محتويات
ما مفهوم السلم والسلام؟
إنّ المعنى اللغوي للسلام يشير إلى أنّ لفظ السلام مشتق من الفعل سلِم، وهي الأمن من كل ما يؤذي، ما يشعر الإنسان بالطمأنينة والحصانة والسلامة، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، ولفظ السلام يدل على الخلاص والنجاة، وفي اللغة تتمحور دلالة كلمة السلم على المعاني التالية:
- السلم بمعنى المسالمة.
- السلم بمعنى الحياد إيجابيًا كان أم سلبيًا.
- السلم تأتي بمعنى الاستسلام والانقياد، ويأتي معنى السلام في اللاتينية بمعنى انتفاء الخطر ومهد الارتقاء.
وقد تغير المفهوم الاصطلاحي للسلام مع مرور الزمن والأحداث التاريخية، واتسَّع من كونه يعني عدم وجود الحروب والنزاعات والصراعات ليشمل غياب الاستغلال وتحقيق العدل الاجتماعي، أمّا الأمن والاستقرار الدولي العالمي، فيقصد به خلو الدول من الصراعات والحروب، مما يتيح للدول التطور والإزدهار، ويحفظ كرامة الإنسان وحقوقه، ويتيح تعاون الدول مع بعضها لبناء حضارة تحترم الآخر وتتمسك بقيمة العدل، وترتقي بأسلوب حياة شعوبها[١].
تطور مفهوم السلم والسلام
تطور مفهوم السلام في الفترات التاريخية وما حصل بها من أحداث، فمر مفهوم السلام بعد مراحل وهي[١]:
بدايات ظهور مفهوم السلام
- يرجع مفهوم ثقافة السلام إلى القرن 17 مع بداية النهضة الأوروبية التي دعت إلى السلم للتخلص من حالة الحرب والعنف التي اتسمت بهما الحضارة الغربية، وطوَّر بري ديبلوس مفهوم السلام في نظريته التي تسمى ب "نهاية الحروب و جدل في المملكة الفرنسية " التي نشرت عام 1300م، ولم يرفض فيها ديبلوس فكرة الحرب بحد ذاتها؛ بل برر سبب وهدف الحرب مع الأعداء، وهي حرب دينة مع أعداء الكنيسة.
- تطور مفهوم السلام بشكل كبير في الفترة بعد عام 1945م، لذا عُدَّت من الفترات الهامة في تاريخ البشرية من هذا الجانب، وأبرز ما حدث فيها هي الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي وأمريكيا، والتطور النووي الذي هدد السلام العالمي.
- تحولت الأنظار في أواخر عام 1960م من العنف المباشر إلى العنف غير المباشر، والذي تمثَّل في العنف الهيكلي في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أي الظلم المجتمعي الذي تعرض له البشر داخل مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية وغيرها، إذ قد يؤدي الظلم إلى الموت وهذا هو العنف غير المباشر، ومن أشكال الظلم الذي أضيف لمفهوم السلام التمييز والفقر وانتهاك حقوق الإنسان، مما يؤدي إلى التوتر والغضب داخل العالم وبالتالي ينجم عنه الصراعات المسلحة والحروب.
التطور المعاصر لمفهوم السلام
بعد تطور مفهوم السلام، ظهرت 7 مراحل مرت بها الصياغة المتعددة لمفهوم السلام، وهي:
- المرحلة الأولى: السلام المخالف لمعنى الحرب، باعتباره سلوكًا مطبقًا في حال غياب الحرب، وهذه هي القكرة الشائعة عن مفهوم السلام.
- المرحلة الثانية: توازن القوى الدولية العسكرية في ما بين جميع أنظمتها، ويطلق عليه بتوازن الرعب أيضًا، أي وجود أكثر من دولة متساوية في قوتها العسكرية ذات الأثر التدميري.
- المرحلة الثالثة: التأكيد على مفهومي السلام السلبي (منع نشوب الحروب)، وعلى السلام الإيجابي (منع العنف الداخلي بين أفراد وهيئات المجتمع).
- المرحلة الرابعة: ظهر فيها مفهوم خاص بالسلام متعلق بالمرأة وهو العنف ضد المرأة، ولم يُذكر شيء بخصوص الحرب أو غير سوى الدفاع عن المرأة بغض النظر عن الظروف.
- المرحلة الخامسة: رُكِّز فيها على فكرة السلام مع البيئة، ذلك أنَّ التطور الصناعي الذي وُجِد مع ظهور الرأسمالية اعتدى على البيئة وأضرَّ بها كثيرًا.
- المرحلة السادسة: أشارت إلى مفهوم السلام الداخلي للإنسان، لارتباطه الفعلي بالسلام على المستوى العام.
- المرحلة السابعة: وهي المرحلة التي نادت بحقوق الإنسان، ووقفت ضد الانتهاكات والعنف الذي يعاني منه الأطفال والمعاقين وغيرهم من الفئات الضعيفة.
مظاهر السلم والسلام
تتعدد مظاهر السلام والسلم؛ ومنها[٢]:
- حل النزاعات والخلافات بالطرق السليمة، والابتعاد عن الحلول العنيفة كالحرب ومحاولة اصلاح الأطراف المتنازعة ومنعها من القتال.
- التحرر من الخوف، وكل ما يخيف، ويشعر الإنسان بعد الطمأنينة.
- التعايش الإنساني السلمي بمحبة وسلام وود واحترام ورحمة.
- تحقيق السعادة المعنوية والرخاء المادي والمعيشي، وذلك بتوفير الظروف الملائمة لذلك حتى يستطيع المجتمع أن يعيش في سلام.
- نبذ مظاهر العنف، والكراهية والظلم والعدوان، واحترام حقوق الآخرين.
- التطور والإزدهار الاقتصادي والمجتمعي والسياسي.
- ظهور حالة من الوئام والاستقرار تسود المجتمع والأسرة والعالم أجمع.
- نبذ العنف في تنشئة الأطفال، وتوفير جو مريح لتربيتهم.
- تطور الثقافة والتعليم.
- الاعتراف بحق كل فرد في حرية التعبير الرأي والحصول على المعلومات.
- التمسك بمبادئ الحريةوالعدل والتسامح والديمقراطية، والحوار.
- إعطاء المرأة حقوقها.
الإسلام دين السلم والسلام
إن لفظ الإسلام هو في ذاته يدل هلى السلام، وقد سمّى الله متبعي دين الإسلام بالمسلمين، ومن أسماء الله الحسنى السلام، ومن أسماء الجنة "دار السلام" وتحية المسلمين هي السلام عليكم، وقد ودت العديد من الآيات تحمل كلمة السلام ومشتقاتها فهذا كله يدل على أهمية السلام في الدين الإسلامي، ولأن السلام من عقيدة المسلم، قام المسلمون بمواقف مشرقة تدل على قيمة السلام في الدين الإسلامي ومنها[٣][٤]:
- حماية المدنين غير المحاربين من النصارى من أي اعتداء خلال الحروب التي خاضها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي، إذ قام المسلمون وتنفيذًا لأوامر القائد بحماية الأبواب والطرق.
- السلم مع مشركي قريش، إذ قام المسلمون في مرحلة الدعدة المكية بدعوة المشركين للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، بالرغم من الأذى والضيق الذي تعرضو له.
- السلم مع أهل الكتاب، إذ ظهر مفهوم السلام معهم بالمحاورات والمناقشات ومقابلة الفكر بالفكر، وتجنب المجادلة بالسيف وعدم إكراه الغير على الدخول في الإسلام.
- كتابة وثيقة مع يهود المدينة عندما هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها، تضمن الحقوق وتوضح الواجبات.
- السلم مع إمبراطورية الفرس والروم بداية بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إذ أرسل إليهم برسائل يدعوهم فيها إلى الإسلام، لكنهم قابلوا ذلك بالعدوان، فلو كان المسلمون يهدفون لإدخال الناس بالقوة في الإسلام لكان حرب الحبشة أسهل عليهم من حرب الفرس والروم.
المراجع
- ^ أ ب "مفهوم السلام "، الموسوعة السياسية، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
- ↑ مركز هردو، دعوة إلى السلام، صفحة 6-10. بتصرّف.
- ↑ إدريس أحمد (29/1/2017)، "الإسلام دين السلم والسلام"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد شاه جلال، دعوة الإسلام إلى السلام، صفحة 1-2. بتصرّف.