محتويات
في أي عمر يعتمد طفلكِ على نفسه في الأكل؟
يبدأ طفلكِ حال وصوله للشهر الثامن من عمره بتطوير قدرته اليدوية لالتقاط طعامه باستخدام أصابع يديه، ومن بعض الأطعمة التي يستطيع الإمساك بها الحبوب، والبقوليات، والمعكرونة، وقد يبدأ عند بلوغه العام الأول بالرغبة في تجربة الاعتماد على الذات، ويمكنكِ مساعدته في ذلك باختياركِ أنواع طعام يسهل عليه الإمساك بها، فعند نجاحه في إمساكها وتناولها سيشعر بالفرح وسيبدأ بناء الثقة بداخله بأنه قادرٌ على تطويرِ نفسه وتدريبها برفقتكِ، ومع تقدمه في العمر ووصوله لعمر السنة ونصف سيكون قادرًا على الإمساك بالملعقة بطريقةٍ صحيحةٍ إلا أن السيطرة لن تكون كاملةً على كمية الطعام داخلها فقد تتطاير أجزاءٌ من الطعام من حوله، إلا أن الاستمرار والتدريب سيُعوده على ذلك وسيُّطور مهاراته الحركية بالسيطرة وإيصال الطعام كاملًا لفمه، ومن المؤكد بأنكِ ستبقين تُساعدينه حتى يصل للاعتماد الكليّ على نفسه وذلك تحديدًا بوصوله لعمر السنتين، ولكن يجب عليكِ الانتباه له والتأكد من اكتفائه بالطعام الذي تناوله بتقديمكِ المزيد من الطعام؛ فإن كان لا يزال جائعًا سيأخذ الطعام، وإن اكتفى بما تناوله بنفسه سيرفض الطعام، إما بإدارة رأسه بعيدًا أو إبعاد يديكِ والطعام عن فمه، ورغم أن اعتماد طفلكِ على نفسه في الأكل أمر هام إلا أنه يجب عليكِ الانتباه لبعضِ الأمور أثناء تناوله لطعامه؛ إذ يمكن تعرضه للخطر في حال كنتِ بعيدةً عنه، فبعض الأطفال يضعون كمية كبيرة من الطعام في فمهم مما يُعرضهم للاختناق، لذا وجودكِ بجانبه يجعلكِ تراقبين تناوله للطعام بتروٍ، وبألا يأخذ قطعة قبل مضغ القطعة التي في فمه، واحذري من تقديم الأطعمة القاسيةِ لطفلكِ حتى وإن شعرتِ بأنه بات قادرًا على الاعتماد على نفسه إذ سيصعب عليه التمكن منها مثل المكسرات والأطعمة ذات الملمس اللزج[١].
كيف تعلمين طفلكِ أن يأكل بنفسه؟
ستبدأ الفوضى بالانتشار في أرجاء منزلكِ حالما تتخذين قرارًا بالبدء بتعليم طفلكِ تناول الطعام بنفسه، فسيكون الأمر الأهم لديكِ حصوله على الأطعمةِ المفيدةِ له بغض النظر عما قد يتسبب به من فوضى، إذ يُساعد اعتماد طفلكِ على نفسه في الحصول على عدة فوائد منها القدرة على استخدام أصابع يديه بدقة لا سيماعند تناول الأطعمة الصغيرة، ورغم الفوضى السائدة إلا أن لمس طفلكِ لطعامه سيُعطيه فكرة عن ملمس الطعام وأنواعه؛ إذ سيشعر بالبارد والساخن والسائل واللزج والعديد من أنواع الطعام، ومما لا شك فيه بأنّ إعطاءكِ لطفلكِ فرصة تناول الطعام بنفسه سيقلل من الإزعاج الذي قد يتسبب به أثناء تناولكم للطعام وسينشغل بطبقه وطعامه، وانتبهي لضرورة تعليم طفلك مهارة الشبع والتوقف عن الطعام عند الشعور بالاكتفاء فهذه مهارة إن اكتسبها سيُحافظ على صحته مدى الحياة، ولتعليم طفلكِ تناول طعامه بنفسه ابدئي بهذه الخطوات للحصول على نتائج مُرضية[٢]:
- استخدام الأصابع: إذ تُعطيكِ هذه الطريقة عدة خيارات لاستخدام أصابع يديه ومنها:
- إمساك الطعام بيديكِ أمام طفلكِ فيمد يديه ويجلبهما نحو فمه.
- وضع الطعام بيديكِ والسماح لطفلكِ بتجربة مد يديه والتقاط الطعام بأصابعه من بينهما إذ يُساعد سطح يديك المستوي على تطبيقه للحركة بسهولة أكثر.
- إعطاء طفلكِ الاستقلالية التامة بوضعكِ لقطع الطعام أمامه وتركه يلتقطها بنفسه، وستلاحظين مع التقدم في الوقت بأن مهارات طفلكِ في تطور مستمر فبدايةً سيلتقط الطعام بكفة يده ثم سينتقل لاستخدام أصابع يديه السبابة والإبهام.
- استخدام الملعقة: فمنذ بداية الوجبة الأولى لطفلكِ استخدمي الملعقة، ومع الوقت علميه مهارات الإمساك بها والسيطرة عليها وعدم نشر الفوضى.
- استخدام الشوكة: أعطي طفلكِ الفرصةَ الكاملة للاعتماد على نفسه وستلاحظين مهارته وقدرته في السيطرة مع مرور الوقت، فبعد تمكنه من الملعقة ابدئي بإعطائه الشوكة الآمنة إذ سيكون قادرًا على تناول أطعمة باستخدامها مع بلوغه العام الأول، والبدء بهذه الخطوة في مرحلة مبكرة يُعطي طفلكِ شعورًا رائعًا.
- استخدام الكوب للشرب: بإمكانكِ تقديم كوبٍ بعدة أشكالٍ لمساعدة طفلكِ على الشرب، وتأتي الأكواب بعدة أشكال منها ما يكون بمقبضين جانبيين، أو كوب بحجم صغير من غير مقابض، فيساعده الكوب بالاعتماد على نفسه في الشرب.
ومما لا شك فيه بأن هذه المرحلة ستأخذ منكِ المزيد من الوقت إذ سيحصل طفلكِ على ما نسبته 50% من وجبته إن كان لديكِ الوقت الكافي، أما إن كنتِ في عجلة من أمركِ فلن يحصل إلا على ما نسبته 25% من طعامه، لذا يجب عليكِ تنظيم وقتكِ ووضع برنامج يتلاءم وأوقات الطعام عند أخذ قرار تعليم طفلكِ تناول طعامه بنفسه، أما عن الفوضى فاشتري قبل البدء بالتجربة العديد من البشاكير الصغيرة أو المرايل، وأبقي حولكما فوطة مبللة للتنظيف وحاولي إلباسه ملابس بيتية عملية، وضعي تحت مكان جلوسه شرشفًا لمنع انتشار بقايا الطعام المتناثر أو استخدام المكنسة للتنظيف بعد الانتهاء.
ما هي الأطعمة التي يُمكنكِ إعطاءها لطفلك؟
منذ ولادة طفلكِ سيبدأ بالنمو والتطور وستشعرين بالاختلاف السريع مع مرور كل شهر من عمره، وللنمو الصحيح لا بدّ لكِ من توفير الغذاء الصحيّ الذي يتضمن كل ما يحتاجه من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية التي تؤدي لنموه السليم، ويجب عليكِ تعويده على نظامٍ غذائيٍ يتضمن كافة العناصر المتوازنة التي تشمل مجموعة من الأطعمة الصحية التي تُساعده على التقدم والنمو والاستكشاف لا سيما عند تقديمكِ له أطباقًا بنكهات جديدةٍ ومتنوعةٍ وبذلك سيعتاد طفلكِ على تناول الطعام الصحيّ حتى مع تقدمه في العمر، وربما ستشعرين بالصعوبة في بعض الأوقات لعدم قدرتكِ على توفير الغذاء المتوازن يوميًا لكن لا تقلقي فمجرد تناوله للطعام بكمية كافية سيمنحه ذلك الصحة والمزيد من الفيتامينات، وقد تتساءلين ما الذي يحتاجه طفلكِ من عناصر غذائية، وفيما يأتي نظامٌ غذائي يضمن حصوله على نوع من كل مجموعة من المجموعات التالية[٣]:
- الكربوهيدرات: تضم هذه المجموعة كافة العناصر النشوية مثل الحبوب والبطاطا بأنواعها و الموز والمعكرونة والأرز، وأي طعام مُصّنع من الطحين، إذ يمكنكِ تجربة كافة هذه العناصر لمعرفة ما يُفضله طفلكِ.
- الفواكه والخضراوات: تُعد هذه المجموعة من أهم العناصر التي من الضروري تقديمها لطفلكِ لاحتوائها على الفيتامينات وعدد من العناصر الأساسية التي تدعم نموه، وستلاحظين رغبة طفلكِ بتناول الفاكهة بشكل أكبر من الخضار نظرًا لطعمها الحلو، إلا أنه يجب الاستمرار في تقديمكِ للخضار حتى يعتاد عليها، ولتشجيع طفلكِ على تناول الفاكهة والخضار قومي بدمج الفاكهة ذات الألوان المختلفة في صحن واحد وقدميها له وسيشعر بالمتعة وهو يتناولها، وكذلك الحال للخضار اختاري الفلفل بألوانه المختلفة مع القرنبيط صانعةً بذلك طبقًا بألوان جميلة وملفتة.
- الحديد والبروتين: قدمي لطفلكِ أطعمة غنية بالبروتين والحديد أكثر من مرة باليوم نظرًا لحاجة جسمه لها ويمكنك إدخالها لنظامه الغذائيّ من خلال اللحوم، والبيض، و الأسماك، والبقوليات، وزبدة الفول السودانيّ، والمكسرات بأشكالها مع الانتباه لضرورةِ طحنها تجنبًا لخطر الاختناق.
- منتجات الألبان: اهتمي بهذه المجموعة الغذائية كونها حجر الأساس للحصول على أسنانٍ صحيةٍ وعظامٍ قويةٍ، فيوميًا يجب أن يحصل طفلكِ على الجبن، والحليب، واللبن الزبادي مع ضرورة الانتباه إلى عدم احتواء الزبادي على السكر وإن كنتِ ترغبين بتحليته فيُفضل إضافتكِ للفاكهة، أما عن الحليب فيمكنكِ إعطاء طفلكِ ما مقداره نصف لتر يوميًا لإعطائه فرصة لتناول الأطعمة الأخرى فالحليب بكثرة يسد شهية طفلكِ عن الطعام، وإن كنتِ قادرة على الإرضاع فيُفضل صحيًا إرضاع طفلكِ حتى يبلغ العامين، وإن كنتِ غير قادرة فيمكنكِ التوجه لإعطائه حليب الأبقار كامل الدسم للحصول على فيتامين أ خاصةً، ويمكن إدخال الحليب لنظامه بطريقةٍ غير مباشرةٍ باستخدامه مع البيض لتحضير فطيرة منزلية.
من حياتكِ لكِ
يتوجب عليكِ للمحافظة على النظام الصحيّ الغذائيّ لطفلكِ الابتعاد عن بعض الأطعمة المحتوية على سعراتٍ حراريةٍ عالية ولا تمتلك قيّمًا غذائية مرتفعة، ومن هذه الأطعمة ما يأتي[٣]:
- أطعمة تحتوي على الدهون والسكر: مثل الآيس كريم، والبسكوت والكيك، فرغم أن طفلكِ بحاجة للسعرات الحرارية ولكن هذه الأطعمة لا تُقدم فوائد صحية وغذائية وتؤدي إلى السمنة، فحاولي قدر الإمكان الابتعاد عنها والاستعاضة عنها بأطعمة صحية أكثر، وكذلك الحال للشوكلاتة فقد تكون محتوية على جزء بسيط من العناصر الغذائية إلا أنها من الحلويات التي تسد شهية طفلكِ وتسبب له تسوس الأسنان.
- الأطعمة المالحة: صحيًا يُمنع طفلكِ من عمر سنة إلى 3 سنوات من الحصول على أكثر من 2 غم ملح يوميًا، أما عن عمر 4 إلى 6 سنوات فيُسمح بأخذ 3 غم خلال اليوم، ومن عمر 7 إلى 10 سنوات لا يأخذون سوى 5 غم، وقد تواجهين صعوبة في السيطرة على كمية الملح المقدمة له إلا أنه يمكنكِ ضبط ذلك من خلال الخطوات التالية:
- قدمي الوجبات المالحة مرة واحدة أسبوعيًا كونها تحتوي على كميةٍ كبيرة من الملح، وفي كل مرة حاولي تقليل الكمية المقدمة.
- لا تضيفي الملح إلى طعام طفلكِ واتجهي للاستعاضة عنه باستخدام التوابل والأعشاب للحصول على نكهة للطعام.
- ابتعدي عن الطعام السريع والجاهز نظرًا لاحتوائه على كمياتٍ كبيرةٍ من الملح، وإن اضطررت لإعطائه إياه حاولي جعلها كميةً صغيرة مع إضافة الخضار لها بشكلٍ أكبر.
- الأسماك: فرغم احتواء السمك على الفيتامينات والدهون والأوميجا 3، إلا أن بعض أنواع السمك تحتوي على سموم مثل الأسماك الزيتية ومع تكرار تناولها تتزايد نسبة السموم في الجسم، ويُفضل إعطاء طفلكِ مرة واحدة أسبوعيًا من هذا النوع، ومن أصناف الأسماك الزيتية الواجب ابتعاد طفلك عنها؛ دنيس البحر، وباس البحر، والسلمون الصخري، والهلبوت.
المراجع
- ↑ "When can my baby feed himself?", parents, Retrieved 2020-6-29. Edited.
- ↑ rachel, "TEACHING BABY TO FEED HIMSELF: WHY IT'S WORTH THE MESS & HOW TO START TODAY"، candokiddo, Retrieved 2020-6-29. Edited.
- ^ أ ب "Giving your child a balanced diet", babycentre, Retrieved 2020-6-29. Edited.