أشكال أكواب الأطفال

أشكال أكواب الأطفال

أكواب الأطفال

استمر البشر في اختراع الأدوات التي تُساعدهم في الحياة منذ أواخر العصر الحديدي والبرونزي؛ إذ بنوا المنازل، ونسجوا القماش، وزرعوا المحاصيل النباتية، ورغم هذا التطور والإنتاج؛ إلا أن أمورًا خاصةً بالطبيعة البشرية لم تتغير، مثل حليب الأم للأطفال أو حتى حليب الأبقار وحليب الماعز؛ فكان الأطفال في ذلك الوقت بحاجة إلى وعاء لوضع الحليب فيه؛ إذ تبين من خلال تنقيب علماء الآثار في أوروبا الوسطى أنه في تلك العصور استُخدمت أوعية كزجاجات للأطفال مصنّعة من الفخار وكانت تُشبه كأسًا صغيرًا مع ثقب صغير أيضًا في أعلى الكأس؛ ليتمكن الطفل من الشرب من هذا الثقب، وقد تبين أن هذه الكؤوس شُكّلت على هيئة حيوانات لإمتاع الطفل، وجذب انتباهه لها، ويعود صنع هذه الأكواب إلى ما يُقارب 3,000 عام، ومن خلال الأبحاث التي أُجريت على هذه الآثار تبين احتواؤها على بقايا من الحليب، ويُرجّح أنها استُخدمت لإطعام الأطفال؛ لأنهم عثروا عليها في قبور الأطفال، ومما يلفت الانتباه في هذه الأكواب التي تعود لعصور ما قبل التاريخ؛ أن الناس كانوا في ذلك الزمن مبدعين رغم قلة الموارد المتوفرة؛ فتُعد هذه الأكواب عمليةً وذات حجم مثالي تسمح للحليب بالنزول في فم الطفل الصغير دون إيذائه، ويظهر أنها احتاجت للجهد والوقت الطويل لصناعتها؛ إذ صُممت لتبقى فترةً طويلةً وتسمح لأكثر من طفل باستخدامها، ومن المؤكد أنها ذات قيمة عاطفية كبيرة لدفنها مع الأطفال الذين ماتوا في الصِغر، أما في الوقت الحالي باتت الزجاجات والأكواب الخاصة بالأطفال تُصنّع من البلاستيك المقاوم للحرارة مع حلمات تُشبه إلى حد ما حلمة الأم، بينما في عام 1924 اختُرعت زجاجات الحليب المقاومة للحرارة مع حلمات بلاستيكية[١].


أشكال أكواب الأطفال

إن إحدى المراحل التي يمر بها الطفل في بداية حياته هي الانتقال من ثدي الأم أو زجاجة الحليب إلى استخدام الكوب، وقد اقترحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الانتقال إلى استخدام الأكواب عندما يبلغ الطفل عمر ثمانية عشر شهرًا؛ لأن ذلك سيُساعد على منع تسوس الأسنان، والعديد من مشاكل الأسنان الأخرى، ولأجل هذه الغاية لا بُدّ من استخدام الأكواب، وتوجد العديد من الأكواب التي تُناسب أعمارًا مختلفةً للأطفال، ورُبما لن يختار الطفل أول خيار يُقدم له، ولكن لا بُدّ من المحاولة وتقديم أكثر من شكل إلى حين تقبله للكوب المناسب، ومن هذه الأشكال ما يلي[٢]:

  • الأكواب ذات الحلمات: تُعد هذه الأكواب حلًا متوسطًا ما بين زجاجة الحليب وبين الكوب المفتوح؛ إذ تمنع التسرب وتُساعد الطفل على اكتساب الاستقلالية والاعتماد على نفسه، وأغلب هذه الأكواب تحتوي على صمامات داخلية للتحكم في كمية الحليب المتدفقة لفم الطفل، وتمتاز بوجود مقابض على جانبي الكوب لمساعدة الطفل على إمساكها، وفي بعض الأنواع يُمكن إزالة المقابض ليتمكن الطفل من تطوير مهارته واعتماده على نفسه للتحكم في الكوب، وتأتي بعدة ألوان، وسهلة التنظيف، وبعض الأنواع أيضًا تتميز بوجود أنابيب ناعمة من السيليكون تُوزّع الحليب بشكل زاوية؛ مما يُتيح طريقتين للشرب، إما باستخدام حلمات الزجاجة، أو الأنبوب، ولكن الأمر المُقلق في هذا النوع هو التخوّف من عض الطفل الحلمة في حال وجود أسنان في فمه.
  • الأكواب المفتوحة: هي عبارة عن كأس مفتوح يجب مراقبة الطفل أثناء استخدامه، وتُساعد هذه النوعية في تعليم الأطفال الشرب من الحافة بدلًا من الحلمة، وما يُميزها أنها تكون على شكل قطعة واحدة وسهلة التنظيف، وسهلة الاستخدام، ولا يُنصح بالشرب أثناء تحرك الطفل؛ لتجنب الفوضى والانسكاب، وتأتي بعض الكؤوس بمقابض جانبية لمساعدة الطفل على مسكها إذا كانت ثقيلة، وعادةً ما ينصح بها أطباء الأسنان.
  • الأكواب ذات القشة: تُعد هذه الأنواع مناسبةً للأطفال ما فوق عمر تسعة أشهر، وتمتاز بوجود قشة متوازنة تسمح للطفل بالحصول على السائل مهما كان اتجاه الكوب، ويمكن غسلها يدويًا أو وضعها داخل غسالة الصحون، ولها مقابض جانبية، وبعضها يحتوي على صمامات مدمجة تمنع الانسكاب والتسرب وتحتاج للضغط والامتصاص للحصول على السائل من خلال الصمام، ومن مساوئها التسرب في حال تلف القشة، أو عضها، أو عدم تثبيتها بشكل صحيح.


طرق ترغيب الطفل بالكوب

يرفض بعض الأطفال استخدام الأكواب في الشرب؛ وذلك بسبب اعتيادهم على الرضاعة من الثدي أو من الزجاجة، وللتخلص من هذا الرفض توجد عدة أساليب يجب اتباعها، منها ما يلي[٣]:

  • وضع حليب الأم أو الحليب الصناعي داخل الكوب قبل إعطائه للطفل.
  • وضع حلمة زجاجة الحليب في فم الطفل وعند بدئه بالامتصاص تُسحب الحلمة خِفيةً ويوضع الكوب مكانها.
  • التنوع في التقديم بين زجاجة الحليب وبين الكوب إلى حين الاعتماد الكامل على الكوب.
  • تعديل تدفق الكوب؛ فبعض الأكواب تحتوي على صمامات تمنع تدفق الحليب بسهولة؛ مما يُسبب الضيق والغضب للطفل؛ لذا يجب إخراج الصمام.
  • التسلسل في خطوات إعطاء الكوب للطفل؛ فبدايةً يجب إعطاء الكوب للطفل دون غطاء ووضع كمية قليلة من السائل داخله ومساعدته في رفع الكوب لفمه؛ ليفهم أن الكوب داخله سائل، وعند التمكن من هذه الخطوة يُعطى الكوب مع الغطاء دون صمام، وأخيرًا يُعطى الطفل الكوب مغطىً مع الصمام ومنحه توليّ هذه المهمة كاملةً وحده.
  • تقديم الأكواب ذات القشة؛ فبعض الأطفال يجدونها أسهل للاستخدام من الحلمة.
  • تغيير نوع المشروبات؛ فبعض الأطفال يقبلون شرب العصائر والماء بالأكواب، لكنهم يرفضون شرب الحليب بها.
  • إلهام الطفل الشرب من الكوب من خلال تطبيق الأمر أمامه بتناول مشروب معين باستخدام الكوب؛ فيتعلم الطفل بذلك من أبويه.
  • إعطاء الطفل كوب نظيف؛ لأن المشاركة في الأكواب تؤدي إلى زيادة كمية البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان.


أسباب الانتقال من زجاجة الحليب إلى الكوب

يُوصي أطباء الأطفال بضرورة تخلص الطفل من زجاجة الحليب مع الانتهاء من عامه الأول؛ وذلك لعدة أسباب أهمها ما يلي[٤]:

  • المحافظة على صحة الأسنان: فإذا استمر الطفل بتناول زجاجة الحليب طوال اليوم أو طوال الليل؛ وهو أكثر سوءًا؛ فإن ذلك سيُعرض أسنانه اللبنية والدائمة للضرر والتسوس.
  • الصحة والتغذية: فصحيًا إن كان الطفل يقضي معظم وقته في مص زجاجة الحليب؛ فذلك سيؤدي إلى التهابات في الأذن، أما من الناحية الغذائية؛ فاستمرار الطفل في شرب الحليب دون توقف سيُعطيه شعورًا بالشبع؛ وبالتالي عدم الجوع وعدم تناول الأطعمة المُغذية.
  • التطور والنمو: فإن كان الطفل متمسكًا بزجاجة الحليب ويُبقيها في فمه طوال الوقت؛ فذلك سيمنعه من التحدث وتعلم الكلام، وكذلك الحال إن بقي متمسكًا بها بكلتا يديه؛ فإنها ستُعيق استخدام يديه للعب والاستكشاف.
  • الإرادة: فتكون إرادة الطفل في عامه الأول مرنةً أكثر من الأطفال الأكبر سنًا؛ فمحاولة التخلص من زجاجة الحليب في هذه المرحلة ستكون سهلةً أكثر من أي وقت آخر.


المراجع

  1. ELIZABETH SEGRAN, "This ancient baby bottle is a 3,000-year-old lesson for today’s designers"، FAST COMPANY, Retrieved 9-1-2020. Edited.
  2. Ashley Marcin, "What Are the 14 Best Sippy Cups by Age?"، healthline, Retrieved 9-1-2020. Edited.
  3. Karisa Ding, "Sippy cup do's and don'ts"، baby center, Retrieved 9-1-2020. Edited.
  4. "4 Reasons to Transition From a Bottle to a Sippy Cup: Tips and Tricks for Making the Switch", WHAT TO EXPECT, Retrieved 9-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

517 مشاهدة