ماذا تفعلين عندما يرد عليك طفلك بكلمة لا؟

لماذا يستخدم الأطفال كلمة لا؟

من الشائع عند الأطفال في مرحلة ما قبل دخول المدرسة كثرة قولهم كلمة لا على كل شيء بسبب ودون سبب، وهذا الأمر يسبّب التوتر والقلق لوالديهم ممّا يؤدي إلى عزمهم على معرفة السبب الرئيس وراء ذلك، ومن الغريب أنّ الطفل يمكن أن يقول كلمة لا حتى على شيء يحبه ويستمتع به، وقد أظهرت الدراسات أن الطفل ما دون الثلاث سنوات يقول كلمة لا على كل شيء لأنه بدأ يشعر باستقلاليته وثقته بنفسه وقدراته، فعندما يقول لكِ لا فكأنه يخبركِ أنه يستطيع فعل الأمر وحده وأنه أصبح فردًا ذا شخصية مستقلة ويستطيع أن يتخذ قراراته بنفسه دون مساعدة أحد، وقول لا أحيانًا يكون مرتبطًا بعناد الطفل وإصراره على فعل شيء لم يتمكن من فعله فيما مضى، فَيُظهر سلطته الآن بهذا القول، وأحيانًا يكون رفضه أقل لشيء ليس لديه الرغبة في فعله لذلك يجب على الوالدين التفكير باستراتيجية جديدة للتعامل مع هذه المرحلة، لأن الطفل ينمو ويكبر بسرعة ويحتاج إلى المعرفة والإجابة عن كل التساؤلات التي تنتابه فيجب عليكِ مناقشة طفلكِ وعدم تجاهل ما يقوله لأن هذا يؤثر على شخصيته، كما يتوجب عليكِ البحث عن إجابات لجميع الأسئلة حتى لو كانت محرجة؛ لأن الطفل لا يحب أن يسمع كلمة لا إطلاقًا، فمصاحبة الآباء لأبنائهم وتقبلهم لهم كما هم أمر ضروري لراحتهم وراحة أبنائهم^[١].

تصرفي هكذا عندما يرد عليكِ طفلكِ بكلمة لا

لا بدّ من وجود حلول يتّبعها الآباء والأمهات للتعامل مع طفلهم الذي يجيب دائمًا بكلمة لا، فطريقة تعاملهم معه في هذه المرحلة هي التي تحدد شخصية الطفل فيما بعد، فعلى الآباء والأمهات التعاطف مع الطفل وعدم الشعور بالعجز أمامه، والحفاظ على القوة وتقديم العفو على العقاب والتحلّي بالمرونة عند قول الطفل كلمة لا، وفيما يلي تفصيل للتعليمات اللازم عليكِ اتّباعها عندما يرد عليكِ طفلكِ بكلمة لا^[٢]:

• شعوركِ بالعجز والضعف والإحباط أمام تصرّف طفلكِ وعدم استجابته لكِ أمر عليك التوقف عن فعله، وعليكِ التفكير لمدة ثواني لإيجاد الحل المناسب وقد تكون هذه خطوة صعبةً عليكِ في البداية، ولكن مع الوقت ستصبح الأمور أسهل ويحلّ الحوار بدل النزاع.
• تعاطفكِ مع الطفل في هذه المرحلة ضروري جدًّا حتى لو كان رأيه مختلفًا عن رأيكِ، فيجب عليكِ أن تضعي نفسكِ مكانه لأن الطفل يعبر عن رأيه بالصراخ والدموع بدلًا من الكلمات ويريد منكِ أن تتفهمي موقفه حتى لو لم توافقي عليه.
• عندما يبدأ الطفل بالصراخ والبكاء عليكِ التحلّي بالقوة والصبر لأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى يهدأ ويكفّ عن البكاء، فإذا لم يهدأ فلا داعي للقلق، وعليكِ الاستمرار بالتحكم بأفعاله وتقديم الدعم له والجلوس بمستواه وفرك ظهره بيدكِ وإظهار الحب والتعاطف له.
• سلوك الطفل المستمر بقول كلمة لا علامة دالة على شعوره بالإرهاق وعدم القدرة على التحكم بمشاعره، لذا عليكِ عدم معاقبته وتقديم العون له بهدوء حتى يساعده ذلك على فهم مشاعره فالتواصل والحوار هو الحل الأمثل لاستجابة الطفل.
• إذا كنتِ من الأمهات اللواتي يمارسن السلطة على أبنائهم فذلك يعني خوض معركة ضدهم، فلا بد من التوقف الآن والتحلّي بالقوة والشجاعة والمرونة لأنه لا يوجد شيء غير قابل للحل والنقاش، فكري في حلول مبتكرة وإبداعية تجعل التعامل مع أطفالكِ أسهل وذلك يؤدي إلى استماعهم إليكِ بكل حب وتقبّل.

5 نصائح لكِ لتربية أطفالكِ

تربية الأطفال من أصعب المهمات في العالم، فإنها تحتاج إلى جهد وصبر كبيرين إلى جانب تعاون الوالدين أثناء التعامل مع الطفل، لذلك سنخبركِ بخمس نصائح ينصح بها خبراء التربية ومنها احترام الطفل لذاته ووضع الحدود والقواعد داخل الأسرة وغيرها من النصائح، وإليك التفاصيل^[٣]:

• عززي احترام طفلكِ لذاته، فالطفل يراك كل شيء، فكل تعبير وصوت وحركة لكِ يكون قادرًا على استيعابها، فأنتِ تؤثرين على تنمية تقدير الذات لطفلكِ وزيادتها من خلال الثناء على أفعاله وإنجازاته مهما كانت صغيرة، فالسماح للطفل بالاستقلالية وفعل بعض الأمور بنفسه والاهتمام به وذكر محاسنه والثناء عليه طرق تؤدي إلى تنشئة طفل يحترم ذاته ويحرص عليها.
• ضعي بعض القواعد والحدود في منزلكِ، فإذا غابت القواعد في البيت أدّى ذلك إلى تكوين طفل غير مبالٍ وعشوائي، فالنظام يساعد الطفل في اختيار سلوكيات إيجابية تعلمه ضبط النفس، وعليكِ متابعة القواعد كل يوم وعدم تجاهلها.
• خصصي وقتًا لأطفالكِ برفقة والدهم، فتخصيص الآباء وقتًا للجوس مع أبنائهم أمر مهم، وذلك لأن الآباء غالبًا يصعب التقاؤهم بأطفالهم بسبب العمل وقضاء وقت طويل خارج المنزل، ولكن لا داعي للقلق فبعض الوقت القصير مع الطفل كل يوم برفقة والده مثل الإفطار معه قد يعوّض عن غيابه أثناء الغداء، وإنّ تخصيص يوم كامل كل أسبوع لقضائه معهم يشعرهم بالاهتمام بهم بعكس الأطفال الذين لا يحصلون على وقت مع آبائهم فتجدهم يلفتون الانتباه بسلوكهم السيئ.
• كوني قدوة جيدة، فتقليد الأطفال لسلوكيات آبائهم له تأثير كبير، لذلك عليكِ أن تحسني التصرف وتتصفي بالصفات التي ترغبين برؤيتها على أبنائكِ مثل الاحترام والصدق والأمانة والتسامح وعدم إظهار السلبيات والسلوكيات الخاطئة أمامهم.
• أظهري حبكِ غير المشروط لطفلكِ، فحب الآباء غير المشروط لأبنائهم مهم جدًّا، فأثناء تعاملكِ مع طفلكِ لا تشترطي عليه الحب إذا فعل ما طلبتِه منه، لأنكِ بذلك توجهين رسالةً له تجعله يفهم أنكِ لا تحبينه لذاته وبكل سيئاته بل أنت تحبينه لأنه مطيع لكِ وهذا تصرّف خاطئ عند الآباء، فحبكِ لطفلكِ يجب أن يكون بلا شروط ولا قيود وغير مرتبط بأفعاله وتصرفاته، فالنصح والتوجيه غير مرتبط بمقدارالحب لطفلكِ.

من حياتكِ لكِ

الطفل كائن صغير ضعيف يتحسس من كلمة لا، ويرددها ولا يحب أن يسمعها، فعليكِ تأديب طفلكِ وردعه دون قول كلمة لا؛ لأن تكرارها يولّد لديه الاستياء وعدم الاستجابة وتجعله يتمرّد في المستقبل، لذلك اجعلي للكلمة قيمتها واستخدميها في المواقف التي تحتاج ذلك، ولتبديل كلمة لا بكلمات أخرى إليك هذه الأفكار^[٤][٥]:

• عندما يتناول طفلكِ الآيس كريم بكثرة قولي له أعرف أنّك تحب أن تتناول البوظة ولكن تناولك الكثير منها ليس جيدًا لصحتك.
• عندما يقذف طفلكِ الطعام في كل مكان قولي له الطعام للأكل وليس للقذف بدلًا من قول لا تفعل ذلك.
• عندما يؤذي طفلكِ حيوانًا أو نباتًا قولي له الحيوانات والنباتات كائنات حية مثلك فعندما تؤذيها تجرح مشاعرها.
• استخدمي الكلمات وليس اليد فعندما يضرب طفلك طفلًا آخر قولي له نحن لا نضرب عندما نكون غاضبين، والفتي انتباهه إلى شيء آخر، وعندما يهدأ اطلبي منه عناق الطفل المعتدى عليه حتى تنتشر المودّة.
• عندما يصرخ طفلكِ ويبكي قولي له نحن لا نتحدّث بصراخ وبكاء يكفي أن تتكلم بكلمات مفهومة حتى أساعدك.

المراجع

1. ↑ Amanda Rock (2019-9-18), "Parenting an Oppositional Child"، verywellfamily, Retrieved 9-7-2020. Edited.
2. ↑ NICOLE SCHWARZ (2018-5-11), "How to Respond When Your Child Says 'No'"، parentmap, Retrieved 9-7-2020. Edited.
3. ↑ KidsHealth Medical Experts, "Nine Steps to More Effective Parenting"، kidshealth, Retrieved 9-7-2020. Edited.
4. ↑ Mike Mitchell, "10 Ways to Say "No" Without Saying No"، parents, Retrieved 9-7-2020. Edited.
5. ↑ Lisa (2011-11-5), "What To Say Instead Of “NO!” – Six Ways To Gain Your Child’s Co-operation"، regardingbaby, Retrieved 9-7-2020. Edited.