ثنائية اللغة عند الأطفال بين الحقائق والخرافات

ثنائية اللغة عند الأطفال بين الحقائق والخرافات

ماذا نعني بمصطلح ثنائية اللغة؟

ثنائية اللغة تعني أن الشخص يتعلم لغة ثانية بجانب لغته الأم، ولها العديد من الفوائد مثل زيادة التحكم المعرفي وتحسين مهارة التفكير وزيادة الانتباه، كما أنها يمكن أن تكون سببًا في تقوية الذاكرة عند الأطفال[١]، وثنائيو اللغة ينقسمون إلى أقسام، منهم ثنائيو لغة اكتسبوا اللغتين في وقت واحد، ومنهم من اكتسب اللغة الثانية بالتعلم بعد إتقان اللغة الأم، كما أن مراتب تعلم اللغة الثانية مختلفة فمن يتقن قراءة لغة معينة وكتابتها دون أن يتقن التحدث بها يعد ثنائي اللغة لكن بدرجة متفاوتة عمن يتقن اللغة الثانية إتقانًا تامًّا، وبحسب هذه الدراسة فإن أغلب سكان العالم يعدون ثنائيي اللغة ولكن تختلف درجة إتقانهم لها، فأغلب دول العالم تحتوي على مجموعات عرقية تتحدث بلغة تختلف عن اللغة الرسمية ولكنهم يتقنون اللغتين لتسيير شؤون الحياة والعمل[٢].


ثنائية اللغة عند الأطفال بين الحقائق والخرافات

توجد عدة دراسات تشجع على تعليم الأطفال أكثر من لغة، فذلك يدعم الطفل في الحفاظ على علاقات قوية مع مجتمعهم، ويزيد من ثقافتهم، وتوجد عدة خرافات تنتشر بين الأهل حول تعليم أطفالهم للغة ثانية منذ الصغر، وإليك بعض الحقائق والخرافات في هذا المجال[٣]:

  • الخرافة الأولى: تقول أن تعريض الطفل الرضيع أو الصغير لأكثر من لغة يعد سببًا في تأخير الكلام أو تطور اللغة، والحقيقة هي أن معظم الأطفال ثنائيي اللغة يكونون قادرين على الكلام وتركيب الجمل بالعمر نفسه للأطفال أحاديي اللغة، ولكن الطفل ثنائي اللغة قد يدمج في الجملة الواحدة أكثر من لغة، وهذا لا يعكس تطورًا غير طبيعي في لغة الطفل ولكنه يعكس مجموعة المفردات التي تعلمها الطفل من اللغتين.
  • الخرافة الثانية: تقول أن تعريض الطفل لأكثر من لغة يُحدث عنده اضطرابًا في الكلام، والحقيقة هي أن الطفل الذي لديه اضطراب في لغته فإن هذا الاضطراب يظهر لديه حتى لو أنه تعلم لغة واحدة، فلا تُبرَّر مشكلة اضطراب اللغة بثنائية اللغة عند الطفل.
  • الخرافة الثالثة: هي أن تعليم الطفل أكثر من لغة يسبب له الارتباك، والحقيقة أن خلط الطفل للغتين بالجملة نفسها هو جزء طبيعي من تطوره اللغوي، ويصبح موضوع فصل اللغات عن بعضها سهلًا على الطفل بعد عمر الأربع سنوات.
  • الخرافة الرابعة: هي ظن بعض الأهل أن الطفل الذي يعاني اضطرابًا في اللغة والكلام سيكون من الصعب عليه تعلم لغة ثانية، والحقيقة أنه قد يواجه صعوبة في الأمر لكن يمكنه تعلم لغة ثانية إذا وجد من يعلمه إياها تعليمًا صحيحًا.
  • الخرافة الخامسة: هي الظن بأن الأطفال ثنائيي اللغة سيواجهون صعوبات في الدراسة الأكاديمية، والحقيقة هي أن الأطفال ثنائيي اللغة قد أظهروا نتائج أكاديمية متميزة، وزيادة في مهارة حل المشكلات، ومرونة معرفية.
  • الخرافة السادسة: تقول أن الطفل إذا لم يتعلم اللغة الثانية في الصغر فلن يتقنها بطلاقة، والحقيقة هي أن الطفل في سنواته الأولى قادر على تعلم لغة ثانية تعلمًا أسرع، ولكن لا تفوت الفرصة على تعلم اللغة الثانية لمن هم أكبر سنًّا.
  • الخرافة السابعة: تقول بأن الطفل إذا لم يكن مجيدًا للغتين بطلاقة فلا يطلق عليه لقب ثنائي اللغة، والحقيقة أن ذلك يعتمد على كثرة استخدام لغة على حساب الأخرى، ومن الممكن الإبقاء على اللغة الثانية بالكتابة والقراءة والممارسة من فترة لأخرى سواء أكانوا أطفالًا أم راشدين.


ما هو تأثير الثنائية اللغوية على المهارات الإدراكية لطفلكِ؟

من الأمور التي تجعلكِ تفكرين في تعليم طفلكِ لغةً ثانيةً، هي كثرة الإيجابيات والتطور المعرفي الذي سيحصل عليه طفلكِ، فأنت تعززين جوانب مختلفة في دماغ طفلكِ تمتد معه لبقية حياته، وهذه بعض التأثيرات الإيجابية المصاحبة لتعليم طفلكِ لغةً ثانيةً[٤]:

  • تعلم طفلكِ للغة ثانية يجعله يزيد من استخدام الجزء من الدماغ الذي تعلم به لغته الأم، وذلك يعزز دماغ طفلكِ وينميه، كما أنه لا يشعر بالخوف من ارتكاب الأخطاء اللغوية كما هو الحال عند المتعلمين الكبار.
  • تعليم طفلك للغة ثانية يطور من ثقافته ويعزز من تطوره المعرفي، وذلك يحقق له تواصلًا أكبر عندما يكبر.
  • تعليم طفلك للغة ثانية يعزز مهارته في حل المشكلات، كما أنه يطور تفكيره النقدي، ويحسن من ذاكرته ومرونته العقلية وبالتالي يزيد من إبداعه.
  • إتقان طفلكِ لأكثر من لغة يعزز من تحصيله الأكاديمي، ويرفع من نتائجه في اختبارات القراءة والكتابة والرياضيات.
  • إذا كان طفلكِ تعلم اللغة الثانية في سن مبكرة، فإن تقبله للثقافات المختلفة سيكون أكبر، فيكوّن مواقفَ إيجابيةً تجاه الثقافات المرتبطة بهذه اللغات.


من حياتكِ لكِ

بعد أن علمتِ فوائد تعلم الطفل للغة ثانية وتأثير هذا على نشاط دماغه، قد تتساءلين عن الطريقة التي يمكنكِ اتباعها لجعل الطفل ثنائي اللغة، وهل يجب عليكِ تجنّب خلط لغتين معًا أمام طفلكِ، إحدى الدراسات تبين أن اتباع أسلوب اللغة الواحدة للشخص الواحد هو أسلوب ناجح، ولكن يجب العمل عليه من عدة جوانب، ويعني ذلك أن يتحدث الأبوان لغتين مختلفتين مع الطفل، فأنتِ تتحدثين مع طفلك بلغة والأب يتحدث معه بلغة أخرى، ولكن هذا لا يكفي لأن يتقن الطفل اللغتين إتقانًا تامًّا وخاصةً إذا كان ذلك في سن مبكرة جدًّا، فطفلكِ بحاجة للأنشطة التفاعلية والاستماع والمحادثة حتى يكون قادرًا على تكوين الجمل، وحتى لو خلط في الجملة نفسها بين أكثر من لغة فهذا يعكس التطور الطبيعي للغته وليس خللًا في اكتساب اللغتين، كما يمكن تعزيز ثنائية اللغة عند طفلكِ باستخدام أسلوب الفصل بين اللغات، مثل أن تتحدثي مع طفلك لغة معينة في المنزل، ولغة أخرى خارج المنزل، أو تخصصي وقتًا من اليوم أو الأسبوع لتعليمه اللغة الثانية[٥].


المراجع

  1. "Multilingualism", zerotothree, Retrieved 10-6-2020. Edited.
  2. "Multilingualism", linguisticsociety, Retrieved 10-6-2020. Edited.
  3. "7 Myths and Facts About Bilingual Children Learning Language", healthychildren, Retrieved 10-6-2020. Edited.
  4. "WHY LEARN LANGUAGES", leadwithlanguages, Retrieved 10-6-2020. Edited.
  5. "Bilingualism in the Early Years: What the Science Says", ncbi.nlm.nih, Retrieved 11-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :