محتويات
متى يبدأ الأطفال بالكذب؟
في الوضع الطبيعيّ يبدأ الأطفال بسرد الأكاذيب في الثالثة من عمرهم؛ ففي هذه المرحلة سيبدأ طفلكِ بالكذب نظرًا لاكتشافه في هذا السن بأنكِ لستِ قادرةً على قراءة ما يدور في رأسه، لذلك فإنه سيقول الأكاذيب براحةٍ وهو موقنٌ بأنكِ لا تعلمين ما هو الصواب في الكثير من الأحيان، وغالبًا فإن مهارة الطفل في الكذب وقدرته على ذلك تزيد في عمر الأربع إلى الستّ سنوات؛ إذ ستلاحظين بأن طفلكِ أصبح قادرًا على الموازنة بين ما يقول من أكاذيب وبين تعابير وجهه البريئة التي يخدعكِ بها، وفي هذا المقال سنعرض لكِ الأسباب التي تجعل طفلكِ يلجأ للكذب والطرق التي يمكنكِ من خلالها التعامل مع الأمر ومعالجته[١].
لماذا قد يلجأ طفلك للكذب؟ وهل هذه مشكلة حقيقية؟
تتعدّد الأسباب التي قد تدفع طفلكِ للكذب، فقد يكذب طفلكِ بهدف الحصول على منفعةٍ شخصيةٍ والوصول لهدفٍ ما، كأن يكذب بشأن سماحكِ له بتناول الاَيسكريم، كما قد يكذب بهدف ألا يجرح مشاعركِ أو مشاعر أيّ أحدٍ اَخر، وهذا ما يُطلق عليه البعض بالكذبة البيضاء، ولكي لا تغضبي منه وتشعري بالانزعاج بسبب أفعاله، وقد يكذب طفلكِ كذلك للتستُّر على فعل ما قام به وبالتالي تجنُّب عواقبه، ومن الأسباب التي قد تجعل طفلكِ يكذب ويؤلّف كلامًا لم يحصل هي رغبته في إثارة الاَخرين وشدّ انتباههم؛ إذ قد يكذب طفلكِ في تغيير أحداث قصة معينة وإضافة أحداث من مخيلته بسبب رغبته في جذب الاَخرين، وقد يكذب كذلك في بعض الأحيان بهدف اختبار نتائج كذبته وعقوابها ولمعرفة ردّة فعلكِ عليها؛ إذ قد يشعر بالفضول لمعرفة ما سيحصل إذا كذب بشأن أمر ما، وفي بعض الحالات التي يعاني فيها الأطفال من فرط الحركة، وإذا كان طفلكِ يعاني من هذا الأمر، فإن قول طفلكِ للأكاذيب قد تكون ناتجة عن فرط الحركة لديه الذي ينتج عنه قول الأمور دون التفكير بها بسبب حركته الزائدة التي ينتج عنها نقص في الانتباه لديه، وفي بعض الأحيان والحالات قد يكون سبب كذب طفلكِ هو مشاكل في الذاكرة؛ فقد ينسى أنه فعل أمرًا معينًا وبالتالي تجدينه يكذب بشأنه، وأحيانًا قد يعاني طفلكِ من عدم التقدير والثقة بنفسه، وبالتالي فإنه يخترع قصصًا ويقول أمورًا لم يفعلها بهدف إظهار مواهبه وكسب الاحترام والإعجاب من قبل الاَخرين بسبب افتقاره لهذا الأمر، ورغم أن الكذب ليس أمرًا محمودًا، إلّا أنه قد لا يكون أمرًا خطيرًا عند الأطفال، ولكن عليكِ الانتباه ففي حال أصبح الكذب عادةً ملازمة لطفلكِ فهنا يصبح الأمر مدعاةً للقلق[١][٢][٣][٤].
كيف تتعاملين مع طفلكِ إن اكتشفتِ أنه يكذب؟
إليكِ النصائح التالية للتعامل مع طفلكِ عندما تكتشفين بأنه يكذب[١]:
- ناقشي طفلكِ بأهمية الصدق وتحدّثي معه حول بُغض الناس للكذب، وشجّعيه دومًا على أن يقول الحقيقة؛ فهذه المحادثات ستكون مفيدة جدًا لتجعل طفلكِ يدرك مدى جمال الصدق وبشاعة الكذب لتجنّبه.
- تداركي الموقف عندما تشعرين بأن طفلكِ يندفع بقول الكذب؛ ففي حال سألتِ طفلكِ إذا قام بعمل سيئ ما ورأيتِ أنه سيقول الكذب فإن من الأفضل أن تتدراكي الموقف، فعلى سبيل المثال إذا وجدتِ كأسًا مكسورًا في المطبخ وكان الفاعل هو طفلكِ وسألته إذا قام هو بالفعل ورأيت أنه سيكذب، فإن من الأفضل أن تُطمئنيه من خلال طلب مساعدته في التخلص من الزجاج الذي وقع بفعل حادث ما؛ فهذا الأمر يُخلّصه من الحصول على فرصة للكذب.
- لاقي طفلكِ بالتشجيع عندما يخبركِ بأنه قام بفعلٍ ما غير جيد، وذلك بتحفيزه بقولكِ له: أنا مسرورة جدًا بأنك أخبرتني الحقيقة ولم تكذب عليّ؛ فإن هذا التصرف منكِ سيُشجّعه على الاعتراف بأخطائه في المستقبل بدلًا من الكذب.
- اجعلي من كذبات طفلكِ الخيالية وسيلةً جيدةً لتنمية خياله؛ فإذا وجدتِ أن طفلكِ يكذب ويختلق قصصًا وهميةً من خياله، فبدلًا من توبيخه ونعتِهِ بالكاذب، فيمكنكِ أن تردّي عليه بهذه الطريقة: "يالها من قصةٍ رائعة! إنها مناسبة تمامًا لأن تحوّلها لقصة"؛ فإن بهذه الطريقة سينمو خيال طفلكِ وتستطيعين تحويل الكذب من أمر سلبيّ إلى منفعة بالنسبة لطفلكِ.
- وبّخي طفلكِ وعاقبيه عقوبةً معتدلة وغير مبالغ فيها عندما يكذب طفلكِ في عمر المدرسة وهو عمر متقدّم نوعًا ما، على سبيل المثال قد يكذب طفلكِ بإخباركِ بمكان وجوده، وقد يكذب بشأن علاماته وواجباته المدرسية، وفي مثل هذه الحالات تذكّري أن يكون اختياركِ للعقوبة مناسبًا وغير مبالغ فيه[٤].
من حياتكِ لكِ
يمكنكِ عزيزتي الأم أن تعلّمي طفلكِ الصدق، وأن تزرعي داخلهِ حبّه، وأن تجعليه يرفض الكذب دومًا مهما حدث، ويعد من أهمّ الأمور التي عليكِ الانتباه لها عندما ترغبين في تعليم طفلكِ الصدق هو أن تكوني الشخص الذي لا يكذب أبدًا؛ فأنتِ بالنسبة له القدوة التي يقتدي بها، لذلك فإذا أردتِ أن يكون طفلكِ صادقًا فيجب أن تكوني أنتِ كذلك، وعليكِ أن تتجنّبي الكذب مهما حدث، حتى الكذبة البيضاء كما يسمّيها البعض ويعتقدون أنها غير ضارّة فعليكِ أن تتجنّبيها كذلك، كما عليكِ أن تمتنعي عن الانخراط بالمجاملات الكاذبة عند تعاملكِ مع الاَخرين، فهي شكل من أشكال الكذب وعندما يرى طفلكِ بأنكِ تتّبيعن هذا الأسلوب من الكذب والمجاملات فسوف يتّبعه هو كذلك، لأنكِ القدوة التي يقتدي بها، فاحرصي دومًا على أن تكوني شخصًا صادقًا بوعوده تجاه الاَخرين، وعلّمي طفلكِ الوفاء بكلمته ووعوده تجاه الاَخرين، والتزمي بكلّ ما تقولينه للاَخرين واحرصي على فعله، ليكون طفلكِ كذلك، ومن الأمور المهمّة جدًا التي عليكِ الانتباه لها عند تعليم طفلكِ الصدق، هم الأصدقاء المحيطون به؛ فعليكِ أن تنتبهي لأصدقاء طفلكِ، من هم، وأخلاقهم، وهل هم كاذبون أم لا؛ فالأصدقاء لهم التأثير الكبير على طفلكِ، ومصادقة أطفال كاذبين سيكون سببًا لدفع طفلكِ للكذب والعكس صحيح [١].
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Lies: why children lie and what to do", raisingchildren, Retrieved 7-7-2020. Edited.
- ↑ "Why Do Children Lie? Understanding Child Behavior & How to Respond"، brighthorizons, Retrieved 7-7-2020. Edited.
- ↑ "Why do kids lie, and is it normal?"، theconversation, Retrieved 7-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Why Kids Lie and What Parents Can Do About It"، childmind, Retrieved 7-7-2020. Edited.