بحث عن الظلم

العدل

كثيرًا ما يقع الإنسان في موقع الحكم على شخص أو على موقف، ويجد نفسه مضطرًا إلى تصنيف بعض الناس أو منحهم بعض الأشياء أو حرمانهم من بعضها، وهذا كله يتطلب من الشخص أن يكون عادلًا ومتوخيًا الحيطة والحذر في كل كلمة وفي كل حكم يصدر عنه لكي يعطي كل ذي حقٍ حقه، ولكي لا يطلق الأحكام جزافًا دون أن يمحص ويبحث وراء الحقائق، والله تعالى هو العدل وأمر عباده في العدل أيضًا، فهو عز وجل من خلق المخلوقات على هذه الأرض ونشرها في كل مكان ما بين أرض وسماء وماء، وما بين مخلوقات يدركها الإنسان ومخلوقات لا يدركها، وتكفَّل جل جلاله ووعد في القرآن الكريم وفي الكتب السماوية أيضًا بأن يكون العدل هو نظام هذا الكون العظيم والواسع حتى لو استطاع الإنسان بمنظوره الضيق أن يلحظ هذا الأمر كما يتوارد إلى أذهان الملحدين.


الظلم

نقيض العدل هو الظلم، والذي يتمثل بعدم حصول الإنسان على حقه الذي يستحقه، وقد حرَّم الله عز وجل على نفسه الظلم، كما حرمه على عباده، ومنعهم من أن يتظالموا مهما بلغوا من قوة، قال تعالى: (وما الله يريد ظلمًا للعباد) [سورة غافر: 31]، والظلم يورث في القلب لوعةً وحزنًا، فالإنسان المظلوم دائمًا ما يشعر أنه منتهك الحقوق ولم يحصل على مبتغاه أو على ما يستحق، وكثير من الناس أصيبوا بأمراض مفاجئة وسكتات قلبية ودماغية لشدة الحزن الذي شعروا به إزاء ما تعرضوا له من ظلم[١].


تعامل الإسلام مع الظلم

رفض الإسلام الظلم في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، فقد حذَّر الله الإنسان في القرآن الكريم أن يكون من الفئات الظالمة، لأنه أعد لهم في جهنم عذابًا أليمًا جدًا، كما أن النبي الكريم أيضًا ذمَّ الظالمين وحذَّر منهم في أحاديث نبوية كثيرة، وكان يرفض الظلم في كل تعاملاته عليه الصلاة والسلام، فقد كان يتوخى العدل في كل تصرف وفي كل قول يبدر منه، ومن المعروف أن المسلم لا يُسمح له أن يجهر بالقول السيئ أي بالدعاء بالسوء على أي شخص آخر ولكن هذا الأمر تُرك مفتوحًا للمظلومين وفي هذا إيذان من الله عز وجل بنصره، وتخويف للظالم ليرتدع عن ظلمه[٢].


التعامل مع الظلم

إن الطريقة المثلى للتعامل مع الظلم هي التصدي له ومواجهته وعدم السماح للظالمين بأن يتمادوا بظلمهم، وهذا لا يكون إلا من خلال تأنيبهم ووعظهم في بادئ الأمر، وإن لم يجدي هذا نفعًا معهم، وجب إيصال الشكوى منهم إلى أصحاب القرار ليتخدوا قراراتٍ رادعةً في حقهم، فليس من المعقول أن يُترك مثل هؤلاء ليبطشوا بالضعفاء ويتجبروا دون رحمة، والتبليغ عن مثل هؤلاء هو طريق لإحقاق الحق وليس فيه أي دعوة للسوء خاصةً بعد استنفاد كل الطرق والوسائل الإرشادية والودية معهم، فالإنسان بفطرته السليمة لا يمكنه أن يتحمل الظلم، أو أن يسكت عن حقه، لأنه بهذا يشعر بامتهان لكرامته[٣].


المراجع

  1. "تعبير كتابي عن الظلم "، المرسال ، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرف.
  2. "الظلم عاقبته وخيمة "، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرف.
  3. "الظلم ظلمات "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرف.

فيديو ذو صلة :