بحث حول الساعة

الزمان والمكان

الزمان والمكان يشكلان عنصرَيْ الكون وبعديه الأساسيين، وهما منظومة متكاملة ومترابطة تحتوي مكونات ومخلوقات الكون وتعطي تصورًا عنها، ولما شكّل المكان شيئًا ملموسًا ومحسوسًا للإنسان، فإن الزمان كان فيه شيء من الغموض؛ فرغم أن جزئية الزمان المتمثلة بالوقت قد سهّلتها المواقيت والساعات، إلا أن مفهوم الزمن ما زال غامضًا ويخضع للدراسات، وبما أننا نخضع لتوقيت معين وعليه تتشكل حياتنا اليومية وأعمالنا المختلفة، فإن معرفة التوقيت عامل مهم في حياتنا اليومية، وكان اختراع الساعة في غاية الأهمية[١].


اختراع الساعة

استخدم الإنسان طرقًا عدة لمعرفة الوقت، منها الشمس وحركتها من شروق وغروب، وزوال ودوران القمر، وحركات الفصول، ولكن هذه الطرق لم تكن دقيقةً وكافيةً لمعرفة الوقت والفروقات الصغيرة بين جزئياته، لذا فإن اختراع الساعة قد شكل نوعًا من التيسير الكبير في حياة الناس وتسهيلًا لهم، أما عن مخترع الساعة فلا يمكن الجزم به وتحديد هويته؛ فالساعة بأنواعها قد ظهرت في أماكن مختلفة، فقد كان أول ظهور للساعات في العصور الوسطى عند اليونانيين والرومان، وقد عرف المسلمون الساعات وطوروها، وكذلك البابليون والمصريون القدامى، وقد سُجِّلت أول براءة اختراع للساعة الآلية عام 1876[٢].


أنواع الساعات

يمكن ذكر أنواع الساعة في بداياتها، كما يأتي[٣]:

  • الساعة الشمسية: وهي ساعة تعمل على أشعة الشمس لتحديد الساعات ما بين شروق الشمس وغروبها على دائرة، وذلك عن طريق الظل الذي تشكله قطعة مثبتة في منتصف الدائرة، إذ يقع ظلها على رقم الساعة، وقد عرفها البابليون.
  • الساعة المائية: وتعتمد في مبدأ عملها على انسياب الماء من ثقب ما في وعاء، وكمية الماء المتبقي تشير للوقت، وقد عرفها المصريون القدامى، كما عرف الألمان الساعة المائية كذلك، إلا أنهم كانوا يستخدمون معها صافرةً لتعبر عن التوقيت.
  • الساعة الرملية: ويشابه مبدأ عملها مبدأ عمل الساعة المائية، إذ تتكون من جهتين زجاجيتين يلتقيان بثقب أو نقطة اتصال ضيقة، فانتهاء الرمل المنسكب من جهة إلى أخرى يعني انتهاء مدة معينة.
  • ساعة الشمع: ويعتمد مبدؤها على معدل الحرق؛ إذ يعبّر انتهاء حرق الشمعات التي تُشعل على التوالي عند انتهاء مدة معينة.
  • الساعة الميكانيكية: وهي الساعة التي تعتمد على صعود وهبوط الأوزان التي تدار بواسطة تروس متحركة كي تشير إلى الوقت، وكان لها مراحل تطور متعددة، ولكنها ظهرت لأول مرة في أوروبا.

توجد أمثلة مختلفة عن تاريخ الساعات المبتكرة التي ساعدت في معرفة الوقت، أما في وقتنا الحالي فإن الساعات الموجودة هي ساعات متطورة، دخلت فيها التكنولوجيا وصغّرت من أحجامها، فظهرت ساعات رقمية ذات أحجام صغيرة، وساعات اليد المتطورة، وساعات الحائط والساعات المضمّنة داخل الأجهزة التقنية، فلا يكاد هناك جهاز قد يخلو من جزء توقيت خاص، وهذا التطور المهم في تاريخ الساعات جعل للوقت أهميةً كبرى، يجب على الإنسان أن يعرف كيف يستغله بما ينفعه.


المراجع

  1. "مفهوم الزمن وقيمته في العلم والحياة اليومية"، الحوار المتمدن، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-14.
  2. "من هو مخترع الساعة .. تعرف عليه .."، مرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-14.
  3. "تاريخ نشأة الساعات وأنواعها وتطور صناعتها"، آفاق علمية وتربوية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-18. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :