مفهوم النظام الدولي
تسير العلاقات بين الدول في العالم الواسع المترامي الأطراف على نسق معين يحافظ على استتباب الأمن والأمان فيه إلى حدٍ ما، فمهما كانت الأوضاع مترديةً في بعض المناطق، فيوجد نظام يحكم علاقات الدول ببعضها ويمنع تحول العالم إلى غابة.
والمقصود بالنظام الدولي هو مجموعة التشريعات والقوانين والأنطمة التي تسنها المنظمات العالمية والدول العظمى في العالم من أجل تنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين الدول، وهذه العلاقات بالأصل تعتمد على المصالح المشتركة وتحقيق المنفعة لجميع الأطراف بالضرورة، على الرغم من أنّ الواقع لا يدل على هذا كثيرًا، إذ إنّ الدول القوية تسيطر وتهيمن على الدول الضعيفة والأقل منها في القوة الاقتصادية والعسكرية وتنهب خيراتها أو على الأقل تتحكم بها وبكيفية تصريفها لها وهذا من أبرز الثغرات في النظام الدولي.[١]
نشأة النظام الدولي
إنّ النظام الدولي ليس وليد العصر الحديث، بل هو موجود منذ القدم، وتزامن ظهوره مع ظهور الحكومات المستقلة والدول التي تحكم نفسها بنفسها، وقد مر هذا لنظام بمراحل مختلفة يمكن تقسيمها إلى أربع مراحل أساسية على النحو التالي[٢][٣]:
- المرحلة الأولى، وجاءت بالتزامن مع موعد توقيع اتفاقية وستافيليا في العام 1648، ومن هنا كانت البداية لهذا النظام الكبير، وكان تأسيسه قائم على مبدأ توازن القوى وتحقيق السلام العام لكل الدول وأن يهتم الجميع بالحوارات السياسية والعلاقات الدبلوماسية والتركيز على البعثات بين الدول، سواء كانت بعثات سلام عسكري أو بعثات دبلوماسية لأمور مختلفة، وخلال هذه الفترة كانت الدول الأوروبية هي الأقوى والأكثر تواجدًا ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية ولا دول الاتحاد السوفيتي قد بدأت بفرض هيمنتها بعد، وقد استمرت هذه المرحلة حتى بداية الحرب العالمية الأولى.
- المرحلة الثانية، والتي بدأت عقب الحرب العالمية الأولى وحتى بداية الحرب العالمية الثانية، وأهم ما ميز هذه المرحلة أنّ الحكومات الأوروبية بدأت بممارسة الحكم الدكتاتوري على شعوبها وعلى الدول التي كانت تخضع لسيطرتها الأمر الذي دفع الكثير من الجماعات والأحزاب إلى الانشقاق وتشكيل دول وكيانات جديدة، وهذه المرحلة شهدت ظهور قوتين عظيمتين في العالم وهما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، واستمر هذا حتى عام 1948.
- المرحة الثالثة، والتي تزامنت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، واستمرت حتى عام 1989 عند انهيار الاتحاد السوفييتي، وفي هذه الفترة قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفعلتها الشنيعة إذ ألقت على هيروشيا وناكازاكي قنبلتين نوويتين فدمرتها وأبادت أهلها، وطبعًا ظهرت خلال هذه الفترة الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى وحيدة في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
- المرحلة الرابعة، وهي المرحلة التي يعيشها العالم في الوقت الحالي، والتي شهدت العولمة والانفتاح بين الدول في كل المجالات، وأصبح على إثرها العالم وكأنه قرية صغيرة، وخلال هذه الفترة حصلت حرب الخليج وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل المباشر وغير المباشر في الأمور الداخلية والخارجية لكثير من الدول خاصة دول العالم الثالث لتبقيها تحت سيطرتها ولتستطيع الاستفادة من خيراتها قدر الإمكان.
المراجع
- ↑ "النظام الدولي "، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2019.
- ↑ "مفهوم النظام الدولي الراهن"، جريدة الرأي، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2019.
- ↑ "الالنظام العالي الجديد خصائصه وسماته"، المركز الديمقراطي العربي، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2019.