هل اللعب يساعد في تنمية شخصية طفلك؟

ما الذي يؤثر على شخصية طفلكِ؟

تؤثر كثير من العوامل على شخصية طفلك، لا سيما طبيعة الأبوة والأمومة التي يحظى بها، فتبنى سلوكياته وعاداته، وفقًا للبيئة التي يعيش فيها، فتعد الأسرة المجموعة الأساسية الأولى التي يتعلم طفلك منها السلوك، إذ يقلّد ما يراه من تصرفات، فإذا كانت سلوكيات الأسرة إيجابية ومبنية على الأخلاق الجيدة، ستكون شخصيته إيجابية، لأن شخصيته تتشكل خلال السنوات الخمس الأولى من عمره، لذا عاملي طفلك منذ طفولته المبكرة بأسلوب جيد، وابني ثقته بنفسه، وامنحيه مساحة لصنع القرارات، وإلا سيعتاد الاعتماد عليك حتى سنوات متقدمة من عمره، ودعيه يطوّر شخصيته الخاصة، دون قمع أو تقييد، ويعبر عن نفسه، وتجنبي القسوة والعنف، فالأطفال الذين يواجهون العنف والإساءة والإهمال والفقر وإدمان الوالدين للكحول أو المخدرات، تتأثر شخصياتهم وتظهر لديهم اضطرابات نفسية، والأطفال الذين لم يتمتعوا بمباهج الطفولة، يصبحون عدوانيين وأنانيين ويحاولون تلبية احتياجاتهم بوسائل مختلفة حتى من خلال إيذاء الآخرين.

ومرحلة الطفولة المبكرة من 3 إلى 8 سنوات، هي فترة حساسة للنمو والتطور الإيجابي، والإدراك لدى طفلك، كما يؤثر به المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل، فالتعليم يلعب دورًا مهمًا في تطوير شخصيته، لأنه يمارس في المدرسة مهارات عقلية، وبدنية، ويلعب ويستمتع من خلال الأنشطة، فهي أفضل مكان للنمو وتحديد القدرات واكتشاف المهارات الخفية، فحين يقوم طفلك باجتياز اختباراته بنجاح، ويحقق مستوى جيد في درجاته، سيكون صاحب شخصية قوية وواثقة مستقبلًا، وفي مرحلة الطفولة الوسطى، يدرك الأطفال معنى احترام الذات والتميز، وتفاوت الكفاءة مع أقرانهم، لذا اهتمي بتعزيز المهارات المعرفية لطفلك لا سيما إذا كان يعاني من صعوبات التعلم المبكر في المدرسة، فالأطفال الذين لا يجدون دعمًا كافيًا لتجاوز صعوباتهم في المدرسة يصابون بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية، ويتعاملون بغضب وعدوانية مع أقرانهم، بسبب إحباطهم، وعدم ثقتهم في أنفسهم، وافتقارهم للهدف في الحياة، وقد يحاولون الانتحار، وفي تلك الحالات يجب الاستعانة بمعالج مختص يتابع تحصيلهم الأكاديمي، وعلاقاتهم الاجتماعية، ليعزز من احترامهم لأنفسهم، ويغيّر أفكارهم، ويزيل أثر الإهمال الذي تعرضوا له من أذهانهم، وإعادتهم للحياة الطبيعية^[١].

كيف يؤثر اللعب على شخصية طفلكِ؟

قد تعتقدين أن اللعب نشاط غير مفيد ويمارسه طفلك فقط للمتعة، وهذا اعتقاد خاطئ، إذ يكوّن طفلكِ ذكريات جميلة عن اللعب مع أصدقائه وعائلته، فكافة أنواع اللعب مهمة ومفيدة له، مثل الأنشطة الرياضية كالجري والقفز، ولعب أدوار التمثيل، إذ تطوّر نموّه المعرفي، وبناء شخصيته، لا سيّما إذا حرصت على ممارسته للألعاب البدنية في فترات عمره المختلفة، ولم تتركيه يلعب بالأجهزة الإلكترونية، ويمكن أن تؤثر مشاركة الآباء في اللعب بشكل إيجابي أو سلبي على شخصية الطفل، فإذا منحوا الطفل حرية اختيار اللعبة، سيعزز ذلك من تطور شخصيته وثقته بنفسه، وتنمية مهاراته وقدراته، أما إذا سيطروا على خيارات الطفل، سيكون الطفل مؤديًّا للحركات فقط، لذا عليكِ الإشراف على طفلك أثناء اللعب، وتحديد الوقت والقواعد اللازم اتباعها، وتركه يلعب ويكتشف المهارات المعرفية وحده^[٢].

ألعاب تساعدكِ في بناء شخصية طفلكِ

إليكِ هذه الألعاب التي تساعدكِ في بناء شخصية طفلكِ^[٣]:

• علّمي أطفالك لعبة التعزيز، ودعيهم يلعبونها مرة في الأسبوع، وتقوم على تشجيع الأطفال بعضهم لبعض، بأن يجلسوا على شكل دائرة، ثم يقول كل منهم عبارة يوجهها لباقي الأطفال مثل: "ما يعجبني في فلان هو كذا وكذا"، ويمكن تعليم طفلك الأكبر سنًا، كتابة رأيه الإيجابي بأصدقائه، أو رسائل شكر لبعضهم البعض.
• علّمي أطفالك لعبة "لا تضغط على الأزرار"، وتعني أن يضعوا قائمةً بالمواقف التي تزعجهم، ولا يريدون التعرض لها، لذا حين يتسبب أحد بإزعاج الآخر، عليه أن يقول له: "لا تضغط على أزراري".
• شجّعي طفلك على تصميم لوحة إعلانات مزخرفة بالزهور أو الأشجار الورقية، واطلبي منه إضافة قصاصات على شكل بتلات، ويكتب الأمور التي يشعر بالامتنان لوجودها، ويمكنك أن تجعلي هذا نشاطًا يوميًا أو أسبوعيًا.
• اطلبي من طفلك تخصيص دفتر لتدوين ملاحظاته، وأفكاره حول كيفية التعامل مع الغضب، والحفاظ على النظرة الإيجابية في المواقف المختلفة، والتحلي بالصفات الشخصية الجيدة، واقتراحات حول كيفية جعل الآخرين يحترمونه، ويعاملونه بلطف، وقومي بمراجعة دفتر الملاحظات لتعزيز السلوك الجيد لدى طفلك.
• اطلبي من أطفالك تحديد صفات شخصية جيدة باستخدام كلماتهم الخاصة، ثم يصوتوا على واحد منهم يتمتع بتلك الصفة، ومن يفوز توضع له نجمة على قميصه، ويسمى بنجم اليوم أو نجم الأسبوع، ويمكن للطفل أن يفوز لمرة واحدة فقط، وخصصي لوحة لإعلان اسم نجم الاسبوع عليها لتعزيز أكبر.
• العبي مع طفلك بمسرح الدمى، واستغليه لتعليمه كيفية التصرف في النزاعات مع إخوته أو زملائه بعقلانية ولطف، ودعيه يصنع الدمى بنفسه لتعزيز هذا النشاط.
• دعي أطفالك يلعبون لعبة "أعِدهُ إلى العلبة"، وأعطي كل واحد منهم علبة صغيرة من الملح أو الفلفل أو السكر، وورقة، واطلبي منهم تفريغ الملح أو السكر على الورقة، ثم اطلبي منهم إعادته إلى داخل العلبة، واشرحي لهم أنه كما يصعب إعادة المحتويات إلى العبوة، فمن الصعب استعادة كلماتنا حين نقولها.
• ضعي على كل باب من الأبواب ملصقًا يحمل كلمة لصفة من الصفات الجيدة، ويكون اسم الباب مثلًا: باب النزاهة، أو باب الصدق، أو باب اللطف، ليشعر الطفل عند المرور من الباب أن عليه التحلي بالصفة المكتوبة.

نصائح لكِ لبناء شخصية طفلكِ

إليكِ هذه النصائح لبناء شخصية طفلكِ^[٤]:

• تذكري أن طفلك يختلف عن غيره من الأطفال، فلا تقارنيه بغيره، حتى مع أشقائه، وعليك معرفة نقاط ضعفه وقوته، وطبيعة احتياجاته الشخصية لتتمكني من التعامل معه بالطريقة الصحيحة.
• شجعي طفلك على اللعب، إذ له تأثير كبير على نموه، وهو المفتاح لازدهار شخصيته، ويطوّر اللعب النمو البدني والعقلي والعاطفي لطفلك، ويعلمه العمل في مجموعات، وحل الخلافات، ويطوّر خياله، ويعلّمه القيام بأدوار مختلفة، ويدرّبه على صنع القرار، ويعلمه الدفاع عن نفسه، وينمّي إبداعه، ومهارات استكشافه، ويعلمه كيف يكون قائدًا.
• تجنبي تقييم طفلك في وقت مبكر، ولا تطلقي عليه التسميات، مثل: خجول أو متسلط أو عاطفي أو عنيد، فشخصية طفلك ستتطور في مراحل متعددة قادمة.
• كوني قدوة لطفلك، فأنتِ أكثر شخص يراه طفلك ويقلده، لذا أعطيه نموذجًا مميزًا للأدب والمشاركة والصبر ليقتدي به.
• دعي طفلك يكون نفسه، وليس صورة منك، ربما تكون شخصيتك مختلفة عنه، فقد تكوني اجتماعية جدًا أو هادئة، أو خجولة، وقد ترغبين في أن يكون طفلك مثلك، وهذا أمر يضر بشخصيته، وعليك تركه يمارس حياته بطريقته الخاصة.
• اقرئي لطفلك كثيرًا لا سيما في مرحلة ما قبل المدرسة، وحددي وقتًا محدودًا لمشاهدة التلفاز.

المراجع

1. ↑ nimra shehzadi (23-2-2017), "Factors affecting the child’s personality"، medium, Retrieved 23-7-2020. Edited.
2. ↑ whiteriveracademy team, "How we develop through play 1: The impact of play on personality development"، whiteriveracademy, Retrieved 23-7-2020. Edited.
3. ↑ icebreakerideas group (25-4-2019), "29 Awesome Character Building Activities"، icebreakerideas, Retrieved 23-7-2020. Edited.
4. ↑ Wendy C. Fries, "6 Ways to Help Your Preschooler's Personality Blossom"، webmd, Retrieved 23-7-2020. Edited.