محتويات
تعريف تلوث الغلاف الجوي
يُعرَّف تلوُّث الغلاف الجوي بوجود مواد ضارة وغير مرغوب بها في الهواء بكميات كبيرة، مما يؤدِّي لتأثيرات ضارة على صحة الإنسان والنباتات والبيئة والممتلكات البشرية[١].
متى بدأ تلوث الغلاف الجوي؟
بدأ تلوُّث الغلاف الجوي في منتصف القرن التاسع عشر، والسبب في ذلك بداية الثورة الصناعية في شتى دول العالم، ومن ذلك التاريخ بدأت معاناة الأرض من تلوُّث الهواء والماء[٢].
ما هي أسباب تلوث الغلاف الجوي؟
ينتج تلوُّث الغلاف الجوي بسبب عدة عوامل منها طبيعية صنعتها الطبيعة، ومنها بشرية صنعها الإنسان، ومن أبرز هذه الأسباب ما يأتي:
النشاط البركاني
عند حدوث الانفجارات البركانية تنبعث منها كميات هائلة من الغازات السامة كالكلور والكبريت، بالإضافة إلى بعض الجسيمات كالرماد، ثم تلعب الرياح دورًا مهمًّا في حمل هذه الملوِّثات ونقلها إلى مساحات واسعة[٣][٤].
حرائق الغابات
تحدث حرائق الغابات عادةً عند حدوث فترات جفاف طويلة في المناطق الحرجية، والسبب الرئيسي لهذا الجفاف هو قلة هطول الأمطار، والضرر الذي تُلحقه هذه الحرائق هو إضافة أول أكسيد الكربون والدخان، وبعض الملوِّثات العضوية إلى الغلاف الجوي، مما سيرفع مستوى الكربون فيه، والنتيجة المساهمة في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري[٤][٣].
احتراق الوقود الأحفوري
يُعدُّ أحتراق الوقود الأحفوري كالنفط والفحم والغاز من أبرز أسباب تلوُّث الهواء، ومن أبرز القطاعات المُتهمة بهذا التلوُّث هي قطاعات الصناعة كالمصانع، ومحطات الطاقة، وقطاع النقل كالسيارات والشاحنات، إضافة إلى وسائل التدفئة التي تعمل بالوقود، وهذا يؤدِّي إلى انبعاث الضباب الدخاني، والسخام (الدخان الأسود) الذي يحمل معه الأتربة، والغبار، والمواد الكيميائية، والمواد المُسبِّبة للحساسية على شكل مواد صلبة أو غازية.
إذ في عام 2014 أوضح تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المُختصَّة بالتغييرات المناخية، أنَّ القطاع الصناعي ساهم بنسبة 21% من إجمالي انبعاثات الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري، بينما ساهمت وسائل النقل بما نسبته 14%، وساهم قطاع إنتاج الحرارة والكهرباء بنسبة 25%[٣][٥].
النفايات
هناك طريقتان مُتبعتان للتخلُّص من النفايات، الأولى هي حرقها، وهذا يؤدِّي إلى انتشار غازات سامة وجزيئات صغيرة في الغلاف الجوي، والطريقة الثانية هي مدافن النفايات، والتي ينتج عنها غاز الميثان، وهذا الغاز هو أحد الأسباب الرئيسية المساهمة في زيادة الاحتباس الحراري، ولم يتوقَّف الأمر على ذلك، فالميثان هي مادة سريعة الاشتعال، وتشكِّل خطورة كبيرة في حال زيادة أعداد مدافن النفايات دون حسيب أو رقيب، ويُذكر أنَّ النمو السكاني المتزايد هو السبب الرئيسي في زيادة حجم النفايات[٤][٣].
الزراعة
بحسب ما جاء في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بمتابعة ودراسة التغييرات المناخية، فإنَّ الزراعة مسؤولة عن 24% من الغازات المنبعثة سنويًا، وأبرز أسباب هذا التلوُّث هو استخدام المزارعين المبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب الضارة، ومبيدات الآفات، وهذه جميعها تحتوي على نسبة من المركبات العضوية المتطايرة السامة[٤][٣].
تربية الحيوانات
تُلقى على المواشي مسؤولية في تلوُّث الغلاف الجوي لسببين، الأول أنَّها تُنتج غاز الميثان السام، والثاني أنَّها تتطلَّب مراعي لتأمين غذائها، وهذه المراعي للأسف تُقام على حساب قطع الأشجار، وجميعنا نعلم أهمية الغطاء النباتي للتخلُّص من ثاني أكسيد الكربون، وإنتاج الأكسجين الذي نتنفسه[٣].
ما هي نتائج تلوث الغلاف الجوي؟
قدَّرت منظمة الصحة العالمية أنَّ تلوُّث هواء الغلاف الجوي مسؤول عن وفاة 7 ملايين شخص حول العالم، وهذا ليس كل شيء فتلوُّث الغلاف الجوي له آثار سلبية ونتائج وخيمة على المياه، والزراعة، والطاقة المتجدِّدة والمناخ، وفيما يأتي بعض هذه النتائج[٦]:
- إلحاق الضرر بصحة الإنسان، فانتشار الضباب الدخاني يُلقى عليه مسؤولية كبيرة في تهيُّج العيون والحلق، وإلحاق الضرر بالرئتين خاصة لكبار السن، والأطفال، والرياضيين الذين يحبون ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وزيادة معاناة الأشخاص الذين يعانون من الربو والحساسية[٥]، بالاضافة إلى ذلك بيّنت دراسة حديثة نُشرت عام 2018 في مجلة (CHEST Journal)، أنّ استنشاق الهواء الملوث يُدان بالتسبب بالعديد من الأمراض كالسكري، وسرطان الدم في مرحلة الطفولة، ومشاكل الخصوبة، ومشاكل النمو العقلي[٧][٦].
- تراكم الغازات في الغلاف الجوي يؤدِّي إلى حدوث بعض المشاكل البيئية، والتي تتضمّن عواقبها زيادة ثقب الأوزون، والأمطار الحمضية، والاحتباس الحراري وهذه الظاهرة سببها خصائص بعض الغازات كالميثان، وثاني أكسيد الكربون، ومركبات الكلوروفلوروكربون، في حبس حرارة الشمس في الغلاف الجوي، ومنعها من الرجوع إلى الفضاء بعد انعكاسها على الأرض[٨].
- يؤثِّر سلبيًا على نمو النباتات، من خلال إعاقة عملية التمثيل الضوئي فيها في كثير من الأحيان، والنتائج تكون وخيمة على تنقية الهواء الذي يتنفسه الإنسان[٨].
- تلوُّث الغذاء والماء، فعندما يتساقط المطر الحمضي على التراب والمياه العذبة فإنَّه يمدها بكمية من المواد الكيميائية، وهذا ما يؤدِّي إلى الإضرار بسلامة غذائنا[٨].
- يؤثِّر على الطاقة المتجدِّدة، إذ في بعض المناطق في العالم التي تعاني من الضباب الدخاني، لا يمكن لأشعة الشمس اختراق هذا الضباب كما هو الحال في الوضع الطبيعي، وهذا له أثر سلبي في تقليل إنتاج الطاقة الشمسية التي هي أحد أهم مصادر الطاقة المتجدِّدة[٦].
كيفية التخفيف من تلوث الغلاف الجوي
فيما يأتي مجموعة من الحلول والاقتراحات التي يمكن للأفراد والحكومات اتباعها لتقليل تلوث الغلاف الجوي[٩][١٠]:
- استخدام وسائل النقل العامة، بدلًا من التنقُّل بالسيارات الخاصة، والأفضل استخدام الدراجات الهوائية للتنقُّل، أو المشي على الأقدام كلما أمكن ذلك.
- إطفاء الأنوار عندما لا تكون هناك حاجة لها، سواء في المنزل أو العمل، واستبدال المصابيح العادية بأخرى موفرة للطاقة.
- إعادة تدوير واستخدام المنتجات.
- تقليل التدخين، فالتدخين بالإضافة لضرره على صحة الإنسان، فهو يُسبِّب تدهور جودة الهواء.
- الاعتماد على المراوح للتبريد بدلًا من التكييف؛ لأنَّ مكيفات الهواء تستهلك الكثير من الطاقة، وتنبعث منها الكثير من الحرارة.
- شراء معدات منزلية أو مكتبية مُثبت عليها ملصق (ENERGY STAR)[١١].
- استخدام مواد التنظيف والدهانات الآمنة على البيئة[١١].
- زيادة المساحات الخضراء في المدن، كخطوة لتخفيف تلوُّث الهواء.
- تشجيع المواطنين على تقليل النفايات المنزلية، والتخلُّص من النفايات بطريقة الحرق مع ضرورة وجود ضوابط الانبعاثات في مكانها الصحيح.
- استبدال محطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز والفحم، بمحطات أخرى تعمل على الطاقة المتجدِّدة، كطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة المائية.
- تشجيع المواطنين على استخدام السيارات الكهربائية بدلًا من تلك التي تعمل على الوقود.
المراجع
- ↑ "Atmospheric Pollution", safeopedia, 26/9/2018, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Water and Air Pollution", history, 30/3/2020, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Matt Williams (14/4/2016), "What causes air pollution?", phys, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Air Pollution Causes", environmentalpollutioncenters, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ^ أ ب Jillian Mackenzie (1/11/2016), "Air Pollution: Everything You Need to Know", nrdc, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Jessica Seddon , Seth Contreras , Beth Elliott (5/6/2019), "5 Under-recognized Impacts of Air Pollution", wri, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ Dean E. Schraufnagel, John R. Balmes, Clayton T. Cowl, and others (9/11/2018), "Air Pollution and Noncommunicable Diseases", chest journal, Page 409-416. Edited.
- ^ أ ب ت "THE CONSEQUENCES OF AIR POLLUTION", ompe, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "10 Best Ways to Reduce Air Pollution", aqi, 8/9/2017, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "How you and your government can tackle air pollution", theguardian, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Actions You Can Take to Reduce Air Pollution", epa, Retrieved 23/2/2021. Edited.