ظاهرة العنف في الملاعب

ظاهرة العنف في الملاعب

ظاهرة العنف في الملاعب

يمكن تعريف ظاهرة العنف في الملاعب أو العنف الرياضي بأنه كل سلوك ينافي قواعد الرياضة وأخلاقياتها ويتسبب بالأذى بعيدًا عن الأهداف الرئيسية للعبة الرياضة نفسها، ويشار إلى أن هذا النوع من العنف قد أصبح وباءً يعم الملاعب الرياضية بعد أن ازدادت وتيرته واحتدت خطورته في الآونة الأخيرة وتحديدًا في الألعاب الجماعية كألعاب هوكي الجليد وكرة القدم والرجبي، وتتفاوت مصادر العنف ما بين اللاعبين والمدربين والجمهور ووسائل الإعلام، إلا أن تسليط الضوء غالبًا يكون على العنف في الملاعب الذي يمارسه المتفرج.[١]


كما يمكن أيضًا تعريف ظاهرة العنف في الملاعب بأنها ممارسات وأفعال تخرق القواعد واللوائح الرياضية وتتنافى معها، كما عُرِّفت أيضًا بأنها اعتداءات بدنية تسعى إلى إلحاق الألم الجسدي بالمعتدى عليه ويكون إما مدربًا وإما لاعبًا وإما مشجعًا وإمّا مسؤولًا في اللعبة، ولا يقترن هذا النوع من أنواع العنف بالأهداف والقواعد نهائيًّا، وإنما يتضمن سلوكيات عدوانية لا تقترن بالهدف من اللعبة الرياضية، وانطلاقا من الانتشار الواسع للعنف في الملاعب فقد اقتُرِحَت العديد من النظريات لشرح هذه الظاهرة وتفسيرها كما هو الحال بالنظريات البيولوجية والنفسية والاجتماعية، إذ تتفق فيما بينها بأنها تنطلق من عنف غير عاطفي يحمل رسالة ما لتحديد الهدف الرئيسي للمعتدي.[٢]


أنواع العنف في الملاعب

تختلف أنواع العنف في الملاعب من ناحية الأسلوب والحدة، لذلك يقسمها الخبراء إلى الأنواع التالية:[٣]

  • العنف الجسدي، العنف الجسدي قد يتراوح ما بين المقبول والمرفوض في قواعد الرياضة، فمنها ما يكون مقبولًا كالتلامس الاعتيادي بين اللاعبين ويعد طبيعيًّا في عدد من الرياضات على رأسها لعبة الهوكي وكرة القدم، إلا أن التلامس من الممكن أن يُفضي إلى حدوث بعض الإصابات التي قد تكون وحشية نتيجة التدافع سواء كان مقصودًا أو غير مقصود.
  • العنف المحدود، يصنف هذا النوع ضمن الأفعال غير الطبيعية من لعبة الرياضة، فتتخذ مجرًى غير قانوني لتصرفات اللاعبين عادةً، ومن الممكن أن يفضي إلى قتال بين اللاعبين كما هو الحال في الهوكي، أو الضرب بواسطة الكوع في لعبة كرة القدم، وتعد هذه الحركات ممنوعة فنيًّا إلا أن اللاعب يستخدمها لإرهاب خصمه، وتعد أمرًا متوقعًا في الملاعب، ومن الممكن أن يتأثر الأطفال المتابعون للرياضة بممارسة مثل هذه الأفعال مستقبلًا أو في الحاضر عندما تنقلها وسائل الإعلام.
  • العنف شبه الجنائي، ويشار له أيضًا بأنه شبه إجرامي، وهو تصرفات وسلوكيات تشكل انتهاكًا حقيقيًّا في قواعد اللعبة وقوانينها رسميًّا، ويترتب على ذلك احتمالية فرض العقوبات على المعتدي أو اللعبة، فيمكن إيقاف اللعبة أو طرد اللاعب المعتدي وغيرها.
  • العنف الجنائي، سلوك إجرامي شديد العنف يتسبب بانتهاك قواعد اللعبة والقانون عامةً، ومن الأمثلة على مثل هذا العنف هو الاعتداء بواسطة عصا الهوكي بين اللاعبين.


أسباب العنف في الملاعب

فيما يأتي مجموعة من أهم الأسباب التي توجه لها أصابع الاتهام بالتسبب بالعنف في الملاعب، ومنها:[٤]

  • الجوائز الرياضية الباهظة والأجور المرتفعة، إذ تصنف مثل هذه الحوافر ضمن الأسباب الثانوية للعنف في الملاعب، إذ يدفع المشاهد ثمنًا باهظًا لمشاهدة الرياضيين من ذوي الأجور العالية، وبناءً على ذلك يحتاج إلى مشاهدة أداء متكامل، وفي حال حدوث ما يتوقعه المشاهد يظهر رد الفعل العدواني من المتفرجين.
  • تدنّي مستوى الأداء للاعبين، وبالتالي يلجأ المتفرج إلى ممارسة العنف في حال كان أداء فريقه متدنيًا في اللعبة؛ مما يثير غضبه تلقائيًّا.
  • تناول المخدرات والمشروبات يُعزّز ممارسة أعمال العنف في الملاعب من قِبل المشاهدين، إذ يمكن أن تصل أفواج من المتفرجين ممّن هم في حالةِ سكر أو تحت تأثير المخدرات، وغيرها.


نظريات العنف في الملاعب

من أهم النظريات التي تسلط الضوء على ظاهرة العنف في الملاعب:[٢]

  • النظرية البيولوجية: تكشف هذه النظرية أن العنف سلوك بشري أساسي، وعلى هذا الأساس نُظر إلى مجال الرياضة والملاعب على أنّه طريقة اجتماعيّة للتخلّص من الطاقة السلبية الكامنة في نفوس المعتدين وتفريغها، وتكشف هذه النظرية عن أهمية الرياضة في التخلص من العنف في المستقبل بالرغم من أنه ضار في الوقت الحالي.
  • النظرية النفسية: تأتي هذه النظرية لتفسّر الأمر من ناحية نفسيّة، فهي افترضت أن العنف في الملاعب ناتج عن عدم رضا الشخص عن نفسه، وبالتالي يعبّر عنه الأشخاص بواسطة العنف عند ظهور الانفعال أمام المواقف المستفزة، إذ يمكن للمواقف التي يتعرض لها المعتدي أن تكون محبطة له لانعدام القدرة على تحقيق هدفٍ ما، وبالرغم من ذلك إلا أن ذلك غير مبرر إطلاقًا للعدائية، ويشار إلى أن التنشئة الاجتماعية واللامبالاة لها دور أيضًا في ذلك.
  • نظرية التعلم الاجتماعي: تُرجِع هذه النظرية سبب ممارسة العنف في الملاعب إلى السلوكيات العنيفة المكتسبة والمتعلمة واقتباسها من الآخرين، فعلى سبيل المثال يميل عشاق لاعب ما إلى ممارسة تصرفاته ذاتها.


أبرز حادثة عنف في الملاعب

اندلعت في سنة 1969 للميلاد حادثة عنيفة جدًّا بين الأندية الرياضية لكرة القدم لكل من الهندوراس والسلفادور، وقد استمرت لمدة أربعة أيامٍ متتالية أُزهِقت فيها الآلاف من الأرواح وتعرض الآلاف أيضًا للصراع الدموي، وجاء ذلك بعد انتهاء المباراة بتعادل هدفين مقابل هدفين في ملعب أزتيكا في مدينة مكسيكو، وكانت المنافسة حامية الوطيس للتأهلِ لكأس العالم سنة 1970 للميلاد، وترتب على ذلك حرب في البلاد.[٥]


في سنة 2003 للميلاد أقدم أحد اللاعبين في فريق كرة القدم المعروف باسم بيل رومانوفسكي على الاعتداءِ على أحد زملائه ماركوس ويليامز خلال مشاجرة، وأفضى ذلك إلى إجبار ويليامز على التقاعد نتيجة الأضرار الجسدية العنيفة التي تعرض لها بعد نزع خوذته وضربه بكوعه على عينه، وفي سياقٍ آخر أقدم لاعب على ضرب لاعب آخر مما تسبب بحدوث ارتجاج في الدماغ له، وفقد المصاب الوعي لمدة دقيقة كاملة، إلا أنه غاب عن التصفيات المتبقية نتيجة الإصابة هذه، لذلك أصبح الأمر يتطلب إصرارًا أكثر لوضع قواعد صارمة للحد من هذا العنف.[٦]


المراجع

  1. Abdal-Haqq, Ismat, "Violence in Sports. ERIC Digest 1-89."، ericdigests, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Effects of Violence In Sports", ukessays,23-5-2017، Retrieved 5-12-2019. Edited.
  3. "VIOLENCE IN SPORTS: IT MATTERS TO YOUR CHILDREN", lifeopedia, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  4. "Why the Violence in Sports?", wol.jw, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  5. Toby Luckhurst (27), "Honduras v El Salvador: The football match that kicked off a war"، bbc. Edited.
  6. "Violence and sports", ukessays,5-12-2016، Retrieved 5-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :