مفهوم التخطيط للتدريس

مفهوم التخطيط للتدريس

التخطيط للتدريس هو مجموعُ الإمكانيات البشرية والمادية التي تُدرّسُ من قبل المُتخصّصين لمعرفة إمكانيّة الاستفادة منها للوصول للأهداف المعنيّة في زمن محدّدٍ، ولا شَكّ في أنّ التخطيط هو سرّ نجاح أيّ عملية أو مشروع، ومن الجدير بالذكر أنَّ التّخطيط يدخل في جميع المجالات الحياتية الكبيرة منها والصغيرة، فهو يعمل على تحديد المسار للعمل وينظّم اتجاهات السّير والتفكير للوصول لتحقيق الأهداف بكلّ يسر وبأقصى فائدة، والتخطيط هو منهاج الناجحين والمتميزين في الحياة في أيّ مجال^[١][٢].

ما أهم مهارات التخطيط للتدريس؟

يُبنَى التطوير المهني للمعلمين على بعض الاستراتيجيات التعليمية المنبثقة عن التخطيط المسبق للدرس، إذ تساعد هذه المهارات المعلمين على ربط المادة النظرية بالتطبيق العملي والممارسة لإنشاء بيئة تعليمية عالية الجودة في الفصل الدراسي، وفيما يلي توضيح لأهم مهارات التخطيط واستراتيجيات كل مهارة^[٣]:

التنظيم

وتتضمن استراتيجياته ما يلي:

1. ما قبل التدريس: ويُقصد به التعرف على الطلاب والمدرسة والبيئة التعليمية الجديدة بأنظمتها وقوانينها كافّةً.
2. استخدام الوقت: ويقصد بذلك إدارته وتحديد الوقت الذي ستستغرقه كل مهمة على طول مدة الفصل الدراسي.
3. التخطيط وتصميم الدروس: وهي الاستراتيجية الأكثر صعوبةً لا سيما بالنسبة للمعلم المبتدئ، ولكنَّ إتقانها بفاعلية ينتج عنه السلاسة والسهولة في تقديم المحتوى التعليمي، وخلال هذه المرحلة يتخذ المعلم قراراته بالاعتماد على مستوى طلابه ومحتوى المادة، ويتطلّب ذلك تحديد مستوى معلوماتهم السابق، ثمَّ تحديد المعلومات والمفاهيم المراد شرحها لهم، وبناء تصور حول تهيئة الظروف المناسبة لطرح تلك الأفكار وتجميع مواد وموارد الدرس معًا، كما يتضمن التخطيط التنبؤ المسبق باستجابات الطلاب وردود أفعالهم.
4. إدارة الفصل الدراسي: ويقصد بها قدرة المعلم على مشاركة أدوات التحكم وتعزيز الانضباط الذاتي لدى طلابه، وذلك بتعريفهم بنظامه وقواعده الصفية والعواقب المنطقية المترتبة على مخالفتها، ومن الجدير بالذكر أنّ ضعف مهارة المعلم في الإدارة يسرق منه الوقت والجهد بين فوضى الطلاب.

التوجيه

ويقصد به توجيه طريقة التدريس باختيار الاستراتيجية الأنسب لمحتوى الدرس، سواءً أكانت محاضرةً مباشرةً أو طرح أسئلة أو مناقشة أو لعب الأدوار ومحاكاة أو استفسارات تأملية ذهنية وغيره، بل إنَّ المعلم المتمرس قد يبتكر أسلوبًا وفق طبيعة طلابه أو يدمج أكثر من استراتيجية واحدةُ في نفس الوقت، ويسعى المعلم المتميز إلى توسيع آفاق طلابه باعتماده مبدأ التعلم التعاوني ودفع الطلاب نحو إنشاء الأبحاث من قبل الطلاب لتشجيعهم على اكتساب المعرفة من مصادر أخرى غير الكتاب المدرسي أو المعلم.

التقييم

وينقسم التقييم إلى نوعين: الأول أن يقيّم المعلم طلابه وما تعلموه خلال الفصل الدراسي باستخدام مقاييس التقييم الأكثر ملائمةً لنوع المحتوى الدراسي كأسئلة الاختيار من متعدد، أو الصواب والخطأ، أو الأسئلة المقالية؛ وذلك لتحديد قدرات الطلاب التعليمية، أما النوع الثاني فهو التقييم الذاتي، وفيه يتلقى المعلم تعليقاتٍ حول طريقة تدريسه وتغذيةً راجعةً دقيقةً من طلابه أو من زملائه المعلمين، الأمر الذي يعدُّ حاسمًا في تطور مسيرته التعليمية.

فوائد التخطيط للتدريس

إنَّ التخطيط للتدريس له فوائد عدة، نذكر منها ما يلي ^[٤]:

فوائد التخطيط للتدريس بالنسبة للمعلم

1. تحديد الأهداف التي يرغب المعلم بتحقيقها خلال الحصة، الأمر الذي يساعد بتنظيم نشاطات الدرس بكفاءة وفاعلية، بل واختيار أفضل الاستراتيجات والأساليب لتوضيح الفكرة المطلوبة.
2. توزيع وتنظيم وقت الفصل أو الحصة على المادة الدراسية بتكاملٍ وتوازن، لتغطية جميع جوانب المادة بشمولية أوسع.
3. يمكِّن المعلم من تصحيح أخطاء طلابه وتقويمهم بطريقة سليمة.
4. الحصول على التغذية الراجعة، ما يزيد من ثقة المعلم بنفسه ويجعله أقل توترًا نظرًا لوضوح الصورة لديه، إذ يعرِّفه ذلك على مواطن الضعف ليتجنبها ويضع البدائل المناسبة، ويمكّنه من اكتشاف القوة ليستغلها.

فوائد التخطيط للتدريس بالنسبة للطالب

1. تنظيم وقته الدراسي وتوزيعه حسب الأهمية المعطاة لكل جزئية من قبل الأستاذ.
2. يُحسِّن من فهمه للمادة نظرًا لتجزئتها وترتيب المعلم لها.
3. يُكوّن صورةً جيدةً في ذهنه عن المعلم، إذ يشعر الطالب بأنّ أستاذه مدرك للمادة تمامًا، وهذا الأمر قد يزيد من دافعية الطالب ويحمّسه للدراسة.
4. يتأثّر الطالب بأسلوب معلمه ومنهجه في الحياة، فيكتسب منه عادات سليمة كتنظيم الوقت وإدراك أهميته وغير ذلك.

7 نصائح مهمة عند التخطيط للتدريس

يتمتع المعلمون ذووا الخبرة بمهارة عالية في إنشاء خطط دروس جديدة وفعالة، وبناءً على خبرات الأكفياء في مجال التعليم نقدم بعض النصائح حول كيفية التخطيط الناجح للتدريس لضمان فهم الطلاب له بفعالية وسهولة أكبر^[٥][٦]:

1. تحديد أهداف الدرس ومتطلباته في بداية الحصة، ليتعرّف الطلاب على احتياجاتهم وخبراتهم حول ما سيتطرّقون إليه.
2. اكتشاف اهتمامات الطلاب بإعداد أنشطة تتيح للمعلم التعرُّف على ذلك، ليتمكن من إعداد الدروس بما يلبي اهتماماتهم ويناسب ظروفهم وبيئاتهم.
3. الأخذ بعين الاعتبار تطبيق بعض الأنشطة المضحكة والمسلية لكسر الجمود داخل الغرفة الصيفية وربط المادة في أذهان الطلاب بأسلوب شيق وممتع.
4. البحث الجيد قبل إنشاء خطط الدروس، مثلًا بسؤال المعلمين السابقين من ذوي الخبرات في هذا المجال عن آرائهم، أو بالبحث في الإنترنت أو باستشارة أي موارد متاحة عن الأمور التي تُنجِح فهم المادة المتاحة لابتكار الأمثلة الخاصة بالمعلم.
5. الاستعانة بخطط الدروس السابقة واستخدامها كمصدر إلهام لإعداد خطط الدروس حاليًا، وتعيين بعض الخطط كمرجع يستُعان به عند الحاجة الطارئة إلى خطة درس جديرة بالثقة وبسرعة.
6. صنع قالب أو نمط موحد يصلح لإدراج الخطط دون إعادة نفس العمل مرارًا وتكرارًا أثناء عملية تطوير خطة الدرس، الأمر الذي سيوفر الوقت والجهد ويذكِّر المعلم بجميع العناصر الضرورية والواجب تضمينها في خطط الدروس، بل ويساعده على فهم كيفية تطبيق خطط الدروس داخل الصف فهمًا أفضل، ويجعل ذلك المعلم على دراية بتنسيق كل خطط الدروس دون الحاجة إلى فك تشفير تكوين الخطة من مجرد النظر إلى القالب أو النمط.
7. بناء التوقعات حول ردود فعل الطلاب، لا سيّما بعد شرح المعلم لنظام التعامل بينهم لاتخاذ التصرف الأنسب مباشرةً، وهذه المهارة جزء مهم من مهارة المعلم.

المراجع

1. ↑ حسن بن أحمد فرح عقيلان، "المفهوم العام للتخطيط :"، إنجيل فاير، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2021. بتصرّف.
2. ↑ تحيه حامد عبدالعال، التخطيط للتدريس، صفحة 37. بتصرّف.
3. ↑ H. Jerome Freiberg, "Essential Skills for New Teachers", ascd, Retrieved 31/1/2021. Edited.
4. ↑ الإدارة العامة للتدريب والابتعاث، تخطيط التدريس، صفحة 24-25. بتصرّف.
5. ↑ Nicole Kyriacou (17/9/2018), "6 things to consider when planning your first classes", english, Retrieved 31/1/2021. Edited.
6. ↑ Lindsey Seril (9/1/2020), "6 Lesson Planning Tips for First Year Teachers", study, Retrieved 31/1/2021. Edited.