محتويات
مفهوم حقوق الإنسان لغةً واصطلاحًا
فيما يلي تعريف للفظ الحق باللغة والاصطلاح من جهاتٍ وآراءٍ متعددة[١]:
تعريف الحق لغةً
يُعرّف الحق في اللغة: بأنَّه الاستقرار والفرض والالتزام وخلاف الباطل، وهنالك علاقة وثيقة بين تعريفيّ الحق والواجب في اللغة، وقد استُخدِم لفظ الحق بمعانٍ عدة في القرآن؛ ومنها القاطع كقوله جل علاه: {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}[٢].
تعريف الحق اصطلاحًا
أمّا في معناه اصطلاحًا فقد عُرّف بعدة تعريفات من قِبَل العديد من العلماء يمكن ذكرها فيما يلي:
- عرّف المذهب الفردي الحق على أنَّه: قدرة أو سيطرة وقيادة يوهبها القانون للفرد، أو منفعة يحميها القانون.
- وقد عرّفته المدرسة الواقعية أو الاجتماعية بتركيز على أنَّه: فكرة المركز القانوني تحل محل فكرة الحق الفردي، وقد حدّت هذه المدرسة من مفهوم المذهب الفردي للحق.
- الأرجح أن يكون تعريف الحق عنوةً عن هذه الاتجاهات أنَّه: قيادة أو تمكين يمنحه القانون لشخص أو مجموعة من الأشخاص يعترف بهم القانون ويحميهم ويدافع عنهم، بشرط ألّا يخرج استخدام هذا الحق عن نطاق ما يُشرَع له، وألّا يتعارض استخدامه مع مصلحة المجتمع، ولا يتعدّى حدوده المُوضّحة، ولا يتجاوز القيود المرسومة له حتى لا يتعرّض للمساءلة القانونية، فهو حق نسبي مُقيّد مع إلزامية تجنب استخدامه بتعسّف وهمجية، وللحق عناصر ثلاثة: صاحب الحق، وموضع الحق الذي يتمثل به العمل وتعود عليه منافع استخدامه، والحماية القانونية.
مفهوم حقوق الإنسان في الإسلام
هنالك آراء وتعريفات عدة من قبل علماء المسلمين حول مفهوم الحق في الإسلام، وما يرتبط به من مفاهيم كالحرية الإنسانية، وهي كما يلي[٣]:
- تُعدّ الشريعة الإسلامية أساس الحق والعكس ليس صحيحًا، فالحق في الحرية هو الوسيلة الأساسية لتحقق الأهداف النبيلة والكريمة، والتي تتوافق مع كرامة الإنسان ورسالة خلقه ووجوده في الأرض، وقد بدأ الإسلام في أول طريقة بتحرير البشر من العبودية لغير الله جل علاه وتحريره من قيود شهوات نفسه ونزوات غريزته الإنسانية.
- ترتبط الحرية بالحق ارتباطًا وثيقًا كما يرى علماء المسلمين، فالحرية هي قدرة الإنسان على التصرف كيفما يشاء ما دام لا يوجد هنالك أي أذى أو ضرر لغيره أو للمجتمع عمومًا، وفي الإسلام على العبد أن يتحرر من أي عبودية غير عبودية الله، وقد سُمي من يُعبد من الناس بالطواغيت، وقد أمر بالكفر به، كما بين في كتابه الحكيم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}[٤].
- يرى علماء المسلمون أن مفهوم الحق باللغة، هو الأمر الراسخ وهو الرزق اللازم والضروري للفرد والجماعة، ويعرف بأنه قائمٌ على المساوة العدل والمبادئ والقيم الأخلاقية، ومن الجدير بالذكر أنه اسم من أسماء الله -جل علاه- يشير لعدله وإنصافه.
- عُرف الحق في الإسلام، على أنَّه من أهم الضروريات والحتميات اللازمة لتحقيق إنسانية البشر، والإسلام يرى الحق والحرية هما من يحققان معنى حياة الفرد والجماعة، وبدونها قد ينتهي الإنسان ويموت، حتى لو أنَّه لم يمت بالمعنى الحقيقي، ولكنه سعيش معيشة الدواب والأنعام إن سُلبت من الحقوق والحريات.
- تُعدّ حقوق الإنسان في الإسلام كثيرة نذكر منها ما وهبها الشرع الإسلامي الحنيف للإنسان، وهي الحق في العدل والمساواة بين الناس، والحقوق أثناء الحروب والمعارك، والحق في الحكم المُنصف، والحق في حرية الرأي والفكر والاعتقاد.
مفهوم حقوق الإنسان في الفلسفة
يتلخّص مفهوم حقوق الإنسان عند بعض الفلاسفة، وطبقًا للتحليل الفلسفي كما يلي[٥][٦]:
- كان رأي الفيلسوف البريطاني جيمس جريفين، أن مصطلح حق الإنسان يوشك أن يكون بلا أُسس، وهنالك معايير قليلة لتحديد الوقت الذي يُستخدم به المصطلح استخدامًا صحيحًا، والوقت الذي يُطبّق به على غير وجهه السليم، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الأشخاص السياسيين، بل بين المنظرين السياسيين، والفلاسفة والفقهاء أيضًا.
- أقرَّ الفيلسوف تاسيولاس، أنّ لفظ حق الإنسان له معنى أرثوذكسي؛ بمعنى أنَّ الحقوق التي يمتلكها البشر امتلكوها لإنسانيتهم فقط.
- يرى التحليل الفلسفي، أنّ حقوق الإنسان هي حقوق مرتبطة بالبشر، وتعمل كمعاهدات أخلاقية تدعم مطالب الإنسان بالحصول على الرفاهية والاستمتاع بالحياة الكريمة بالحد الأدنى.
أهمية تطبيق مفهوم حقوق الإنسان
تكمن أهمية تطبيق مفهوم حقوق الإنسان بأنَّها وسيلة ضرورية لحماية البشر جميعًا في العالم، خاصةً الأقليات الذين يعانون من الإهمال والإساءة والتعنيف والنبذ والانزواء، ولأنَّ هذه الحقوق تمنح الإنسان القوة، وتُمكّنه من إبداء رأيه ورفع صوته، ومواجهة سوء المعاملة والتصدّي لها من قبل السلطة العامة، عدا عن أنَّها تمثل المبادئ الرئيسية في مجتمعاتنا، كالعدل، والكرامة، والاحترام، والمساواة[٧].
لحقوق الإنسان أنواع، تعرّفي عليها
هنالك 5 أنواع لحقوق الإنسان، وهي كما يلي[٨]:
- الحقوق المدنية (الفردية): وهي؛ الحرية والحياة والأمن، والخصوصية، وحرية التنقل، وحق الملكية والفكر والضمير والمعتقد الديني، وحظر أي أمر يُهين الفرد أو يعذبه أو يعاقبه عقابات قاسية.
- حقوق التعبير السياسي: كحرية التعبير والتجمع وتكوين الأحزاب، والحق في مشاركة الحكومة والقيادة، والحق بالانتخاب والاقتراع العام والعادل.
- حقوق المجتمعات: كحقها في تقرير مصيرها، وحماية ثقافية الأقليات في المجتمعات.
- الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: كحق الحصول على مستوى معيشي مُرفّه، وحرية اختيار الفرد للوظيفة، وحماية الدولة للفرد من البطالة، وحق المكافأة العادلة والمتساوية، والحق في تكوين النقابات والانتساب لها، والحق في تحديد ساعات العمل بنسبةٍ معقولة، وأن يكون التعليم الابتدائي مجاني.
- حق إنفاذ نصوص القانون: وهو الاعتراف بالمساواة والعدل أمام القانون وحمايته، فهو وسيلة لإنصاف انتهاك الحقوق، وتوفير جلسات الاستماع والمحاكمات النزيهة.
ما هي أساسيات تطبيق حقوق الإنسان؟
تقوم حقوق الإنسان على مبادئ وأساسيات عدة يجب الوقوف عندها عند تطبيقحقوق الإنسان وهي[٩]:
- المساءلة وسيادة القانون: فالدول والرؤساء مسؤولون عن احترام حقوق الإنسان، ويجب أن يلتزموا بالقواعد والنصوص القانونية في الصكوك الدولية لحقوق الإنسان.
- المشاركة والشمولية: فلجميع البشر الحق في المشاركة والحصول على المعلومات التي تتعلق باتخاذ القرارات التي ستؤثر على حياتهم وحالاتهم النفسية، فيجب على الدول إتاحة المشاركة من قبل المجتمعات المحلية والمجتمع المدني، والأقليات، والنساء، والشباب، والمواطنين الأصليين في اتخاذ القرارت، وأنت تشمل كافة هذه الفئات والفئات الأخرى التي تشبهها.
- العدل وعدم التحيز: فجميع البشر متساوون في الكرامة المتأصلة بالإنسان، لذلك من المحظور أن يعاني أي فرد من الأفراد من التمييز على أساس العِرق أو اللغة أو الجنس أو اللون أو التوجه الجنسي أو الرأي السياسي أو الأصل الاجتماعي أو الجغرافي، أو المولد أو الإعاقة أو أي حالة أخرى تدخل ضمن نطاق حقوق الإنسان.
- الترابط: فحقوق الإنسانة متأصلة ومرتبطة ببعضها البعض، وكل فرد يسهم في تحقيق الكرامة الإنسانية من خلال الحصول على احتياجاته التنموية والجسدية والروحية والنفسية.
- عدم إخضاع حقوق الإنسان للتجزئة بتاتًا: سواء أكانت الحقوق متعلقة بالسياسة أو الثقافة أو بقضايا سياسية أو اقتصادية أو مدنية، لأنَّ حقوق الإنسان مرتبطة بكرامته، فجميع الحقوق لها مقدار متساوٍ، ولا يقل أي حق عن الآخر.
- عدم المساس بحقوق الإنسان أو التصرف بها: فحقوق الإنسان عالمية غير قابلة للتصرف وكل البشر في العالم أجمع يستحقونها.
المراجع
- ↑ سهير حسن هادي محيل (14/12/2016)، "تعريف حقوق الانسان"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 9/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:63
- ↑ شعبان وليد شعبان صبَّاح (10/2/2014)، "الإسلام وحقوق الإنسان"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:60
- ↑ "Human Rights (3. Philosophical Analysis of the Concept of Human Rights)", utm, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ Michael J. Perry (23/4/2015), "Human Rights Theory, 1: What Are 'Human Rights'? Against the 'Orthodox' View (Abstract)", ssrn, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ "Human rights", ageuk, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ "Types of Human Rights", chass, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ UNFPA, "Human Rights Principles", unfpa, Retrieved 9/4/2021. Edited.