محتويات
أضرار قصور الغدة النخامية
الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland) هي غدة صغيرة تقع أسفل الدماغ تُرسِل إشاراتٍ إلى غُددٍ أخرى لتحفيزها على إنتاج هرموناتٍ مختلفة، إذ تتحكم الهرمونات التي تُنتِجها الغدة النخامية في عمل الغدد الأخرى، وعامةً تتحكًم هرمونات الغدد في وظائف الجسم المختلفة، مثل النمو، والتكاثر، وضغط الدم، ومعدّل الحرق.
عند حدوث خللٍ في الغدة النخامية أو ما يعرف بقصور الغدة النخاميّة (بالإنجليزية: Hypopituitarism) يتسبب ذلك في عدم إنتاجها لواحدٍ أو أكثر من هرموناتها، أو إنتاجها لكمياتٍ غير كافيةٍ من هرمونٍ أو أكثر، ويتسبّب ذلك في مشاكل صحية تؤثر في وظائف الجسم المختلفة بحسب الهرمون الذي حدث فيه الخلل، وبعض أنواع نقص أو عدم إفراز هذه الهرمونات يحتاج إلى علاجٍ فوري، بينما لا يُعدّ البعض الآخر مشكلةً تهدِّد الحياة، وتعتمد الأضرار أو المضاعفات الصحية الناتجة عن الإصابة بقصور الغدة النخامية على نوع الهرمون الذي حدث فيه النقص، ودرجة نقصان الهرمون، والسبب الأساسي للإصابة، لكن عمومًا قد يتسبب قصور الغدة النخامية بأضرار منها[١]:
- زيادة احتمالية الإصابة بالعدوى.
- الإصابة بمشاكل في البصر[٢].
وقد يكون قصور الغدة النخامية ناتجًا عن مشكلةٍ في الغدّة نفسها، أو عن مشكلةٍ في غدّة تحت المهاد، وهي غدة تقع في الدماغ تفرز هرموناتٍ تتحكم في عمل الغدة النخامية، ويمكن أن تصيب هذه المشكلة الأطفال والبالغين على حدّ سواء[٣]،
أعراض قصور الغدة النخامية
غالبًا ما تبدأ أعراض قصور الغدة النخامية تدريجيًا، وأحيانًا تكون خفيفة، ويمكن تجاهلها لمدةٍ تصل إلى سنوات، ولكنّها تتطوّر مع مرور الوقت، إلا أنّها قد تظهر فجأةً لدى بعض الأشخاص، إذ تختلف الأعراض من شخصٍ لآخر بحسب الهرمون الذي حدث فيه خلل، ودرجة القصور، وقد يعاني البعض من نقص أكثر من هرمون، وقد يغطّي نقص الهرمون الثاني على الأول، وفيما يلي أمثلة على أنواع قصور الغدة النخامية وأعراضها[٤]:
نقص هرمون النمو (Growth hormone)
قد يسبِّب نقص هرمون النمو لدى الأطفال قصورًا في النمو كقصر القامة، إلا أنّ نقص هذا الهرمون لدى البالغين لا يسبّب في الغالب أية أعراض، لكنه قد يسبّب بعض الأعراض؛ مثل:
- الإعياء.
- ضعف العضلات.
- تغيرات في تكوين دهون الجسم.
- قلة الطموح.
- قلة التواصل مع المجتمع وحبّ الانعزال.
نقص الهرمون المنشط للجسم الأصف (LH) والهرمون المنشط للحوصلة (FSH)
يسبِّب نقص هذه الهرمونات لدى كلّ من النساء والرجال انخفاض الرغبة الجنسية، والعقم، والتعب، أما لدى الأطفال والمراهقين فيؤدي إلى تأخر سن البلوغ، ويؤثر نقص هذه الهرمونات في عمل الجهاز التناسلي لدى النساء، ويسبِّب نقص إنتاج البويضات، وإنتاج هرمون الإستروجين من المبايض، كما قد تعاني المرأة أيضًا من:
- الهبَّات الساخنة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
- تساقط الشعر في المناطق الحساسة.
- جفاف حليب الثدي.
أما لدى الرجال فيؤثر نقص هذه الهرمونات في عدد الحيوانات المنوية، وإنتاج هرمون التستوستيرون من الخصيتين، كما قد يعاني الرجال من:
- الضعف الجنسي.
- قلة شعر الجسم والوجه.
- تقلُّب المزاج.
نقص هرمون الغدة الدرقية (TSH)
يؤدي نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية إلى الإصابة بقصور الغدة الدرقية، ومن أبرز أعراض هذه الحالة:
- الغثيان.
- زيادة الوزن.
- جفاف الجلد.
- الإمساك.
- صعوبة التحكم في حرارة الجسم والشعور بالبرودة.
نقص الهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH)
يعمل هذا الهرمون على تنظيم عمل الغدد الكظرية، ويساعد الجسم في التعامل مع التوتُّر، وتشمل أعراض نقص هذا الهرمون:
- الإرهاق الشديد.
- انخفاض ضغط الدم والإغماء.
- الالتهابات المتكررة.
- الغثيان والقيء وألام البطن.
- التشوُّش.
نقص الهرمون المانع لإدرار البول (ADH)
يعمل الهرمون المانع لإدرار البول على موازنة مستويات السوائل في الجسم، ويمكن أن يتسبّب نقص هذا الهرمون في الإصابة بمرض السكري الكاذب والذي يسبب الأعراض التالية:
- فرط التبول.
- العطش الشديد.
- اضطرابات الكهارل (الكهارل هي مركبات طبيعية متواجدة في الجسم تتحكم في وظائف فسيولوجية مهمة، واضطراباتها تسبّب مشاكل خطيرة مثل: الغيبوبة، والنوبات القلبية، والسّكتات الدماغية[٥])
نقص هرمون البرولاكتين (Prolactin)
البرولاكتين هو الهرمون الذي يتحكّم في إنتاج حليب في الثدي، ويسبِّب انخفاضه مشاكل لدى النساء تتعلق بقدرة الجسم على إنتاج الحليب للرضاعة الطبيعية.
تشخيص قصور الغدة النخامية
إذا شكّ الطبيب بأنّ المريض مصابٌ بقصور الغدة النخامية، سيوصي بإجراء فحوصات الدم ليتحقّق من مستويات الهرمونات التي تُنتِجها الغدة النخامية، كما قد يتحقَّق من الهرمونات التي تُنتِجها غدد أخرى تحفز عملَها الغدةُ النخامية، مثل إجراء فحصٍ لهرمونات الغدة الدرقية، إذ تتحكّم الغدة النخامية في إنتاج هرمونات غدد أخرى عبر إنتاجها لهرموناتٍ تحفز الغدة الدرقية مثلًا على إنتاج هرمونها، وقد يدلّ انخفاض هذه الهرمونات على مشكلةٍ في الغدة النخامية وليس في الغدة التي تتحكّم في عملِها الغدة النخامية.
قد يصف الطبيب أدويةً للمريض قبل الفحوصات لينتج الجسم هرمونًا معينًا يساعد الطبيب في التشخيص، وبعد أن يُحدِّد الطبيب الهرمون المنخفض في جسم المريض يفحص الأعضاء التي تتأثر بهذا الهرمون، فأحيانًا قد تتعلّق المشكلة بالعضو نفسه لا بالغدة النخامية، ويمكن للطبيب القيام بتصويرٍ مقطعي أو صورةٍ بالرنين المغناطيسي لمعرفة إذا ما كان يوجد ورمٌ في الغدة النخامية يتسبّب بمشاكل للغدة النخامية ويؤثر في وظيفتها[٦]
أسباب قصور الغدة النخامية
في بعض الأحيان لا يكون سبب قصور الغدة النخامية معروفًا، لكنه يمكن أن ينتج عن الأسباب التالية[٧]:
- أورام حميدة متواجدة في الغدة النخامية أو حولها.
- تدمير أنسجة الغدة النخامية الناتج عن العلاج بالأشعة.
- جراحةٌ في الغدة النخامية.
- حدوث نزيفٍ من ورمٍ في الغدة النخامية أو ما يُعرف بسكتة الغدة النخامية.
- رضوضٌ في الدماغ مثل إصابة الرأس في حادث.
- فقدان الكثير من الدم خلال الولادة.
- عدوى مثل السّلّ أو التهاب السحايا.
- مشاكل خلال الولادة.
- مشاكل أخرى تؤثر على الغدة النخامية، مثل ورم الغدد الليمفاوية.
علاج قصور الغدة النخامية
يُحدَّد علاج قصور الغدة النخامية المناسب بواسطة أخصائي الغدد الصماء، فلا يوجد علاجٌ محدَّدٌ مناسبٌ للجميع، فهذه الحالة قد تؤثر على عددٍ من الهرمونات، إلا أنّ الهدف العام للعلاج هو إرجاع مستويات الهرمونات إلى وضعها الطبيعي، وقد يشتمل العلاج على تناول أدويةٍ لتعويض نقص الهرمونات التي لا تُنتِجها الغدة النخامية بكمية مناسبة، وسيحتاج المريض إلى فحص الهرمونات بانتظامٍ ليُعدِّل الطبيب الجرعة لتتناسب مع حاجة المريض، وفي حال كان سبب المشكلة وجود ورمٍ في الغدة النخامية فقد يكون إجراء جراحةٍ لإزالة الورم هو الحل الأمثل ليعود إنتاج الهرمونات إلى طبيعته، وقد يشمل العلاج في هذه الحالة أيضًا العلاج بالأشعة للسيطرة على الورم[٦].
المراجع
- ↑ Dr Hayley Willacy (4/4/2019), "Hypopituitarism", patient, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ "What are the noncardiovascular complications of hypopituitarism (panhypopituitarism)?", medscape, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑ "Hypopituitarism", webmd, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ "Hypopituitarism", mayo clinic, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ Kimberly Holland (29/4/2019), "All About Electrolyte Disorders", health line, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ^ أ ب Gretchen Holm (27/7/2017), "Underactive Pituitary Gland (Hypopituitarism)", health line, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ "Hypopituitarism", hormone, Retrieved 4/2/2021. Edited.