علم النفس
يعد علم النفس من أهم العلوم الحديثة التي باتت تحتل الحيز الأكبر من اهتمام العلم والعلماء بعد أن كانت النفس جزءًا منسيًّا ومهملًا من حياة الإنسان، فكل التركيز كان منصبًّا على الجسد وكل ما يتعلق به.
بدأ الاهتمام بعلم النفس على يد العالم وطبيب الأعصاب النمساوي سيجموند فرويد، فقد أسّس المدرسة التحليلية، والتي كانت أساس تحليل نفس الإنسان وتفسير سلوكه وربطه بالحالة المادية والجسدية.
يشتمل علم النفس على الكثير من الفروع ومنها علم نفس نمو الطفل، وهذا الجزء تحديدًا يُعوِّل عليه العلماء كثيرًا، لأنهم يرون أن شخصية الطفل والبناء النفسي له يتشكل فعلًا في مرحلة الطفولة، وما يحدث بعد ذلك ليس إلا تطويرًا وإضافاتٍ لهذه الشخصية[١].
علم نفس نمو الطفل
علم نفس النمو أو ما يطلق عليه علم نفس نمو الطفل هو العلم الذي يُعنى بدراسة السلوكات التي تصدر عن الإنسان، وهذه الدراسة تبدأ قبل الولادة وحتى الدخول في مرحلة الشباب، والتغيرات التي يركز عليها علم نمو الطفل تشمل الكثير من الجوانب النفسية المرتبطة بشكل أو بآخر بالجوانب المادية أيضًا، فيدرس الانفعالات والوضع العصبي والذكاء وردات الفعل والتفكير والعصبية والهدوء من مراحل الطفولة الأولى لا بل يتعداها ليصل إلى دراسة وضع الجنين النفسي من خلال دراسة الوضع النفسي للأم أثناء الحمل[٢].
مراحل النمو النفسي للطفل
يمر الطفل بخمس مراحل حسب علم النفس مرتبة كما يلي[٣]:
- مرحلة ما قبل الولادة، أي عندما يكون الإنسان جنينًا في بطن أمه، وفي هذه المرحلة يتأثر الطفل تأثرًا واضحًا بالوضع النفسي للأم، ففي حال كانت الأم عصبية وغير مرتاحة نفسيًّا فإن هذا سيبدو على الطفل عند الولادة إذ سيكون كثير البكاء وقليل النوم وعصبي جدًّا.
- مرحلة المهد، أو ما تسمى مرحلة الرضاعة، وهذه المرحلة تشمل أول عامين من عمر الطفل، وتبدأ هذه المرحلة من لحظة الولادة، إذ يولد الطفل بعقل وحواس بدائية وتحتاج إلى عناية لتتطور تطوّرًا صحيحًا وتؤدي ما عليها من وظائف وأعمال، وفي هذه المرحلة يحتاج الطفل إلى الشعور بالحنان والاحتواء من قِبل الأم خاصة لأن الحرمان في هذه المرحلة يؤثر على نشوء السلوك الإجرامي لديه عند الكِبر، فقد أوجدت التجارب أن معظم المجرمين كانوا في مرحلة الرضاعة أو المهد محرومين من حنان الأم أو ما يسد مسده.
- مرحلة الطفولة المبكرة، وتشمل الطفل من ثلاثة وحتى خمسة أعوام، وفي هذه المرحلة غالبًا ما تسود السلبية والمقاومة في كل سلوكات الأطفال ويُظهر الطفل العِناد لكل ما يقوله الأهل، كما يكون الطفل عصبيًّا وأنانيًّا ويثرثر ويسأل وينقل كل ما يرى ويسمع، ومن هنا يأتي دور الأهل بترويض هذه شخصيته لتكون شخصية متزنة فيربيانه على الهدوء والكلام اللبق وعلى الطاعة وأهميتها وعلى القناعة من خلال امتصاص غضبه وسلبيته وتوجيه سلوكه نحو الإيجابية، وفي هذه المرحلة يحتاج الطفل إلى الحب والاهتمام والشعور بالرضا والتقبل ليصنع لديه هذا ثقة بالنفس وقوة في الشخصية.
- مرحلة الطفولة المتوسطة، وتشمل الطفل من ست سنوات حتى بداية المراهقة، وهنا تبدأ شخصية الطفل بالتشكل، وتبدأ حاجته للاستقلالية في الرأي وفي الممتلكات، ويصبح دائم البحث عن الإطراء والمديح ونيل إعجاب الآخرين وهذا كله مسؤولية الأهل والمدرسة تحديدًا، فإحباط الطفل في هذه المرحلة له تأثير كبير على شخصيته في مرحلة الشباب.
- مرحلة الطفولة المتأخرة، وتبدأ من سن البلوغ وحتى سن العشرين، وفي هذه الفترة يعتقد البعض أن الإنسان قد اكتمل بناء الشخصية لديه باكتمال البناء الجسمي، ولكن هذا ليس صحيحًا فما زال بحاجة إلى الدعم النفسي للتأقلم مع التغيرات الكثيرة في هذه المرحلة، كما أنه بأمس الحاجة إلى تعبئة وقت الفراغ والبحث والوصول إلى القيمة والمعنى للحياة.
المراجع
- ↑ "مقدمة في تطور علم النفس الاكلينيكي "، art.uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعريف علم نفس النمو "، slideshare، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "مادة علم نفس النمو "، الكلية الجامعية بمحافظة الليث-قسم الترية وعلم النفس ، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.