محتويات
حق الأمن والأمان
الأمن والأمان من أبسط الحقوق التي يحتاج الإنسان إلى أن يتمتع بها كي يعيش حياة كريمة، وهذا الأمر تكفله كل المواثيق والدساتير في العالم، ويُوجد الكثير من الأشخاص الذين يضطرون لهجر بلادهم؛ لأنهم لا يجدون فيها الأمن الذي يبحثون عنه، والحياة الكريمة التي يحلمون بها، فيلجأون إلى دول أخرى تكفل لهم هذا الحق، ومن هنا جاء حق اللجوء الإنساني الذي كفلته له المنظمات الدولية والأممية العالمية المدافعة عن حقوق الإنسان، فاللجوء هو ما يحتاجه الإنسان عندما تضيق به الظروف في وطنه، فيضطر إلى الهجرة وترك كل ما يملك وراء ظهره قاصدًا بلدًا آخر، لعله يجد فيها الأمان الذي يبحث عنه، والدولة المستقبلة للاجئين ملزمة بتوفير سبل العيش الكريم لهذا اللاجئ ضمن إمكانياتها وقدراتها الاقتصادية.
اللجوء الإنساني
يمكن تعريف اللجوء الإنساني بأنه ذلك الحق الذي تمنحه الدول للأفراد الذين تعرضوا للاضطهاد والعنف في دول أخرى، فتوفر الدول المستضيفة للاجئ الحماية الكاملة والحياة الكريمة، ويمتاز هذا النوع من اللجوء بأنه ذو طابع سلمي، ويقتصر هذا الحق على الأشخاص ممن لا يمارسون الأنشطة العسكرية في بلد اللجوء، ويُعدّ هذا الحق محصورًا بالمدنيين فقط، كما أنه أمر هامّ في الحفاظ على الجانب الإنساني وحمايته بأقصى درجة، ومن المتعارف عليه أن هذا الحق قد ظهر بالتزامنِ مع تفاقم الحروب والنزاعات المسلحة والقتال، فيحظى اللاجئ بالمساعدة الإنسانية والحصول على الخدمات التي يحتاج إليها أي إنسان حول العالم[١].
إن اللجوء الإنساني حق من حقوق الإنسان يمنحه حرية الخروج من بلده الأصلي والفرار منه سعيًا لالتماس اللجوء في دولة آمنة توفر له الحياة الكريمة والأمن والأمان، وتشير المعلومات الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن عدد طلبات اللجوء المقدمة عام 2012م لأربعٍ وأربعين دولة صناعية قد تجاوز 479300 طلب، وتبعًا للمادة 14 الصادرة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إن الإنسان يتمتع بحقٍ كامل باللجوء إلى الدول الأخرى هربًا من الظلم والاستبداد والاضطهاد، ولا بد أن تتوفر باللاجئ مجموعة من الشروط والمبادئ لتنطبق عليه شروط الأمم المتحدة[٢].
أسباب اللجوء الإنساني
أسباب اللجوء الإنساني كثيرة، ولكن تُوجد أسباب بارزة وشائعة وهي أكثر الأسباب التي تدفع الإنسان إلى مغادرة بلده طلبًا للحياة الكريمة في بلد آخر، ونذكر من هذه الأسباب ما يأتي[٣][٤]:
- الحروب الداخلية، ففي كل بلد تُوجد مشكلات داخلية وأزمات، ولكن بعض الدول قد يتفاقم فيها الأمر إلى مستوى الحروب الأهلية بين الأطراف المتنازعة، فيصبح النظام السائد في هذه البلد يعتمد على مبدأ البقاء للأقوى ولا مكان للمسالمين أو الضعفاء، كما يحدث في كثير من الدول، وكل هذا سببه الرغبة في السيطرة على خيرات البلد والاستحواذ عليها، الأمر الذي يدفع المستضعفين إلى الهروب واللجوء إلى بلد أكثر أمنًا طلبًا للحصول على الحماية.
- الاستعمار، وهو أن تأتي دولة خارجية للسيطرة على نظام الحكم في البلد، وهذا يشمل السيطرة على الحياة الاقتصادية والفكرية والاجتماعية، ونشر كل أنواع الاضطهاد وكأن الدولة المستعمرة تخلق كل الأسباب التي تدفع بها أهل البلد الأصليين لترك أرضهم وبلدهم ومغادرتها لتتمتع هي بخيراته.
- أسباب سياسية، وهذا الأمر يلجأ له المفكرون أو السياسيون في الدولة، إذ إن بعض الأشخاص يحملون أفكارًا وآراء قد تتنافى مع دستور الدولة والنظام الحاكم فيها، وعندما يُصرحون بهذا الأمر تعمم أسماؤهم كمطلوبين للمحاكمات، مما يدفعهم إلى اللجوء السياسي إلى دولة توفر لهم الأمن، وتسمح لهم بالتعبير عن آرائهم دون أن تصلهم أي عقوبات أو أي أذى مهما كان نوعه من البلد التي قدموا منها.
- الكوارث الطبيعية، مثل: الزلازل والبراكين والتي تحدث فجأة وتفتك بكل ما يحيط بها، وفي حال كان الدمار كبيرًا وطال أجزاء كبيرة وواسعة من البلاد قد يضطر أهل البلد إلى اللجوء لبلدان أخرى، وحق اللجوء كما ذكرنا تكفله الأمم المتحدة بمواثيقها المختلفة، والتي تخضع لها كل الدول على مختلف مستوياتها، وأي إخلال فيها هو إخلال بالقانون الدولي ويستوجب العقوبة.
- الاضطهاد: يشمل تعرض الحياة الإنسانية والحرية للتهديد الشديد تبعًا للجنسية والدين والعرق والرأي السياسي بالإضافة إلى الانضمام إلى عضوية مجموعة اجتماعية ما، كما أنه أيضًا إلحاق الأذى به بعدةِ طرق مختلفة سواء أكان جسديًّا أم نفسيًّا أم عاطفيًّا، ويُعدّ الإنسان مضطهدًا في حال تعرضه للعلاج النفسي قسريًّا أو التضرر الجسدي بشراسة، بالإضافة إلى المقاضاة غير المتوافقة مع الجريمة الجنائية والتمييز بمختلف أشكاله، كما أن الابتزاز الجنائي والسرقة أيضًا تدخل تحت هذا البند.
الحصول على حق اللجوء
الحصول على حق اللجوء يمكن أن يكون بطريقتين؛ إما أن تذهب إلى مراكز اللجوء في الدولة التي تريد اللجوء إليها، ثم تُوضح كل الأسباب والحقائق وراء هذا الطلب، وتقدم كل الأوراق اللازمة لتتم الموافقة على طلبك، وإما تكون من خلال التقدم للمفوضية التابعة للدولة التي ترغب في اللجوء إليها، ويفضل الناس على الأغلب اللجوء إلى الدول القوية اقتصاديًّا وعسكريًّا، والتي تعطي أكبر مساحة من الكرامة والحرية الإنسانية، مثل كندا وأمريكا والسويد وغيرها، وكي تتم الموافقة على طلب اللجوء إلى أي دولة يجب أن يكون اللاجئ مضطهدًا في بلده التي قدم منها والتي ما زال يحمل جنسيتها، وأنه فاقد الحماية فيها تمامًا، على أن يثبت ما يؤكد صدق كلامه بدليل قطعي ليصار إلى منحه اللجوء الإنساني والإقامة الشرعية في البلاد[٥].
حقائق وأرقام حول اللجوء
تشير المعلومات إلى أن عدد اللاجئين حول العالم قد تجاوز 25.9 مليون لاجئ، ويُعدّ الرقم الأعلى على الإطلاق منذ بدء سياسة اللجوء، ويشكل الأطفال ما نسبته النصف من هذا العدد الغفير من اللاجئين، كما أن ثلث أعداد اللاجئين وهم 6.7 مليون بضيافةِ أفقر دول العالم، وفي السياق ذاته تُوجد نسبة من اللاجئين معرضة للخطر والعنف؛ ويصل عددهم إلى 1.4 مليون لاجئ، ومع حلول عام 2018م أعيد توطين نحو 92.400 لاجئ؛ أي دون 7% ممن يحتاجون إلى إعادة التوطين، ومن أكثر دول العالم استقبالًا للاجئين ما يأتي[٦]:
- تركيا، استقبلت في عام 2018 نحو 3.7 مليون لاجئ.
- الأردن، فتحت أبوابها أمام 2.9 مليون لاجئ بالتزامن مع الأزمات التي تعرضت لها الدول.
- لبنان، استضافت لبنان أكثر من 1.4 مليون لاجئ عربي.
- باكستان، تتساوى باكستان ولبنان بأعداد اللاجئين الذين دخلوا إلى أراضيها، وقد بلغ 1.4 مليون نسمة.
- ألمانيا، استقبلت ألمانيا مليون لاجئ في عام 2018.
- إيران: 979,400 لاجئ.
- بنغلاديش، توافد إليها نحو 906,600 لاجئ.
- إثيوبيا: فتحت أبوابها أمام 921,000 لاجئ.
- السودان: 908,700 لاجئ.
المراجع
- ↑ "Civilian and humanitarian character of asylum", emergency.unhcr.org, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "The Practical Guide to Humanitarian Law", guide-humanitarian-law.org, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "ASYLUM & THE RIGHTS OF REFUGEES", ijrcenter.org, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "Asylum and Migration", unhcr.org, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "Settlement: refugee or humanitarian protection", gov.uk, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "THE WORLD'S REFUGEES IN NUMBERS", amnesty.or, Retrieved 28-10-2019. Edited.