مفهوم الدولة الإسلامية

مفهوم الدولة الإسلامية في عهد الرسول

بدأت الدولة الإسلاميَّة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة عند بداية الدعوة وكانت سريَّة لمدة ثلاث سنوات، ثمّ انطلقت الدعوة لتكون علنيَّة في مكة أيضًا لمدة عشر سنوات، وخلال هذه المدة لم يَستخدِم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أيِّ مظهر للقوَّة في التعامل مع مُخالفيه، بل اختار الصبر والسِلم على ما يُقابله هو والمسلمين، وكان تركيزه السياسي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه المرحلة على ما يأتي^[١]:

• البناء الداخلي للمجتمع المسلم، بناءً على تعاليم الإسلام الروحيَّة، وهي الصلاة وتلاوة القرآن، والتذكير بأحوال الأمم السابقة، ومصير الظالمين والمسلمين في كلّ وقت؛ لترسيخ مفاهيم الإسلام الصحيحة، والتبشِّير بالنَّصر مستقبلًا.
• تحقيق أكبر قدر من الحماية للمسلمين الجُدد داخل مكة، من خلال إخفاء الإيمان، والقيام بالعبادات سرًّا، وقبول حماية بعض سادة قريش، بدافع الروابط العائليَّة والقبليَّة، مثل حماية أبي طالب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحماية عشيرة أبي بكر الصديق، وعشيرة عثمان بن عفان.
• حماية المسلمين الجُدد من خلال الهجرة، وأوَّل هجرتين كانتا للحبشة؛ لأنَّ ملكها عادل، وليكون المسلمين تحت حماية ملِك غريب عن مكة.
• توجُّهُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لإقامة دولة إسلاميَّة بعيدًا عن مكة، ودعوة وجهاء قبائل الجزيرة العربيَّة للإسلام، عندما يأتون للحج في مكة، أو ذهابه صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه إلى القبائل والمدن المجاورة، مثل الطائف ويثرب، في النِّهاية دخلت قبيلتا الأوس والخزرج الإسلام، وكانتا في يثرب.
• بعد دخول قبيلتي الأوس والخزرج في الإسلام وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، بدأت مرحلة جديدة من الدولة الإسلاميَّة من خلال بناء مسجد قباء، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ودمج سكان المدينة مع الوثنيين واليهود ضمن مواطني الدولة الإسلاميَّة، بعد كتابة وثيقة المدينة، التي تُعدُّ دستورًا لكيفية التعامل بين مواطني الدولة الإسلامية الجديدة.

المفهوم المعاصر للدولة الإسلامية

تُعرَّف الدولة الإسلاميَّة حديثًا بأنَّها مجموع الدول الإسلاميَّة في مختلف القارات، وتُعدُّ الحدود السياسيَّة غير شرعيَّة؛ لأنَّها تُقسِّم الأمَّة الإسلاميَّة، وتدمج بين الولاءات الدينيَّة والسياسيَّة دون تمييز، وبدأ التمييز بين الحاكم وميزانيَّة الدولة في عهد أبي بكر الصديق، لكن هذا التمييز لم يستمر وسرعان ما اختلط المال العام بالخاص، لهذا ظهرت السلطة القضائيَّة لوضع قوانين شرعيَّة تضبط العمل السياسي والاقتصادي في الدولة الإسلاميَّة، وكانت إنجازًا مهمًّا في طريق بناء الدولة الإسلاميَّة، ثمّ تدخّل الفقهاء والقضاة في تعيين الحكَّام، وتميَّزت الدولة الإسلاميَّة المعاصرة بما يأتي^[٢]:

• الانتماء السياسي والديني.
• تكرِّيس انتماء المسلمين للدولة الإسلاميَّة بدل الانتماء لقومياتهم.

أركان الدولة الإسلامية

تنقسم أركان الدولة الإسلاميَّة إلى ثلاثة أقسام، هي الشعب والإقليم والسيادة، وفيما يأتي شرح لها^[٣]:

1. الشعب: هم المؤمنون بالإسلام دينًا وشرعًا ونظامًا سياسيًا بالإضافة إلى الذميين، وهم غير المسلمين الذين يقيمون دائمًا في الدولة الإسلاميَّة، وتنحصر غاية المسلمين في الدعوة إلى الله وتوحيده وتطبيق دستور الإسلام في حياتهم العامَّة في كل مكان، من دون تمييز بين الناس.
2. الإقليم (الموقع): يشمل إقليم الدولة الإسلاميَّة جميع البلدان الإسلاميَّة، إذ يتحدَّد بحدود الدول الإسلاميَّة مهما اتسعت رقعتها، والإقليم ليس ثابتًا ولا دائمًا، لأنَّه من الواجب على الجميع تبليغ الإسلام أينما كانوا، ويسمَّى الإقليم الإسلامي (دار الإسلام)؛ أي الموقع الذي يكون تحت إمرة المسلمين، والوطن عند الفقهاء مكان إقامة الشخص الدائمة.
3. السيادة: تُعرف السيادة في الدولة الإسلاميَّة في النِّطاقين الداخلي والخارجي، فداخليًّا تتمتّع الدولة الإسلاميَّة بالهيمنة التامة على جميع المواطنين والهيئات في الدولة، وعلى الشعب الالتزام بالطاعة ضمن حدود الشرع، وعلى الإمام أن يعرف حقوق الأمة عليه، وألّا يكون فاسقًا أو مريضًا غير قادر على القيام بأمور دولته.

خصائص الدولة الإسلامية

يتميَّز النظام السياسي في الدولة الإسلاميَّة بما يأتي^[٤]:

• يبدأ من الخضوع لله سبحانه وتعالى، وحمل الدعوة الإسلاميَّة ونشرها، ويقيم الأنظمة السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة على أسس الشريعة الإسلاميَّة.
• الأمَّة الإسلاميَّة لها رسالة لإقامة الدين، وهو طريقها لتجديد أخلاقها وشبابها، وحفظ بقاءها على الأرض.
• يتحاكم النظام السياسي في الإسلام إلى الشريعة، فلا يجوز تشريع ما يُخالف الشريعة الإسلاميَّة.
• يقاوم المسلم الظلم ويرفض الخضوع للعباد الظالمين الذين لا يحكمون بشرع الله.
• يمكن الاستفادة من التجارب الغربيَّة في منع استبداد الحاكم مثل مجلس الشورى الذي يراقب أداء الحاكم، وله الحق في عزله إذا أخلّ بشروط معيَّنة، وطالما أنَّ التجارب الجديدة لا تصطدم بالشريعة، فإنَّه يمكن تطبيقها.

كم عدد الدول الإسلامية في العالم؟

يوجد أكثر من 45 دولة إسلاميَّة في العالم، تُشكّل ما نسبته 8% من عدد السكان الإجمالي للعالم، وأكبر عدد من المسلمين يتركّز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أمَّا أعلى عدد للمسلمين في العالم فهو في إندونيسيا (229 مليونًا)، ثمّ باكستان (200 مليونًا)، ثمّ الهند (195 مليونًا)، وفيما يأتي قائمة بالدول الإسلاميَّة، وعدد المسلمين فيها^[٥]:

• بنغلاديش: 153,700,000        
• مصر: 87,500,000
• إيران: 82,500,000
• تركيا: 79,850,000
• الجزائر: 41,240,913
• السودان: 39,585,777
• العراق: 38,465,864       
• المغرب: 37,930,989     
• أفغانستان: 34,836,014
• المملكة العربيَّة السعوديَّة: 31,878,000
• اليمن: 27,784,498
• أوزبكستان: 26,550,000  
• النيجر: 21,101,926       
• مالي: 17,508,398
• سوريا: 16,700,000       
• ماليزيا: 16,318,355
• السنغال: 151,112,721
• كازاخستان: 13,158,672 
• بوركينا فاسو: 12,141,769
• تونس: 11,190,000
• الصومال: 10,978,000 
• غينيا: 10,563,171 
• الأردن: 10,165,577
• أذربيجان: 9,735,074     
• تشاد: 9,183,207   
• طاجيكستان: 7,621,700
• ليبيا:6,551,871
• سيراليون: 6,067,706
• تركمانستان: 4,830,000
• قيرغيزستان: 4,679,436 
• الإمارات العربيَّة المتحدة: 4,615,081  
• فلسطين: 4,298,000       
• موريتانيا: 3,840,429  
• لبنان: 3,519,743
• سلطنة عمان: 2,427,000 
• الكويت: 2,175,684
• غامبيا: 2,002,743    
• البوسنة والهرسك: 1,955,084
• ألبانيا: 1,797,645
• دولة قطر: 1,566,786  
• البحرين: 1,063,239
• جيبوتي: 857,496   
• جزر القمر: 807,204   
• الصحراء الغربية: 599,633      
• جزر المالديف: 386,193
• بروناي: 355,045
• مايوت (جزيرة ماهوري): 253,439

المراجع

1. ↑ عبد المنعم منيب (4/6/2015)، "كيف بنى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2021. بتصرّف.
2. ↑ الدكتور سعد الدين العثماني، الدولة المدنية في ظلال مقاصد الشريعة الإسلامية، صفحة 32-33-35. بتصرّف.
3. ↑ وهبة الزحيلي، "أركان الدولة الإسلامية"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف.
4. ↑ "ما هي خصائص الدولة الإسلامية؟ "، طريق الإسلام، 29/12/2012، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف.
5. ↑ "Muslim Majority Countries 2021", worldpopulationreview, Retrieved 15/3/2021. Edited.