محتويات
مفهوم الثقافة السياسية
ظهر الاهتمام بمفهوم الثقافة السياسية في نهاية الخمسينات وبداية الستينات في القرن العشرين، ويدخل مفهوم الثقافة السياسية في الإطار غير الرسمي لمجالات السياسة؛ إذ إنّها تُعبّر عن الأراء المجتمعية حول السياسة العامة للدولة، ومن هنا تُعرف الثقافة السياسية أنّها الآراء المجتمعية المشتركة، وما يطلقونه من أحكام على النظام السياسي عامةً، ولا يدخل المصطلح في الإشارة للموقف السياسي لشخص معين؛ بل تَنظر الثقافة السياسية للنهج العام السياسي للحكومة ومدى إيمانهم به، وتعرف أيضًّا الثقافة السياسية أنها مزيج من القيم الأساسية والمشاعر والمعرفة التي تكمن وراء العملية السياسية[١].
خصائص الثقافة السياسية
للثقافة السياسية عدة خصائص منها[٢]:
- تُعدُّ الثقافة السياسية جزء من ثقافة المجتمع، وبما أنّ المجتمعات مختلفة فيما بينها؛ ينتج من ذلك اختلاف في الثقافة السياسية من بلد لآخر ومن نظام سياسي لآخر، وأيضًا يختلف مفهوم السياسة لدى النُخبة الحاكمة.
- تتميز الثقافة السياسية بأنَّها ثقافةٌ عامة لكل أفراد المجتمع، وليست محصورة بفئة معينة.
- تؤثر العواطف في قيم ومعتقدات الثقافة السياسية.
- تعكس الثقافة السياسية طرائق تفكير المجتمع نحو السياسية ومشاعرهم تجاهها.
- تتضمن الثقافة السياسية في مفهومها عناصر مادية وهي السلوكات، وعناصر غير مادية وهي القيم والاتجاهات.
- تُعدُّ الثقافة السياسية جزء من ثقافة المجتمع؛ بالرغم من أنَّها مستقلة عن النظام الثقافي العام.
- يساهم في تشكيل الثقافة السياسية عدة عومل منها: التنشئة الاجتماعية والسياسية، والبيئة، والأوضاع الطبيعية، والإطار التاريخي، والإطار الأيكولوجي، والوضع الاقتصادي.
- تتعرض الثقافة السياسية للتغير، حتى لو كان تغيرًا بطيئًا أو طفيفًا.
ما أهميتها, وأثرها على المجتمع؟
ينظر المجتمع للسلوكات السياسية للحكومة؛ فالثقافة السياسية هي بمثابة تقييم لأدوار الحكومة السياسية، ومن هنا تُعدُّ الثقافة السياسية مؤشر لرضى المجتمع عن الحكومة وعملها السياسي، وتأخذ الحكومة هذا المؤشر باهتمام لتُحدث تغييرًا في عملها السياسي؛ لتحافظ على وجودها واستمراريتها أطول فترة ممكنة، إذًا تلعب الثقافة السياسية دور رئيسي في تحديد الظواهر السياسية، ومن هنا تعتمد عمليات صنع القرار والمؤسسات والإجراءات السياسية بشكل كبير على الثقافة السياسية[٣].
ما الفرق بين التنمية السياسية والثقافة السياسية؟
إنّ التنمية بفهومها العام هي التغيير الحضاري الكلي لجوانب المجتمع المادية والمعنوية، والسياسية هي جزء من المجتمع يتعرض للتنمية لذا؛ ظهر مفهوم التنمية السياسية، وحصر مفهوم التنمية السياسية حديثًا للوصول لمستوى الدول المتقدمة في كل جوانبها، ومن هنا تعرف التنمية السياسية بمشاركة المجتمع في السياسية من خلال الأحزاب والمؤسسات والإعلام للوصول إلى مستوى متقدم صناعيًا، وهذا يتطلب عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب للوصول لمستوى الدول الصناعية، ولهذا يجب أن تقوم الدول بتحديث نظامها السياسي بما في ذلك أسلوبها الديمقراطي وتعبئة المجتمع للنهوض والمشاركة في هذا التغيير كالمشاركة الانتخابية؛ إذ تحاول التنمية السياسية خلق شكل من أشكال الوحدة السياسية، إذًا فالتنمية السياسية هي تغيير النهج العام الحكومي السياسي للوصول للمستوى الاقتصاي للدول المتقدمة، ويشارك فيه جميع أفراد الدولة.
أمّا الثقافة السياسية هي فقط رأي المجتمع عن تصرفات الحكومة السياسية، ومدى اتفاق المجتمع معها، أي أنّها لا تؤثر بشكل مباشر في نهج الحكومة السياسي[٤][٥][١].
- ^ أ ب Jurgen R Winkler, " Political culture ", britannica, Retrieved 7/4/2021. Edited.
- ↑ كمال المنوفي، مفهوم الثقافة السياسية، صفحة 4-9. بتصرّف.
- ↑ Begum Burak (21/4/2018), "The Impact of Political Culture on Policy-Making Processes: The Turkish Case", blogactiv, Retrieved 7/4/2021. Edited.
- ↑ "التنمية السياسية .. مقاربة نظريـــة"، المركز العربي للبحوث والدراسات، 12/7/2020، اطّلع عليه بتاريخ 7/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "نظريات التنمية السياسية المعاصرة"، رؤيا للبحوث والدراسات، 29/9/2017، اطّلع عليه بتاريخ 7/4/2021. بتصرّف.