محتويات
أهمية الصلاة
عظّم الله عز وجل فضل الصلاة ورفع شأنها، فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين لتكون دليلًا على صحة الاعتقاد وسلامته، فعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بنيَ الإسلامُ علَى خمسٍ شهادةِ أن لا إلَه إلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ) [المصدر: صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وللصلاة أهمية بالغة ومكانة كبيرة في الإسلام فهي عمود الدين وأول الأعمال التي يُحاسب عليها المرء يوم القيامة، كما أنها حاجز بين العبد والمعاصي، وهي آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت، والصلاة آخر ما يُفقد من الدين فإن أضاعها المرء أضاع دينه كله، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما تُعدّ الصّلاة سببًا لمحو الذنوب والخطايا، وتنفرد الصلاة بمكانة خاصة تميزها عن باقي العبادات، وذلك بسبب المكان والزمان الذي فُرضت فيه ألا وهو في ليلة المعراج عندما عرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء[١][٢].
أهمية قيام الليل
يسعى المؤمن إلى التقرب من الله بشتى الطرق والوسائل ليس فقط بالالتزام بالفرائض بل يتعدى ذلك إلى أداء السنن والنوافل، ولعل أهم هذه السنن هي قيام الليل فأفضل صلاة يتقرب بها المؤمن إلى ربه بعد أداء الفرائض هي قيام الليل وقد رغَّب فيها الشرع الحنيف وبيّن عظيم أجرِها وكثير فضلِها، وهي سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، وقد امتدح الله عباده المواظبون على قيام الليل ووعدهم بأفضل المنازل، قال تعالى: [تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ]، [السجدة:16ـ17]، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُرغّب في قيام الليل ولو بقدر حلب الناقة؛ أي في وقت يساوي الوقت الذي تُحلب فيه الناقة وهذا يدل على أن صلاة قيام الليل محبوبة عند الله ولو كانت شيئًا يسيرًا.
إنّ قيام الليل من أخص أعمال أولياء الله الصالحين، وبها تعلو منزلة المؤمن ويرتفع قدره، فهي شرف في الدنيا لما يمنحه الله لقائم الليل من القبول في الدنيا والنعيم المقيم وعلو الدرجات في الآخرة، والبعض ربما يستثقل قيام الليل ويُعده من الأمور الشاقة ولكن ما إن يعتاد على قيامه حتى يشعر بأثر القيام على طمأنينة النفس وراحتها، ولعل أبرز المعوقات التي تقف عائقًا أمام المؤمن وتحول بينه وبين قيام الليل هي إطالة السهر في الليل فلا يستطيع المرء قيام الليل وإن قام كان متثاقلًا ومتكاسلًا لا يعقِل صلاته، كما تقف كثرة المعاصي حاجزًا بين المرء وقيام الليل إذ يستولي الشيطان على العبد فيشق عليه الأمر وتميل نفسه نحو الشهوات المُحرمة، ومن المهم تذكير من قام آخر الليل بإيقاظ أهله وحثهم على قيام الليل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن استَيقظَ مِن اللَّيلِ وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّيا ركعتَينِ جميعًا كُتِبا مِن الذَّاكرينَ اللَّهَ كثيرًا والذَّاكراتِ) [المصدر: صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٣][٤].
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
يُقصد بقيام الليل قضاء الليل أو وقت منه في الصلاة وما تيسر من قراءة القران والتوجه إلى الله بالدعاء وذكر الله والاستغفار والتسبيح، وليس من شروطه أن يستغرق أكثر الليل، أما التهجد فهو صلاة الليل وحدده البعض بأنه صلاة الليل بعد الاستيقاظ من النوم، وبناء على ذلك نجد أن قيام الليل أعم وأشمل من التهجد لأنه يشمل الصلاة والعبادات الأخرى كما يشمل الصلاة قبل النوم أو بعده على عكس التهجد الذي يختص بالصلاة دون غيرها من العبادات، وفيه اختلف الفقهاء فقول الأغلبية أنه صلاة الليل مطلقًا، والقول الآخر بأن التهجد يكون الصلاة بعد رقدة[٥].
صلاة التهجد وما يُستحب أن يقال فيها
تؤدّى صلاة التهجد ركعتين ركعتين ثم تُختم الصلاة بركعة واحدة توترها، ولا بأس بأن يكتفي المصلي بإحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة، ومما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان لا يزيد عن ذلك في شهر رمضان أو غيره، أما بما يخص الأدعية والأذكار المستحبة في صلاة التهجد منها دعاء الاستفتاح وله صيغ متعددة، وما أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ - أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ - قالَ سُفْيَانُ: وزَادَ عبدُ الكَرِيمِ أبو أُمَيَّةَ: ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، قالَ سُفْيَانُ: قالَ سُلَيْمَانُ بنُ أبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ مِن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) [المصدر: صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح][٦].
الأسباب الميسرة لقيام الليل
فيما يلي أبرز الأمور التي تُعين المرء على قيام الليل[٧]:
- الاستعانة بالقيلولة في منتصف النهار، وذلك ليأخذ المسلم قسطًا من الراحة ليقوى بعدها على الاستيقاظ ليلًا وقيام الليل.
- ذكر الله، فإن استيقظ المسلم ذكر الله وقام وتوضأ وصلى يكون بذلك خرج من وثاق الشيطان.
- النوم على الجنب الأيمن.
- تجنب الإكثار من الأكل والشرب، حتى لا يغلبه النوم ويُثقله القيام.
- تجنب التعب في النهار بالأمور التي لا فائدة منها فتزيد المرء تعبًا فلا يستطع القيام.
- كثرة الدعاء، فيتضرع العبد إلى ربه ويدعوه بأن يوفقه ويعينه على قيام الليل.
- معرفة المسلم بفضل قيام الليل والطمع بالثواب والأجر.
- تجنب ارتكاب المعاصي في النهار، حتى لا يُحرم المرء شرف قيام الليل.
- سلامة القلب من الحقد والكراهية، والابتعاد عن البدع الدنيوية.
المراجع
- ↑ د. أمين بن عبدالله الشقاوي (30ـ1ـ2010)، "الصلاة ومكانتها في الإسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "مكانة الصلاة في الإسلام "، islamqa، 4-3-2003، اطّلع عليه بتاريخ 10ـ12ـ2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم قيام الليل وفضله "، islamweb، 6-11-2001، اطّلع عليه بتاريخ 10ـ12ـ2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ أحمد الزومان (22-1-2011)، "شرف المؤمن قيام الليل"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "هل هناك فرق بين التهجد وقيام الليل "، islamqa، 28ـ1ـ2010، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "كيفية صلاة التهجد "، islamweb، 18-11-2004، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ أحمد أبو عيد (1-7-2017)، "فضل قيام الليل (خطبة)"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.