محتويات
مفهوم نظام الحماية
أُبرمت معاهدة فاس في 30 مارس عام 1912 ميلادي التي أصبحت المغرب بموجبها محميّة من قبل فرنسا، وقد أعطت هذه المعاهدة لفرنسا الحقّ في احتلال مناطق معيّنة من المغرب، كما وقد تنازلت المغرب عن المنطقة الساحليّة الواقعة على طول مضيق جبل طارق لإسبانيا، وقد اسُثنيت مدينة طنجة من هذه المنطقة التي أصبحت بحوزة إسبانيا، وبذلك فقد كان نظام الحماية هذا سببًا من أسباب فقدان دولة المغرب لاستقلاليتها التامّة سواءً في إدارة شؤونها الداخليّة أو الخارجيّة؛ فقد كان الهدف الحقيقي لفرنسا من نظام الحماية هذا هو ليس تحقيق مصالح المغرب وأمنها كما يبدو، لكن تحقيق المصالح والمطامع الفرنسيّة وتثبيت أقدام المستوطنين الفرنسيّين في المغرب وتحقيق أهدافهم[١].
الأسس التي قام عليها نظام الحماية
قام نظام الحماية الفرنسي على المغرب على مجموعة من الأسس، ومنها ما يلي[٢][١]:
- حماية السيادة في دولة المغرب من أية معارضات داخليّة قد تحدث فيها في أي وقت.
- تمثيل دولة المغرب أمام الدول الأجنبيّة يقع على عاتق المقيم العام الفرنسيّ؛ إذ إنّه الوحيد القادر على ذلك والذي يمتلك الصلاحيات لذلك ولا يُمنح أي أحد اَخر غيره الحقّ بذلك.
- حصول العديد من المغربيّين على العديد من الامتيازات المختلفة في ظلّ نظام الحماية، ومن هذه الامتيازات منحهم الحصانة القانونيّة من التعرّض للمقاضاة في المحاكم المغربية، إضافة إلى إعفائهم عن دفع الضرائب المفروضة عليهم.
- إعطاء صلاحيات قوية للجنرالات المقيمين في المغرب، كاتخاذ القرارات بشأن الطرق التي يُمكن من خلالها التفاوض مع الممثّلين المحليّين.
- تصرُّف فرنسا بمناطق معيّنة من المغرب والتنازل عنها لإسبانيا.
- احتلال فرنسا أجزاءً من المغرب بحجّة حماية السيادة داخل المغرب من أية معارضات داخلية قد تحدث فيها.
- تجريد المغرب من استقلاليّتها كليًّا بحجة حمايتها.
- تجهيز المغرب لاستيعاب واستقبال عددًا كبيرًا من المستوطنين القادمين من الدول الأوروبية.
- محافظة النظام على المكانة الدينيّة والتقليديّة والاحترام لسيادة المغرب، إضافةً إلى حقّهم في اعتناق الدين الإسلامي واعتماده في المؤسسات الدينيّة.
أسباب ظهور نظام الحماية
لقد ظهر العجز المالي جليًّا في دولة المغرب؛ إذ عانت المغرب من العجز المالي خلال فترة منتصف القرن التاسع عشر حتى عام 1904 ميلادي، وقد لعبت العديد من العوامل الاقتصاديّة السيئة دورًا في ظهور نظام الحماية في المغرب ومن هذه العوامل والأسباب ما يلي[٣]:
- نقص الموارد المُتاحة في البلاد نتيجةً لانقسامها بين بلاد المخزن وبلاد سبأ.
- العجز التجاري الذي عانت منه المغرب في نهاية السبعينيات من القرن التاسع عشر.
- حدوث أزمة عملة لا تنتهي بسبب الصادرات الهائلات من رأس المال.
- تدفُّق رأس المال الوافد لسدّ أزمة العملة الحاصلة.
- تولّي الشاب الذي لا يزال يبلع 22 عامًا حكم العرش في عام 1900 ميلادي بعد وفاة عمه الوصي با أحمد والذي كان لقمةً سهلة في فم القوى الأجنبيّة الطامعة.
- عدم توازن الحاكم الشاب في الإنفاق على القصر؛ إذ أنفق ببذخ وذلك أدّى لزيادة العجز الواقع على عاتق الدولة.
- عمل وزير الخارجيّة الفرنسيّة الدؤوب والمصرّ على فرض السيطرة والهيمنة الفرنسيّة على الأراضي المغربية.
المراجع
- ^ أ ب Ryo Ikeda, Tunisia and Morocco under French Protectorates, Page 13-14. Edited.
- ↑ kbejjit (2/4/2012), "The Ominous Treaty of Fés (1912)", writingthemaghreb, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ↑ Adam Barbe (17/2/2017), "When France Used the Public Debt to Colonise Morocco", cadtm, Retrieved 14/2/2021. Edited.