محتويات
كيف يكون تعلق الطفل بأبيه مشكلة؟
رغم أهمية شعور الطفل بالأمان والانتماء إلى كلا الوالدين، إلا إن تعلق الطفل بوالده كثيرًا يؤثر سلبًا على نموه ومهاراته الاجتماعية واستقلاليته، ومن أشكال التعلق الزائد للطفل بأبيه تشبثه بساق والده كل يوم قبل ذهاب والده إلى العمل، أو رفضه الاختلاط مع زملائه خوفًا من ضياع الوقت مع والده، ويعد التعلق الزائد للطفل بوالده أمرًا غير صحي؛ إذ إنّ تعلم الانفصال والاعتماد على الذات والاستقلال هي أهداف ضرورية لكل طفل، ويجب على الآباء ايجاد التوازن في العلاقة بينهم وبين أطفالهم وتشجيعهم على الاستقلال تبعًا لعمرهم، لا سيما في الحالات التي لا يعيش فيها الأم والأب معًا وتصبح الحضانة مشتركة بينهم، وفي هذه الحالة من الضروري أن يحافظ الآباء على وجودهم في حياة أطفالهم وترتيب أوقات ثابتة للزيارات، لا سيما إذا كان الطفل يعاني من قلق الانفصال أو التعلق المفرط، وبالتالي يصبح لدى الطفل ارتباط وثيق بوالده بدلًا من التعلق الزائد، مما يعني أنه يستطيع البقاء بخير في فترات غياب والده[١].
خطوات تتعاملين بها مع تعلق طفلك بأبيه
يعد شعور الأم بابتعاد طفلها عنها وعدم تقبلها وتفضيل الأب عليها شعور مفجع؛ إذ إنها انتظرته طوال فترة الحمل ثم تعبت على تربيته ليصبح كبيرًا، لكن عليك عزيزتي معرفة أن طفلك يحبك وأنها مجرد فترة مؤقته، وأن طفلك لديه أسباب لذلك، وقد يميل الطفل لوالده أكثر منكِ، لذا نقدم لك أدناه بعض النصائح التي تساعدك على تحسين علاقتك بطفلك وتخفيف تعلقه بأبيه أكثر منكِ، ومنها[٢]:
- كوني مرحة: إذ إن جميع الأطفال يحبون اللعب طوال النهار، لذا إن كنت مرحة معه بالتأكيد سيريد اللعب وقضاء وقت أطول معك، واعلمي أن ذلك ليس بالأمر السهل؛ إذ إنّ عقل الشخص البالغ أقل خيالًا من عقل الطفل الصغير، لكن استمري بالمحاولة.
- كوني معلمة له: يحتاج الأطفال الصغار إلى التعلم؛ إذ يتم تطوير 90٪ من دماغ طفلك قبل بلوغه سن الخامسة، لذا عليك أن تصبحي معلمة لطفلك ومنبعًا من المعرفة؛ إذ إنّ لديه عطش هائل للمعرفة ومن واجبك أن تروي العطش، وبالتالي سينظر طفلك لك بكل احترام وإعجاب.
- اهتمي بطفلك وأعطيه انتباهك: انتبهي لطفلك واهتمي بما يفعله؛ فإذا لاحظت أنه يلعب ويلون ويرسم بمفرده، فاذهبي إليه واسأليه عما يفعله، وبذلك ستلاحظين تحسنًا كبيرًا بعلاقتكما.
- كوني حازمة في بعض الأمور: يعد عدم السماح لطفلك بالحصول على ما يريد طوال الوقت أمرًا مهمًا؛ إذ لا يقدم ذلك له أي فائده على المدى البعيد، لذا قفي بحزم أمام طلبات طفلك المستمرة وقولي لا، رغم أن قول بنعم أسهل بكثير، إلا أن طفلك سيحترمك مع الوقت.
- اصرخي فقط عند الحاجة: كلما زاد صراخك على طفلك الصغير قل استماعه لك؛ فعندما يكون كل ما تفعليه هو بالصراخ واستخدام الصوت العالي سيفقد الصراخ قوته ويصبح سلوكًا طبيعيًا بالنسبة لطفلك بل ويستمتع به، لذا لن تحصلي على أي رد فعل مرجو من الصراخ، كما أن الصراخ سيؤثر في طفلك سلبًا، إذ إنه سيصبح نمط حياته المستقبلي وسوف يستمر بالصراخ ليحصل على كل ما يريده.
- استمعي لطفلك دائمًا: يجب على الطفل الشعور بأهمية ما يقوله، وهذا يحدث فقط عند السماح لهم بالتحدث وعدم مقاطعتهم؛ إذ إن مقاطعة الطفل ستؤدي إلى شعوره بالإحباط وبعض المشاكل السلوكية.
- اشرحي له أسباب رفض طلباته: من الطبيعي أن يفضل الطفل والده الذي يقابل طلباته بنعم دائمًا ويبتعد عن أمه التي تستمر بقول لا، ولكن لديك خيار آخر لتكسبي احترام ومحبة طفلك رغم عدم تنفيذ طلباته، وهو أن تقدمي له أسبابًا مقنعة للرفض، وبذلك يتعلم طفلك أيضًا التفكير وهو مهارة حياتية حيوية مهمة له.
- كوني صبورة ولا تغضبي إذا أبعدك طفلك: في بعض الأحيان عندما يفضل الطفل الأب على والدته، تفضل الأم الانسحاب والقيام بأعمال أخرى، إذ إنّ ذلك يشعرها بالألم، لكن عليك أن تكوني صبورة وتمتصي أفعال طفلك وتقابليها بإظهار المحبة والمودة له، والاستمرار بالتقرب إليه، فكلما ابتعدت عنه زاد الصدع بينك وبين طفلك.
- اطلبي الدعم والمساندة من زوجك: من المهم أن يقدم الأب الدعم لتحسين الوضع بين الطفل والأم عندما يرى الرفض المستمر من قبل الطفل لوالدته؛ إذ إنّ من مصلحة الآباء أن يحظى الطفل باحترام متساوٍ لكلا الوالدين، ومن أشكال الدعم التي يمكن لزوجك تقديمها أن يعمل كلاكما كفريق وتتقاسمان الحمل، وعلى زوجك الابتعاد جانبًا إذا رأى طفلكما مندمجًا باللعب والتحدث معك، لتكون لك الفرصة لتحسين العلاقة مع طفلك من غير تشتيت انتباهه.
لماذا يتعلق الطفل بأبيه؟
يشير علم النفس وراء تحول الأب إلى الشخص المفضل في حياة الطفل إلى أنه يتطور في منحنى صحيح وصحي نحو الاستقلالية، وإلى أنه قد طور إحساسه بالذات، وأصبح مستعدًا لتطوير علاقات أخرى غير علاقته مع الأم، إذ يلعب الأب دورًا كبيرًا في ذلك لأنه يساعد الطفل على الانفصال عن الأم واكتساب الشعور بالاستقلالية والسيطرة على نفسه، ويعد هذا الجزء جزءًا إيجابيًا وضروريًا جدًا من تطوره، إلا إنه قد يكون صعبًا جدًا على الأم كونها الوالد المستبعد.
تلعب الأم دورًا هامًا في مشاركتها في الجوانب العملية والحاضنة للطفل، بينما يضيف الآباء بُعد اللعب إلى عالم أطفالهم؛ إذ يتفاعل الآباء بشكل مختلف مع الطفل، مما قد يضيف أيضًا عنصرًا مرحًا إلى العلاقة التي يتمتع بها الطفل مع والده، إلا أنه يجب الانتباه من الآثار الجانبية في حالة زيادة تعلق الطفل بالأب، وينصح أن يتحدث كلا الوالدين معًا عن مشاعرهما حتى يعي كل منهما الموقف، ويدعما بعضهما البعض حتى لا يتعرض أحدهما للأذى أو الشعور بخيبة الأمل، كما يجب أن يتعاملا مع الأمور كأسرة واحدة وذلك بالبحث عن طرق جديدة للتفاعل أو اللعب مع طفلهم بصورة مشتركة[٣].
من حياتكِ لكِ
تجدين أن أغلب الآباء لا يفكرون في التواصل مع أطفالهم حديثي الولادة، ونقدم لك بعض الأفكار والتوصيات لتشجع زوجك في تطوير علاقته مع طفلكما، ومنها[٤]:
- اجعلي الطفل قريبًا من أبيه من خلال ارتداء حمالة الطفل أثناء المشي أو القيام بمهام خفيفة حول المنزل؛ إذ يمنح ذلك شعورًا بالهدوء والأمان له.
- علمي زوجك كيفية تغيير الحفاضات، وقد لا يكون هذا هو الوقت الأكثر مرحًا الذي يقضيه مع طفله، إلا إنها فرصة رائعة للآباء للتحدث أو الغناء لأطفالهم.
- شجعي زوجك على الانخراط باللعب الجسدي مع طفله بمجرد أن يصبح الطفل كبيرًا بما فيه الكفاية، مثل ركوب الخيل؛ إذ تنمي مثل هذه الألعاب شعور الطفل بالتوازن.
- شجعي زوجك على الثقه في غرائزه الأبوية والعمل على اتباعها؛ إذ إنّ بناء رابطة مع الطفل من أول يوم يعزز ويقوي العلاقة مدى الحياة.
المراجع
- ↑ Shannon Philpott (12-2-2013), "Boys' Attachments to Dads in Child Development"، mom, Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ Dad Gold (15-6-2019), "Toddler Prefers Dad Over Mom? 8 Rules To Fix This Now"، dadgold, Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ "The daddy phase: when mom feels left out", parent24,31-1-2017، Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ "The Importance of Father-Infant Bonding Time", customizedinc,8-10-2016، Retrieved 14-7-2020. Edited.