الضمائر
الضمير هو أداة للدلالة على متكلم أو مخاطب أو غائب دون ذكر اسمه، وهي من الأسماء المبنية التي لا تتغير حركتها الإعرابية حتى مع تغير موقعها الإعرابي في الجملة، وتنقسم إلى عدّة أقسام، وهي: ضمائر منفصلة للدلالة على المتكلم؛ وهما ضميران: أنا ونحن، وللدلالة على المخاطب وهي خمسة ضمائر: أنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتنَّ، وللدلالة على الغائب وهي خمسة: هو، وهي، وهما، وهم، وهنَّ، كما يوجد ضمير منفصل في اللغة العربية يسمى ضمير الشأن، وهذا الضمير يكون في بداية الجملة ولا يعود على السابق، وله موقعان من الإعراب؛ إما مبتدأ أو اسم إن، وضمائر متصلة في محل رفع مثل: التاء المتحركة، وواو الجماعة، وألف الإثنين، أو في محل نصب مثل: ياء المتكلم، أو تكون في محل رفع أو نصب أو جر مثل نا المتكلمين، وتاء التأنيث الساكنة التي لا محل لها من الإعراب، ومنها أيضًا نون الوقاية التي تتصل بالفعل لتقيه من الكسر بعد اتصال ياء المتكلم فيه وهي ضمائر ظاهرة غير مستترة[١].
ضمير الوصل في اللغة العربية
لكل ضمير من الضمائر دلالة محددة ودور في الجملة لإفادة معنى معين، ولا يوجد في اللغة العربية ما يسمى بضمير الوصل؛ إنما توجد ضمائر متصلة وأدوات للربط بين الجمل أو الكلمات أو الفقرات، وتكون كحلقة وصل تُتِم المعنى الصحيح للكلام، ومن هذه الأدوات ما يلي[٢]:
- أدوات العطف: هي عبارة عن تسعة حروف تربط الكلام بعضه ببعض، ولكلّ منها معنى ودلالة تختلف عن الأخرى، فالواو تفيد معنى الجمع بين الكلمات والجمل، وحرف الفاء يستخدم للتعقّيب، أما ثمّ فتستخدم للدلالة على الترتيب مع وجود فترة زمنية بين الشيئين، وحتى تفيد أن المعطوف جزء من المعطوف عليه، وحرف العطف بل يفيد نفي الحكم عما قبله وإثباته لما بعده، أما حرف العطف لا فيستخدم للنفي؛ إذ يُثبت ما قبله وينفي ما بعده وهو بهذا عكس بل، وحرف العطف أو يستخدم للتخيير بين أكثر من شيء، وحرف العطف أم يستخدم للتقسيم، وحرف العطف لكن يستخدم للاستدراك.
- أدوات الربط السببية: هي أدوات تفيد في التفسير والتعليل، ويكون ما بعدها مبينًا لما قبلها وموضحًا له، وهي كثيرة في اللغة العربية، منها: لأن، ولكي، ولأجل ذلك، وبسبب هذا، وأي، وأعني، ومعنى ذلك، والمقصود بهذا، ولكونه، ولذلك، ولذا، ولأنه، ولام التعليل؛ ونستنتج من ذلك، وإذن، وهكذا، ومثال عليها: لم يأت الطالب إلى المدرسة لأنه مريض.
- أدوات ربط للدلالة على المكان أو الزمان: هي ما تسمى بالظروف، مثل: تحت، وفوق، وبجانب، وقبل، وبعد، وأثناء، وعندما، وخلف، وأمام، وعند.
- أدوات ربط متعددة الاستخدام مثل: أيضًا؛ وتفيد الربط بين شيئين متوافقين، وكذلك؛ وهي كلمة مركبة تربيط بين جملتين، وبالإضافة إلى؛ وهذه تستخدم للربط بين جملتين، ولكن الجملة الثانية تعطي معنىً جديدًا حول موضوع الجملة الأولى، وإلى جانب؛ وتعطي نفس معنى بالإضافة إلى، وكما؛ وتربط بين جملتين تشتركان في نفس الفعل.
- روابط التمثيل: وهي: نحو، ومثال ذلك، ومن هذا القبيل، ومن ذلك، ومثلًا، وعلى سبيل المثال.
- روابط الجواب: وهي: نعم، ولا، وكلا، وبلى، وأجل.
- روابط التشبيه: وهي: كما، ومثل، ونظير، ومثال، وشبيه، وسواء، وبمقدار.
- روابط المقابلة والتعارض: وهي: بينما، وإلا أن، وأما، وغير أن، ولكن، وبخلاف ذلك، وبَيد أن، ولكن، وإذا كان، وبالمقابل.
الضمائر المتصلة
الضمائر في اللغة العربية من حيث الاتصال والانفصال نوعان: متصلة ومنفصلة، والضمائر المتصلة في اللغة العربية هي التي تكون متصلة بالكلمة التي قلبها، وتقسم هذه الضمائر إلى ثلاثة أقسام من حيث الإعراب[٣]:
- ضمائر متصلة تكون دائمًا في محل رفع، وتتصل بالفعل فتعرب مبنية في محل رفع فاعل، وهي: تاء المتكلم، وتاء المخاطب، مثل: درستُ، درستَ، درستِ، وتعرب التاء مبنية على الضم أو الفتح أو الكسر في محل رفع فاعل، وألف الإثنين مثل: سافرنا، وتبنى على السكون في محل رفع فاعل، وواو الجماعة مثل: لعبوا، وتبنى على الضم في محل رفع فاعل، ونون النسوة مثل: تقابلنَ، وتبنى على الفتح في محل رفع فاعل، وياء المخاطبة مثل: اكتبي.
- ضمائر متصلة تأتي في محل نصب إذا اتصلت بالفعل، وفي محل جر إذا اتصلت باسم أو بحرف جر، وهي: ياء المتكلم في (أكرمني ربي) فتكون في محل نصب مفعول به؛ لاتصالها بالفعل، وكاف المخاطب مثل: (رحمك الله)؛ فهي في محل نصب مفعول به، وهاء الغائب في (أكرمه معلمه)، فهي في محل نصب مفعول به، وتكون هذه الضمائر المتصلة مبنية في محل جر بالإضافة إذا اتصلت باسم أو مبنية في محل جر بحرف الجر إذا اتصلت بحرف جر، مثل: قلمي، وقلمك، وقلمه، وهي هنا في محل جر بالإضافة.
- ضمائر متصلة تأتي في محل رفع فاعل أو نصب مفعول به أو جر بالإضافة أو بحرف الجر، وهو ضمير المتكلمين (نا)، مثل: هذه الكتب لنا، أسعدتَنا بقدومك، يشرفُنا حضورك.
ضمير الفصل أو العماد
هو نوع من أنواع الضمائر المنفصلة، ويكون بين المبتدأ والخبر عادةً أو الجملة التي كان أصلها مبتدأً وخبرًا، وهي الجمل التي دخلت عليها النواسخ، ووظيفتها في الجمله إزالة اللبس في الكلام، فإذا ألبس على السامع التفريق بين التوابع والخبر كان ضمير الفصل مبينًا أن ما بعده خبرًا وليس تابعًا من التوابع كالنعت، مثل: (منال هي الناجحة)، فإذا لم يأتِ ضمير الفصل هي قد يظن السامع أن الناجحة نعت لمنال وليس خبرًا لها، وضمير الفصل لا محل له من الإعراب.
ويؤتى به في الجملة لهدفين الأول: بيان الخبر، والثاني: القصر والتأكيد، مثل: أسعد هو الرياضي لا فارس، وفي هذا قُصرت الرياضة على أسعد دون غيره[٤]، وله عدة أمثلة في القرآن الكريم منها[٥]:
- قول الله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] وضمير الفصل أنا في قول الله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ}.
- قول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} [الصافات: 165] وضمير الفصل نحن وهو من ضمائر المتكلم.
- قول الله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117]، وضمير الفصل هو ضمير المخاطب أنت في قول الله تعالى: {كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}.
المراجع
- ↑ "من أهم أنواع الضمائر في اللغة العربية"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أدوات الربط في اللغة العربية"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الضمائر المتصلة"، learning.aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "ضمير الفصل «أو العماد» مادة مركزة"، diwanalarab، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "ضمير الفصل"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.