كلٍّ من الرجال والنساء، ويمتاز بالأعراض التالية:

  1. ضعف الانتصاب لدى الرجال.
  2. انخفاض الرغبة الجنسية لدى كلٍّ من الذكور والإناث.
  3. خروج حليب من الثدي لدى الرجال وهو أمرٌ نادر الحدوث.
  4. انخفاض الخصوبة والعقم لدى الرجال والنساء.
  5. الشعور بالتعب المزمن وفقدان الطاقة.
  6. جفاف المهبل لدى النساء؛ مما يجعل الجماع مؤلمًا.
  7. ألم في الثدي وخروج حليب منه لغير المرضعات.
  8. اضطراب الدورة الشهرية أو توقفها تمامًا.
  9. العمى أو ضعف النظر إذا كان الورم كبيرًا وضاغطًا على العصب البصري.

فرط نشاط الغدة الدرقية

قد تتأثر وظائف الغدة الدرقية إذا كان فرط نشاط الغدة النخامية يؤثر في الهرمون المحفِّز للغدة الدرقية (TSH)؛ فيؤدي ذلك إلى فرط نشاط الغدة الدرقية والذي يمتاز بالأعراض التالية:

  1. العصبية.
  2. سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
  3. فقدان الوزن.
  4. الشعور بالإعياء.
  5. ضعف العضلات.


تشخيص زيادة إفراز الغدة النخامية

تُشخّص زيادة إفراز الغدة النخامية أولًا بأخذ التاريخ الطبي للمريض وسؤاله عن الأعراض التي تصيبه والتغيرات التي يلاحظها على جسمه، ثم يجري الطبيب فحصًا سريريًا لجسم المريض، ويطلب عددًا من الاختبارات قد تشمل[٢]:

  1. تحاليل الدم
  2. اختبار تحمّل السكر عن طريق الفم.
  3. اختبارات دم متخصصة.
  4. التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب في حالة الاشتباه بوجود ورم في الغدة النخامية.


كيف يمكن علاج زيادة إفراز الغدة النخامية؟

بعد الحصول على تشخيص دقيق، قد يتضمن علاج فرط نشاط الغدة النخامية الخيارات التالية[٢]:

الأدوية

لا تُستخدم الأدوية في جميع الحالات فيما يتعلق بفرط نشاط الغدة النخامية، إذ أنها قد لا تجدي نفعًا في كثير من الأحيان، لكنها مستخدمة في علاج فرط إفراز هرمون البرولاكتين، إذ يمكن لبعض الأدوية التحكم في مستويات هذا الهرمون، كما تستخدم لعلاج فرط إنتاج هرمون النمو لمنع تضخم الأطراف والعملقة.

الجراحة

تُعرَف الجراحة التي تُستخدم للتخلص من ورم الغدة النخامية باسم استئصال الورم الغدي عبر العُرْفِيَّة، إذ يُحدِث الجراح شقًا صغيرًا في الشفة العليا أو الأنف للوصول إلى الغدة النخامية وإزالة الورم، وإذا أجريت هذه الجراحة بواسطة جراح متمرس فإن معدل نجاحها يزيد عن 80%.

العلاج الإشعاعي

إذا لم تنفع الخيارات السابقة في علاج الحالة؛ يلجأ الطبيب إلى العلاج بالإشعاع كحلٍّ أخير، كما يمكن الاستعانة بالإشعاع للتخلص من أي نسيج ورمي بقي بعد الجراحة أو لم يستجب للأدوية، وقد يُجرى العلاج الإشعاعي إما بالطريقة التقليدية على جرعات صغيرة موزعة على 4 أو 6 أسابيع، وقد تسبب هذه الطريقة ضررًا بالأنسجة المحيطة بالغدة، أو قد يُركز شعاع ويُوجه بالضبط إلى الورم في جلسة واحدة فقط فيما يُعرف بالعلاج التجسيمي، وقد لا تتضرر الأنسجة المحيطة بالغدة النخامية بهذه الطريقة لكن قد يحتاج الشخص إلى هرمونات بديلة عن هرموناتها باستمرار.


المراجع

  1. "Hyperpituitarism", osmosis, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Diana Wells (18/9/2018), "Hyperpituitarism", healthline, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Pituitary Gland : Hyperpituitarism (Overactive Pituitary Gland)"، clevelandclinic، 22/3/2017، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. Edited.
  4. Alicia Diaz-Thomas, MD, MPH (30/1/2020), "Hyperpituitarism", medscape, Retrieved 24/3/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :