محتويات
تعلّم الطفل من أخطائه
قد يستاء طفلك عند ارتكابه خطأ ما، ويشعر بالخيبة والإحباط والتوتر، وقد يركض ويختبئ في غرفته، ويدفن رأسه في وسادته، أو يحمر وجهه، لذا عليكِ تعليم طفلك كيف يتعامل مع أخطائه، فارتكاب الأخطاء هو جزء لا يتجزأ من التعلم، وعليكِ استغلال الأخطاء كوسيلة إيجابية لكسب مهارة إصلاح الأخطاء، وعليكِ إفهامه أن الجميع صغارًا وكبارًا يرتكبون الأخطاء، فحينما لا يُختارُ طفلك للمشاركة في مباراة رياضية في المدرسة، لأن أداءه كان ضعيفًا، فقد يظن بأنّه فاشل، وهنا عليكِ إيضاح أنّ هذه الفرصة مناسبة ليطوّر من مهاراته، ويكون أكثر استعدادًا للمباريات المقبلة، ولا تركّزي على التأنيب حين يخطئ طفلكِ، بل وضّحي له بأسلوب إيجابي و مشجّع أنّ تصرّفه كان خاطئًا، ليتجنّب تكرار الخطأ مرة أخرى مستقبلًا، وأكّدي له أنّه بإمكانه تصحيح الخطأ، وإصلاح الضرر، حتى لا يخاف من اتخاذ القرارات المستقبلية في حياته، واسأليه عمّا تعلّمه من الموقف الذي أخطأ فيه، وعلّميه أنّه من الأفضل الاعتراف بأخطائه وإيجاد طريقة لتصحيحها، بدلاً من محاولة إخفائها، وناقشي معه الطرق المختلفة لإصلاح الأخطاء، حتى لا يشعر بالقلق، ولا تبالغي في إظهار انزعاجكِ من تصرّف طفلك، فردة فعلك قد تحبطه أكثر من ارتكاب الخطأ نفسه[١][٢].
علّمي طفلكِ أوّلًا تقبّل أخطائه
إليكِ هذه النصائح لتعلّمي طفلك كيف يتقبل أخطاءَه[١]:
- شجّعي طفلكِ على خوض تجارب جديدة في كافّة المجالات تحت إشرافك، وعزّزيه على إنجازاته الإيجابية مهما كان نوعها.
- دعي طفلك يعرف أنّ ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي، وجزء مهم من التعلم.
- حدّثي طفلك عن الأخطاء التي ارتكبتها عندما كنتِ صغيرة، وكيف تعاملت معها، وماذا تعلمتِ من الأخطاء، وأظهري لطفلك أن البالغين يرتكبون الأخطاء أيضًا، ومع ذلك هم ناجحون وواثقون من أنفسهم.
- اعتذري حين تخطئين، وحاولي إصلاح الضرر الذي تسببتِ به، وتحمّلي مسؤولية الخطأ واعترفي به، ودعي طفلكِ يرى ذلك في سلوككِ، إذ تعدّ هذه الطريقة من أكثر الطرق تأثيرًا عليه، وسيتعلّم أنّ ارتكاب الأخطاء ليس نهاية العالم، وأنّه يستطيع إصلاح الضرر.
- لا تبدئي سؤالك لطفلك بكلمة "لماذا؟" فهو صغير ولا يدرك بعد كيف يبرر، بل اسأليه بكلمة"ماذا؟" مثل: "ماذا فعلت؟" ليعترف بالخطأ، و"ماذا حدث عندما فعلت ذلك؟"، ليفهم أنّ أفعاله تسبّبت بضرر للآخرين، فحين يعبّر عن الموقف يشعر بالمسؤولية ويدرك أنه أخطأ.
- علّمي طفلكِ أنّ الخطأ هو فرصة للبدء من جديد، فإذا حصل طفلكِ على درجة سيئة في الاختبار مثلًا، فأخبريه أنّه ربما يحتاج إلى الدراسة لفترة أطول، أو مساعدة إضافية منك، أو الدراسة بأسلوب جديد، وشاركيه الأفكار لإصلاح الخطأ، فاسأليه مثلًا: "ماذا ستفعل؟" أو "متى ستفعل ذلك؟" ليشعر أنه شخص مسؤول.
- شاركي طفلك مسؤولياته، ليشعر أمامكِ بالالتزام، أو يمكنكِ الاعتماد على شخص يثق به، مثل الأخ الأكبر أو الجد أو المرشد، واطلبي منه تدوين مهماته ليعرضها عليك في نهاية اليوم، ليشعر باهتمامك، مما يشجعه على الدراسة والاجتهاد.
- اسمحي لطفلك بارتكاب الأخطاء الصغيرة ليتعلّم منها بخسائر أقل، وتكون فرصة ليتعلم منها السلوك الصحيح ويمارسه مستقبلًا.
- اشكري طفلك على الاعتراف بخطئه والقدوم إليكِ، لتغرسي فيه ضرورة اللجوء إليك حين يحتاج المساعدة، وأنّك مستعدة دائمًا لتقديمها.
خطوات علّمي بها طفلكِ التعلّم من أخطائه
إليكِ هذه الخطوات لتعلّمي بها طفلكِ التعلم من أخطائه [٣]:
- ساعدي طفلكِ على فهم أنّ الجميع يرتكبون الأخطاء، ولا تتوقعي منه أن يكون مثاليًّا.
- تعاملي مع الخطأ على أنّه فرصة للتعلم ولا تعاقبي طفلك.
- اشرحي لطفلكِ المشكلة، وساعديه بهدوء على أن يفهم أنه توجد مشكلة يجب حلها، وما يجب عليه فعله لإصلاح ما تسبب به من ضرر.
- امنحي طفلكِ الوقت ليهدأ بعد الخطأ، وقبل مناقشة الخطأ استمعي لتبريره، وامنحيه مساحة للتغلّب على الإحباط والضيق الذي تسبب فيه الخطأ، فمن الصعب جدًا على طفلكِ التفكير بشكل صحيح عندما يكون منفعلًا.
- ساعدي طفلكِ على تحمّل المسؤولية، وشجّعيه على الاعتراف بالخطأ، وتحمّل المسؤولية بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين.
- امدحي طفلكِ إذا اعترف بالخطأ، ولا تنتقديه، أو تبادري في العقوبة أو الحكم.
- احرصي على مناقشة الخطأ الحالي فقط، ولا تذكري أي أخطاء مشابهة حدثت في الماضي وتلومي طفلكِ عليها أيضًا.
- ساعدي طفلكِ على الاعتذار، وشجّعيه على استخدام طرق الاعتذار الشفوية أو كتابة اعتذاره في رسالة، والاعتذار الصحيح يشمل: الوصف الصحيح لما حدث، والاعتراف بالأذى أو الضرر الذي تسبّب به، وتحمل مسؤوليته، والاعتراف بدوره في المشكلة، وإظهار الأسف والندم على ارتكاب الخطأ، وطلب الصفح، والتعهد الصادق بأنّه لن يرتكب الخطأ مرة أخرى، والسؤال عن كيفية تعويض الضرر.
- لا تبرري أخطاء طفلكِ، ولا تحميه من عواقبها، ليدرك عواقب تصرفاته الخاطئة، مثل:عدم رغبة باقي الأطفال في اللّعب معه، أو عقوبات المدرسة وغيرها.
- ساعديه على استكشاف الحلول، والبحث عن طرق للتعويض، فاطلبي منه مثلًا تقديم هدية بسيطة لشخص إذا أساء له، أو أن يرسم له لوحة لكلمة "آسف"، أو مساعدته.
- اسألي طفلكِ عمّا تعلّمه من الخطأ، حتى لا يرتكبه مرة أخرى بشكل مختلف.
- درّبي طفلكِ على السلوك الجديد، فالأطفال يتعلمون من خلال تطوير "الذاكرة العضلية" لقول أو فعل السلوك الصحيح، لذا أعيدي تمثيل أحداث المشكلة بأداء الأدوار، واطلبي من طفلكِ قول أو فعل السلوك الصحيح.
- ساعديه على إدراك فوائد تعلّم طرق جديدة للرد، حتى لا يستمر في تكرار السلوك الخاطئ الوحيد الذي يعرفه.
- سامحي طفلكِ حين يعتذر، ويتحدّث عن أي دروس تعلّمها من تجربته، فمن المهم أن تسامحيه، وأن يسامح نفسه، وألا تذكريه باستمرار بالخطأ الذي ارتكبه.
- أظهري لطفلكِ محبتكِ، بغض النظر عن الأخطاء التي يرتكبها، وأنكِ فخورة به لشجاعته في تعديل أخطائه.
- كوني قدوة لطفلكِ في التصرّف عند الخطأ، فإذا انفعلتِ وصدرت منكِ تصرفات خاطئة، اعتذري ودعي طفلك يسمعك وأنت تقولين كلمة "آسفة"، ليتعلم منك سلوك الاعتذار والتراجع عن الخطأ.
المراجع
- ^ أ ب kidtelligent team, "10 Ways to Teach Children to Accept their Mistakes"، kidtelligent, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Jennifer Shakeel (11-11-2020), "How to Teach Kids to Learn From Their Mistakes without Getting Frustrated"، more4kids, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ parent4success team, "HOW CAN YOU TEACH CHILDREN TO LEARN FROM MISTAKES?"، parent4success, Retrieved 27-7-2020. Edited.