ظهور بقع صفراء على الجلد

ظهور بقع صفراء على الجلد

يسمّى ظهور بقع صفراء على الجلد باليرقان، والذي يؤثر على لون الجلد وبياض العينين، واليرقان هو تراكم لمادة تسمّى البيليروبين وهي من فضلات الجسم ذات اللون الأصفر الذي ينتج عند تكسّر كريات الدّم الحمراء وخروج الحديد من الدّم، إذ إنّه من الطبيعيّ أنْ يتخلّص الكبد من هذه المادة، وذلك بارتباط البيليروبين بمادة أخرى عند وصوله إلى الكبد لينتج مادة تسمّى البيليروبين المقترن الذي يدخل إلى المرارة ليُتخلص منه وليخرج من الجسم، وفي حال كان مستوى البيليروبين مرتفعًا، فإنّه يدخل إلى أنسجة الجسم مسببًا حالةً مرضيّةً تسمّى ارتفاع مستوى البيليروبين في الدّم والذي يسبب ظهور بقع صفراء على الجلد واصفرار العينين، ومن جهةٍ أخرى، يُعدّ اليرقان من أشهر المشكلات الصحيّة التي قد تُصيب الرُّضع إذ يُصاب ما يُقارب 60% من الرُّضع بالمرض، وتزداد احتماليّة الإصابة باليرقان عند الرُّضع الذين يُولدون قبل الأسبوع 37 من الحمْل، إذ تظهر عليهم الأعراض خلال 72 ساعةً بعد الولادة، أمّا عن اليرقان عند الرُّضع والأطفال، فإنّه يحدث لأن خلايا الدّم الحمراء في أجسام الرُّضع تتكسّر باستمرار ثم تُجدد، وذلك يُسبب زيادة في إنتاج البيليروبين، ولأنّ الكبد عند الرُّضع لا يزال غير متطوّر تمامًا، فإنّ كفاءة الجسم في التخلّص من البيليروبين تكون قليلةً، مما يُسبب حدوث اليرقان[١].


أسباب ظهور بقع صفراء على الجلد

تُوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدّي إلى ظهور بقع صفراء على الجلد أو اليرقان، ونذكر منها ما يأتي[٢]:

  • التهاب الكبد: هو التهاب يُصيب الكبد بسبب الإصابة بعدوى، أو بسبب استخدام أدوية معينة، أو بسبب فقدان شديد للدّم، أو بسبب الإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة، وقد يكون التهاب الكبد مزمنًا أو حادًّا وذلك يعتمد على السبب الذي أدّى للإصابة بالمرض، أمّا الأعراض التي يشعر بها المُصاب بالتهاب الكبد فهي فقدان الشهية، والتقيّؤ والغثيان، والتعب، وحكة في الجلد، والشعور بألم في الجزء العلوي من الجهة اليمنى للبطن، وتراكم السوائل في البطن، واصفرار الجلد والعينين.
  • التهاب الكبد الكحولي: وهو التهاب يُصيب الكبد بسبب الإكثار من شرْب الكحول، والذي قد يُسبب سهولة حدوث النزيف وألمًا وتورّمًا في البطن، واليرقان، وتغيُّر في الحالة العقليّة.
  • تشمّع الكبد: والذي قد يُسبب الإسهال، وتورّمًا في البطن، وفقدان الشهيّة وخسارة الوزن، وبروز للأوعية الدّموية تحت الجلد، وسهولة النزيف، وحكة واصفرار في الجلد.
  • يرقان حليب الثدي: وهو مرتبط بالرّضاعة الطبيعيّة، وتظهر أعراضه خلال أسبوع من الولادة، وقد يرافق المرض تغيُّر في لون الجلد وبياض العينين، وبكاء الطفل بصوتٍ مرتفع، والتعب، وعدم زيادة وزن الرّضيع.
  • حصيّات المرارة: أو ما يسمّى الحصاة الصفراوية، وهي ارتفاع تركيز العصارة الصفراوية والبيليروبين والكوليسترول في المرارة، إذ يشعر المصاب بالمرض بألم في أعلى البطن من الجهة اليمنى بعد تناول الأطعمة الغنيّة بالدّهون.
  • انسداد القناة الصفراويّة: وهي مشكلة صحيّة تستدعي مراجعة الطوارئ فورًا، ويحدث انسداد القناة الصفراوية بسبب زيادة حجم حصيّات المرارة، أو بسبب التعرّض لإصابة في الكبد أو المرارة أو بسبب وجود ورم أو بسبب الإصابة بعدوى في الكبد.
  • سرطان البنكرياس: وهو سرطان يُصيب خلايا البنكرياس التي تُعدّ من أهم خلايا الغدد الصمّاء، ويصعُب اكتشاف سرطان البنكرياس إلّا بعد أنْ يصل المُصاب لمراحل متقدّمة من المرض، ومن الأعراض التي قد يشعر بها المُصاب؛ الشعور بألم في البطن، وألم أسفل الظهر، وفقدان الشهيّة وخسارة غير مبررة للوزن، وتخثّر الدّم، والاكتئاب واليرقان.
  • الثلاسيميا: وهي من أمراض الدّم الوراثيّة التي تُشير إلى إنتاج الجسم للهيموغلوبين بنسبة غير طبيعية، ممّا يُسبب تكسّرًا شديدًا في كريات الدّم الحمراء الأمر الذي يُسبب فقر الدم.
  • فقر الدّم المنجلي: وهي من الأمراض الوراثيّة التي تُصيب خلايا الدّم الحمراء ليُصبح شكلها غير طبيعيًا، ولتتكسّر بسرعة، ممّا يُسبب فقر الدّم والشعور بالتعب الشديد و الشعور بنوبات ألم شديدة في الصدر والظهر والأطراف، وشحوب لون الجلد واللثة، وتورّم وألم في الأطراف، واصفرار الجلد والعينين.
  • أسباب أخرى: ومنها؛ التهاب البنكرياس الحاد، وفقر الدّم الانحلالي بالمناعة الذاتيّة، والحمّى الصفراء، والإصابة بمرض فايل وهو مرض يحدث بسبب عدوى بكتيريّة تُصيب الكلى والكبد والرئتين والدّماغ.


علاج ظهور بقع صفراء على الجلد

يعتمد علاج ظهور بقع صفراء على الجلد على علاج السبب الذي أدى إلى تراكم البيليروبين، ونذكر لتوضيح ذلك ما يأتي[٣]:

  • علاج أمراض الكبد المرتبطة بالكحول وعلاج التهاب الكبد: إذ يُعدّ التّوقف عن شرب الكحول الخطوة الأهم في علاج اليرقان المرتبط بهذا السبب.
  • تشمّع الكبد: عادةً ما يُعالج اليرقان المرتبط بأمراض الكبد اعتمادًا على المرض، إلّا أنّ علاج تشمّع الكبد عادةً ما يكون باستخدام الأدوية الكورتيكوستيرويدية والمدّرات.
  • فقر الدم: قد يكون علاج اليرقان الذي يُسببُه فقر الدم هو نقل الدم للمصاب.
  • سرطان الكبد: الذي يُعالج بالعلاج الكيماوي، أو بالعلاج بالإشعاع.
  • التهاب الأوعية الصفراوية المصلب الابتدائي: وهو من أمراض الكبد المرتبطة بالتهاب القولون التقرحي والذي يسبب اليرقان، ويكون العلاج باستخدام المضادات الحيوية وأدوية أخرى لعلاج الحكة، ومن جهةٍ أخرى، قد يُلجأ للعلاج الجراحي لفتح القناة الصفراوية في حال انسدادها، وفي الحالات الشديدة من المرض قد يُلجأ إلى زراعة الكبد.
  • اليرقان عند حديثي الولادة: أو ما يسمى اليرقان الوليدي، الذي عادةً ما يختفي المرض دون علاج، إلّا أنّ بعض الأطباء قد ينصحون بتعريض الأطفال حديثي الولادة المصابين بالمرض لأشعة الشمس لزيادة إنتاج فيتامين د، الأمر الذي يساعد على التخلُّص من البيليروبين.


المراجع

  1. Caroline Gillott (31-10-2017), "Everything you need to know about jaundice"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-7-2019. Edited.
  2. Kristeen Moore (18-7-2016), "What’s Causing My Yellow Skin?"، www.healthline.com, Retrieved 26-7-2019. Edited.
  3. Amber J. Tresca (14-7-2019), "Symptoms and Treatment of Jaundice"، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-7-19. Edited.

فيديو ذو صلة :