محتويات
مدينة يثرب
إن مدينة يثرب هي الاسم القديم للمدينة المنورة، فقد أُطلقت عليها هذه التسمية قديمًا، وذلك نسبةً ليثرب بن قاينة أول من سكن تلك المدينة، كما سكن مدينة يثرب عدد كبير من القبائل، ومن تلك القبائل الأوس والخزرج، وهي قبائل يمنية جاءت لمدينة يثرب بعد أن جاءهم الفيضان الشديد الذي سُمي بفيضان العرم؛ مما أدى لحدوث كوارث شديدة في بلدهم، كما شهدت يثرب العديد من الحروب بين أهلها[١].
مميزات مدينة يثرب
توجد مدينة يثرب أو المدينة المنورة حاليًا في منطقة الحجاز التاريخية الواقعة في السعودية، كما توجد المدينة شمال شرق مكة المكرمة؛ إذ تبعد عنها حوالي 350 كيلو مترًا، وتتميز مدينة يثرب بموقعها المتميز، إذ إنه موقع مليئ بعدد كبير من عيون الماء والآبار، كما توجد فيها مجموعة كبيرة من الوديان، ويُعد وادي العقيق وبطحان من أشهر وأهم وديانها، كما ينتشر فيها عدد كبير من قنوات المياه، وتُعد قناة مذيب وقناة مهزوز من أبرز وأهم تلك القنوات، كما تتميز بخصوبة أراضيها وتربتها نتيجة وجود العديد من قنوات المياه والآبار وعيون المياه، واشتهرت المدينة بأكملها بالزراعة؛ بسبب وفرة المياه وخصوبة الأرض، إذ جعل هذا مدينة يثرب تُعرف كونها منطقة زراعية جيدة[١].
تاريخ مدينة يثرب
تأسست يثرب المعروفة حاليًا بالمدينة المنورة قبل حوالي 1,600 عام قبل الهجرة النبوية، ومنذ إنشائها تعاقب عليها السكان، فقد سكانها قبائل العماليق والمعينيين، واليهود الذين وصلوا للمدينة أول مرة في القرن الثاني الميلادي، ومن أهم القبائل اليهودية التي سكنت يثرب: بنو النضير، وبنو قريظة، وبنو قينقاع، وإثر انهيار سد مأرب باليمن وصلت العديد من القبائل العربية من ضمنها الأوس والخزرج للمدينة، واستقرتا فيها مع اليهود؛ إذ تحالف الطرفان واتفقا على التعاون لحماية المدينة من العدوان الخارجي، والتزموا بهذا فترةً من الزمن، وخلال تلك الفترة ازداد عدد الأوس والخزرج وبالتالي ازدادت ثرواتهم؛ مما حوّلهم لعدوين لدودين بعد عدة سنوات من وصولهم ليثرب. ظهر الإسلام في مكة المكرمة في القرن السابع الميلادي على يد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكانت دعوته للدين الإسلامي السبب بإغضاب أسياد قريش الذين كانوا يعيشون في مكة؛ فعادوا الرسول بجميع الأساليب لإحباط دعوته، فهاجر -صلى الله عليه وسلم- ليثرب بعد أن اتفق مع وفد من قبيلتي الأوس والخزرج كان قد التقى فيهم بموسم الحج، فآمنوا بالرسول وصدقوا بالإسلام، كما انطلقت من يثرب كافة غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما تعرضت المدينة للحصار بغزوة الخندق، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبعث رسله وكتبه منها إلى الأمصار والممالك، وكان يستقبل الوفود فيها، وفي عهد الخليفة أبي بكر الصديق كان لمدينة يثرب نفس الدور، لذا اعتبرت يثرب عاصمة دولة الخلافة الراشدة، حتى قام معاوية بن أبي سفيان بتأسيس الدولة الأموية ونقل العاصمة إلى دمشق[٢].
أهم المعالم الأثرية في المدينة
توجد العديد من المعالم الأثرية في المدينة، ونذكر منها ما يلي[٣]:
- المسجد النبوي: يُعد المسجد النبوي من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، كما أن الصلاة فيه تُعادل ألف صلاة في غيره ما عدا المسجد الحرام، وبُني المسجد النبوي على يد الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما أن المسجد يحتضن قبره -صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة لقبر أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، كما يتميز المسجد بروعة تصاميمه التي تتّخذ الشكل المستطيل، ويوجد فيه 10 مآذن مرتفعة، ويُعد أول مكان مضاء بالمصابيح الكهربائية في شبه جزيرة العرب.
- مسجد قباء: يُعد مسجد قباء من أول المساجد التي بُنيت بالإسلام سنة 622 ميلادي، وذلك عند قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمدينة المنورة، إذ وضع حجر الأساس بنفسه، ويتميز المسجد بمآذنه العالية ومحرابه والمنبر الرخامي الداخلي الرائع، كما شهد مسجد قباء بالعصر الحديث توسعةً جعلت مساحة المصلى تبلغ ما يقارب 5,035 متر مربع، بعد أن كانت مساحته 1,600 متر مربع، كما أصبحت مساحته الكلية مع مرافقه كاملةً حوالي 13,500 متر مربع.
- مسجد القبلتين: هو المسجد الوحيد بالعالم الذي صُليت به الصلاة بقبلتين، فالصحابة اتجهوا في الصلاة الواحدة لقبلتين؛ الأولى كانت للبيت المقدس في السنة الثانية للهجرة والثانية للمسجد الحرام، إذ أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحد أصحابه ليبلغ المسلمين بأطراف المدينة، وعندما أتى الصحابي كان الناس يصلون، فأخبرهم فتحولوا للقبلة الجديدة وهم في صلاتهم، ويعود تاريخ بناء المسجد لسنة 623 ميلادي، ويتميز مسجد القبلتين باللون الأبيض الناصع البياض.
- جبل أحد: يُعد من معالم المدينة ذات الطابع الديني والطبيعي، إذ يقع جبل أحد بشمال المدينة المنورة، وهو أعلى وأكبر جبل في المدينة إذ يصل ارتفاعه لأكثر من 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، كما يمتد كسلسلة جبلية من الغرب للشرق، وقد شهد ذلك الجبل غزوة أحد في العام الثالث للهجرة التي دارت بين المسلمين وكفار قريش، واستشهد في تلك الغزوة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول عليه الصلاة والسلام.
- مقبرة شهداء أحد: يوجد فيها قبور عدد من الصحابة الذي يصل عددهم لأكثر من سبعين صحابي، ومنهم حمزة بن عبد المطلب، وتقع تلك المقبرة شمال المسجد النبوي على بُعد خمسة كيلو مترات عند جبل أحد.
المناخ في يثرب
يُعد مناخ المدينة المنورة مناخًا جافًا، إذ يتميز بدرجات حرارة مرتفعة تتراوح بين 28 إلى 42 درجةً مئويةً في فصل الصيف، وتتراوح درجات الحرارة في فصل الشتاء بين 11 إلى 24 درجةً مئويةً، وتُعدّ أشهر حزيران وتموز وآب الأعلى حرارةً بالعام، إذ تبلغ درجات الحرارة العظمى أثناء تلك الشهور ما يقارب 42 درجة مئوية، بينما تكون أدنى درجات الحرارة أثناء أشهر كانون الأول وكانون الثاني، إذ تصل إلى 12 درجةً مئويةً. تُعد الرطوبة النسبية في المدينة منخفضة طوال العام باستثناء فترات تساقط الأمطار، إذ يبلغ متوسط الرطوبة ما يقارب 22%، وفي فصل الشتاء يرتفع معدل الرطوبة ليصل إلى ما يقارب 35%، بينما في الصيف تنخفض لتصل إلى 14%، كما تتعرض المدينة للرياح الجنوبية الغربية؛ إذ يبلغ متوسط سرعة الرياح ما يقارب 5 إلى 8 عقدة/الساعة[٤].
المراجع
- ^ أ ب "ما هي مدينة يثرب وأين تقع "، www.thaqfya.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "المدينة المنورة"، www.aljazeera.ne، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعرف على.. 10 من أهم معالم المدينة المنورة"، news.travelerpedia.net، 26-6-2017، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أمانة المدينة المنورة > المدينة المنورة > لمحة جغرافية"، www.amana-md.gov.sa، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.