محتويات
استعمال الروائح اللطيفة في تحسين المزاج
العلاج بالروائح هو أسلوب تُستخدم فيه الزيوت العطرية المستخلصة من النباتات بهدف علاج المرض أو تقليل الإجهاد أو تعزيز الرفاهية، ولا تُستخدم الزيوت العطرية والمنتجات التي تحتوي على مركبات صناعية في هذا النوع من العلاج، وعلى الرغم من أنّ العديد من محلات بيع الهدايا تبيع الشموع المعطرة والنباتات والروائح العطرية على أنها علاج بالروائح العطرية، إلا أنَّ علاجات الروائح الأصلية تستخدم زيوتًا عطريةً مركَّزةً وطبيعيةً تُستخرج من أعشابٍ مختلفةٍ.
يوجد أكثر من 100 نوع من الزيوت العطرية شائعة الاستخدام في العلاج بالروائح، وتُستخرَج هذه الزيوت من الزهور مثل الورد والنرجس، والجذور مثل السوسن، والأوراق والإبر مثل الصنوبر، والراتنجات مثل التربنتين، والبذور مثل الكراوية، والفواكه مثل الليمون، واللحاء مثل القرفة، والخشب مثل خشب الأرز، كما تُستخرج الكثير من الزيوت العطرية من الأعشاب والتوابل المألوفة مثل الريحان واليانسون وجوزة الطيب والكمون والأوريجانو، والعديد منها مشتقٌّ من المواد المتعلِّقة بالأدوية العشبية مثل الزنجبيل والثوم ونبتة سانت جون، وتُختار الزيوت المختلفة لعلاج أعراض معينة، فيُستخدم لأعراض الألم كل من اللافندر والبرتقال الحلو والنعناع، وللأرق البرتقال الحلو والخزامى، وللقلق اللافندر والبرتقال الحلو، وللتعب الليمون والنعناع[١].
هل تحسِّن الروائح اللطيفة من مزاج الطفل حقًّا؟
يحب العديد من الأطفال الرائحة اللطيفة، وتُعَدُّ فعّالةً في تهدئة الطفل القَلِق، إذ أثبتت النظريات أنه من خلال تنشيط مستقبلات رائحة معينة في الأنف، فإن الدماغ يتحفز لإرسال رسائل إلى مناطق الجهاز العصبي التي تؤثر على الحالة المزاجية وغيرها من الأعراض، وبذلك يمكن أن يساعد العلاج بالروائح في تهدئة الطفل القَلِق أو الذي يعاني من الإجهاد، ويقلل من الغثيان والألم وعدم الراحة، ويعزِّز النوم الصحيِّ لديه، كما حُدِّدَت أربعة زيوت عطرية آمنة وفعّالة للاستخدام مع الأطفال فوق سن الخمس سنوات وهي: الخزامى والنعناع والزنجبيل والبرتقال الذي أثبت فاعليته في تحسين المزاج، ومع أنَّ النعناع يُعَدُّ شائعًا أيضًا لدى الأطفال، ولكن يجدر التنبه إلى أنه غير آمن للأمهات في الثلث الأول من الحمل وللأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية معينة[٢].
يمكنكِ تجربة عطور مختلفة لتحددي أيها أحب لطفلكِ، فالعلاج العطري يكون فعّالًا فقط إذا كان طفلكِ يستمتع بالرائحة ويجدها مهدئة أو محسِّنة، فالأشخاص المختلفون لديهم تفضيلات مختلفة للرائحة، لذا اعثري على العطر الذي يحبه طفلكِ وقدميه له كأداةٍ يستمتع باستخدامها، قد يكون هذا بخاخًا في غرفة نومه أو جهاز استنشاقٍ شخصيٍّ يمكنه الاحتفاظ به لاستخدامه عندما يحتاج مساعدة في تهدئته أو تحسين مزاجه، إذ إنَّ منح طفلكِ خيار استخدام العلاج هو أيضًا جزءٌ من فعاليته[٢].
هل من الآمن استخدام الروائح اللطيفة لتحسين مزاج طفلك؟
تسمَّى الزيوت المستخدمة في العلاج بالروائح بالزيوت الأساسية؛ بمعنى أنها الجوهر المستخرج من عطر النبات، وينتج عن هذه المعالجة زيوت عالية التركيز يمكن أن تكون سامةً إذا ابتلعها الطفل وضارةً إذا وُضِعت مباشرةً على جلده دون تخفيف، وهي قابلة للاشتعال بصفتها زيوت، لذا عليكِ التأكَّد من أنكِ تأخذين احتياطات السلامة المهمة هذه في عين الاعتبار[٢]:
- احرصي على أن لا يبلع الطفل الزيوت العطرية، لذا خزني الزيوت ومنتجات العلاج العطري في مكانٍ آمنٍ حتى لا يميل طفلكِ إلى تذوقها.
- لا تضعي الزيوت النقية على جلد طفلكِ مباشرةً؛ إذ يمكن أن تُسبِّب حروق الجلد أو تهيُّجه، بدلًا من ذلك يمكنكِ الحصول على الزيت المُخفَّف بزيتٍ أو محلولٍ ناقلٍ.
- لا تنشري العطر في الهواء عن طريق تسخين الزيت العطري بلهبٍ مباشرٍ؛ إذ يمكن للزيوت أن تشتعل.
- نظِّفي الوعاء يوميًّا بعد استخدام موزِّع عطري مائي، إذ يمكن للمياه الراكدة أن توِّلد البكتيريا والعفن، وأنتِ لا تريدين نشر ذلك في الهواء الذي يتنفسه طفلكِ وعائلتكِ.
- اعرفي مكونات العطر أو الزيت العطري ومصدره، ويجب أن تشتريه من مصدرٍ موثوقٍ، كما أنَّ ملصق المنتج يجب أن يُظهِر خمس معلوماتٍ أساسيةٍ، وهي: الاسم الشائع للنبات واسمه اللاتيني، الخزامى على سبيل المثال واسمه اللاتيني هو Lavandula angustifolia، والجزء من النبات المُستخدم لصنع الزيت مثل الأوراق أو الزهور أو البذور أو الجذر، وبلد المنشأ، وطريقة استخراج الزيت، على سبيل المثال طريقة التقطير بالبخار، وإذا لم يعرض الملصق هذه المعلومات فربما تشترين منتجًا رديئًا أو غير فعّال.
كيف تتطور حاسة الشم لدى طفلكِ؟
يبدأ أنف طفلكِ في التكوِّن مبكرًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، إذ تظهر فتحتان صغيرتان بعد بضعة أسابيع فقط، وبحلول 10 أسابيع تكون المستقبلات التي سيستخدمها طفلكِ للكشف عن الروائح قد تكوَّنت بالفعل، فيبدأ طفلكِ باستخدام حاسة الشم أثناء وجوده في الرحم، وعندما يتنفس ويبتلع السائل الأمنيوسي يصبح على درايةٍ برائحته، وهذا مفيد لأن الرائحة تشبه رائحة حليبكِ الذي سيحتاجه بعد الولادة مباشرةً، كما يحمل السائل الذي يحيط بجنينكِ أيضًا رائحة الطعام الذي تتناولينه ونكهاته، لذا سيكون طفلكِ الذي لم يولد بعد على دراية برائحة الطعام الذي تحبينه، وبذلك يكون لدى الطفل حديث الولادة حاسة شمٍّ متطورةٍ على الرغم من أنه لا يستطيع حتى الآن التعرف عليكِ عن طريق البصر، إلا أنه سيعرفكِ برائحتكِ الطبيعية، لذا سينجذب أيضًا إلى رائحة حليبكِ الذي ترتبط رائحته بحاجته الأساسية للرضاعة والتغذية[٣].
ولكن كيف تتطور حاسة الشم لدى طفلكِ؟ كطفلٍ حديث الولادة، فإنه سيكون على درايةٍ برائحتكِ الفريدة، يمكنه حتى أن يفرَّق بين حليبكِ الطبيعي وحليب أي أمٍّ أخرى، ومن خلال التعرُّف على رائحتكِ سيشعر بالراحة والأمان معكِ، وحين يبلغ شهره الأول سيعتاد طفلكِ على الروائح المختلفة ولكن لا يزال بإمكانه العثور على روائح قوية تتغلب عليها، ويمكن أن تتداخل الرائحة القوية مع حاسة التذوق فتلاحظين أنه لا يتغذى بالطريقة المعتادة إن كنتِ تضعين عطرًا قويًّا، وبعد الثلاثة أشهر سيصبح طفلكِ أكثر وعيًا بالأشخاص المختلفين حوله، ويستخدم حاسة الشم لتمييز الأشخاص الذين يعرفهم عن الغرباء، وقد يبكي إن شعر بالخوف أو التهديد برائحة شخصٍ ما، وعندما يبدأ طفلكِ في تناول الأطعمة الصلبة في عمر الستة أشهر، سيستخدم حواس الشم والتذوق ليقرِّر ما إذا كان يحب الطعام الجديد، فإن أعجبته الرائحة قد يتفاعل من خلال الابتسام أو الإشارة أو إصدار الضجيج، خاصةً أنه اعتاد على روائح بعض الأطعمة المفضلة لديكِ أثناء وجوده في الرحم، وفي عمر 10 أشهر أو نحو ذلك، سيكون طفلكِ أقل شغفًا بتجربة الأطعمة المختلفة، إذ تساعده حاسة الشم على تحديد ما لا يحبه، وسيستمر تطور حاسة الشم لديه حتى يبلغ من العمر ثماني سنوات[٣].
المراجع
- ↑ "Aromatherapy", choc, Retrieved 2020-6-10. Edited.
- ^ أ ب ت Vanessa Battista (2018-3-6), "How Aromatherapy Can Help Children"، chop, Retrieved 2020-6-10. Edited.
- ^ أ ب Sasha Miller (2018-8-9), "Baby sensory development: Smell"، babycenter, Retrieved 2020-6-10. Edited.