محتويات
صومعة حسان
تعرف أيضًا باسم برج حسّان، وتعدّ معلمًا من معالم الجذب السياحي في مدينة الرباط عاصمة المغرب، إذ يطغى عليها النمط العمراني المغربي الممزوج بالإسباني في آنٍ واحد، وتعتبر صومعة حسان من أبرز الآثار التي تركتها الدولة الموحدية في البلاد، وهي عبارة عن مئذنة كبيرة غير مكتملة البناء نظرًا لتوقف البناء بشكلٍ مفاجئ سنة 1199 للميلاد بعد أن وافت المنية الخليفة أبا يوسف يعقوب المنصور الخليفة الثالث في الدولة الموحدية، وتمتاز الصومعة بأنها مشيدة من الرمل الأحمر لارتفاعٍ يصل إلى 44 متر تقريبًا، وتحيط بها العديد من الأعمدة، وتقع صومعة حسان على مقربةٍ من المعالم البارزة ومنها ضريح الملك محمد الخامس، وفي هذا المقال سنتعرف على سبب تسمية صومعة حسان بهذا الاسم[١].
سبب تسمية صومعة حسان
سميت بهذا الاسم نسبة إلى مسجد حسان الذي يعدّ من أكبر المساجد في المملكة المغربية، وتشير المعلومات إلى أن تسمية المسجد وصومعة حسان جاءت تكريمًا لبني حسان -القبيلة العريقة التي كانت تقيم في المغرب العربي-، كما أنها تابعة لصومعة الكتيبة بمراكش، وصومعة الخيرالدة في إشبيلية، وقد بنيت هذه الصومعة لتكون أطول مأذنة في العالم وأكبر مسجد في العالم الإسلامي، وتشير المعلومات إلى أن هذه الصومعة بُنيت بأمرٍ أصدره السلطان يعقوب المنصور إلى جانبِ مسجد حسان الثاني في المدينة، وقد بدء فعليًا التشييد سنة 1195 للميلاد مع مخططاتٍ ليصل ارتفاعها إلى 86 مترًا، بالإضافة إلى استيعابِ 2,000 مصلٍ في رحابِ المسجد، إلا أن وفاة السلطان المفاجئة قد أوقفت عملية البناء فبقيت المئذنة عند ارتفاع 44 مترًا فقط، ووجود 200 عمود أساس كانت مجهزة ليقام عليها المسجد، وقد تعرضت المنطقة لزلزالٍ مدمر مما تسبب بهدمِ عدد من الأعمدة المركزية، وبدورها فقد حرصت الحكومة المغربية على ترميم هذه الأعمدة وإعادة تجديدها، إلا أن المعلومات تشير إلى أنّ صومعة حسان قد تمكنت من الاحتفاظ بمسجدها وهيبتها كما هي دون أي ضرر[٢][٣].
بناء صومعة حسان
بنيت صومعة حسان في عهد السلطان يعقوب المنصور الخليفة الثالث بين خلفاء الدولة الموحدية في المغرب على يد المهندس المعماري جابر بن أفلح، ولكن بناء المسجد توقف بعد وفاته، وقد أراد السلطان المنصور بناءها لتكون بداية لمدينة إسلامية عريقة، واكتمالًا للازدهار الذي بدأه في عهده، والإنجازات الكبيرة التي حققها في دولة الموحدين، وتتخذ هذه الصومعة شكلًا مربعًا، ويبلغ عرضها متران ونصف، ويحيط بها سور متين ارتفاعه تسعة أمتار، وعرضه متر ونصف، ولها ممرّ داخلي ملتوٍ يمر بست غرف، وواجهاتها الأربعة مزينة بزخارف ونقوش، كما أن المسجد غير المكتمل يضم 200 عمود مع عدة جدران، فلو أنّ بناءه اكتمل لكان فنًا معماريًا بديعًا[١].
جاء بناء صومعة حسان في مساعٍ من السلطان يعقوب المنصور لإقامة أكبر مسجد على مستوى العالم بعد مسجد سامراء في العراق، وتشير المعلومات إلى أن هذا البرج يحظى بأهمية عظيمة في الوقت الحالي في البلاد بحكم مكانته التاريخية، بالإضافة إلى وجودِ ضريح الملك محمد الخامس وولديه الأمير مولاي عبد الله والحسن الثاني، وقد ساهم ذلك بجعل الموضع أعجوبة معمارية فريدة من نوعها[٤].
معلومات عن صومعة حسان
من أهم المعلومات حول صومعة حسان ما يلي[٥][٦]:
- تعرضت المنطقة إلى زلزال عام 1755 للميلاد، ولكنها بقيت صامدة نظرًا لمتانة المواد التي صنعت منها؛ فقد دخل في بنائها الحجر المنحوت، والحجر الرّملي، والآجر، لحمايتها من آثار الظروف الجوية، وهذا ما جعلها صامدة حتى الوقت الحالي.
- صُمم الجزء الداخلي من الصومعة بشكلٍ فريد، إذ أُقيمت بها سلالم على هيئة أرصفة منحدرة عوضًا عن الأدراج، وذلك لتسهيل نقل مواد البناء على ظهر الحيوانات ونقلها إلى أعلى لضمان إكمال البناء.
- كان المؤذن يصعد إلى أعلى برج الصومعة على متنِ حصان للنداءِ بالأذان.
- أُدرِجت صومعة حسان ضمن قائمة المواقع الأثرية في قائمة التراث العالمي لليونيسكو سنة 1995 للميلاد.
معالم أثرية في الرباط
تعدّ الآثار التاريخية والمباني التراثية بمثابةِ شاهد يروي تفاصيل التاريخ الذي مرت به المناطق، كما تلعب دورًا هامًا في تحقيق الدخل للدول من خلال استقطاب السياح وجذبهم إليها، ولذلك لا بد من المحافظة على مثل هذه الآثار وحمايتها من الاندثار والزوال من خلال الترميم على الدوام، ويأتي هذا الاهتمام انطلاقًا من اعتبارها مرشدًا حقيقيًا للتاريخ وتفاصيله، ومن أهم المعالم الأثرية في الرباط أيضًا إلى جانبِ صومعة حسان ما يلي[٧][٨]:
- الشالة: مدينة أثرية محصنة في قلبِ مدينة الرباط يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى، ويشار إلى أنها أطلال مدينة ترجع إلى ما قبل الإسلام، ويعج المكان في التاريخ العريق؛ إذ تكثر المباني المهجورة المليئة بزخارفِ النباتات والحيوانات الملونة، وتتواجد فيها أيضًا آثار إسلامية ورومانية.
- قصبة الوادية: تعد هذه المنطقة التاريخية الأقدم على الإطلاق بين مناطق الرباط، وتمتاز بإطلالة مميزة على النهر والمحيط من أعماق المناطق السكنية، ويطغى عليها الهدوء والجمال وتمتاز شوارعها باللون الأبيض، كما يمتزج اللون الأزرق بالمباني ليعطي مشهدًا فريدًا، ويمكن الوصول إليها بواسطةِ باب كبير تاريخي.
- الحديقة الأندلسية: تعد الحدائق الأندلسية بمثابةِ أرض لاستعراض الثقافة المغربية على طبيعتها إلى جانب معارض الفنون، ويعود تاريخ تشييد هذه الحديقة إلى القرن العشرين على يد الفرنسيين، ويتوافد إليها الزوار والسياح للاستمتاع بالطبيعة المنعشة والمريحة حيث تكثر أشجار الموز والبرتقال والليمون، بالإضافة إلى الشجيرات الأندلسية التقليدية والأزهار.
- حديقة الحيوانات: تعدّ هذه الحديقة بمثابةِ فرصة مثالية لاستكشاف عدةِ موائل في آنٍ واحد منها الغابات المطيرة والسافانا والجبال والصحاري، وفتحت الحديقة أبوابها سنة 2012 للميلاد لاستقبال الزوار ودعوتهم لمشاهدة 130 نوع من الحيوانات على الأقل، ويمكن أن يحتاج الأمر لنصف يومٍ تقريبًا لمشاهدة جميع الحيوانات.
- متحف العلوم الطبيعية: يستعرض متحف العلوم الطبيعية أهم المجسمات للديناصورات والقصص القديمة والتفاصيل الخاصة بتاريخ الأرض وما يتعلق بها، ويستعرض على وجه الخصوص نسخة طبق الأصل لديناصور حقيقي عثر عليه سنة 1979 للميلاد في أرجاءِ جبال الأطلس.
- المدينة القديمة: يمكن اعتبار هذه المدينة موقعًا مناسبًا لاقتناء الهدايا والتحف التذكارية المغربية التقليدية، وتمتاز مدينة الرباط عامةً بأنها هادئة؛ لذا فإن هذا الطابع يطغى على المدينة القديمة أيضًا.
- الشواطئ: تكثر في مدينة الرباط الشواطئ الهادئة الساحرة، ومن بينها شاطئ القنيطرة الذي يعد مثاليًا لعشاق الرياضات المائية، بالإضافة إلى الشواطئ المترامية على حواف المدينة والتي تعد مكانًا مثاليًا للاسترخاء.
المراجع
- ^ أ ب "Hassan Tower, Rabat", memphistours, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ Maria Inês Pinto , "Hassan Tower and Mohamed V Mausoleum in Rabat, Morocco"، journeybeyondtravel, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ↑ Randa Abdulhameed ، "معلومات عن صومعة حسان وسبب تسميتها "، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "THE HASSAN TOWER", infostourismemaroc, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ Ahmed El Jechtimi (25-2-2012), "Hassan Tower, a Look at Morocco’s 12th C. Architecture"، moroccoworldnews, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ Kaushik Patowary, "Hassan Tower, Morocco"، amusingplanet, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ Thomas Hollowell , "Monuments & History in Rabat Morocco"، journeybeyondtravel, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ REBECCA CHURCH (9-2-2017), "The Top 10 Things To See And Do In Rabat, Morocco"، theculturetrip, Retrieved 3-12-2019. Edited.